قطنا
مرحبا بك في منتديات قطنا الثقافية و العلمية
و نشكر زيارتكم
ولتتمكن من الإستمتاع بكافة ما يوفره لك هذا المنتدى من خصائص, يجب عليك أن تسجل الدخول الى حسابك في المنتدى. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه.
و يرجى الانتباه بادخال الايميل الصحيح لانه عند التسجيل ستصلك رسالة تفعيل رمز الدخول الى بريدك الالكتروني و بعد التفعيل ستتمكن من الدخول بالاسم و كلمة المرور التي ادخلتها
كما ندعوكم لزيارة موقعنا قطنا نت www.qatana.net
قطنا
مرحبا بك في منتديات قطنا الثقافية و العلمية
و نشكر زيارتكم
ولتتمكن من الإستمتاع بكافة ما يوفره لك هذا المنتدى من خصائص, يجب عليك أن تسجل الدخول الى حسابك في المنتدى. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه.
و يرجى الانتباه بادخال الايميل الصحيح لانه عند التسجيل ستصلك رسالة تفعيل رمز الدخول الى بريدك الالكتروني و بعد التفعيل ستتمكن من الدخول بالاسم و كلمة المرور التي ادخلتها
كما ندعوكم لزيارة موقعنا قطنا نت www.qatana.net
قطنا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
قطنا

منتدى مدينة قطنا
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  
"وقـل اعمـلوا فسـيرى الله عـملكم ورسـوله والمؤمنـون"    

 

 تابع جبل الشيح - جبل طور طبرية - 1

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو محمد الشيخ
عضو فعال
عضو فعال
avatar


المزاج : قطنا
ذكر
عدد المساهمات : 111
نقاط : 331
تاريخ الميلاد : 30/01/1948
العمر : 76
تاريخ التسجيل : 08/11/2010
مكان الإقامة : سوريا-قطنا

تابع جبل الشيح - جبل طور طبرية - 1 Empty
مُساهمةموضوع: تابع جبل الشيح - جبل طور طبرية - 1   تابع جبل الشيح - جبل طور طبرية - 1 Emptyالخميس يوليو 12, 2012 12:27 am

تابع جبل الشيخ - طور طبرية
14- طور طبرية
سمي جبل الشيخ بهذا الاسم « طور طبرية » لأنه يشرف عليها من جهة الشمال الغربي . فنسب إليها لتمييزه عن بقية الجبال التي ذكرها ياقوت والزبيدي والمقريزي وغيرهم والتي تحمل اسم « طور» ( ). أو إلى جبل الجليل بمفهومه العام الذي يعد جزءًا من سلسلة جبل الشيخ ، وهو يطل على البحيرة من الغرب . وبحيرة طبرية كانت تسمى أيضًا بحر الجليل( ). وأما عجائبه فكثيرة منها حمة طبرية المشهورة ، وهي عين تنبع ماء شديد الحرارة ، يكاد يسلق البيضة ، يقصدها المترددون للاستشفاء بالإغتسال فيها . قال ابن الأثير في عجائب المخلوقات : وليس فيها حمام يوقد فيه النار إلا الحمام الصغير( ). وقال القزويني : بها عيون جارية حارة بنيت عليها حمامات لا تحتاج إلى الوقود ، وهي ثمانية حمامات ؛ قال أبو بكر بن علي الهروي : أما حمامات طبرية التي قالوا إنها من عجائب الدنيا فليست التي على باب طبرية إلى جانب بحيرتها ، فإن مثل هذه كثيرة ، والتي هي من عجائب الدنيا في موضع من أعمال طبرية يقال له الحسينية ، وهي عمارة قديمة يقال إنها من بناء سليمان بن داود - عليه السلام - وهو هيكل يخرج الماء من صدره ، وقد كان يخرج من اثنتي عشرة عيناً ، كل عين مخصوصة بمرض إذا اغتسل فيها صاحب هذا المرض عوفي بإذن الله تعالى ، والماء شديد الحرارة جداً ، عذب صاف طيب الرائحة يقصده المرضى يستشفون به . وبينها وبين بيسان حمة سليمان - عليه السلام - يزعمون أنها نافعة لكل داء( ). وقال علي بن محمد الحلبي : يخرج من بحيرة طبرية قار من أعمق وسط البحيرة ، ثم تقذفه الريح في حافتها فيجتمع هناك ويستعمله أهل أنطاكية وطرسوس وما إلى تلك البلاد ، يطلون به أصول الكروم والشجر فلا يصعد إليها دود ولا نمل ولا حيوان مؤذ( ). ومن العجائب فيها نهر طبرية ، وهو نهر عظيم ، والماء الذي يجري فيه نصفه بارد ونصفه حار فلا يختلط أحدهما بالآخر ، فإذا أخذ من الماء الحار في إناء وضربه الهواء صار بارداً( ). قال ياقوت : والطور جبل بعينه مطل على طبرية الأردن ، بينهما أربعة فراسخ ، على رأسه بيعة واسعة محكمة البناء موثقة الأرجاء يجتمع في كل عام بحضرتها سوق( ). وقال ياقوت أيضًا : كوكب اسم قلعة على الجبل المطل على مدينة طبرية حصينة ثم خربت بعد( ). وقال : ثم بنى هناك الملك المعظم عيسى بن الملك العادل أبي بكر بن أيوب قلعة حصينة ، وأنفق عليها الأموال الجمة ، وأحكمها غاية الإحكام ، فلما كان في سنة 651هـ وخرج الإفرنج من وراء البحر طالبين للبيت المقدس أمر بخرابها حتى تركها كأمس الدابر ، وألحق البيت المقدس بها في الخراب ، فهما إلى هذه الغاية خراب( ) .
وبعد دخول بني إسرائيل الأرض المقدسة سكن طبرية والمناطق المجاورة لها قبيلة « نفتالي » العبرية ، ونفتالي : اسم عبري معناه « مصارعتي » . وهو اسم أحد أبناء يعقوب من زوجته بلْهة . ويُطلَق هذا الاسم على قبيلة عبرانية ، كان نصيب أفرادها في الأرض وادي الليطاني والأردن وبحيرة طبرية( ). و« طبرية » التي تنسب إليها البحيرة مدينة في الجليل . وهي إحدى المدن الأربع التي يقدِّسها اليهود في فلسطين والتي يؤمنون بأنه يجب ألا تنقطع فيها الصلاة . أما الثلاث الأخرى فهي : القدس والخليل وصفد . وتقع طبرية شمال شرقي فلسطين عند البحيرة المسماة باسمها « بحيرة طبرية » على بُعد أربعة أميال من طرفها الجنوبي . شيَّدها هيرود أنتيباس « ابن هيرود » عام 619 ق.هـ( )، وسماها على اسم الإمبراطور الروماني طيباريوس ، لتحل محل صفورية كعاصمة للجليل . ثم عربت طبرية والنسبة إليها طبراني . وكانت طبرية تقع على طريق تجاري يربط سوريا بمصر ، واشتهرت بالتجارة وصيد الأسماك . وتوجد على مقربة منها عيون ساخنة جعلت منها منتجعاً صحياً مشهوراً . وفي النهاية ، استقر فيها أثرياء اليهود . ولذا كانت المدينة تضم مكاتب الحكومة والصيارفة . كما أن بعض أعضاء الطبقات الفقيرة من اليهود استوطنوها ليحصلوا على الأرض والسكنى . وطبرية أول مدينة يهودية تنال استقلالها ، وتصبح مدينة « بوليس » ، لها الحق في أن تعلن الحرب وتُوقِّع المعاهدات وتفرض الضرائب ، وكان يحكمها حاكم مُنتخَب تساعده لجنة من عشرة أفراد ومجلس مدينة من ستمائة شخص . وقد استسلمت طبرية للرومان أثناء التمرد اليهودي الأول ضد الرومان ، ولذا لم يتم تخريبها . وقد أصبحت مركزاً لليهودية بعد تدمير القدس ، فشُيِّدت فيها حلقة تلمودية دُوِّنت فيها المشناه وأجزاء من الجماراه . ومعنى هذا أن التلمود الأورشليمي وُضع في طبرية . ولما فتح المسلمون بقيادة شرحبيل ابن حسنة – رضي الله عنه - الأردن عنوة إلا طبرية فتحها صلحًا إذ صالحه أهلها على أنصاف منازلهم وكنائسهم في عهد عمر بن الخطاب – رضي الله عنه - نقضوا العهد فأعاد أبو عبيدة فتحها( ) ، وكانت طبرية مدينة الشام الثانية « الأردن » العظمى( ) ، وقد أرسل الخليفة عثمان بن عفان – رضي الله عنه - إليها عام 30 هجرية مصحفاً كي يقرأ المسلمون فيه القرآن الكريم . وسقطت في يد الفرنجة « الصليبيين » بعض الوقت ثم استعادها صلاح الدين الأيوبي منهم عام 583هـ( ) ، ولكنها سقطت مرة أخرى في يد الصليبيين عام 638 هـ( ) ، ثم تم تحريرها بشكل نهائي منهم عام 645هـ( ) . وقد فتح العثمانيون طبرية عام 923هـ( ) ، وسمح السلطان سليمان القانوني لليهود بالإقامة فيها منذ عام 970هـ( ). واستولى نابليون علىها عام 1214هـ( ) ولمدة قصيرة . وازدهرت المدينة أيام الحكم المصري لفلسطين إلا أن الدمار لحق بها بسبب الزلزال الشديد الذي وقع عام 1253هـ( ). وطبرية من مدن فلسطين الأولى التي استقر فيها المستوطنون الصهاينة بسبب وجود مركز ديني فيها ، كما كانت أول مدينة فلسطينية سلمتها قوات الاحتلال الإنجليزية للصهاينة( ). وقد وصفها القلقشندي في عصره فقال : بحيرة طبرية قال الزجاجي : سميت طبرية بطباري ملك من ملوك الروم ، وهي في أول الغور ، يدخل إليها نهر الشريعة المنصب في بحيرة بانياس الآتي ذكرها ، ودورها نحو مسيرة يومين ووسطها حيث الطول ثمان وخمسون درجة والعرض اثنتان وثلاثون . وهي قرعاء ليس بها قصب نابت ، وطبرية مدينة خراب على شاطيء البحيرة المذكورة من جانبها الغربي . قال العثماني في تاريخ صفد : ويقال إن قبر سليمان بن داود - عليهما السلام - بهذه البحيرة( ). ووصفها ياقوت بقوله : وأما بحيرة طبرية فهي كالبركة تحيط بها الجبال ، ويصب فيها فضلات أنهر كثيرة تجيء من جهة بانياس والساحل والأردن الأكبر ، وينفصل منها نهر عظيم فيسقي أرض الأردن الأصغر- وهو بلاد الغور - ويصب في البحيرة المنتنة قرب أريحا . ثم وصف ياقوت المدينة فقال : ومدينة طبرية في لحف الجبل مشرفة على البحيرة ، ماؤها عذب شروب ليس بصادق الحلاوة ثقيل ، وفي وسط هذه البحيرة حجر ناتىء يزعمون أنه قبر سليمان بن داود - عليه السلام - وبين البحيرة والبيت المقدس نحو من خمسين ميلا( ). وفيه دير الطور ، والطور في الأصل : الجبل المشرف . وأما الطور المذكور ههنا فهو جبل مستدير واسع الأسفل مستدير الرأس لا يتعلق به شيء من الجبال ، وليس له إلا طريق واحد وهو ما بين طبرية واللجون ، مشرف على الغور ومرج اللجون . وفيه عين تنبع بماء غزير كثير ، والدير في نفس القبلة مبني بالحجر ، وحوله كروم يعتصرونها ، فالشراب عندهم كثير . ويعرف أيضا بدير التجلي لأن المسيح - عليه السلام - على زعمهم تجلى فيه لتلامذته بعد أن رفع حتى أراهم نفسه وعرفوه . والناس يقصدونه من كل موضع فيقيمون به ويشربون فيه ، وموضعه حسن يشرف على طبرية والبحيرة وما والاها وعلى اللجون . وفيه يقول مهلهل بن عريف المزرع :
نهضت إلى الطور في فتية ... سراع النهوض إلى ما أحب
كرام الجدود حسان الوجـوه ... كهول العقول شــباب اللعب
فأي زمـــان بهــم لــم يســـر... وأي مكان بهـــم لـــم يطـب
أنخـــت الركاب على ديــره ... وقضيت من حقه ما يجـــب( )
وقيل في تفسير قوله تعالى : « وإذ قال إبراهيم : رب ! أرني كيف تحيي الموتى ؟ » قال الحسن وقتادة وعطاء الخراساني والضحاك وابن جريح : كان سبب هذا السؤال من إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - أنه مر على دابة ميتة ، قال ابن جريح : كانت جيفة حمار بساحل البحر . قال عطاء : بحيرة طبرية ، قالوا : فرآها وقد توزعتها دواب البحر والبر ، وكان البحر إذا مد جاءت الحيتان ودواب البحر، فأكلت منها فما وقع منها يصير في البحر، وإذا جزر جاءت السباع فأكلت منها ، فما وقع منها يصير تراباً ، فإذا ذهبت السباع جاءت الطير فأكلت منها ، فما سقط منها قطعته الرياح في الهواء . فلما رأى إبراهيم ذلك تعجب منها ، وقال : يا رب ! قد علمت لتجمعها من بطون السباع ، وحواصل الطير ، وأجواف دواب البحر ، فأرني كيف تحييها لأعاين ذلك فأزداد يقيناً ، فعاتبه الله على ذلك ، فقال : « أو لم تؤمن ؟ قال : بلى ، يا رب ! قد علمت وآمنت ، ولكن ليطمئن قلبي » ، أي يسكن إلى المعاينة والمشاهدة . فإبراهيم - صلى الله عليه وسلم - كان يعلم يقيناً أن الله يحيي الموتى ، ولكنه أراد أن يصير له علم اليقين ، لأن الخبر ليس كالمعاينة »( ).
ويقال إن طبرية هي القرية التي جرت فيها حادثة اعتداء بني إسرائيل على حرمة يوم السبت المذكورة في القرآن الكريم ، قال تعالى : « واسألهم عن القرية التي كانت حاضرةَ البحرِ إذ يَعْدون في السبت إذ تأتيهم حيتانُهم يوم سبْتِهم شُرَّعاً ، ويوم لا يَسْبِتون لا تأتيهم . كذلك نبلوهم بما كانوا يَفْسُقون . فلما عَتَوْا عن ما نُهوا عنه قلنا لهم : كونوا قِردةً خاسئين »( ). قال الزهري : القرية طبرية( ) . واختلف المفسرون في القرية ، فقيل : هي بين مصر والمدينة والمغرب ، وقيل بين مدين والطور، وقال الزهري هي « طبرية الشام » . ولهم أقوال غير هذه . فكانت تأتيهم الحيتان ظاهرةً على الماء كثيرة متتابعةً يتبع بعضها بعضاً . قال أهل التفسير : إن اليهود أُمروا بيوم الجمعة فتركوه ، واختاروا يوم السبت فابتُلوا به ، وهو أن الله أمرهم بتعظيمه ، ونهاهم عن العمل فيه ، وحرّم عليهم فيه الصيد . فلما أراد أن يبتليهم كانت الحيتان تظهر لهم في يوم السبت ، ينظرون إليها في البحر، فإذا انقضى السبت ذهبت فلم تُرَ إلا في السبت المقبل . فوسوس إليهم الشيطان : أن اصطادوا ، فاصطادوا . قال قتادة : لما عتوا عما نُهوا عنه مسخهم الله فصيّرهم قردة تتعاوى بعد ما كانوا رجالاً ونساء( ) . وحاشا لله أن يجرّب عباده بالشر، وهو يودّ أن الجميع يحفظون وصاياه( ). ومن أعاجيب الإسرائيليات وغرائبها التي تروى ما ذكره الكسائي في خبر الفتنة وذهاب خاتم سليمان - عليه السلام - ورجوعه إليه . قال الكسائي : كان سليمان – عليه السلام - كلما نزل بمنزل من البراري بنت الجن والشياطين له قصراً بديعاً ، فإذا تحول عنه خربوه . وكان له قصر على ساحل البحر من بناء الجن ، فأمرهم أن يتركوه على حالته . فجاء سليمان إلى ذلك القصر فنزله ، وكان صخر الجني معه وهو شديد الحرص على أن يسلبه الخاتم ؛ لأنه كان قد علم أن ملكه في خاتمه . وكان لسليمان جارية اسمها الأمينة فكان إذا أراد الدخول إلى الخلوة بنسائه يسلم الخاتم إليها ، فإذا اغتسل أخذ خاتمه منها ، وكذلك إذا أراد الوضوء . فجاء سليمان في بعض الأيام فنزل ذلك القصر وأراد الوضوء ، فدفع الخاتم إلى الجارية ، فجاء صخر وقد ألقى على نفسه صورة سليمان ، فقال للجارية : هات الخاتم ، فناولته إياه وهي لا تعلم . فلما صار الخاتم في يد صخر لم يستقر في يده لأنه شيطان ، فرماه في البحر ، فجاء حوت بإذن الله فابتلعه . ومضى صخر وهو على صورة سليمان فجلس على كرسيه ومعه الناس وهم يظنون أنه سليمان ؛ فذلك قوله تعالى : « ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسداً ثم أناب » قيل : الجسد هو صخر الجني . قال : وخرج سليمان من الخلاء وقد غير الله صورته إلى صورة صخر ، فطلب الخاتم ، فقالت الجارية : أعوذ بالله منك ، قد دفعت الخاتم إلى سليمان . فعلم أن الله قد أوقع به البلية ، فخرج يريد القصر ويقول للناس : أنا سليمان ، والناس يهزؤون بقوله ويقولون : لست سليمان أنت صخر الجني . فجعل سليمان يدور على جميع الناس وهم على كلمة واحدة في إنكاره ، وجعل يدور في القرى ويقول : أنا سليمان والناس يشتمونه حتى لزق بطنه بظهره من الجوع ، فقال : إلهي إنك ابتليت كثيراً من الأنبياء ولم تحرمهم رزقك . إلهي إني تائب إليك من خطيئتي . فلم يزل سليمان كذلك أربعين يوماً لم يطعم شيئاً ، ثم وجد قرصة يابسة ملقاة ، فأخذها ولم يقدر على أكلها ليبسها ، فأقبل إلى ساحل البحر وقعد يبل القرصة فاستلبتها الأمواج من يده . فقال : إلهي رزقتني بعد أربعين يوماً قرصة يابسة نزلت حتى أبلها فاستلبتها الأمواج من يدي وأنت المتكفل بأرزاق العباد ، وأنا عبدك المذنب ، فارزقني فأنت الرزاق الكريم . ثم جعل يمشي على الساحل وهو يبكي ، فإذا هو بقوم يصطادون السمك ، فسألهم شيئاً من الطعام فمنعوه وطردوه وقالوا له . انصرف عنا ، فما رأينا أوحش من وجهك . قال : ما عليكم من وجهي إذا أطعمتموني ؟ قالوا : وحق سليمان إن قمنا إليك لنوجعنك ضرباً إن لم ترح عنا . قال : يا قوم ، فأنا - والله - سليمان . فضربه رجل منهم على رأسه وقال : أتكذب على نبي الله فبكى حتى بكت الملائكة لبكائه ، ورحمه أولئك القوم وناولوه سمكة وأعطوه سكيناً ، فشق بطنها ليصلحها ويشويها ويأكلها ، فخرج الخاتم من بطنها فغسله وجعله في إصبعه ، وعاد إليه حسنه وجماله ، فوضع السمكة وسار يريد قصره ، فجعل يمر بتلك القرى ، فكل من كان قد أنكره عرفه وسجد له . فبلغ ذلك صخراً الجني فهرب . وعاد سليمان إلى قصره واجتمع له الإنس والجن والشياطين والسباع والهوام كما كانوا أول مرة . فبعث العفاريت في طلب صخر فأتوه به ، فأمر أن ينقروا له صخرتين وصفده بالحديد وجعله بينهما وأطبقهما عليه ، وختم عليه بخاتمه وطرحه في بحيرة طبرية . فقال : إنه فيها إلى يوم القيامة . ثم أمر الله الرياح أن تحشر له سائر الشياطين فحشرت له ، فصفد مردتهم بالحديد وحبسهم . هذا ما أورده الكسائي في قصة الفتنة ، وهو أولى ما أورده وأشبه ما نقل( ) . وفي شرقي بحيرة طبرية : قبر سليمان بن داود - عليهما الصلاة والسَّلام - والصحيح أن سليمان دُفن إلى جانب أبيه في بيت لحم . وهما في المغارة التي بها مولد عيسى - عليه الصلاة والسلام - ومن شرقيها أيضاً : قبر لقمان الحكيم ، وابنه على ما قيل( ).
وبعد موت نبي الله سليمان – عليه السلام – عام 1598ق.هـ( ) وانقسام اتحاد القبائل العبرانية « المملكة العبرانية المتحدة » ، أُطلق اسم « يسرائيل » أو « إفرايم » على المملكة الشمالية ، كما كانت تُسمَّى أحياناً « السامرة » نسبة إلى عاصمتها . وكانت تقع حسب الرواية التوراتية والمدونات التاريخية على بحيرة طبرية ، وتضم نهر الأردن والضفة الغربية ومنها نابلس وأجزاء من الضفة الشرقية والجليل . وكان لهذه الدولة على خلاف المملكة الجنوبية ، شريط ساحلي . كما أن مساحتها كانت تبلغ ثلاثة أضعاف مساحة المملكة الجنوبية . وكانت قبيلة إفرايم من أهم قبائل هذه المملكة وجاء منها معظم ملوك المملكة ، ولهذا سُمِّي اتحاد هذه القبائل باسمها . وبدأ تاريخ المملكة الشمالية حينما بايعت القبائل العبرانية العشر يُربعام ملكاً ، رافضةً إعطاء البيعة لرُحبعام بن سليمان الذي نُصِّب ملكاً على قبيلتي الجنوب في اتحادهما المسمَّى « المملكة الجنوبية » . وكانت المملكة الشمالية أكثر أهمية من الناحية السياسية والاقتصادية . ومع هذا ، كانت تتنازعها الخصومات إذ لم يكن لها مركز ديني قوي مثل القدس ، ولم تكن عبادة يَهْوَه « الله » القومية راسخة فيها. وقد كانت الأسرة الحاكمة فيها لا تتمتع بشرعية قومية دينية مثل أسرة داود . كما كانت أكثر تعرضاً للغزو الخارجي من المملكة الجنوبية ، ولم يكن لملوكها سياسة خارجية واضحة. وكانت مكوَّنةً من عناصر قَبَلية كثيرة غير متجانسة إذ كانت تضم عشر قبائل في مقابل قبيلتين في المملكة الجنوبية . ولكل هذا ، نجد أنها في فترة لا تزيد على ثلاثة قرون وعشر سنوات ، حكمها تسعة عشر ملكاً ينتمون إلى تسع أسر ، مات منهم عشرة عن طريق العنف ، وحكم سبعة فترة أقل من سنتين . ولم تتمتع المملكة بأي استقرار إلا لفترة وجيزة « 1556- 1408» ق.هـ( ). وسعى رؤساء القبائل الشمالية إلى التهوين من شأن القدس وهيكلها حتى من الناحية الدينية ، واستعاضوا عن ذلك بتأسيس معابد محلية لممارسة شعائر الدين متأثرين في ذلك بنظام العبادات الكنعانية الذي يتَّسم بعدم مركزية مقرّ الإله . كما أقيم في السامرة معبد لينافس الهيكل فيحج إليه الشماليون ، وخصوصاً بعد أن منعهم الجنوبيون أنفسهم من الحج إلى القدس ، كما أسسوا أماكن مقدَّسة محلية في دان( ) وبيت إيل( ). وأول ملوك المملكة الشمالية يُربْعام الأول « 1599- 1577» ق.هـ( ) من قبيلة إفرايم القوية . وكان من المشرفين على أعمال السخرة في عهد سليمان ، لكنه قاد الثورة ضده بسبب ضرائبه ومطالبه التي أثقلت كاهل الناس . وحينما فشل التمرد ، فرَّ إلى مصر حيث لجأ إلى شيشنق فرعون مصر الليبي « الأسرة 22» . وبعد موت سليمان ، ترأس الوفد الذي أرسلته قبائل الشمال ليقابل رُحبعام مطالباً بتعديل نظام الضرائب والسخرة . وعندما رُفض الطلب ، أعلنت قبائل الشمال استقلالها وتوَّجت يُربْعام ملكاً . ويبدو أن رُحبعام لم يتمكن من ضرب المملكة الجديدة خوفاً من تهديد شيشنق الذي كان يهمه القضاء على مملكة سليمان . واتخذت المملكة من « شكيم »( ) عاصمة لها ، لكنها نقلت بعد ذلك إلى « بنوئيل » عبر الأردن ، وأخيراً إلى « ترصه » . وقد أسس يُربعام معبداً في « بيت إيل » و« دان » ، وجعل رمز الديانة العجول الذهبية . كما غيَّر يُربْعام موعد الأعياد حتى يحوِّل حجاج مملكته عن الذهاب إلى القدس ، وطرد اللاويين الذين كانوا يشكلون جزءاً من المملكة العبرانية المتحدة ومن إدارتها . وخاض يُربعام حرباً دائمة مع المملكة الجنوبية التي رفضت الاعتراف بالتقسيم . ويبدو أن شيشنق قام بغزو المملكة الشمالية - ربما بعد موت يُربْعام - رغم أن عداءه كان موجهاً أساساً ضد المملكة الجنوبية( ).
وفي ذكر أخبار بختنصر الذي يقال في اسمه بالفارسية « بخترشه » - وكان مرزبانًا ببهراسف - ومعنى « المرزبان » أنه ملك على ربع من أرباع المملكة . وكان الملك لهراسف قد جعله أصبهبذا ما بين الأهواز إلى أرض الروم . قال : فسار حتى أتى دمشق فصالحه أهلها ، ووجه قائداً له فأتى بيت المقدس فصالح ملك بني إسرائيل ، وهو رجل من بني داود النبي - عليه السلام - وأخذ منه رهائن وانصرف . فلما بلغ طبرية وثب بنو إسرائيل على ملكهم فقتلوه وقالوا له : إنك هادنت أهل الكفر وخذلتنا واستعدوا للقتال ؛ فكان عاقبة ذلك أن قائد بختنصر - لما بلغه ما كان من بني إسرائيل - كتب إليه يخبره بقتلهم ملكهم ، فأجابه بختنصر أن يقيم بموضعه حتى يوافيه ، وأمره بضرب أعناق الرهائن الذين معه . وسار بختنصر حتى أتى بيت المقدس فأخذ المدينة عنوة وقتل المقاتلة وسبى الذرية وهرب الباقون إلى مصر ، فكتب بختنصر إلى ملك مصر : أن عبيدًا لي هربوا مني إليك فسرحهم إلي وإلا غزوتك وأوطأت خيلي بلادك ، فكتب إليه ملك مصر : إنهم ليسوا عبيدك ، ولكنهم الأحرار أبناء الأحرار ، وامتنع من إنفاذهم إليه ، فغزاه بختنصر وقتله وسبى أهل مصر ، ثم سار في أرض المغرب حتى بلغ أقصى نواحيها . قال صاحب كتاب تجارب الأمم : وقد حكى أهل التوراة وغيرهم في أمر بختنصر أقوالاً مختلفة ، فذكروا منها : أن بختنصر خرب بيت المقدس . ولما انصرف إلى بابل اجتمع معه سبايا بيت المقدس من بني إسرائيل وغيرهم ، فاختار منهم سبعين ألف صبي ، فلما فرق الغنائم على جنوده سألوه أن يقسم فيهم الصبيان ، فقسمهم في الملوك منهم ، فأصاب كل رجل منهم أربعة ، وكان من أولئك الغلمة الذين سباهم ، دانيال النبي وحنين ومنشايل ، وسبعة آلاف من أهل بيت داود ، وأحد عشر ألفاً من سبط بشر بن يعقوب( ).
وفي القرن الأول الهجري( ) ، أصبحت العراق – حيث كان بنو إسرائيل يعيشون بعد السبي البابلي - مركز الحياة اليهودية والعلم اليهودي ، كما أصبحت ترسل من علمائها رؤساء للحلقات التلمودية في طبرية بفلسطين التي كانت قد غدت منذ القرن الثالث قبل الهجرة( ) مدينة مقدَّسة . ولم تنته زعامة بابل لليهودية إلا في القرن الثالث الهجري( ) ، وإن استمر اليهود يعيشون فيها قروناً بعد ذلك( ).
وحسب اعتقاد النصارى أنه لما أبصرت الجماهير معجزات المسيح الباهرة تبعه جمع كثير إلى بحيرة طبرية . وكان مع غلام خمسة أرغفة شعير وسمكتان ، فأخذها المسيح وباركها ، فأكل منها خمسة آلاف شخص ، وجمعوا مما بقي اثنتي عشرة قفة من الكِسر التي فضلت عن الآكلين « يوحنا 6: 1-15»( ). وإليك التفصيل قال يوحنا : « بعد هذا مضى يسوع إلى عبر بحر الجليل وهو بحر طبرية . وتبعه جمع كثير لأنهم أبصروا آياته التي كان يصنعها في المرضى . فصعد يسوع إلى جبل وجلس هناك مع تلاميذه . وكان الفصح عيد اليهود قريبًا . فرفع يسوع عينيه و نظر أن جمعًا كثيرًا مقبل إليه فقال لفيلبس : من أين نبتاع خبزًا ليأكل هؤلاء . وإنما قال هذا ليمتحنه ، لأنه هو علم ما هو مزمع أن يفعل . أجابه فيلبس : لا يكفيهم خبز بمئتي دينار ، ليأخذ كل واحد منهم شيئًا يسيرًا . قال له واحد من تلاميذه وهو أندراوس أخو سمعان بطرس : هنا غلام معه خمسة أرغفة شعير وسمكتان ، ولكن : ما هذا لمثل هؤلاء ؟ فقال يسوع : اجعلوا الناس يتكئون - وكان في المكان عشب كثير- فاتكأ الرجال وعددهم نحو خمسة آلاف . وأخذ يسوع الأرغفة وشكر ، ووزع على التلاميذ ، والتلاميذ أعطوا المتكئين ، وكذلك من السمكتين بقدر ما شاءوا . فلما شبعوا قال لتلاميذه : اجمعوا الكسر الفاضلة لكي لا يضيع شيء . فجمعوا وملأوا اثنتي عشرة قفة من الكسر من خمسة أرغفة الشعير التي فضلت عن الآكلين . فلما رأى الناس الآية التي صنعها يسوع قالوا : إن هذا هو بالحقيقة النبي الآتي إلى العالم . وأما يسوع فإذ علم آنهم مزمعون أن يأتوا ويختطفوه ليجعلوه ملكًا انصرف أيضًا إلى الجبل وحده »( ).
وقال أبو محمد ابن حزم في نهاية عيسى - عليه السلام – على الأرض راويًا لها من أناجيل النصارى في عصره ، ومبينًا مكانة طبرية في ذلك الحدث : وفي آخر إنجيل متى : بعد أن ذكر صلب المسيح وإنزاله برغبة يوسف الراماوي العريف ودفنه في قبر جديد محفور في صخرة ، وغطاه بصخرة عظيمة . وفي آخر إنجيل مارقش : بعد أن ذكر صلب المسيح وإنزاله برغبة يوسف الراماوي العريف ودفنه في قبر عشاء الجمعة والسبت داخل . وفي آخر إنجيل لوقا : بعد أن ذكر صلب المسيح وأن يوسف الراماوي أتى أول الليل فرغب فيه ، فأجابه بلاطش إلى إنزاله فأنزله ، وجعله في قبر جديد . وفي آخر إنجيل يوحنا : بعد أن ذكر صلب المسيح وأن يوحنا الراماوي رغب فيه ، وأنزله في قبر في بستان . ثم قال متى : وعند العشاء ليلة السبت التي تصبح في يوم الأحد أقبلت مريم المجدلانية ومريم الأخرى لمعاينة القبر ، فتزلزل بهما الموضع زلزلة عظيمة ، ثم نزل ملك السيد من السماء ، وأقبل ورفع الصخرة ، وقعد عليها وكان منظره كمنظر البرق ، وثيابه أنصع بياضًا من الثلج ، فمن خوفه صقع الحرس وصاروا كالأموات . فقال الملك للمرأتين : لا تخافا قد علمت أنكما أردتما يسوع المصلوب ، ليس هو ها هنا لأنه قد حيي ، وقد تقدمكم إلى جلجال - كما قال - فانظروا إلى الموضع الذي كان فيه السيد مضطجعًا ، وانهضا إلى تلاميذه وقولا لهم : أنه قد حيي ، وها هو يسبقكم إلى جلجال وفيه ترونه . فنهضتا مسرعتين بفرح عظيم ، وأقبلتا إلى التلاميذ وأخبرتاهم الخبر ، فتلقاهما يسوع وقال : السلام عليكما . فوقفتا وترامتا إلى رجليه ، وسجدتا له . فقال لهما يسوع : لا تخافا ، واذهبا أعلما إخواني ليتوجهوا إلى جلجال ، وفيه يرونني . فأقبل بعض الحرس إلى المدينة ، وأعلم قواد القسيسين بما أصابهم ، فرشوهم بمال عظيم ليقول الحرس : إن تلاميذه طرقوهم ليلا وسرقوه ، وذهبوا به وهم رقود . ففعلوا وانتشر الخبر في اليهود إلى اليوم . وتوجه الأحد عشر تلميذًا إلى جلجال ، إلى الجبل الذي كان دلهم عليه يسوع ، فلما بصروا به خنعوا له ، وبعضهم شكوا فيه . وقال مارقش : فلما خلا يوم السبت اشترت مريم المجدلانية ومريم أم يعقوب وشلوما حنوطًا ليأتين به ويدهنه ، فأقبلن يوم الأحد بكرة جدًا إلى القبر وبلغن هنالك وقد طلعت الشمس ، وهن يقلن : من يحول لنا الحجر عن القبر ؟ فنظرن فإذا بالحجر قد حول ! فدخلن في القبر ، فأبصرن فتى جالسًا عن اليمين ، متغطيًا بثوب أبيض ، فقال لهن : لا تفزعن ! فإن يسوع الناصري المطلوب قد قام ، وليس هو ها هنا ، فانطلقن وقلن لتلاميذه ولباطرة : أنه قد حيي ، وقد تقدمكم إلى جلجال وهنالك تلقونه . فقام بكرة يوم الأحد ، وتراءى لمريم المجدلانية ، فمضت وأعلمت الذين كانوا معه فلم يصدقوها . وبعد هذا تظاهر لاثنين منهم وهما مسافران إلى قرية في صفة أخرى ، فأخبرا سائرهم فلم يصدقوا أيضًا ، وآخر الأمر بينما الأحد عشر تلميذًا متكئين إذ تظاهر لهم ، ووبخ كفرهم وقسوة قلوبهم . وقال لوقا : فلما انفجر الصبح يوم الأحد بكرة جدًا أقبل النسوة إلى القبر يحملن حنوطًا فوجدن الحجر مقلوعًا عن القبر ، فدخلن فيه فلم يجدن السيد فيه فتحيرن ، فوقف إليهن رجلان في ثياب بيض ، فقالا لهن : لا تطلبن حيًا بين أموات ، قد قام ليس هو ها هنا . فانصرفن وأعلمن الأحد عشر تلميذًا ومن كان معهم فلم يصدقوهن . فقام باطرة مسرعًا إلى القبر فرأى الكفن وحده فعجب وانصرف ، ثم تراءى المسيح لرجلين منهم كانا ناهضين إلى حصن يقال له أماوس على سبعة أميال ونصف من أورشليم فلم يعرفاه حتى ارتفع عنهما وغاب ، فانصرفا في الوقت إلى أورشليم ، ووجد الأحد عشر تلميذًا مجتمعين مع أصحابهم فأخبراهم بالخبر ، فبينما هم يخوضون في هذا وقف يسوع في وسطهم فقال : السلام عليكم ! أنا هو فلا تخافوا . فجزعوا وظنوه شيطانًا ، فقال لهم : لم فزعتم ؟ أبصروا قدمي ويدي ، أنا هو فإن الشيطان ليس له لحم ولا عظام . ثم قال : أعندكم شيء يؤكل ؟ فأتوه بقطعة حوت مشوي وشربة عسل فأكل ، وبريء إليهم بالبقية ، ثم أوصاهم وارتفع عنهم . وقال يوحنا : ففي يوم الأحد أقبلت مريم صباحًا والظلمات لم تنجل بعد إلى القبر فرأت الصخرة مقلوعة عن القبر ، فرجعت إلى شمعون باطرة وإلى التلميذ الآخر يعني يوحنا بهذا نفسه ، وقالت لهما : نزع سيدي من القبر ، ولا أدري أين وضعوه ؟ فنهض باطرة والتلميذ الآخر إلى القبر فوجدا الأكفان موضوعة ، ثم رجعوا ، فوقفت مريم باكية إلى القبر فرأت ملكين منتصبين فقالا لها : من تريدين ؟ فظنت أنه البستاني فقالت له : يا سيدي ! إن كنت أنت أخذته فقل لي أين وضعته ؟ فقال لها : يا مريم ! فالتفتت وقالت : معلمي ! فقال لها يسوع : لا تمسيني ، لم أصعد بعد إلى أبي ، اذهبي إلى إخوتي وقولي لهم : إني صاعد إلى أبي وأبيكم ، إلهي وإلهكم . قالت فأخبرتهم ، ثم بينما التلاميذ مجتمعون أقبل يسوع ووقف في وسطهم وقال : السلام عليكم . وعرض عليهم يديه وجنبه . ثم ذكر أن طوما أحد الإثني عشر تلميذًا لم يكن حاضرًا فيهم في هذا الظهور ، فلما أتى وأخبروه قال : لئن لم أبصر في يديه إلصاق المسامير ، ولم أدخل إصبعي في موضع المسامير في جنبه ، لا آمنت . فلما كان بعد ثمانية أيام اجتمعوا كلهم والأبواب مغلقة فأقبل يسوع ووقف وسطهم ، وقال لطوما : أدخل إصبعك وأبصر كفي ، وهات يدك وأدخلها إلى جنبي ، ولا تكن كافرًا بل كن مؤمنًا . فقال له طوما : سيدي وإلهي ! ثم تراءى عند بحيرة طبرية لشمعون باطرة وطوما ونثنائيل وابني سيدي واثنين من التلاميذ سواهم وهم يصيدون في مركب في البحر .. قال أبو محمد : فاعجبوا لهذه القصة وما فيها من الكذب والشنع . يقول متى : أن مريم ومريم أتتا إلى القبر عشاء ليلة السبت التي تصبح في يوم الأحد فوجدتاه قد قام ، ويقول مارقش : أن مريم ومريم وغيرهما أتين إلى القبر بعد طلوع الشمس من يوم الأحد فوجدنه قد قام والظلمة لم تنحل بعد ، فهذه كذبات منهم في وقت بلوغهن إلى القبر. وفيمن جاء إلى القبر أمريم وحدها ؟ أم مريم ومريم أخرى معها ؟ أم كلتاهما ومعهما نسوة أخر ؟ ويقول متى : إن مريم ومريم رأتا الملك إذ نزل من السماء ، ورفع الصخرة بحضرتهما بزلزلة عظيمة ، وصعق الحرس . وقال الملك للمرأتين : لا تخافا ! إنه قد قام . ويقول مارقش : إن النسوة وجدن الصخرة قد قلعت بعد ، وأنه وقف إليهن رجلان مبيضان فأخبراهن بقيامه . ويقول يوحنا : إن مريم وحدها أتت ووجدت الصخرة قد قلعت ، ولم تر أحدًا ورجعت حائرة ، فأخبرت شمعون ويوحنا حاكي القصة ، فنهضا معًا إلى القبر فلم يجدا فيه أحدًا ، وانصرفا . فالتفتت هي فإذا بالمسيح نفسه واقفًا ، وسلم عليها وأخبرها بقيامه . فهذا كذب آخر في وقت قلع الصخرة ، وهل وجد عند القبر ملك واحد ؟ أو ملكان اثنان ؟ أم لم يوجد فيه أحد أصلًا . ويقول متى : أن المرأتين أتتاهم بوصيته فصدقوهما ، وأنهم نهضوا كلهم إلى جلجال ، وهنالك اجتمعوا معه . ويقول مارقش : أنه تراءى لمريم ، وأخبرتهم ولم يصدقوها ، ثم تراءى لاثنين فأخبراهم فلم يصدقوهما ، ثم نزل عليهم كلهم . ويقول لوقا : أنهم لم يصدقوا النساء ، وأن باطرة نهض إلى القبر ولم يجد شيئًا ، ولا رأى أحدًا ، وأنه نزل بينهم بأورشليم فرأوه حينئذ ، وأكل معهم الحوت المشوي . وهذه صفة من لم يقصده إليهم إلا الجوع وطلب الأكل . ويقول يوحنا : أنه تراءى لعشرة منهم حاشا طوما تراءى لهم ولطوما . قال أبو محمد : ومثل هذا الاختلاف في قصة واحدة عن مقام واحد ، كذب لا شك فيه ، لا يمكن أن يقع من معصومين . فصح أنهم كذابون لا يتحرون الصدق فيما حدثوا به وما كتبوه . ثم في هذه القصة قول مارقش عن المسيح : أنه بعد موته قبح كفر تلاميذه وقسوة قلوبهم ، فإذا شهد المسيح على تلاميذه بعد رفعه بالكفر وقسوة القلوب ؟ فكيف يجوز أخذ الدين عنهم ؟ أم كيف يجوز أن يعطي الإله مفاتيح السموات ويولي منزلة التحريم والتحليل كافرًا قاسي القلب ؟ فكل هذا برهان واضح على أن أناجيلهم كتب مفتراة ، من عمل كذابين كفار . ثم في القصة أن مريم والتلاميذ كلهم كانوا يلتزمون بعد المسيح صيانة السبت وتعظيمه وترك العمل فيه ، وكذلك أخر حمل الحنوط إليه حين دخل يوم الأحد ، فقد صح يقينًا أن هؤلاء المخاذيل ليسوا على دين المسيح ، ولا على ما مضى عليه تلاميذه ، بل على دين آخر. فسحقًا لهم وبعدًا ( ).
ويذكر يوحنا شاطئ بحر طبرية مكانًا لوداع المسيح عيسى بن مريم – عليه السلام - الوداع الأخير« أظهر يسوع نفسه للتلاميذ على بحر طبرية » « يوحنا 1:21» وبعد أن تناول معهم سمكًا وخبزًا ، وأوصى سمعان بطرس بأن يرعى خرافه وغنمه ودعهم . ولم يذكر يوحنا صعود المسيح إلى السماء . ويقول يوحنا : إن المرة التي ودع المسيح فيها تلاميذه كانت الثالثة لظهوره لهم بعد قيامته من الأموات « هذه مرة ثالثة ظهر يسوع لتلاميذه بعد ما قام من الأموات » « يوحنا 14:21» . ويحدد يوحنا عدد التلاميذ الذين كانوا فى وداع المسيح بسبعة تلاميذ فقط « كان سمعان بطرس وتوما ونثنائيل الذي من قانا الجليل وابنا زبدي واثنان آخران من تلاميذه مع بعضهم » « يوحنا 2:21 » . بينما يذكر لوقا أن المسيح بعد قيامته من الأموات هو الذي حضر بنفسه إلى التلاميذ في أورشليم بإقليم اليهودية « وفيما هم يتكلمون وقف يسوع نفسه في وسطهم وقال : سلام لكم » « لوقا 36:24» ، ثم بعد أن تناول معهم سمكًا مشويًّا وعسلًا « أخرجهم خارجًا إلى بيت عنيا ، وفيما هو يباركهم انفرد عنهم ، وأصعد إلى السماء ، فسجدوا له ورجعوا إلى أورشليم » « لوقا 50 : 24 » . إذاً الوداع كان فى بيت عنيا بإقليم اليهودية وصعد المسيح إلى السماء ، وكان الأحد عشر تلميذا فى وداعه . ويقول مرقس : « وأخيرًا ظهر للأحد عشر وهم متكئون ، ووبخ عدم إيمانهم ، وقساوة قلوبهم .. ثم إن الرب بعد ما كلمهم ارتفع إلى السماء ، وجلس عن يمين الله » « 19:16» . ويخبرنا مرقس هنا أن المسيح هو الذي جاء إلى التلاميذ في أورشليم حيث كانت هى مكان الوداع ، ويذكر صعود المسيح إلى السماء ، وأن الأحد عشر تلميذًا كانوا فى وداعه . ويقول متى : أن المسيح كان قد أخبر تلاميذه بأنه سيكون في منطقة الجليل بعد قيامته من الأموات « ولكن بعد قيامي أسبقكم إلى الجليل » « متى 31:26 » . ويستطرد متى قائلًا : « وأما الأحد عشر تلميذًا فانطلقوا إلى الجليل حيث أمرهم يسوع ، ولما رأوه سجدوا ، ولكن بعضهم شكوا » « 16:28» . ثم أوصاهم المسيح بنشر دعوته بين الأمم ، وخاتمًا خطابه لهم « وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر » « 20:28 » . إذاً الصعود إلى السماء ذكره كل من لوقا ومرقس وأغفله متى ويوحنا . ويذكر متى مكان الوداع جبل الجليل ، ويذكر لوقا مدينة « بيت عنيا » ، ويذكر يوحنا شاطئ بحر طبرية ، ويذكر مرقس أورشليم . وينفرد يوحنا بذكر أن عدد التلاميذ الذي كانوا في وداع المسيح سبعة في حين يذكر « متى ولوقا ومرقس » أحد عشر تلميذًا . ولم يذكر متى شيئًا عن صعود المسيح إلى السماء ، لكنه ذكر أن جبل الجليل هو مكان الوداع ، وأن الأحد عشر تلميذًا كانوا في وداعه( ). وللمرء أن يتساءل : كم عدد المرات التي ظهر فيها يسوع عيسى بن مريم للتلاميذ ؟ جاء في متى « 28 : 16 - 17 » : « مرة واحدة » : « وأما الأحد عشر تلميذًا فانطلقوا إلى الجليل حيث أمرهم يسوع ، ولما رأوه سجدوا له ، ولكن بعضهم شكّوا » . لكن في يوحنا « 20 : 19 ، 26» : « مرتان » : « ولما كانت عشية ذلك اليوم وهو أول الأسبوع وكانت الأبواب مغلقة حيث كان التلاميذ مجتمعين .. جاء يسوع ووقف في الوسط ، وقال لهم : سلام لكم .. وبعد ثمانية أيام كان تلاميذه أيضاً داخلاً وتوما معهم . فجاء يسوع والأبواب مغلقة ووقف في الوسط وقال : سلام لكم » . وفي يوحنا « 21 : 1 - 14 » : « ثلاث مرات » : « بعد هذا أظهر أيضاً يسوع نفسه للتلاميذ على بحر طبرية »( ).
ومع انتشار النصرانية في بلاد الشام وغيرها ، بدأت تخوض صراعًا ضد أعدائها ، ولا سيما اليهود ، ولم يكن اليهود أقل ضراوة وشراسة من النصارى في تلك الصراعات ، بل اتصفوا بالشراسة والعنف والدموية . قال المقريزى في كتاب الخطط : وفي أيام فوقا ملك الروم ، بعث كسرى ملك فارس جيوشه إلى بلاد الشام ومصر ، فخربوا كنائس القدس وفلسطين وعامة بلاد الشام ، وقتلوا النصارى بأجمعهم ، وأتوا إلى مصر فى طلبهم ، وقتلوا منهم أمة كبيرة ، وسبوا منهم سبياً لا حصر لهم ، وساعدهم اليهود فى محاربة النصارى وتخريب كنائسهم . كذلك أحرقوا كنائسهم وخربوا لهم كنيستين بالقدس ، وأحرقوا أماكنهم ، وأسروا بطرك القدس وكثيراً من أصحابه . وبعد فتح الفرس لمصر ثار اليهود في أثناء ذلك بمدينة صور ، وكانت بينهم وبين النصارى حرب اجتمع فيها نحو 20000 يهودي ، وهدموا كنائس النصارى خارج صور ، فقوي النصارى عليهم فانهزم اليهود هزيمة قبيحة وقتل منهم كثير . وكان هرقل قد ملك في هذا الوقت ، وانتصر على كسرى ، ثم صار قسطنطينية ليمهد ممالك الشام ومصر ، فخرج إليه اليهود من طبرية وغيرها ، وقدموا له الهدايا الجليلة ، وطلبوا منه أن يؤمنهم ويحلف لهم على ذلك فأمنهم وحلف لهم . وعندما دخل القدس تلقاه النصارى بالأناجيل والصلبان والبخور والشموع المشتعلة ، فوجد المدينة وكنائسها خراباً ، فساءه ذلك . وأفتاه رهبانهم وبطاركتهم وقسيسوهم بأنه : لا حرج عليه فى قتل اليهود ، وأنهم يقومون عنه بكفارة يمينه ، بأن يلتزموا ويلزموا النصارى بصوم جمعة فى كل سنة عنه على مر الزمان . فمال إلى قولهم وأوقع باليهود وقيعة شنعاء أبادهم جميعهم فيها ، حتى لم يبق فى ممالك الروم بمصر والشام منهم إلا من فرَّ واختفى( ).
وجاءت تباشير الإسلام ببشارات ولادة الرسول – صلى الله عليه وسلم - التي منها ما جرى من العجائب ليلة مولده ، من ارتجاج إيوان كسرى ، وسقوط شرفاته ، وغيض بحيرة طبرية ، وخمود نار فارس ، وكان لها ألف عام لم تخمد( ). قيل : وبطبرية قبر أبي عبُيدة بن الجراح وزوجته . وقيل بالغور. وقيل ببيسان . وفي لحف جبل طبرية قبر أبي هريرة على ما قيل . وقيل قبرهُ بالبقيع . وقيل : بالعقيق . وبظاهر طبرية مشهدٌ به قبر سُكينة بنت الحسن - عليه السلام - فيما يقال . وبها قبر يقال إنه قبر عبد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب( ).
ومع انتشار الإسلام دخلت طبرية صلحًا في يد المسلمين ، ولم تزل طبرية في يد من يلي الجند منذ فُتحت إلى أن كانت دولة المستنصر العُبيدي صاحب مصر . وفيها قصدها أتسز بن أوق التركي فملكها ، وذلك في سنة اثنتين وستين وأربعمائة . وبقيت في يده إلى أن قتله تاج الدولة تتش ، وأخذ منه دمشق ، واستولى على ما كان بيده من البلاد . ولم تزل في يده ولده شمس الملوك دقاق من بعده إلى أن قصد الفرنج بلاد الشام في سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة ، فملكوا القدس وما صاقبها من البلاد . فخرج ظهير الدين طغتكين أتابك شمس الملوك دقاق إلى « طبرية » ، فأخرج منها مصحفًا كان فيها من المصاحف التي سيرها عثمان - رضي الله عنه - إلى الأمصار . وحمله إلى دمشق ، وكان يوم دخوله إليها يوماً مشهوداً . ثم ساروا إليها فملكوها . وبقيت في أيديهم إلى أن وقع ظهير الدين بجرفاس القومص صاحب طبرية في شوال سنة إحدى وخمسمائة ، وقرر قحف رأسه ، وشرب به الخمر وهو ينظر إليه ، وعاش ساعة ثم مات . ولم يملك طغتكين « طبرية » . وبَنَت الفرنج في طبرية قلعة - لما ملوكه - على بحيرتها . ولم تزل في أيديهم إلى أن فتحها السلطان الملك الأشرف الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب ، في سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة . واستمرت في أيدي المسلمين إلى أن أعطاها الملك الصالح عماد الدين إسماعيل للفرنج فيما أعطاه من البلاد ، في أوائل سنة ثمان وثلاثين وستمائة فعمروها . ولم تزل في أيديهم إلى أن فتحها عسكر الملك الصالح نجم الدين أيوب عنوة ، على يد وزيره ومقدّم جيوشه معين الدين بن الشيخ . وبقيت خراباً وبلادهما في يد الملك الصالح نجم الدين أيوب ، إلى أن توفي في شعبان سنة سبع وأربعين وستمائة . وملكَ بلادَ طبرية الملك المعظم تورانشاه ولده ، فلم تزل في يده ، إلى أن قتل في المحرم سنة ثمان وأربعين وستمائة. وملك دمشق الملك الناصر صلاح الدين يوسف ابن الملك العزيز محمد بن غازي بلادها ، والمدينة خراب . ولم تزل في يد الملك الناصر إلى سنة اثنتين وخمسين وستمائة ، صالح الكند إسطبل على أن تكون طبرية مناصفة ، وكان نُصفها للفرنج ونصفها للملك الناصر. واستمر ذلك إلى انقضاء الدولة الناصرية في صفر سنة ثلاث وخمسين وستمائة . فاستولى عليها التتار فيما استولوا عليه من البلاد. ولم تزل في أيديهم إلى أن كسروا في شهر رمضان سنة ثمان وخمسين وستمائة . فاستمرت في يد الفرنج إلى أن ملك السلطان الملك الظاهر ركن الدين بيبرس صفد في شوال سنة أربع وستين وستمائة ، فاستولى على طبرية وبلادهما ، وهو سنة أربع وسبعين وستمائة. فأمر بعمارتها فعمرت . وجمع إليها أهلها إلى الآن( ).
وفي عهد ابن حزم غلبت النصيرية على طبرية ، فقال : وطائفة تدعى النصيرية ، غلبوا في وقتنا هذا على جند الأردن بالشام ، وعلى مدينة طبرية خاصة ، ومن قولهم لعن فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ولعن الحسن والحسين ابني علي - رضي الله عنهم - وسبهم بأقذع السب ، وقذفهم بكل بلية ، والقطع بأنّها وابنيها - رضي الله عنهم – ولعن مبغضيهم - شياطين تصوروا في صورة الإنسان ، وقولهم في عبد الرحمن بن ملجم المرادي قاتل علي - رضي الله عنه -: على علي لعنة الله ورضي عن ابن ملجم . فيقول هؤلاء : إن عبدالرحمن بن ملجم المرادي أفضل أهل الأرض وأكرمهم في الآخرة ، لأنه خلص روح اللاهوت مما كان يتشبث فيه من ظلمة الجسد وكدره( ).
الباحث : محمود سعيد الشيخ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تابع جبل الشيح - جبل طور طبرية - 1
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تابع جبل الشيح - جبل طور طبرية - 2
» تابع جبل الشيح - جبل بعل جاد
» تابع جبل الشيح - جبل سعار
» تابع جبل الشيح - جبل الجليل - 2
» تابع جبل الشيح - جبل شَنِير

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
قطنا :: المنتديات العامة :: شخصيات لها تاريخ-
انتقل الى: