متى يفضل تناول الأسبيرين

الأسبرين


يسمى الانسداد في أحد الشرايين الدماغية بجلطات الدماغ, التي تنشأ عادة إما بسبب قذف القلب لجلطة أو كتلة من الدم المتجمع والمتكون فيه, وهذه الحالة نادرة نسبياً بالمقارنة مع الحالات الأكثر شيوعاً التي تتسبب فيها أمراض تصلب شرايين الدماغ ذاته أو الرقبة في إعطاء فرصة لتكون جلطات تسد الشرايين, كما أن مثل هذا الأمر قابل للتكرار لهذا فإن أهم أولويات علاج جلطات الدماغ هو الحيلولة دون تكرار إصابة الدماغ بها.
وإن أفضل الخيارات في هذه الحالة هو استخدام عقار يمنع تسرب الصفائح كعقار الأسبرين, الذي يعتبر اليوم أحد أشهر العلاجات في العالم, وتكمن الفائدة العالية له في منع حصول الجلطات القلبية أو الدماغية, ولقد طرح الأسبرين منذ أكثر من نصف قرن كأحد الأسس الأولية في علاج مرضى الشرايين دون أي منازع.
ومن الضروري أيضاً الأخذ بعين الاعتبار جوانب الوقاية من الإصابة بأمراض الشرايين, أي الوقاية الأولية التي لها أثر كبير في حماية من لم يصابوا بأمراض الشرايين, فبالإضافة إلى تناول الأسبرين بشكل يومي يجب الاهتمام بوزن الجسم, وضبط نسبة سكر وكولسترول وضغط الدم, وممارسة الرياضة البدنية.
إذاً يمكن اعتبار تناول الأسبرين أفضل الوسائل الضرورية لمنع تكرار حصول نوبات جلطات الدماغ, ولكن موضوع تناوله للوقاية الأولية ما يزال محل بحث لدى العلماء والأطباء, وذلك في عملية الموازنة بين الحصول على فائدة الأسبرين من دون التعرض لأضراره المحتملة, فهناك احتمالات لوجود آثار جانبية من الأسبرين على المعدة وشرايين الدماغ تفرض الموازنة بين الفائدة والضرر.
ومن خلال المتابعات والدراسات الطبية تم التوصل إلى أنه من كان لديه احتمال إصابة بأمراض الشرايين يتجاوز 15% خلال العشر سنوات القادمة من عمره, فإن تناول الأسبرين يومياً بالنسبة له أمر مفيد وتغلب فوائده على الأضرار المحتملة منه, أما من كانت نسبة الإصابة لديه أدنى من 6% ففي هذه الحالة تكون فائدة الأسبرين أقل من ضرره ولا ينصح بتناوله حتى وإن تجاوز الشخص الخمسين من العمر.
وبالنسبة للأشخاص الذين تتراوح نسب الإصابة لديهم بين النسبتين السابقتين, فإن القرار في تناول الأسبرين أو عدمه يعود في هذه الحالة للشخص نفسه ولطبيبه المشرف على حالته الصحية, ولكن ينصح بتناول الأسبرين في هذه الحالة خاصة عند الإصابة بمرض السكري, ووجود ضعف في وظائف الكلى.