قطنا
مرحبا بك في منتديات قطنا الثقافية و العلمية
و نشكر زيارتكم
ولتتمكن من الإستمتاع بكافة ما يوفره لك هذا المنتدى من خصائص, يجب عليك أن تسجل الدخول الى حسابك في المنتدى. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه.
و يرجى الانتباه بادخال الايميل الصحيح لانه عند التسجيل ستصلك رسالة تفعيل رمز الدخول الى بريدك الالكتروني و بعد التفعيل ستتمكن من الدخول بالاسم و كلمة المرور التي ادخلتها
كما ندعوكم لزيارة موقعنا قطنا نت www.qatana.net
قطنا
مرحبا بك في منتديات قطنا الثقافية و العلمية
و نشكر زيارتكم
ولتتمكن من الإستمتاع بكافة ما يوفره لك هذا المنتدى من خصائص, يجب عليك أن تسجل الدخول الى حسابك في المنتدى. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه.
و يرجى الانتباه بادخال الايميل الصحيح لانه عند التسجيل ستصلك رسالة تفعيل رمز الدخول الى بريدك الالكتروني و بعد التفعيل ستتمكن من الدخول بالاسم و كلمة المرور التي ادخلتها
كما ندعوكم لزيارة موقعنا قطنا نت www.qatana.net
قطنا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
قطنا

منتدى مدينة قطنا
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  
"وقـل اعمـلوا فسـيرى الله عـملكم ورسـوله والمؤمنـون"    

 

 تابع جبل الشيح - جبل الدروز

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو محمد الشيخ
عضو فعال
عضو فعال
avatar


المزاج : قطنا
ذكر
عدد المساهمات : 111
نقاط : 331
تاريخ الميلاد : 30/01/1948
العمر : 76
تاريخ التسجيل : 08/11/2010
مكان الإقامة : سوريا-قطنا

تابع جبل الشيح - جبل الدروز  Empty
مُساهمةموضوع: تابع جبل الشيح - جبل الدروز    تابع جبل الشيح - جبل الدروز  Emptyالخميس يوليو 12, 2012 4:43 am

تابع جبل الشيح - جبل الدروز
22- جبل الدروز
سمي جبل الشيخ أيضًا بـ « جبل الدروز » عندما سكنه الدروز بعد حوالي مائتي عام من سكن الهلاليين له وتسميته باسمهم لفترة بسيطة من الزمن ، حيث حلت محلها تسمية جبل الشيخ ، وبسبب قصر هذه الفترة وعدم شيوعها بين المؤرخين نجد أن كثيرًا منهم أهملها ولم يعرها أي اهتمام . يقول صاحب كتاب « كنز الأنساب ومجمع الآداب » : وتوطن الدروز في قمم لبنان وسفوحه ، لا سيما في قضاء الشوف والمتن ، وتوطن بنو تيم الله بن ثعلبة في الوادي المعروف باسمهم اليوم « وادي التيم » من سفوح جبل الشيخ ، وكانوا وما زالوا من الدروز ، وعرفوا باسم التيامنة ، واتخذ بنو هلال من عامر بن صعصعة الجبل الدرزي موطنًا ، أما بنو عجل بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس من ربيعة فكان لهم قضاء الشوف معقلاً ، فسماهم جيرانهم بالعجول( ) ، وقد ذكر « أن صلاح الدين الأيوبي قضى قضاء نهائيًا على أتباع حمزة بن علي الفارسي الدرزي المتوفى عام 433 هـ ( ) – مؤسس الدعوة الدرزية - في مصر ، فأوغر صدور إخوانهم الدروز في ديار الشام ، حيث تجمع أكثرهم في الجبال ، خصوصًا حول جبل الشيخ . ولما هزم صلاح الدين الكونت « درو » سنة 586هـ( ) قيل إن الكونت وجنده لجأوا إلى حماية أبناء تلك الجبال( ) .
والدروز طائفة من الطوائف التي انشقت عن المذهب الإسماعيلي العبيدي « الفاطمي » فهي تعد من غلاة الشيعة الإسماعيلية ، وهي تنسب إلى أبي محمد الدرزي من أهل موالاة الحاكم بأمر الله الفاطمي .. ولهم معتقدات أهمها : الاعتقاد في ألوهية الحاكم بأمر الله . ومبنى هذه العقيدة أن الدرزي كان قد صنف كتابًا للحاكم ذكر فيه أن روح آدم انتقلت إلى علي بن أبي طالب – رضي الله عنه - وانتقلت روح علي إلى أبي الحاكم ، ثم انتقلت إلى الحاكم ، وساعده الدرزي على ادعاء الربوبية .. ويعترف الدروز بالقرآن لكن يفسرون معانيه تفسيراً باطنياً غير المعاني الواضحة في النص ، على سبيل المثال تفسر البسملة أنها مكونة من تسعة عشر حرف ، وتشير عندهم إلى دعاة الديانة الدرزية وهكذا .. ولهم كتاب آخر يسمى رسائل الحكمة من تأليف حمزة السموقي « المؤسس الفعلي للديانة الدرزية » يحتوي على جميع أسرار الطائفة الدرزية ، ويتألف من ثلاث مجلدات يمنع الإطلاع عليها لأي كان حتى أبناء الطائفة نفسها عدا شيوخ العقل ، وتظهر تلك الرسائل بوضوح أن الدرزية ديانة مستقلة( ). لذا فهم يعتقدون بنسخ الشريعة الإسلامية وأنها منسوخة بشريعتهم التي ابتدعوها .. ويعتقدون في تناسخ الأرواح وانتقالها إلى الأحياء في صورة الإنسان والحيوان .. وينكرون الجنة والنار والثواب والعقاب الأخريين .. ويبغضون أهل كل الأديان ، ويستبيحون دماءهم وأموالهم( ). وهم يتكتمون على عقائدهم أشد التكتم ، ولهذا خفي أمرهم على كثير من علماء الفرق والتاريخ ، وهم لا يسمحون لأحد أن يدخل في مذهبهم ، ولا يعترفون بخروج أحد منه . ولهم في هذا فلسفة يبررون بها موقفهم قائمة على مفهوم التناسخ الذي يسمونه التقمص ، ومن الجدير بالذكر أن بينهم وبين النصيرية اتفاقاً في كثير من الآراء الاعتقادية ، واختلافاً أيضاً في بعضها ، وبينهم عداوة شديدة بسبب تأليه النصيرية لعلي بن أبي طالب - رضي الله عنه - وعدم تأليههم للحاكم بأمره ، وكراهية النصيرية لهم لتأليههم الحاكم دون علي ، رضي الله عنه( ). وقد اختلف الناس في أصل الدروز على أقوال كثيرة نوجزها فيما يلي :
1. أنهم سلالة قبائل عربية من لخم وتنوخ .
2. أنهم من سلالة السامريين القدماء.
3. أنهم من بقايا الحثيين القدماء.
4. أنهم مزيج من عناصر مختلفة من عرب وفرس وهنود.
5. أنهم سلالة الجنود الفرنسيين الصليبيين .
6. أنهم من أصل إنجليزي .
وتبدو تلك الأقوال كلها - غير القول الأول – بعيدة عن الصواب ، وتهدف كذلك إلى أغراض سياسية فيما يرى محمد كامل حسين . وتنسب هذه الطائفة إلى أحد دعاة الباطنية الذين قالوا بألوهية الحاكم العبيدي ، ويسمى هذا الداعي محمد بن إسماعيل ، ويقال له : درزي ، من أصل فارسي ويعرف بـ « نشتكين » ، قدم إلى مصر ودخل في خدمة الحاكم ثم كان أول من أعلن ألوهية ذلك الحاكم المفتون ، ولم يكن نشتكين في هذا الميدان وحده ، بل كان معه داعية آخر فارسي أيضاً يسمى « حمزة بن علي الزوزني » من أهالي زوزن بإيران ، وكان له الأثر البارز في تاريخ الدروز فيما بعد ، بل هو زعيم المذهب الدرزي ومؤسسه . وقد بدأ درزي في إعلان مذهبه الهدام بتأليف كتاب أعلن فيه ألوهية الحاكم ، ثم جاء به إلى أشهر مكان في القاهرة : الجامع الأزهر وبدأ يقرأه على الناس فأحدث ضجة يبن الناس . وثارت غيرتهم الإسلامية وأرادوا قتله فهرب - أو هربه الحاكم - من مصر إلى جبال لبنان ، حيث أخذ ينشر مذهبه إلى أن هلك سنة 410هـ مقتولاً . وقد أصبح درزي هو الزعيم الذي يعترف به الدروز ويقدسونه في ذلك الوقت وخصوصاً أهل بلاد تيم الذي انتشر مذهب درزي بينهم ، ولكن في الوقت الحاضر نجد الدروز يلعنون درزي مع أن نسبتهم إليه ، ويقدمون حمزة ويقدسونه . وسبب خلافهم على درزي وسبهم له هو موقف حمزة منه ، فقد أراد درزي أن يستقل بالإمامة دونه . ثم كذلك تسرعه في إظهار العقيدة الدرزية التي تنادي بألوهية الحاكم قبل أن يرضى حمزة عن ذلك التوقيت لإعلانها ، فقد أظهر درزي ألوهية الحاكم سنة 407هـ ، بينما أحب حمزة إظهارها سنة 408هـ ، وهي السنة التي يعتبرها الدروز أولى سني تقويمهم . وينبغي ملاحظة أن الدعوة إلى تأليه الحاكم بدأت في حدود سنة 400هـ سرية ، فلما أنس أنصار الدعوة قوتهم أظهروها ، وكان أول من أظهرها محمد ابن إسماعيل الدرزي « نشتكين » ليحظى بسبق التقدم بها إلى الحاكم وتجاهل زميليه في الدعوة وهما حمزة بن علي الزوزني والحسن بن حيدرة الفرغاني من كبار دعاة الدعوة الإسماعيلية ، الذين استولوا على عقل الحاكم وحولوه إلى عقائدهم المجوسية الوثنية التي تجعل من الحكام آلهة . وقد صار حمزة فيما بعد صاحب الميدان وله الكلمة النافذة والطاعة التامة ، حيث صارت الدولة رهن إشارته بعد أن طابت أفكاره في نظر الحاكم الذي وقف من ورائه بكل ثقله لتتم دعوى الألوهية والتقمص الإلهي في شخصه . ولم ينس حمزة أن يخص نفسه بعدة ألقاب وصفات لم يسبغها حتى الأنبياء على أنفسهم ، فهو « الآية الكبرى ، وآية التوحيد ، وآية الكشف ، والعقل الكلي ، والإرادة ، وعلة العلل ، وذو معة » . كما أنه « هادي المستجيبين ، وإمام الزمان ، وقائم الزمان ، والمنتقم من المشركين لسيف مولانا » ، ثم ادعى أنه هو نفسه سلمان الفارسي في عصر الحاكم عن طريق التناسخ ، وأنه هو الذي أنزل القرآن على محمد - صلى الله عليه وسلم - حينما كان في دور سلمان . إلى آخر ما جاد به من أوصاف عالية لشخصه الذي سيلاقي من الله ما يستحقه من الجزاء العادل في يوم القيامة ، اليوم الذي لا يؤمن به حمزة ومن هم على شاكلته ممن طبع على قلوبهم . وقد جاء في أول كتاب لحمزة بعث به إلى قاضي القضاة في زمنه ، ويسمى أحمد بن محمد بن العوام ما نصه : « توكلت على أمير المؤمنين - جل ذكره - وبه أستعين في جميع الأمور ، معل علة العلل ، صفات بسم الله الرحمن الرحيم ، من عبد أمير المؤمنين ومملوكه حمزة بن علي بن أحمد ، هادي المستجيبين ، المنتقم من المشركين بسيف أمير المؤمنين وشدة سلطانه ، ولا معبود سواه ، إلى أحمد بن محمد بن العوام الملقب قاضي القضاة » إلخ الكتاب الذي ملأه بالسب والشتم والاستهزاء بهذا القاضي ؛ بسبب امتناعه عن الدخول تحت عبادة الحاكم . ثم بين حمزة نتيجة امتناع هذا القاضي بقوله : « وقد أرسلت إلى القاضي عشرين رجلاً ، ومعهم رسالة رفعت نسختها إلى الحضرة اللاهوتية ، فأبى القاضي واستكبر وكان من الكافرين . واجتمعت على غلماني ورسلي الموحدين لمولانا - جل ذكره - زهاء مائتين من العسكرية والرعية ، وما منهم رجل إلا ومعه شيء من السلاح ، فلم يقتل من أصحابي إلا ثلاثة نفر ، وسبعة رجلاً من الموحدين في وسط مائتين من الكافرين . فلم يكن لهم إليهم سبيل حتى رجعوا إلى عندي سالمين»( ). وللدروز أسماء عديدة أهمها :
1- الدروز : هذا هو الاسم المشهور عنهم والمتداول على ألسنة الناس ، وهو نسبة إلى نشتكين الدرزي ، وقد رأينا أنه مع شهرة هذا الاسم عنهم إلا أنهم لا يحبون أن يطلق عليهم ؛ لأنه ينسبهم إلى درزي المذكور ، وهم قد انحرفوا عن موالاته بعد أن اختلف هو وحمزة بن علي ، وصاروا بعد ذلك يلعنونه ويحكمون عليه بالضلال والكفر بمبادئهم لما سبق ذكره .
2- الموحدون : هذا هو الاسم الذي يحبونه ويطلقونه على أنفسهم في كتبهم التي يقدسونها . ويجب ملاحظة أن هذه التسمية لا تعني توحيد الله - عز وجل - الذي يعبده المؤمنون ، ولكن معناها الإخلاص في توحيد الحاكم بأمره ، حيث يذكر حمزة بن علي الزوزني ذلك بقوله : « التوحيد لمولانا عوض الشهادتين »( ).
3- بنو معروف : تسمية شائعة ، ويعتقد الباحثون أن هذا الاسم هو لقبيلة عربية اعتنقت الدرزية في بداياتها ، أو ربما هو لقب بمعنى أهل المعرفة والخير( ).
4- العجول : تسمية محلية لهم في المنطقة ، وسببها كونهم من بني عجل بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس ، من قبيلة عبد القيس إحدى قبائل ربيعة العربية ، حيث كان لهم قضاء الشوف معقلاً ، فسماهم جيرانهم بالعجول( ). وقد انتشرت العقيدة الدرزية عندما فرَّ درزي من مصر ، وتوجه إلى بلاد تيم في لبنان ، وكانت تقيم فيه قبائل عربية في الجاهلية ثم اعتنقوا الإسلام . وفي أيام الدولة العبيدية انتشر بينهم المذهب الإسماعيلي بتأثير هذا الداعي وفراغهم عن معرفة الدين الإسلامي . وهذه العقيدة وجدت من يستمع لها ويدين بها إلى وقتنا الحاضر مع شدة حرصهم على كتمانها ، الأمر الذي جعل المعلومات حولهم ناقصة جدًا ومتضاربة في كثير منها حول ديانة هؤلاء الدروز ، وهي في مجملها تتألف من أفكار شتى ونظريات مختلفة فلسفية وهندية ويونانية وفارسية وفرعونية ، أحاطوها بالسرية الكاملة ، لا يبيحون لأحد أن يطَّلع عليها غيرهم ، كما لا يبيحون لأحد منهم أن يفشي سرًا من أسرارها . وقد جاء في كلام لحمزة بن علي قوله في الترهيب من إفشاء أسرارهم : « إن أكبر الآثام وأعظمها إظهار سر الديانة ، وإظهار كتب الحكمة ، - يعني كتبهم - والذي يظهر شيئًا من ذلك يقتل حالاً تجاه الموحدين ، ولا أحد يرحمه » . ويقول : « عليكم أيها الإخوان الموحدون في دفن هذه الأسرار ، ولا يقرأها إلا الإمام على الموحدين في مكان خفي ، ولا يجوز أن تظهر كتب الحكمة الذي كلها رسم ناسوت مولانا سبحانه ، وإن وجد شيء من هذه الأسرار في يد كافر فيقطع إربًا إربًا » . على أنه لا مانع مع الحفاظ على هذا التكتم أن يتظاهر الدرزي - كما أوصاه علماؤه - بإنكار هذه المبادئ أمام الآخرين إذا لم تكن له قوة أمامهم مستعملًا في ذلك ما بوسعه من النفاق والكذب والخداع ، وأن يظهر لكل أهل مذهب الرضى عن مذهبهم والسلوك في سبيلهم على طريقة الباطنية .. وقد كشف هذا الستار أحد علماء الدروز وهو عبد الله النجار فهو يقول : « وإني لأذكر عتاب كبير الأشياخ الثقات ؛ لأني ذكرت في أحد الكتب المطبوعة أن أم الحاكم كانت صقلية ؛ إذ قال لي : إن الحاكم لا أم له . مردداً ما جاء في الرسالة 26 : حاشا مولانا - جل ذكره - من الابن والعم والخال « لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد »( ) . وقام عبد الله النجار بإصدار كتابه « مذهب الدروز والتوحيد » ، وبيَّن حقيقة هذا المذهب ، فقامت ضجة حوله وحول كتابه ، وحاكمه مشائخ الدروز لفضحه أسرار المذهب ، وجمعوا نسخ الكتاب من الأسواق وأحرقوها ، وقد استغلوا أحداث لبنان واغتالوه( ). وضايقوا الأستاذ محمد أحمد الخطيب وهددوه وتوعدوه بسبب طبع كتابه « عقيدة الدروز » . الذي يحتوي حقائق لا يستطيعون دفعها بأي حال لاستناده فيما كتبه عنهم إلى مصادرهم ، وفي ذلك يقول : « وللحقيقة أذكر أن هذه الأمور مجتمعة قد حدثت معي شخصيًا حينما تم طبع ونشر كتاب « عقيدة الدروز عرض ونقض » ، وهي رسالة ماجستير نوقشت في جامعة الإمام محمد بن سعود عام 1400هـ » حيث ظهر، وبشكل واضح طريقة التعامل الشديدة التي تتم مع كل من يحاول أن يبحث عن حقيقتهم . فقد توالت عليه المكالمات الهاتفية التي تهدده بالقتل ، وجاء على أثرها الكثير من الرسائل التي تتوعده بالويل والثبور إن لم يعتذر عن كتابه وما ورد فيه ، ولم يكتفوا بذلك بل عملوا على جمع ما يستطيعون من نسخ الكتاب المذكور وإحراقه ، وكذلك عملوا على مطالبة المسئولين في كثير من البلاد العربية بمنع الكتاب ، فكان أن منع في عدد من البلاد العربية( ) درءًا للمشاكل التي قد يسببها لها . وقد أوضح كمال جنبلاط – أحد زعمائهم في لبنان - كثيرًا من عقائدهم في كتابه المطبوع « الموحدون الدروز » . ومثله الدكتور سامي نسيب مكرم في كتابه « أضواء على مسلك التوحيد " الدرزية "» الذي عرضه على شيوخ العقل ، فما وافقوا عليه نشره .
ولعل من المفيد أن نعطي بعض الملامح لتاريخ الدروز منذ موت الحاكم وحتى القرن الحالي . فعندما جاء الزحف المغولي إلى بلاد الشام سنة 657 هـ بزعامة هولاكو ، كانت السيطرة على لبنان بيد أمراء الدروز التنوخيين ، ولما دخل « كتبغا » قائد هولاكو دمشق جاءه الأمير التنوخي جمال الدين حجي الثاني معلنًا خضوعه له ، مما جعل « كتبغا » يقر الأمير الدرزي على مقاطعة الغرب ، ولكن مجيء بيبرس من مصر على رأس جيش المماليك لمقاتلة المغول ، قلب موازين القوى - في ذلك الوقت - وهنا ارتأى الدروز أن « يلعبوا على الحبلين » ، وذلك أن يبقى أحدهم وهو الأمير جمال الدين بجانب كتبغا ، فيما ينضم الأخر أي الأمير زين الدين إلى جانب المماليك ، بحيث يكون على قول صالح بن يحيى : « أي من انتصر من الفريقين كان أحدهما معه فسيدخله رفيقه دخلة البلاد » ، لأن الانحياز إلى أحد القوتين كان يعني المجازفة بمصيرهم فيما لو خسر الجانب الذي قد ينضمون إليه ؟ ! وبعد انتصار المماليك على المغول ، استولوا على بلاد الشام دون أن يتعرضوا لمناطق الدروز بسوء ، ولذلك وجهوا اهتمامهم لاحتلال المناطق الساحلية التي كانت لا تزال بيد الصليبيين ، ولكن بيبرس كانت تساوره الشكوك في حقيقة موقف الدروز ، وغدا مليئًا بالشك والحذر منهم ، وذلك بعدما نما إلى علمه أن أمراء الدروز على اتصال بوالي طرابلس الصليبي ، فأمر بسجنهم ليتسنى له أن يلتفت لغدر الصليبين . وكل هذا كان قبل قيام الدولة العثمانية ، أما بعد قيامها ، فقد راودتهم الأحلام القديمة بقيام دولة مستقلة لهم ، وخاصة أنهم رأوا الفرصة سانحة لهم لإِنشغال العثمانيين بقتال الدول الأوربية المجاورة ، فكان أن عملوا على تحقيق هذه الأحلام في عهد الأمير فخر الدين الثاني المنحدر من المعنيين ، الذي اتخذ في سبيل ذلك أسلوب المداورة عن طريق حروبه المحلية لبسط نفوذه على سائر بلاد الشام ، ولكن سياسته هذه جعلت العثمانيين يتوجسون منه خوفًا ، بيد أن تحركه على الصعيد الخارجي عززت تلك المخاوف وأثارت شكوك الباب العالي في ولائه للعثمانيين ، وخاصة أن أهدافه الحقيقية بدأت بالوضوح عندما عقد مع دوق توسكانا معاهدة تجارية تضمنت بنودًا عسكرية ضد الدولة العثمانية ؟ ! فقرر السلطان العثماني التلخص من فخر الدين ، فجرد عليه حملة قوية برًا وبحرًا سنة 1022 هـ( ) ، فهرب إلى أوربا عن طريق ميناء صيدا بمساعدة سفينتين إحداهما فرنسية وأخرى هولندية ، وهناك أراد أن يؤلب الدول الأوربية ضد الدولة العثمانية ، فسعى جاهدًا للحصول على مساعدات عسكرية من أسبانيا وفرنسا والفاتيكان ضد العثمانيين ، ولكن مسعاه فشل لأن الظروف الدولية في ذلك الوقت كانت غير صالحة . وبحكم علاقة فخر الدين أمير الدروز الوطيدة بدول أوربا فقد كان يعطف على الإِرساليات الأوربية ، ويسمح بإنشاء مراكز لها في لبنان وفلسطين ، وفضلاً عن ذلك فقد بسط يد الحماية لجميع النصارى في بلاد الشام ، حتى صار الأوربيون يدعونه « حامي النصارى في الشرق » ، وكان عطف الأمير على الموارنة وتحالفه معهم من أبزر مميزات سياسته الداخلية ، وكان أيضًا عاملاً في هجرة الموارنة من مناطقهم إلى مناطق المسلمين ، وانتشارهم في أكثر من ثلثي لبنان الحالي ، مما قوى مركزهم السياسي في لبنان بعد ذلك ؟! . وكما يذكر كمال جنبلاط فإن إمارة درزية أخرى كانت قائمة في الدولة العثمانية خاضعة لحكم أحد أجداده ، ووجدت في شمال سوريا وكانت تشمل حمص وحماة وحلب ودمشق وجزءًا من تركيا الأناضولية ، وكشأن الدولة المعينية ، فقد عقدت هذه الإِمارة أيضًا معاهدات عسكرية مع الفاتيكان ودوقية توسكانا وأسبانيا ، وتلقى جده مقابل ذلك دعمًا سياسيًا وعسكريًا . وفي سنة 1253 هـ( ) قام الدروز بتمرد على محمد علي باشا والي مصر ، وكان ذلك في جبل الدروز بحوران بسبب تجريدهم من السلاح وتجنيدهم في الجيش ، وبقي هذا التمرد مشتعلاً بعد أن انضم إليه دروز وادي التيم ، رغم محاولات محمد علي القضاء عليه ، إلى أن جرد عليه حملة قوية سنة 1256 هـ( ). وبعد أن وجدت الدول الأوربية الضعف في الدولة العثمانية ، عملت على استمالة الأقليات الموجودة داخلها ، وخاصة في لبنان ، الذي كانوا يرون فيه مدخلاً مهمًا لكل مؤامراتهم على الدولة العثمانية ، وكانت فرنسا ترى في نفسها مدافعًا شرعيًا عن موارنة لبنان ، وقد اتخذت هذه الحجة الواهية ذريعة في سبيل تدخلها في شؤون الدولة العثمانية ، وهذه السياسة الفرنسية خوفت بريطانيا مما جعلها سنة 1257هـ( ) تعمل على استمالة الدروز إلى جانبها وتقيم علاقات رسمية وودية معهم ومع زعمائهم ، ويظهر أن الإِنجليز قد فهموا أحلام الدروز بإقامة دولة لهم ، فاستغلوها لاستمالتهم وإقامة العلاقات الوطيدة معهم . وقد بات هذا واضحًا عندما ثار الدروز في جبلهم على الدولة العثمانية سنة 1268هـ( ) إذ امتنعوا عن دفع الضرائب ، فجردت الدولة العثمانية حملة لتأديبهم ، فتدخلت بريطانيا لدى الباب العالي ، وصدرت الأوامر من الأستانة بحل المشكلة الدرزية سلمًا ، وجاء في برقية الصدر الأعظم الموجهة إلى مدحت باشا « والي الشام » بهذا الصدد : « أن الإنجليز لا يسرون بما تتخذه من التدابير لتأديبهم » ، وهذا التدخل شجع الدروز ، إذ ما لبثوا أن اعتدوا على الكرك وأم الولد وحرقوا زرعهما في سنة 1296هـ( ) ، وعلى قرية « المسمية » في حوران سنة 1308هـ( ). ثم ثاروا في سنة 1311هـ( ) و 1313هـ( ) وكذلك في سنة 1328هـ( ). وكانت اعتداءات الدروز على أهالي حوران قد أثيرت في مجلس المبعوثان العثماني ، حيث ندد مبعوث حوران باعتداءات الدروز ، مطالبًا الدولة باتخاذ الإِجراءات العسكرية الرادعة ضدهم بعد اعتدائهم على الجيش والأهالي ، وأنهى خطابه بمطالبة الحكومة بسوق قوة عسكرية على حوران لصيانة العرض والدين والمال وتأمين الرعية من الخوف . مما تقدم يتضح لنا بأن دروز حوران كانوا في شبه ثورة دائمة ضد الدولة العثمانية ، وعندما كانت الولاية تعرض عليهم برامج الإِصلاح وتطلب من زعمائهم مساعدتها في تطبيقها ، كان الزعماء يقبلون ذلك ثم يرفضونه وهكذا ، وبالرغم من ذلك فقد حاولت ولاية سوريا إصلاح الأوضاع الإِدارية والاجتماعية في منطقة جبل الدروز عن طريق نشر التعليم بين الدروز بإنشاء المدارس وتعليمهم مباديء الدين الإِسلامي ، واتبعت سياسة اللين والرفق مع رؤسائهم الروحانيين ، وذلك باستدعائهم إلى دمشق وبذل المساعي لإِقناعهم بقبول الإِصلاحات ، فيبدي الزعماء رضاهم التام لدرجة المطاوعة والانقياد ، ولكنهم لم يثبتوا على ذلك طويلاً . وهكذا يبدو أن ثورات الدروز المستمرة ضد الدولة العثمانية وخاصة بعد سنة 1257هـ( ) ، كانت تهدف بالدرجة الأولى لنيل الاستقلال عن الدولة وبسط السيطرة الدرزية على لواء حوران بمساعدة وتأييد بريطانيا . بعد استعمار فرنسا لسوريا ، عملت عن طريق عملائها وبكل ما نستطيع من إمكانيات وإغراءات أن تستميل الدروز إلى جانبها ويتركوا الإِنجليز ، ومن أجل ذلك تابعت فرنسا استمالة زعماء الدروز ، فاستطاعت في 1340هـ( ) عن طريق الجنرال « غورو » أن تقنع الأمير سليم الأطرش بإعلان دولة درزية في جبل الدروز ، وتشكيل حكومة درزية وانتخاب مجلس نيابي مكون من « 40 » عضوًا ، ورفرف لأول مرة في تاريخ الدروز علمهم المكون من خمسة ألوان( ) . وعندما رأت بريطانيا أن نفوذها سيزول عند الدروز بسبب هذه الدولة استمالت أحد أمراء الجبل ، والذي كان من أهم العوامل التي أثرت على عدم بقاء هذه الدولة وسقوطها( ). والحديث عن تاريخ الدروز في القرن الحالي يدفعنا لإِعطاء صورة موجزة عن موقف الدروز من دولة إسرائيل ، حيث كانوا بعد قيام هذه الدولة على أرض فلسطين من أهم المدافعين عن وجودها ، بل إن إسرائيل استطاعت أن تكون كتيبة منهم فيما يسمى بـ « حرس الحدود » كان له دور خطير ومهم في حروب إسرائيل مع الدول العربية . لذا فإن كمال جنبلاط في كتابه « هذه وصيتي » يعتبر وجود الدروز في إسرائيل مشكلة ، ولكن في الوقت نفسه يدافع عن تعاملهم مع دولة العدو وينتقد الفلسطينيين الذين هربوا وتركوا أرضهم وبلادهم ولم يقلدوا الدروز في بقائهم في فلسطين ، ولو أنهم بقوا لشاركوا بسهولة في اقتصاد إسرائيل وبالتالي في السلطة السياسية ويكونون أقلية قوية وفعالة في البرلمان ، وبالتالي فإن الدروز فيما فعلوه مع إسرائيل قاموا بواجبهم بتعقل ، فهم يعلمون أنه لا جدوى في الهجوم على طواحين الهواء - كما يرى جنبلاط -. وفي سنة 1403هـ( ) عندما احتلت إسرائيل لبنان ، رفضت مليشيات الدروز « الحزب التقدمي الاشتراكي » قتال الجيش الإِسرائيلي ورفضت مدفعيته الموجودة في الجبل مساعدة الفلسطينيين ، ولذلك استطاع الجيش الإِسرائيلي دخول مناطق الدروز دون أن تطلق رصاصة واحدة ، وبقيت الأسلحة في يد الدروز رغم وجود الجيش الإِسرائيلي في مناطقهم( ) . وقد بنى الدروز المساجد في قراهم ومدنهم تسترًا من المسلمين الذين كانوا يعيشون بين ظهرانيهم وتقربًا منهم وتمويهًا عليهم ، وذلك حتى يأمنوا منهم على أنفسهم وينفوا عنهم تهمة الردة وحدَّها ، ولكنهم بدأوا يبتعدون عن هذه السرية ، ويعلنون حقيقة أمرهم . « ولما قامت فتنة سنة 1277هـ( ) في لبنان ، بدأت آخر دلالة شعائرية بالانقراض ، ونعني بها شعائر الصلاة في المساجد الكثيرة التي كانت منتشرة في القرى الدرزية ، ولجأ الدروز إلى الخلوات وتركوا المساجد نهائيًا » حتى وصل بهم الأمر في الوقت الحاضر أن يمنعوا قيام المساجد للمسلمين الموجودين في قراهم ، وقد حدثني أحدهم ممن كان يقيم في جبل الدروز بسورية ، أن المسلمين المقيمين هناك حاولوا بناء مسجد في مدينة السويداء عاصمة جبل الدروز ، وعندما حضروا في اليوم التالي وجدوا ما بنوه مهدومًا ، ولم يقم هذا المسجد إلا بعد الاستعانة بقوة عسكرية لحمايته( ). وقد استوطن الدروز أماكن كثيرة متفرقة ، فبعد طردهم من مصر، نزل بعضهم في الجبل الاعلى من الديار الحلبية ، وبعضهم في جهة حوران ، ثم تفرقوا من هناك فذهب فريق منهم إلى جبل الشوف ، وآخر إلى وادي التيم( ) ، وأهم أماكن تجمعاتهم الحالية - كما يذكر عنهم العلماء الذين اطلعوا على تلك الأماكن - هي :
1. في سوريا : ويسكنون في محافظة السويداء ، جبل حوران أو جبل الدروز أو جبل العرب كما يقال له ، ويعيش منهم في هذه المنطقة أكثر من ثلاث وسبعين قرية .
2. في لبنان : ويسكنون في عدة مناطق منه ؛ في الغرب الأسفل ، وفي الغرب الأعلى ، وفي الشحار والمناصف ، وفي الجرد ، وفي العرقوب والباروك والجرد الشمالي ، وفي الشوف .
3. في فلسطين : عند جبل الكرمل وصفد .
4. في بلاد المغرب بالقرب من مدينة تلمسان قبيلة تعرف ببني عبس تدين بالعقيدة الدرزية دون أن يعرف جيرانهم حقيقة مذهبهم( ) .
ويعيش الدروز اليوم في سوريا ولبنان وفلسطين وغالبيتهم العظمى في لبنان وسوريا , ونسبة كبيرة من الموجودين في فلسطين المحتلة قد أخذوا الجنسية الإسرائيلية , بل بعضهم يعمل في الجيش الإسرائيلي , كما توجد لهم رابطة في البرازيل , ورابطة في أستراليا , ونفوذهم في لبنان قوي جدًا تحت زعامة وليد جنبلاط , ويمثلهم الحزب الاشتراكي التقدمي اللبناني . ويبلغ عدد المنتمين للطائفة الدرزية حوالي 250 ألف نسمة موزعين ، ففي سوريا حوالي 120 ألف درزي موزعين في حوالي 73 قرية , وفي لبنان 90 ألف درزي تقريبًا , والباقي في فلسطين المحتلة وبعض دول المهجر . كما أن الشيعة الدروز منتشرون في مرتفعات سوريا الجنوبية , التي تسمى بالجولان , كما أن لهم جبلًا خاصًا في لبنان يسمى جبل الدروز , ومن أشهر مدنهم عبية والشويفات وبعقلين والشحار والجرد والعرقوب والباروك , وتسكن مجموعة من الدروز فلسطين المحتلة عند جبل الكرمل وعكا و طبرية وصفد ويقدر عددهم بحوالي 30 ألف شيعي درزي أصبحوا الآن جزءًا من المجتمع الإسرائيلي , حيث يحتل بعضهم مراكز هامة في الجيش الإسرائيلي , وقد تطوع عدد من أبنائهم في الجيش الإسرائيلي في حرب 1387هـ( ) , كما شاركوا اليهود في حرب 1393هـ( ) , واشتركت كتائب كاملة من جنودهم في الغزو الإسرائيلي لدولة لبنان في عام 1403هـ( ) , ولهؤلاء الدروز أثر في الحياة السياسية في دولة إسرائيل ولهم نائب درزي في حزب الليكود الحاكم( ) . أما الدروز السوريون في الجولان المحتل فقد قاموا بإحراق الهويات الإسرائيلية ورفع شعار لا بديل عن الهوية السورية ، وقاموا بانتفاضات واستمروا تحت الحصار لمدة ستة أشهر. وقد قامت الحكومة الإسرائيلية باعتقال كثير من الشبان الذين يقاومون الاحتلال ، ومنهم من ظل بالسجون الإسرائيلية أكثر من عشرين سنة ، وهم ما زالوا حتى الآن يصنعون الخبز بايديهم ، ويخزنون القمح تحسبًا لأي حصار ، ويرفضون الهوية الإسرائيلية( ).
وللدروز تنظيمهم الاجتماعي السائد الخاص بهم ، يقول محمد كامل حسين : « وللدروز رؤساء دينيون في كل مكان ، على رأسهم شيخ يلقب بشيخ العقل ، ويتولى منصبه بالانتخاب أو بالاتفاق بين الزعماء وكبار رجال الطائفة ، ولشيخ العصر أعوان في كل قرية أو بلد هم شيوخ عقل محليون . وشيوخ العقل في لبنان ينقسمون إلى حزبين سياسيين هما الشيوخ الجانبلاطية ، والشيوخ اليزبكية ، بينما ينقسم الدروز عامة في لبنان مدنيًا إلى أمراء ومشائخ وعامة ، فالأمراء هم آل أرسلان ، والمشائخ هم الجانبلاطية واليزبكية »( ).
ويتمركز أكثر الدروز الآن في لبنان ، وهم محيرون للغاية في طبيعة عقيدتهم ، هل لازالوا يقولون بألوهية الحاكم أم لا ؟ فيرى بعض الباحثين أنهم لا زالوا يؤمنون بطبيعة الحاكم الإلهية ، ويرى البعض أنهم تخلو عن بعض هذه المعتقدات . لكن السرية الشديدة هي التي تصعّب مسألة الحكم عليهم . ولكن تاريخ القوم ولو في العصر الحديث فقط مليء بالثورات لنيل استقلالهم ، والتي كان لها أعظم الأثر في تعريض الدولة العثمانية للهزائم والانكسارات . فقد قاموا بعدة ثورات متلاحقة تسببت في زعزعة الأمن فيها ، وإرباكها واستنفاد كثير من الطاقات البشرية والمادية في سبيل القضاء عليها . ولما سير محمد علي باشا جيشًا لاحتلال بلاد الشام بقيادة ابنه إبراهيم بعد أن شق عصا الطاعة على الدولة العثمانية عام 1247هـ كان الدروز من الموالين له والمناوئين للدولة العثمانية . وكان الأمير بشير الشهابي « المتوفى 1266هـ » أمير الدروز وجنوده يقاتلون جنبًا إلى جنب مع جيش محمد علي ، وقد غدت مهمة إبراهيم باشا بن محمد علي قائد الحملة المصرية بفضل تعاون الأمير بشير مهمة سهلة ، فتمكن من الاستيلاء على دمشق وهزم الجيش التركي « العثماني » في حمص ، وعبر جبال طورس وأوغل في قلب بلاد الأتراك ، وكاد ينزل الضربة القاضية برجل أوربا المريض ، لكن بريطانيا والنمسا وروسيا اضطرته إلى الانسحاب . وقد حرص الدروز على استغلال كل فرصة مناسبة من أجل إقامة دولة درزية ، ولأجل ذلك هاجروا إلى جبل حوران الذي سمي ذلك بجبل الدروز بعد أن تمكنوا من طرد أهله المسلمين واستقلوا به تمامًا . ولم يكف الدروز في هذه المرحلة عن مناوشة المسلمين والنصارى من أهل القرى والبادية وقتالهم ، بل قد قاموا في غضون ذلك بمذابح مروعة كالتي وقعت في عام 1298هـ حين هجموا على قريتي الكرك وأم ولد ، وذبحوا سكانهما عن بكرة أبيهم ، ولم يبقوا حتى على الأطفال الرضع ، وقد حاولت الدولة العثمانية تأديبهم أكثر من مرة ؛ لكنها فشلت وتراجعت أمام ضغوط الإنكليز. وحين احتل الفرنسيون مصر عام 1213هـ بقيادة نابليون الذي توجه بعد إخضاعها إلى بلاد الشام ، وبينما كان محاصرًا لعكا بعث الرسالة الآتية : « مخيم عكا 1213هـ »( ) إلى بشير : « بعد السيطرة على مصر دخلت صحراء سيناء .. فأتيت إلى العريش ثم إلى غزة ثم إلى يافا بعد أن التقيت بجيوش الجزار وسحقتها ، ومنذ يومين وصلت إلى عكا وأنا أحاصرها الآن . وأسرع إلى إعلامك بكل ذلك ، لأنك لا شك في أنك تفرح لهزائم هذا الطاغية « يعني الجزار» الذي سبب الكثير من الذعر للإنسانية عامة وللدروز الأباة بشكل خاص ، ورغبتي المخلصة هي أن أقيم للدروز استقلالهم وأعطيهم مدينة بيروت ذات المرفأ كمركز تجاري لهم . لذلك فإني أرغب في أن تأتي شخصيًّا أو ترسل حالاً من يمتلك لرسم خطة للتغلب على عدونا المشترك ، ويمكنك أن تذيع في جميع القرى الدرزية أن كل من يأتي لنا بالمؤن وخاصة الخمر سيكافأ بسخاء » . ويقول الكابتن « بورون » : « إن الأمير بشير لم يجب على رسالة نابليون ، ولكن قوة من الدروز والموارنة انضمتا إلى جيش نابليون الذي كان يحاول إخضاع عكا في 1214هـ( ) ، أتت قوة من الخيالة الدروز والموارنة لنجدة نابليون الذي كان يحاول إخضاع عكا .. ثم يقول إن الدروز والموارنة آزروا نابليون ، وإن الأمير بشير أمده بالقادة والمستشارين ، وإن فارس بك الأطرش قال له : إن جده إسماعيل كان يملك عدة رسائل بإمضاء نابليون موجهة إلى والده إسماعيل ، ولكن هذه الأوراق أتى عليها حريق شب في المنزل » . ومنذ تاريخ 1339هـ وحتى 1366هـ( ) والمسلمون يقاومون الاستعمار الفرنسي بكل ما يملكون من قوة مادية كانت أو معنوية .. غير أن الدروز كان لهم موقف في جبلهم ، لقد رحبوا بالغزاة المحتلين ، وقدموا لهم كل ما يقدرون عليه من دعم أو مساعدة ، واطمأن الفرنسيون إليهم وأمنوا مكرهم . ومن ذلك أنه حينما دخل الفرنسيون دمشق بعد معركة ميسلون سنة 1338هـ( ) اتخذ القائد الفرنسي « غورو » حرسه الخاص من الدروز بمعرفة متعب الأطرش ، مما يدل على الثقة الكاملة التي أولاها الفرنسيون هؤلاء . وقد أجرى الدروز اتصالاتهم ورفعوا عريضة للمسؤول الفرنسي يطلبون الاستقلال ، وهذه مقدمة عريضتهم : « لحضرة رئيس البعثة الإفرنسي في دمشق الأفخم : بناء على بلاغاتكم المتكررة للرؤساء الروحيين ، لنا الشرف أن نقدم لسيادتكم بالنيابة عن الشعب الدرزي في جبل حوران برنامج الاستقلال المدرج أعلاه الذي يطلبه الشعب لكي تتكرموا بتقديمه لحضرة صاحب الفخامة المندوب السامي ؛ راجين أن يتوسل بالتصديق عليه من قبل حكومة الجمهورية الإفرنسية المعظمة ، واقبلوا فائق احترامنا » . وفي عام 1341هـ( ) أصدر الجنرال غورو قراره رقم 1641 بإعطاء جبل حوران استقلاله باسم دولة جبل الدروز المستقلة( ).
ويبدو أن هجرة الأسر من طائفة بني الحمدان حكام حلب كانت بعد معركة مرج دابق سنة 922هـ( ) على يد السلطان سليم العثماني ، فاستوطن بعضهم في مدينة السويداء ومدينة شهبا ، كما استوطن بعضهم الآخر في مدينة صوران وطيبة الإمام محافظة حماة( ) ، وأضاف صاحب « كنز الأنساب » قوله : كان الدروز يرأسهم سابقًا « بنو حمدان » التي تنتمي إلى العرب ، وكانوا من المرموقين ومركزهم « كفرا » في غرب لبنان قرب « شميلات » ، وقد اصطدموا مع الأمراء التنوخيين فصارت الغلبة للتنوخيين ، مما صار سبب سيرهم إلى حوران وذلك في القرن الحادي عشر الهجري( ) ، وبدأت عشائر الموحدين الدروز الرحيل إلى جبل حوران أو جبل الدروز سنة 1119هـ( ) خلال حرب أهلية في قامت في لبنان ، وقادمون أخرون من حلب وأدلب . وتبعهم « آل فخرو » الدروز ، ثم صار التحق بهم أسر درزية عربية حتى صاروا كتلة قوية كبيرة ، فانتشروا في مدن الجبل وقراه وعمروها ، وصار يعرف باسم « جبل الدروز » في القرن الثاني عشر الهجري( ) ، وخاصة بعد هجرتهم الكبيرة إليه بعد الحرب الأهلية في لبنان بين النصارى والدروز حوالي عام 1278هـ بزمن( ) تعزز هذا الاسم ، وبعد الاحتلال الفرنسي لسورية أسست دولة الدروز في عام 1340هـ( ) على أراضي الدولة العربية الناشئة في سوريا ، في حين تم تأسيس دويلات أجزاء أخرى من الأراضي الواقع تحت الانتداب الفرنسي على سوريا مثل دولة العلويين في اللاذقية . وضمت دولة جبل الدروز حوالي 50.000 من الدروز العرب . وكانت هذه المرة الأولى التي يتأسس فيها كيان مستقل يحكمه الدروز العرب . وعندما أعلن الفرنسيون في سوريا في 1341هـ( ) قيام دولة للدروز سموها دولة السويداء على اسم عاصمتها السويداء ، وبدأت الثورة السورية الكبرى عام 1344هـ( ) في جبل الدروز تحت قيادة سلطان الأطرش ، وسرعان ما انتشرت في دمشق والمناطق الأخرى خارج جبل الدروز . وكانت الاحتجاجات على تقسيم سوريا إلى دويلات هي الموضوع الأساسي أثناء الكفاح ضد فرنسا الاستعمارية ، وفي عام 1346هـ( ) أعيد تسمية دولة السويداء باسم جبل الدروز أو دولة جبل الدروز . وسميت على اسم جبل الدروز . ولما انتصر الكفاح السوري بإعلان فرنسا انتهاء انتدابها على سوريا ، ونتيجة للضغط الوطني ، تم توقيع المعاهدة الفرنسية السورية في عام 1355هـ( ) ، ولم يعد جبل الدورز كيانًا مستقلًا وتم ضمه إلى سوريا . واستمر يحمل اسم « جبل الدروز » حتى عام 1356هـ( ) حيث أطلق عليه اسم « جبل العرب » ، وحالياً يعرف بـ « محافظة السويداء » إحدى محافظات سوريا . كما تعرف حوران بـ « محافظة درعا » ، والجولان بـ « محافظة القنيطرة »( ). وكانت زعامة آل حمدان فيه إلى أواسط القرن الثالث عشر الهجري( ) ، حتى حل محلهم فيها « آل الأطرش » الشجعان الذين يعرفون سابقًا بآل عبد الغفار ، وكان للدروز مواقف عنيفة وعناد قوي شديد في عهد الحملة المصرية ، وكان لهم ميل إلى الحرية واقتناء السلاح والشجاعة والكرم( ) .
ويمكن تلخيص هجرات الدروز إلى جبل العرب في النقاط التالية :
 922هـ استوطن بعض آل حمدان في مدينة السويداء ومدينة شهبا
 القرن الحادي عشر الهجري( ) : آل حمدان
 1123هـ( ) العائلات اليمنية من لبنان
 1241هـ( ) عائلات بعد معركة المختارة
 1278هـ( )عائلات بعد الحرب الأهلية في لبنان
 1344هـ( ) أفراد عائلات لبنانية وفلسطينية .

تقسيم الانتداب الفرنسي سورية إلى 6 دويلات
لذا قال الدكتور عزت عبد الكريم في تعليقه على كتاب « حوادث دمشق اليومية » : جبل الدروز : لا يقصد بجبل الدروز هنا الذي هو جزء من سورية ، ويطلق الآن عليه اسم « جبل العرب » وإنما يقصد به جبل لبنان ، وكان أكثر أهله في ذلك الوقت من الدروز( ).
ومن الدروز شعراء ، ومن نظمهم قول صياح بك :
يا ديــرتي مالك علينا لــــوم ... لا تعتبي لومـــك على من خان
حنا روينا بسيوفنا من القــوم ... ما نرخصك مثل الردى بأثمان
لا بد ما تجلي ليالي الشــــوم ... وتعتز غلــــــمة قايد ســــلطان
وإن ما تعدل حقنا المهضوم ... يا ديرتي ما حنا لك ســـــــكان
ويعتبر الدروز جبل الشيخ موقعًا درزيًا بالغ الأهمية من الناحية التوحيدية الدرزية ، فهم يقولون أنه منذ عهد دعوتهم وحتى أيامنا ، تقع على سفوحه قرى درزية كبيرة الأهمية من غالبية الجهات ، وقد كان المشايخ والأتقياء منهم يتسلّقون قممه ليتعبدوا فيه وليقضوا أوقاتًا في الخلوة والتأمل والصلوات . وهناك قصص كثيرة عن مشايخ كانوا يقطعون الجبل من مجدل شمس إلى حاصبيا وبالعكس ، ومن القرى الدرزية في السفوح الشرقية للجبل إلى أماكن أخرى . وفي التاريخ الدرزي ، الذي يضمّ مجمعات درزية في لبنان ودمشق وحلب وفلسطين المحتلة ، أحداث ومواقع وتطورات ، متعلقة بجبل الشيخ ، أو حدثت بالقرب منه . وقرية مجدل شمس في الجنوب بتاريخها المجيد ، تشهد على صمود بطولة الأهالي والسكان هناك على مرّ العصور . كما أن خلوات البياضة الواقعة مقابل سفحه الشمالي ، وضريح الشيخ الفاضل في عين عطا ، والأماكن الدينية الأخرى ، تدلّ على الرابطة القوية بين الجبل ، وبين المواطنين الدروز . وفي الثورة السورية الكبرى ، وقعت معارك في مجدل شمس وفي حاصبيا ، تشهد على أهمية هذا الجبل العسكرية( ).
وتسعى إسرائيل منذ نشوئها على مبدأ « فرق تسد » ، وقد حاولت على مدى حكوماتها المتعاقبة ‏على تفكيك الدول المجاورة لتبقي سيطرتها على المنطقة بكاملها . ومن خلال دراستها للطوائف ‏وانتشارها في الدول تبين لها أن الطائفة الدرزية تمثل الأقلية وبالتالي لا يمـكن أن تكون ‏خطرًا على دولة إسرائيل ، ومن هذا المنطلق ، كانت لدى إسرائيل استراتيجية دائمة باتجاه ‏اقامة دولة درزية تكون وفق المخطط الاسرائيلي في المنطقة ، وكان دائماً المعطل لهذا المخطط ‏الإسرائيلي هو عروبة طائفة الموحدين .‏
مشروع الدولة الدرزية :‏
‏1ـ حدود الدولة الدرزية : تمتد هذه الدولة من جبل الدروز إلى الشاطئ
اللبناني محيطة ‏باسرائيل . وتشمل : القنيطرة ، وقضاء قطنا ، وضواحي دمشق » بعض قرى الغوطة الدرزية » ، ‏فقضاءي بلدة الشويفات .‏
‏2ـ عاصمة الدولة الدرزية : ومن المقرر ان تكون السويداء او بعقلين عاصمة هذه الدولة . ‏وذلك حسب أيّ من دروز لبنان أو سوريا يكونون أكثر تعاونًا مع إسرائيل .‏
‏3ـ عَلَم الدولة : هو العلم ذات الألوان الخمسة الذي وضعتْه فرنسا للدولة
الدرزية بعد ‏تقسيمها لسوريا .‏
‏4ـ السكان : يكون المسلمون السنيّون والشيعة في لبنان الجنوبي وكذلك في حوران والبقاع ‏الغربي مخيّرين بين البقاء كأقلية لا شأن لها ضمن الدولة الدرزّية أو الرحيل . أما ‏المسيحيون فلا ضير من بقائهم . ويمكن إشراكهم في الحكم كأقلية .‏
‏5ـ المقومات الاقتصادية : هي مضمونة من قبل إسرائيل ، بتعهدات أميركية . يصبح ميناء صور ـ ‏بعد تطويره ـ الميناء التجاري للدولة ، ويبقى ميناء صيدا لتصدير النفط .‏ ورصدت أميركا 30 مليون دولار للبدء بتهيئة الأجواء للتنفيذ .‏
طريقة التنفيذ :‏
‏1- تحت ستار مقاتلة الفدائيين الفلسطينيين تقوم القوات الإسرائيلية باقتحام واحتلال ‏المناطق التي يتواجد فيها الفدائيون . ثم تقوم قوات أخرى باحتلال جنوبي لبنان حتى صيدا . ‏وتتوجه في الوقت ذاته قوات مدرعة إسرائيلية خارقة الجبهة السورية على محور درعا - أزرع ‏‏- السويداء ، وعلى محور القرى المتاخمة للحدود السورية الأردنية .‏
‏2- تقوم حركات « سلبية » ضد الجيش الإسرائيلي المحتل ، فيشجعها اليهود سرّاً ولا يقمعونها ‏بعنف ، إلى أن تبلغ من القوة ما يكفي ظاهريًا نشوب معارك بين الفريقين ، يكون النصر فيها ‏للدروز المحتلة مناطقهم .‏
‏3- في تلك الأثناء يكون الاتفاق قد تمّ مع عدد من زعماء الدروز على الصمود في مناطقهم ‏والمحافظة عليها ، كي لا تعاد إلى سوريا ولبنان ، تمهيدًا لإنشاء كيان سياسي مؤلّف من هذه ‏المناطق « المحرّرة » يتمتّع باستقلال تام .‏
‏4- تتكفّل أميركا بحماية هذا الكيان عن طريق إسرائيل ، كما تتكفّل أميركا بالاعتراف فورًا ‏بهذا الكيان السياسي ، وبأن تدفع الأمم المتحدة والدول الغربية السائرة في فلكها للاعتراف ‏به . وتكون إسرائيل بذلك قد كسبت « حزامًا واقيًا لها » ، يقيها شرّ ‏الاعتداءات العربية ، إن كان من الجيوش النظامية أو الفدائيين .‏
‏5- بعد إنشاء الدولة الدرزية تقوم أميركا بالعمل لجعل لبنان وطنًا قوميًّا
مسيحيًّا ، وتقيم ‏دولة علوية في اللاذقية ، ودولة كردية في شمال سوريا تتعاطف فيما بعد مع حركة البرزاني ، ‏فتقلص الجمهورية العربية السورية إلى سوريا الداخلية وتشل قدراتها .‏ونفذ كمال أبو لطيف المهمة ، فتم إبلاغ كمال جنبلاط وشوكت شقير والسلطات اللبنانية ‏والسورية . ونقلت المعلومات إلى الجمهورية العربية المتحدة » إلى جمال عبد الناصر مباشرة » ، وكلف ‏عبد الناصر الضابطين : أكرم صفدي وهيثم الأيوبي بنقل هذه المعلومات إلى السلطات ‏العراقية بغية حثها على تكوين الجبهة الشرقية ، ثم استدعي أبو لطيف إلى بغداد للاستفسار ‏منه عن بعض التفصيلات( ).
هذا المشروع الإسرائيلي هو استمرار لمحاولات عديدة سبقته في التاريخ . وكلها تضرب على وتر ‏‏« أن الدروز لا يمكنهم أن يتعايشوا مع المسلمين » .‏ فقد سبق الامبراطور نابليون بونابرت بمراسلته الأمير بشير الشهابي ، وأجاب الأمير بشير ، لا برسالة بل بـ « قوة من الخيالة الدروز لنجدة نابليون بينما كان يحاول ‏إخضاع عكا ، تحت إمرة الشيخ ظاهر العمر وذلك سنة1214هـ( ).‏ وفي زمن الانتداب قسمت فرنسا بر الشام إلى ست دول « ذات سيادة كاملة » : دولة لبنان ، دولة ‏دمشق ، دولة حلب ، دولة جبل الدروز ، دولة جبل العلويين. ودولة الاسكندرونة وعرفت « أن هذه الدول تتألف من ‏شعوب مختلفة ، لا جامع بينها . لا تشدها أواصر واحدة ، ولا تجمعها أية مصلحة مشتركة » . ولقد عرف دروز إسرائيل هذه الحقيقة واعترفوا بها وأعلنوها على صفحات الجرائد. فقال شريف ‏مهنا « من البقيعة « : نعيش نحن أبناء الطائفة الدرزية أقلية صغيرة ، ذات عقيدة ‏دينية وطقوس وعادات تختلف عمّا لدى الشعوب والطوائف الأخرى . وينقل سلمان فراج عن ‏لسان فلاح عجوز هذه الحقيقة : اسمعوا يا شباب ، صحيح انني فلاح بسيط ، لكن بودي أن أبدي ‏رأيي : « لقد كان دروز سوريا هم الذين أشعلوا الثورة على الفرنساويين وخسروا ، وضحوا في ‏سبيل استقلال بلادهم أكثر من غيرهم بكثير. ولكن عندما جاء الاستقلال خسروا ثمرة تضحياتهم ‏وخسروا مركزهم واحترامهم ، لأنهم لم يدركوا أنهم أقلّية ، وأنهم رضوا أم أبوا فهم دروز يعني ‏دروز ، لا يحق لهم أكثر مما يسمح به وزنهم العددي » . ويعلق أحد الباحثين الاجتماعيين الإسرائيليين على هذه الظاهرة الأقلية : إن الدروز هم ‏أقلية صغيرة ، حتى إنهم طيلة تاريخهم كان همّهم الأساسي تقرير مَنْ هي القوة الأكبر ليتحالفوا ‏معها . وينقل رأي أحد مشايخ العائلات الدرزية الذي يبلغ الرابعة والتسعين من سنّيه ، قال ‏له : في رأيي ، كل مَنْ يتركك تعيش ، وموجود في السلطة ، يجب ان ينال دعمكَ . ‏ هذا الوعي الدرزي عرفته إسرائيل وأدركته ، وهي تسعى لتساعده كالأم الرؤوم ، أقلية ‏مقهورة ظلمها العالم بأسره ، واضطهدها كل صاحب سلطان . إسرائيل تعرف ، والدروز سوف يعرفون ‏بأن سرّ حكمتهم لن يدوم إلى الأبد سراً . فأصحاب المطابع يقتنصون المخطوطات من تحت الأرض ، ‏وأصحاب دور النشر يسيّرونها إلى أقطار الدنيا . والعلم لم يعد احتكارًا على أصحابه ‏ومستحقيه . فلا ذريعة بعد اليوم ، أن ليس بمقدور أحد ، غير بني معروف ، معرفة مضامين الحكمة ‏وأسرارها وألغازها وألوانها ونقطها وتآويلها ورموزها ..‏ قبْلهم ، عرفت إسرائيل ذلك ، وراحت تعمل لأجلهم ، بالرغم عنهم أحياناً ، وبرضاهم أحياناً ‏أخرى . تعمل لمصلحتهم ، كما تعمل مصلَحتها . ومصلحتها الكبرى أن تتعاون مع هؤلاء . وهي ‏تعمل. هي تعرف أن أفضل جار لها هم الدروز . هؤلاء إن اكتشفت حقيقتهم ، لن يكون لهم عون ‏إلا من إسرائيل . فهم كجيران لها أقل خطراً من المسلمين والفلسطينيين والمسيحيين والعرب ‏والعجم ، لأنهم محدودو العدد ، لا يتكاثرون ولا يتزاوجون مثنى أو ثلاث أو رباع ، ولا مصلحة لهم ‏فيما وراء البحار أو مع سكان البوادي. يكتفون بما لهم . ويصبرون ويتحمّلون وينامون. ‏ ويبقون كهم حيث هم ومن حيث هم( ). واليوم تعترف كل من لبنان وسوريا وفلسطين بالطائفة الدرزية ، ويملك الدروز في هذه الدول نظامهم القضائي الخاص بهم ليحتكموا إليه ، ويتمتعوا بجميع حقوقهم السياسية من انتخاب وترشيح وخدمة في المؤسسات العسكرية ، إلا أن الدروز في مرتفعات الجولان يعتبرون أنفسهم سوريين ويرفضون التعاون مع المحتل الإسرائيلي . أما في الأردن فلم يتم الاعتراف بهم كطائفة دينية ، ولا كعشيرة أردنية بالرغم من النظام العشائري السائد في الأردن ، ولم يعطَ الدروز في الأردن حقوق الأقليات كما لدى الشيشان والشركس والأكراد والأرمن وباقي الأقليات الموجودة في الأردن ، بالرغم من مشاركة الدروز في تكوين الدولة الأردنية في جميع المجالات . وبالنسبة لانتشارهم في الأردن فهو في عدة مدن من أهمها وأكبرها مدينة أم القطين و مدينةالأزرق( ).

االباحث : محمود بن سعيد الشيخ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تابع جبل الشيح - جبل الدروز
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تابع جبل الشيح - جبل بعل جاد
» تابع جبل الشيح - جبل سعير - 1
» تابع جبل الشيح - جبل الجليل - 1
» تابع جبل الشيح - جبل أنتيليبانوس
» تابع جبل الشيح - جبل سعار

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
قطنا :: المنتديات العامة :: شخصيات لها تاريخ-
انتقل الى: