قطنا
مرحبا بك في منتديات قطنا الثقافية و العلمية
و نشكر زيارتكم
ولتتمكن من الإستمتاع بكافة ما يوفره لك هذا المنتدى من خصائص, يجب عليك أن تسجل الدخول الى حسابك في المنتدى. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه.
و يرجى الانتباه بادخال الايميل الصحيح لانه عند التسجيل ستصلك رسالة تفعيل رمز الدخول الى بريدك الالكتروني و بعد التفعيل ستتمكن من الدخول بالاسم و كلمة المرور التي ادخلتها
كما ندعوكم لزيارة موقعنا قطنا نت www.qatana.net
قطنا
مرحبا بك في منتديات قطنا الثقافية و العلمية
و نشكر زيارتكم
ولتتمكن من الإستمتاع بكافة ما يوفره لك هذا المنتدى من خصائص, يجب عليك أن تسجل الدخول الى حسابك في المنتدى. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه.
و يرجى الانتباه بادخال الايميل الصحيح لانه عند التسجيل ستصلك رسالة تفعيل رمز الدخول الى بريدك الالكتروني و بعد التفعيل ستتمكن من الدخول بالاسم و كلمة المرور التي ادخلتها
كما ندعوكم لزيارة موقعنا قطنا نت www.qatana.net
قطنا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
قطنا

منتدى مدينة قطنا
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  
"وقـل اعمـلوا فسـيرى الله عـملكم ورسـوله والمؤمنـون"    

 

 تابع جبل الشيح - آثار جبل الشيخ - 1

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو محمد الشيخ
عضو فعال
عضو فعال
avatar


المزاج : قطنا
ذكر
عدد المساهمات : 111
نقاط : 331
تاريخ الميلاد : 30/01/1948
العمر : 76
تاريخ التسجيل : 08/11/2010
مكان الإقامة : سوريا-قطنا

تابع جبل الشيح - آثار جبل الشيخ - 1 Empty
مُساهمةموضوع: تابع جبل الشيح - آثار جبل الشيخ - 1   تابع جبل الشيح - آثار جبل الشيخ - 1 Emptyالسبت يوليو 14, 2012 11:23 pm

تابع جبل الشيح - آثار جبل الشيخ - 1
آثار جبل الشيخ
قديمًا قال العرب في كلامهم الفطري ، ذي المعنى البديع ، والمثل الرفيع ، والحكمة الموجزة ، والعبارة البليغة ، المستقاة من واقع حياتهم ، ومن أوضاع بيئتهم ، والتي لا تحتاج إلى عناء في التفكير ، والغوص على الحجج والبراهين ، وإنما تنطلق من البديهة ، وتجري على السليقة ، وتنساب في النفس ، وتستقر في الوجدان ، وتدل على الحقيقة ، بكلمات موجزة بسيطة ، وبألفاظ رشيقة رقيقة : « البعرة تدل على البعير » ، وقيل لأعرابي : بم عرفت ربك ؟ فقال : البعرة تدل على البعير ، والروث يدل على الحمير ، وآثار الأقدام تدل على المسير ؛ فسماء ذات أبراج ، وأرض ذات فجاج ، وبحار ذات أمواج ، أما يدل ذلك على العليم القدير ؟!. وجبل الشيخ يحفل بالكثير من المواقع الأثرية : على قممه وسفوحه ، وذراه وتلاله ، وفي شعابه ومنحنياته ، وفي أوديته ومنعطفاته ، وقد مر معنا خلال البحث التعريف منها ، مما يغني عن الإشادة بذكرها ، والتنويه بشأنها ، والإطالة بوصفها ، ومنها على سبيل الإيجاز ما يلي :
‌أ- القصور والمعابد والقلاع :
1- قصر شبيب وقصر عنترة : وهو معبد بعل حرمون ، ومعبد بعل جاد ، ومعبد شوب ، ومعبد براتي . وقد اختلفت هذه التسميات للمعبد باختلاف الشعوب التي سكنت المنطقة أو استولت عليها وبسطت سيادتها على شعوبها ، من حوريين وكنعانيين وفينيقيين وحثيين وعموريين ومصريين وعبرانيين وكلدانيين وآشوريين وفارسيين ويونانيين ورومانيين وعرب مسلمين والتي سمت كل منها المعبد باسم معبودها ، أو نسبته شعوب المنطقة إليها فاشتهر بذلك الاسم ، وفي عصور التوحيد زالت الغشاوة عن أعين الناس فبقيت تلك المسميات شواهد على تلك الفترات التاريخية المتعاقبة التي سمي بها المعبد نفسه . وهي شاهدة على أن الناس ما كانوا ليخرجوا من الجاهلية الوثنية بكلياتهم ، حتى تكون العقيدة الربانية وحدها هي قاعدة حياتهم . ذلك أن الدينونة لله وحده لا تتم تمامها إلا بقيام هذه القاعدة في تصورهم وفي تجمعهم . يجب أن تكون هناك قداسة واحدة لمقدس واحد ، وألا تتعدد « المقدسات » ! ويجب أن يكون هناك شعار واحد ، وألا تتعدد « الشعارات » ، ويجب أن تكون هناك قبلة واحدة يتجه إليها الناس بكلياتهم وألا تتعدد القبلات والمتجهات .. إن الوثنية ليست صورة واحدة هي وثنية الأصنام الحجرية والآلهة الأسطورية ! إن الوثنية يمكن أن تتمثل في صور شتى ؛ كما أن الأصنام يمكن أن تتخذ صوراً متعددة ؛ وآلهة الأساطير يمكن أن تتمثل مرة أخرى في المقدسات والمعبودات من دون الله أياً كانت أسماؤها ، وأياً كانت مراسمها( ).
ويقع القصران المذكوران في أعلى قمة شارة الحرمون ، وهي قمـة جبـل الـشـيخ المعروفة بقـصر عنترة أو شـبيب ، وهي الأعلى بين القمم ، والتي تعلو عن سطح البحر مقدار 2814 م( ). وتبرز أهمية موقع القصرين في أنه بوسع الواقف عليهما أن يرى الشواطئ اللبنانية والفلسطينية حتى جزيرة قبرص ، وأن يشاهد القدس وجبل عجلون ، وسهول سوريا حتى بادية الشام ، وسهل البقاع حتى بعلبك ، وجبال لبنان حتى صنين( ). وهذا يعني أنه يطل على أماكن واسعة جدًا من البلاد السورية ، فالواقف على قمة قصر عنترة بإمكانه مشاهدة مدينة دمشق وسهول حوران « أهراء القمح » وبادية الشام وهضبة الجولان في سوريا ، وقسـمًا من المناطق الشمالية الأردنية ، وعلى هضاب فلسطين وجبال الجليل والخليل وسهل الحولة « جـورة الذهـب » وبحيرة طبرية في فلسطين ، كما يطل على سهلي البقاع ومرجعيون وجبل عامل وجبل الريحان وتومات نيحا وهضاب سلسلة جبال لبـنان الغربية وقممها المطلة على البقاع كما يمكن رؤية البحر المتوسط وجزيرة قبرص( ).
وفي الحقيقة فإن هذه القمة التي تتميز بارتفاعها الشاهق « قرابة ثلاثة آلاف متر فوق سطح البحر » ، وثلوجها الدائمة وسكينتها ومهابتها ، كانت لها مكانة عظيمة لدى الحضارات والشعوب الغابرة التي سادت المنطقة . ويوجد فيها معبد قديم يُعزى إلى الكنعانيين ويدعى اليوم بـ « قصر شبيب » . وهذا المعبد المذكور كان أحد هذه الأمكنة التي يُشدّ الرحال إليها بدليل النقوش التي عثر عليها منحوتة على حجارتها . وقد عمدت قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى تدمير أجزاء منه كانت ثابتة في مكانها عام 1387هـ( )، فأزالت بذلك أحد أكثر المعالم الأثرية أهمية في هذه المنطقة . وتوجد ثمة آثار لمعبد قديم آخر قبالة قصر شبيب يدعى قصر عنترة( ). ويعتبرهما البعض قصرًا واحدًا دعي باسم « قصر شبيب » أو « قصر عنترة » . وترتب على هذا الاختلاف اختلاف الوصف لكل منهما ، فمن ذهب إلى أنهما قصر واحد وصفه بأنه معبد وثني يتكون من باحة مستديرة محاطة بسور مبني من الحجارة البيضوية الشكل بطول متر واحد لكل منها ، يلي ذلك قبة مخروطية الشكل في أعلاها فتحة ، وفي الداخل يوجد مغارة « قدس الأقداس » بعمق 3 أقدام وارتفاع 8 أقدام توضع فيها النذور، والمساحة الكلية للمعبد تبلغ 30 × 50 م ، وقد عثر عالم الآثار الإنكليزي « ورن » في عام 1286هـ( ) على نص من العصر الروماني محفور بجانب جدار المعبد ، كتب عليه عبارة « بأمر الإله الأعظم المقدس الذي أقسموا من هنا » . ويعتقد أن القصد من الإله الأعظم هو بعل حرمون نفسه ، أما الحجر فقد نقل إلى المتحف البريطاني ، ومما عثر عليه في المعبد أيضًا ، نقود من العصر الأموي ، هي الآن محفوظة في متحف القنيطرة , وتدلل على استخدام المعبد حتى ذاك العصر( ). ومن ذهب إلى أنهما قصران ذكر أنهما معبدان وثنيان متقابلان ، ووصف قصر شبيب منهما فقال : وبالنظر إلى الجبل وامتداده الواسع ، اتخذ الكنعانيون معبودًا لهم فيه سمّوه بعل حرمون ، وأقاموا على قممه هياكل ومعابد لا تزال آثارها ظاهرة حتى اليوم ، ولا تزال ماثلة للعيان بقايا الجدار العائد إلى أحد هذه الهياكل وطوله قرابة عشرة أمتار ويطلق عليه اليوم اسم « قصر شبيب » وداخل المعبد ثمة فتحة دائرية وصفها باحث الآثار الفرنسي « كلارمون غانو » بأنها ذات مساحة تراوح بين 26 و30 قدماً مربعاً ، وعمقها ثلاث أقدام كانت تستخدم في غابر الأزمنة مكاناً لإيداع النذور من جانب الصاعدين إلى قمة الجبل ، وقد وجد الرحالة البريطاني « السير تشارلز وون » قطعة من حجارة المعبد بطول 18 قدماً وعرضها 12 قدماً وسماكتها أربع أقدام ، حفر عليها كتابات يونانية نقلها بعد نحتها إلى دمشق في عهد رشيد باشا . ويفيد النقش بالمعنى الآتي : « بأمر من الإله الأعظم المقدس قدموا النذور في هذا المكان » . ويميل هذا الرحالة إلى الاعتقاد بأن هذه الإشارة كانت لإرشاد أصحاب النذور إلى وجوب التعبد في هذا المكان حول الفتحة البيضاوية ، وتقع حالياً داخل موقع للقوات الدولية « الأندوف UN » حيث هناك مغارة يعتقد أنها كانت معبداً للصنم الكنعاني – الفينيقي إيل( ).
2- قصر الأمير نجم الشهابي : هناك أيضًا بناء آخر قريب من قصر شبيب ، بناه الأمير نجم الشهابي في العام 1195هـ( ) لغرض الاستجمام في فصل الصيف ، وفيه فاضت قريحة الأمير ببعض الأبيات من الشعر منها:
ومنزلاً فوق قنّ الشـيخ بتّ به ... معانق الأنس واللذات والطـرب
أهدى لنا من ربا نجد معطرة ... ومنظراً من ديار العجم والعرب( )
3- قصر برقش( ) : يقع قصر برقش في جبل برقش – وهو أحد الجبال التي يتكون منها جبل الشيخ – والآن القصر عبارة عن آثار حصن ومعبد يدعى حاليًا « قصر برقش » ، وقد وصفه الأستاذ سعد الدين شرف الدين بقوله : « قصر يقع إلى الغرب من قطنا على قمة جبل ، يطل على مزرعة « إمبيا » ، ويصعب الوصول إليه من جهتها إلا سيرًا على الأقدام ، وهو بناء مصمم كقلعة حربية ، فيها حصن ضخم أبعاده « 47 × 35 » م ، مزود بسور كبير من الحجارة القاسية من جهة الجنوب ، ارتفاعه يزيد على عشرة أمتار ، وتبقَّى منه ما يدل على مكانته ، ثم يليه جدار يعتبر آية في الفن المعماري الزخرفي ، يبعد عنه ثلاثة أمتار ، وفي جداره الغربي كان هناك مدخل يفضي لغرفتين صغيرتين بحدود « 3×2,5 » م ، مسقوفة كل منهما ببلاطتين حتى عام 1383هـ( ) ، وعند سطحه العلوي في الجهة الشمالية الغربية يوجد بناء مهدم - دون سقف - يدل على أنه كان معبدًا لصنم الحرب عندهم ، بابه للجنوب ، ومذبحه لجهة الشمال ، وطوله يزيد عن 14 م وعرضه يزيد عن 7 م ، ويرتفع جداره الشرقي لسبعة مداميك ، يوجد فيه ما يزيد على ثلاثين حجراً منحوتاً ، أبعاد كل منها « 3,25 م × 1 م × 0,80 م » وأمام المذبح من جهة الشرق يوجد قبرين من الحجر المنحوت في الصخر أبعادهما قياسية بطول 198 سم وعرضه 50 سم وارتفاع مثلها ، ويغطى بحجر من الصخر له إفريز ، والقبور بهذا القياس منتشرة ويبدو أنها لعلية القوم ، مع وجود قبور أخرى في الصخور خارج القصر وإلى جنوبه ، وتختلف قياساتها وعمقها متوضعة بجوار بعضها ضمن مغائر ، وعلى واجهة إحداها نقش طوله يزيد عن 1 م وعرضه يزيد عن 70 سم وبجهة الغرب ، لكن عوامل الطبيعة قد أثرت فيه بشكل سلبي .
ويتبع الحصن أو القصر مدينة كاملة تمتد جنوب القصر وغربه ، ويتبع للقصر غرفة منحوتة بالصخر لها نافذة مفتوحة تجاه مزرعة إمبيا بمثابة غرفة مراقبة تشرف على وادي « إمبيا » وبقربها معصرة للعنب ، وهما شرقي القصر بحوالي 20 م ، ويمكن الوصول للقصر عن طريق وادي « النقرون » الواقع بين جبلين ، يضيق عرضه لبضعة أمتار يدعى « باب القلع » وبطول يزيد عن 3 كم .
وكان لهذا القصر دور هام إذ تحصن به ملك آرام دمشق « حزقائيل » عندما هاجم الآشوريون دمشق بقيادة « سليمان نصر الثالث » عام 1511 ق.هـ( ) ، بعد أن تصدى ملك الآراميين للأشوريين خارج مدينة دمشق ، وعندما أحس بالخطر لجأ إلى برقش ، وفشلت الحملة , ولكن الآشوريين أعادوا الكر ، وكانت آرام دمشق في وضع لا تحسد عليه حيث ملكها « رصين » لم يستطع الصمود في وجه المد الآشوري الجديد ، وقضى عليه ملك الآشوريين « تجلات بلاسر الثالث » حوالي 1396ق.هـ( ) ، ونفى كثيرًا من سكان دمشق ، وجعلها إحدى المقاطعات الآشورية( ).
4- المعابد العشرون : لاقت المعابد في جبل الشيخ « حرمون » اهتمامًا بالغًا من الرومان ، الذين أعادوا تجديدها وتوّجوا أعلى الجدران بتيجان مشابهة لمعابد باخوس وجوبتر في بعلبك ، وبقيت هذه المعابد تتمتع باحترام كبير، وبحركة حج تكمل زيارة بعلبك ومعابدها حتى القرن الثاني قبل الهجرة( ). وقد عدّد الرحالة الانجليزي « تومسون » الذي زار البلاد بحدود عام 1269 هـ( ) أنه دار حول جبل الشيخ ، وسجّل عشرين معبدًا ، أضخمها وأجملها تنظيمًا معبد « هبّاريا »( ) في سوريا.
5- قلعة جندل : يجب أن ننوه هنا إلى آثار قلعة جندل الواقعة على السفوح الشرقية لجبل الشيخ ، وسط قرية جندل التي أخذت اسمها عن القلعة . وينسب بناء القلعة إلى شخص يدعى جندل ، وهو الجد الأول للجنادلة ، لكن المؤرخ عيسى إسكندر المعلوف يذكر أن القلعة قد بنيت قبل استقرار الجنادلة في الموقع ، ويشير المعلوف إلى كتابة يونانية كانت موجودة في العام 1353 هـ( ) على عتبة القلعة يرد فيها الاسم في اليونانية « ساما آتي » ، مما يعني أن اليونان هم أول من بنوها في أعقاب حملة « الإسكندر المقدوني » عام 985 ق.هـ( ) على المنطقة ، ويؤكد هذا الرأي وجود الكثير من المدافن اليونانية في المنطقة ، إضافة إلى الاهتمام الروماني بتشييد الأبنية والقبور فيها ، كما يلاحظ في منطقة برقش في قلب الجبل على مسافة قريبة شمالي قلعة جندل ، وعلى ما يبدو فإن جد الجنادلة قد رمّمها ، وظل الجنادلة بعده يتوارثونها إلى أن جاء الضحاك ابن قيس واعتصم فيها أيام الملك العادل نور الدين ، الذي حاصرها ثم دمّرها بعد تخليصها من الضحاك ، وظلت هذه القلعة مهملة إلى أن تحصّن بها الدروز أثناء حربهم مع إبراهيم باشا المصري ، الذي حاصرها هو الآخر ثم قام بتدميرها( ).
6- قلعة الصُّبَيْبَة : بناها الملك العزيز « 596 - 630 هـ»( ) عثمان « العزيز» ابن محمد « العادل » ابن أيوب : من ملوك الدولة الأيوبية في الشام . وهو شقيق الملك المعظم قلعة الصُّبَيْبَة بين بانياس وتبنين وهونين . وقد أخربها التتار في عهد هولاكو ولم يبقوا منها إلا الآثار، فجاء الملك الظاهر بيبرس المتوفى سنة 676هـ فجدد بناءها لأهمية موقعها في جهاد الصليبيين( ). وأنشأ لجامعها منارة ، وبنى بها داراً لنائب السلطنة ، وعمل جسراً يمشى عليه إلى القلعة( ). ولكن ابن شداد خالف جميع المؤرخين حين ذكر أن قلعة الصُّبَيْبَة بُنيت بعد مُلكها الفرنج سنة أربع وعشرين وخمسمائة ، وهم الذين أنشأُوها( ). وكانت من أعظم الحصون وأجلها وأمنعها( ). وكان بها ولاية جندي ، ثم أضيفت إلى بانياس( ) وكان يليها نائب مفرد من أجناد الحلقة أو مقدميها عن نائب دمشق ، ثم أضيفت إلى والي بانياس ، ثم استقرت في سنة أربع عشرة وثمانمائة في دولة الناصر « فرج » نيابة( ). وهذه نسخة توقيع بنيابة قلعة الصبيبة وهي رسم بالأمر العالي ، لا زال إحسانه يعيد إلى الحصون ناصرها وزينها ، ويفيد أصحاب الهمم صونها ، ويحرسها بمن إذا نظر فيها ، وحماها كان عونها ، وعينها أن يستقر المجلس السامي الأميري لما ألفته هذه القلعة المنصورة من تحصينه وتحسينه ، وعرفته من ترتيبه في عمارتها وتزيينه ، ولأنه الأدرى بالمصالح العائد نفعها ، والأدرى بمناجحها الحميد وقعها ، الذي باشرها من قبل فأحسن السلوك ، ونصح هذه الدولة القاهرة فأثنى على سيرته ملوك الحصون وحصون الملوك ، فليعد إلى هذا المعقل المنيع عود الماء إلى مشاربه ، وليسر في أرجاء أبراجها مسير القمر بين كواكبه ، وليتفقد أمور رجالها المستخدمين ، وليستجلب قلوب حفظتها الأقدمين ، متحاشيًا من رأي القاصر الغبي ، قائما بالمهمات التي تزاحم منه بشيخ لا تزاحم بصبي ، مقيمًا على رفع الأدعية لهذه الدولة القاهرة ، مستزيدًا بالشكر لنعم الله الباطنة والظاهرة ، مجتهدًا معتمدًا على تقوى الله تعالى ، التي جعلت له مكانًا مكينًا في الدنيا ، وطريقًا سهلًا إلى الآخرة ، والله تعالى ينجح قصده ، ويتقبل جهاده وجهده بمنه وكرمه ، قلت : هذا كان شأنها حين كان يولى بها مقدم حلقة أو جندي من الشام ، لكن قد تقدم في الكلام على ترتيب الممالك الشامية ، أنها استقرت في دولة الناصر فرج في سنة أربع عشرة وثمانمائة ولاية ، وحينئذ فتكون ولايتها من الأبواب السلطانية ، فإن عادت إلى ما كانت عليه أولًا عاد الحكم كذلك( ). وكان الملك العزيز بانيها صاحب بانياس وما حولها من الحصون . ومن آثاره المدرسة العزيزية بسفح قاسيون ، بجوار « المعظمية » بدمشق( ).
7- مشهد الطير : كان لجبل الشـيخ نصيب كبير في مرحلة الرسالات السماوية ، فله ارتباط وثيق بها . والآثار المتبقية والمنتشرة في أماكن كثيرة ما زالت شاهداً على ذلك ، لاسيما أنه موجود في قلب منطقة تُـعـُّد مهبط الوحي والأديان . وأول ما نبادر إليه في هذا المسـار هو مقام نبي اللـه إبراهيم - عليه الســلام - وهو مقام قائم فوق تلة تكسوها غابة جميلة من أشجار السنديان ، ومعروف لدى أبناء المنطقة بمشهد الطير أو مقام الخليل إبراهيم ، وهو مزار مقدس تقدم له النذور قرب مزرعة رمتا إحدى مزارع شبعا ، وتكاد تكون هذه الغابة الوحيدة المتبقية من غابات وأشجار جبل الشيخ الكثيفة التي عبثت بها فؤوس الحطابين والرعاة وأزالتها ، ولكن قداسـة المشهد حمت هذه الغابة التي ما زالت محافظة على رونقها وقدسـيتها وجمالها . وفي هذا المكان المعروف بالمشهد أو مشهد الطير تمت معجزة نبي اللـه إبراهيم – عليه السلام - عندما قسـم الطير إلى أربعة أقســام ، ووزعها على أربعة جبال ، ثم ناداها فأتت إليه تسعى ، وقد وردت هذه القصة في القرآن الكريم( ).
‌ب- المدن :
1- مدينة بانياس : لا بد أن نذكر القارئ منذ البداية بأن هناك مدينتين تحملان هذا الاسم في سوريا ، الأولى على ساحل البحر المتوسط ، والثانية داخلية على نهر بانياس الذي ينبع من جبل الشيخ ، وهي الآن ترزح تحت الاحتلال الإسرائيلي ، وأن المقصود في هذا البحث الثانية ، لكن لا مانع من أن نعطي القارئ فكرة موجزة عن هاتين المدينتين ، كما أنه يوجد ثلاثة أنهار تحمل هذا الاسم سترد في مواضعها من البحث :
بانياس الساحل : تتبع مدينة بانياس محافظة طرطوس في سوريا ، وتقع شمالها بحدود 40 كيلو متر , والمدينة خليج طبيعي , وهي معروفة بدفئها ووفرة مياهها ، حيث يعبرها نهر بانياس - نهر قصير يصب في المتوسط - ويقع شمالها نهر السن المعروف بغزارته . يضيق الساحل عند بانياس حيث تقترب الجبال من البحر ، وتطل عليه قلعة المرقب على ارتفاع حوالي 420 متر عن سطح البحر جنوب المدينة , حيث تستقبلك المدينة من جهة الجنوب بغابة صنوبر تعانق البحر, تشتهر بانياس بزراعاتها ، خصوصًا الخضروات والحمضيات , ومنذ أواخر الثمانينيات تنتشر الزراعات المحمية « الخيم البلاستيكية » انتشارًا هائلًا , فيما تبدو الجبال المحيطة وقد غطت أشجار الزيتون أغلبها . وبانياس تعتبر مرفأ النفط الأول في سوريا , حيث يوجد قبالة شاطئها مرابط تحميل وتفريغ النفط . يوجد في المدينة معمل كبير لتوليد الكهرباء , كما تشتهر المدينة بكونها مركزا لصناعة النفط حيث تقع شمالها مصفاة بانياس وعدة منشآت لتخزين ونقل النفط( ). ومن الأنبياء الذين قاموا بدعوتهم فيها ذكر العلماء إليسع( ) - عليه السلام - من أنبياء بني إسرائيل ، وقد عدّه القرآن الكريم في مجموعة الرسل الذين يجب الإيمان بهم . وقد قام بتبليغ الدعوة بعد انتقال النبي إلياس - عليه السلام - إلى جوار ربه ، فقام يدعو إلى الله - عز وجل - متمسكاً بمنهاج نبي الله إلياس وشريعته. ومن معجزاته تكثير عشرين خبزاً من شعير وسنبل مفروك في منديل حتى أكل مائة رجل وفضل ، كما هو مصرح به في الباب الرابع من سفر الملوك الثاني( ). وأحيا الله على يديه الصبي الميت ابن المرأة الإسرائيلية كما جاء في التوراة « ودخل أَليِشَع البيت وإذا بالصبي ميت ، ومضطجع على سريره ، فدخل وأغلق الباب على نفسيهما كليهما ، وصلى إلى الرب ... فعطس الصبي سبع مرات ثم فتح الصبي عينيه ... فدعاها - أي أم الصبي - ولما دخلت إليه قال : احملي ابنك »( ). وفي سفر الملوك الثاني [2مل 13: 20ـ21] ورد « ومات إليشع فدفنوه . وكان غزاة موآب تدخل على الأرض عند دخول السنة ، وفيما كانوا يدفنون رجلاً إذا بهم قد رأوا الغزاة ؛ فطرحوا الرجل في قبر إليشع . فلما نزل الرجل ومسَّ عظام إليشع ؛ عاش وقام على رجليه »( ).
وشفى الله أبرصاً على يديه ، وأمرض آخر وذريته من بعده بالبرص : « فأرسل إليه « إليشع رسولاً يقول : اذهب واغتسل سبع مرّات في الأردن فيرجع لحمك إليك وتطهر.. فبرص نعمان يلصق بك وبنسلك إلى الأبد . وخرج من أمامه أبرص كالثلج »( ) « انظر : 2مل 5/10-27» . وقد حوَّل الله له الماء زيتاً فقد جاء في سفر الملوك من كتب أهل الكتاب : « أن اليسع - عليه السلام - نزل بامرأة من بني إسرائيل فأضافته وأكرمته ، فلما عزم على الانصراف قال لها : هل لك من حاجة ؟ قالت : يا نبي الله ، إن على زوجي ديناً قد فدحه ، وإن رأيت أن تدعو الله تعالى لنا بقضاء ديننا . فقال لها إليسع : أحضريني ما عندك من الأواني واستعيري من جيرانك ما قدرت عليه من الآنية . ففعلت ذلك ، فأمرها فملأتها كلّها ماء ثم قال : اتركيها ليلتك هذه . وتركها ومضى ، فأصبحت المرأة وقد تحوَّل ذلك كلّه زيتاً ، فباعوه وقضوا دينهم »( ). وقد كثرت في زمانه الأحداث والخطايا ، وكثر الملوك الجبابرة ، فقتلوا الأنبياء وشردوا المؤمنين ، فوعظهم إليسع وخوَّفهم من عذاب الله ولكنهم لم يأبهوا بدعوته. وقد ظهرت دعوته في مدينة تسمى بانياس إحدى مدن الشام ، ولا تزال حتى الآن موجودة ، وهي قريبة من بلدة اللاذقية . وبعد أن توفى الله إليسع سلط على بني إسرائيل من يسومهم سوء العذاب كما قص علينا القرآن الكريم( ). وفي حديث خروج الدجال ذكر أن : « إليسع معه ينذر الناس ويقول : هذا المسيح الكذاب فاحذروه - لعنه الله - يعطيه الله من السرعة والخفة مالا يلحقه الدجال ، فإذا قال : أنا رب العالمين . قال له الناس : كذبت ، ويقول إليسع : صدق الناس »( ) .
الباحث : محمود بن سعيد الشيخ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تابع جبل الشيح - آثار جبل الشيخ - 1
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
قطنا :: المنتديات العامة :: شخصيات لها تاريخ-
انتقل الى: