قطنا
مرحبا بك في منتديات قطنا الثقافية و العلمية
و نشكر زيارتكم
ولتتمكن من الإستمتاع بكافة ما يوفره لك هذا المنتدى من خصائص, يجب عليك أن تسجل الدخول الى حسابك في المنتدى. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه.
و يرجى الانتباه بادخال الايميل الصحيح لانه عند التسجيل ستصلك رسالة تفعيل رمز الدخول الى بريدك الالكتروني و بعد التفعيل ستتمكن من الدخول بالاسم و كلمة المرور التي ادخلتها
كما ندعوكم لزيارة موقعنا قطنا نت www.qatana.net
قطنا
مرحبا بك في منتديات قطنا الثقافية و العلمية
و نشكر زيارتكم
ولتتمكن من الإستمتاع بكافة ما يوفره لك هذا المنتدى من خصائص, يجب عليك أن تسجل الدخول الى حسابك في المنتدى. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه.
و يرجى الانتباه بادخال الايميل الصحيح لانه عند التسجيل ستصلك رسالة تفعيل رمز الدخول الى بريدك الالكتروني و بعد التفعيل ستتمكن من الدخول بالاسم و كلمة المرور التي ادخلتها
كما ندعوكم لزيارة موقعنا قطنا نت www.qatana.net
قطنا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
قطنا

منتدى مدينة قطنا
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  
"وقـل اعمـلوا فسـيرى الله عـملكم ورسـوله والمؤمنـون"    

 

 تابع جبل الشيح - جبل طور طبرية - 2

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو محمد الشيخ
عضو فعال
عضو فعال
avatar


المزاج : قطنا
ذكر
عدد المساهمات : 111
نقاط : 331
تاريخ الميلاد : 30/01/1948
العمر : 76
تاريخ التسجيل : 08/11/2010
مكان الإقامة : سوريا-قطنا

تابع جبل الشيح - جبل طور طبرية - 2 Empty
مُساهمةموضوع: تابع جبل الشيح - جبل طور طبرية - 2   تابع جبل الشيح - جبل طور طبرية - 2 Emptyالخميس يوليو 12, 2012 1:00 am

تابع جبل الشيخ - طور طبرية - 2
ولما دخل المسلمون بلاد الشام عاش اليهود في أمن وأمان ، وسلم وسلام ، لا بل نجد أن السلطان العثماني سليمان الكبير الملقب بالقانوني أعطى طبرية وقرى كثيرة أخرى بالقرب منها لإقامة اليهود واستقرارهم فيها( ). وذلك بتأثير من من شخصيتين يهوديتين لعبتا دورًا كبيرًا في هذا المجال ، وهما :
1. دونا جراسيا « منديسيا » « 916- 977هـ »( ) : وهي جراسيا ناسي منديز، سيدة يهودية ثرية من المارانو ، عُرفت بنشاطها من أجل يهود المارانو بعد طردهم من إسبانيا والبرتغال ، وتُعتبَر في الأدبيات اليهودية وبين المؤرخين من اليهود من أبرز السيدات اليهوديات خلال الـ 2000 سنة الماضية . وقد وُلدت في الغالب في البرتغال لأسرة بنفنيستي - وهي أسرة من يهود المارانو ذات مكانة مرموقة - وعُرفت باسمها المسيحي بياتريس دي لونا . وقد تزوجت جراسيا عام 935هـ( ) من فرانسيسكو منديز « ناسي » الذي كان ينتمي أيضاً لعائلة ثرية ومرموقة من المارانو . وكان قد أسس مع أخيه ديوجو منديز تجارة للأحجار الكريمة تطورت إلى مؤسسة مالية مهمة كان لها فرع في انتورب بهولندا . وبعد وفاة زوجها في سن مبكرة عام 942هـ( ) ، نجحت جراسيا في ترك البرتغال سراً ومعها ابنتها وأعضاء أسرتها وكامل ثروتها ، وانتقلت إلى انتورب حيث انضمت إلى شقيق زوجها ديوجو الذي تزوَّج أختها . وقد تولت جراسيا إدارة مؤسسة منديز المالية بعد وفاة ديوجو ، إلا أنها اضطرت إلى الفرار إلى البندقية مع ابنتها وابنة أختها بعد أن حاول الإمبراطور شارل الخامس الاستيلاء على ثروتها . ولكن تم إلقاء القبض عليها والاستيلاء على ممتلكاتها بعد أن قامت أختها رينا ، والتي يبدو أنها كانت تعاني من تَسلُّط جراسيا عليها ، بإدانتها لدى السلطات باعتبارها يهودية متخفية . إلا أن ابن أخيها يوسف ناسي الذي كان من رعايا الدولة العثمانية ، نجح في الإفراج عنها بفضل علاقته الوثيقة بالسلطان العثماني ، وتم رد ممتلكاتها بعد ذلك بعامين . وقد استقرت جراسيا فيما بعد مع أسرتها في مدينة « فرارا » حيث استطاعت التخلي عن اسمها المسيحي وأصبحت تُعرف باسمها اليهودي جراسيا ناسي ، وقد استمرت في بذل جهودها في « فرارا » من أجل اللاجئين من المارانو . وفي عام 960هـ( ) ، انتقلت جراسيا إلى القسطنطينية حيث استقرت حتى آخر أيامها . وقد ارتبطت هناك بشكل وثيق مع ابن أخيها يوسف ناسي الذي تزوَّج ابنتها وتشابك نشاطها التجاري والسياسي مع نشاطه . وقد كان ليوسف ناسي مكانة ونفوذ مهمان لدى الباب العالي ، وخصوصاً في مجال السياسة الخارجية ، بفضل شبكته الواسعة من الوكلاء المنتشرين في العالم الغربي ودرايته ومعرفته الواسعة بالشئون الأوربية وبقادة أوربا . وقد أصبح قصر جراسيا على ضفاف البوسفور مركزاً للسياسة المتعلقة بالشرق الأوسط ومركزاً أيضاً للشئون اليهودية . وقد اهتمت جراسيا ببناء المؤسسات التعليمية والمعابد اليهودية في القسطنطينية وسالونيكا . وفي الفترة من عام 964هـ( ) إلى عام 965هـ( ) ، حاولت جراسيا تنظيم مقاطعة يهودية لميناء « أنكونا » الإيطالي رداً على اعتقال عدد من يهود المارانو على يد البابا بولس الرابع تمهيداً لإحراقهم ، وقد تم إخلاء سبيل الأتراك منهم ومن بينهم وكلاء جراسيا التجاريون بفضل تَدخُّل السلطان العثماني استجابةً لطلب جراسيا . إلا أن أكثر مشاريعها شهرة كان استئجارها ، بالتعاون مع ابن أخيها ، مدينة طبرية الفلسطينية من السلطان العثماني وذلك بهدف إقامة مستوطنة يهودية لتوطين اللاجئين من اليهود . ولكن من المؤكد أن جراسيا ، ومعها يوسف ناسي ، قد اهتما بتنمية المشروع تجارياً حيث أسسا مركزاً لإنتاج الحرير والصوف . وقد دعا يوسف ناسي اللاجئين اليهود في إيطاليا للاستيطان في طبرية لكن دعوته لم تلق استجابة تُذكَر . إلا أن هذا المشروع لم يُستكمل نتيجة عدة أسباب ، منها رفض سكان فلسطين من العرب له ، ونشاط خصوم يوسف ناسي في القسطنطينية ضده ، الأمر الذي دفعه إلى الابتعاد عن المشروع ، وأخيراً وفاة جراسيا عام 977هـ( ). وفي عهد الدولة الصهيونية « إسرائيل » قررت مدينة طبرية الاحتفال بذكراها وإنشاء تمثال لها فيها .
2. سليمان أبنايس « ابن عايش » « 926- 1012هـ »( ) رجل دولة من يهود المارانو . وُلد في البرتغال تحت اسم الفارو منديز ، وحقق ثروة من خلال استغلال مناجم الماس في الهند ، ثم عاد إلى أوربا حيث حصل على لقب فارس سانتياجو ، وعاش متنقلاً بين مدريد وفلورنسا وباريس ولندن . وعندما استولت إسبانيا على البرتغال عام 988هـ( ) ، تَبنَّى أبنايس « أصلها بالعربية : ابن عايش » قضية دوم أنتونيو المطالب بعرش البرتغال ، وكان من أشد وأنشط مناصريه . وفي عام 993هـ( ) ، استقر في تركيا وعاد ليُظهر يهوديته متخذاً اسم سليمان « أبنايس » . وقد نجح في اكتساب مكانة مهمة في البلاط العثماني بفضل ثرائه وعلاقاته واتصالاته الواسعة ، وخصوصاً شبكة المعلومات المتطورة والمحكمة التي كانت تتبعه في أوربا والتي استفادت منها الدولة العثمانية خير استفادة . وقد مُنح أبنايس حق جباية عائدات الجمارك ، كما عُيِّن دوقاً لإحدى جزر بحر إيجة . وقد كرس أبنايس مجهوداته لإقامة تَحالُف تركي بريطاني مضاد لإسبانيا تأييداً لمطالب دوم أنتونيو بعرش البرتغال . وساهم هذا التحالف بالفعل في وقف تَوسُّع القوة الإسبانية خلال أواخر القرن العاشر وأوائل القرن الحادي عشر الهجري( ). وقد استعان أبنايس في ذلك بجماعة يهود المارانو في إنجلترا وعلى رأسهم هكتور نونييز وطبيب الملكة رودريجو لوبيز الذي كان أيضاً صهره . وقد وضع أبنايس خطة جريئة لاستيلاء دوم أنتونيو على عرش البرتغال مفادها أن يضع يده على مستعمرات البرتغال في الهند ثم يبحر على رأس قوات ضخمة للاستيلاء على البرتغال . لكن هذه الخطة لم تنجح واختلف أبنايس ودوم أنتونيو، فتخلى أبنايس عنه ، واتهمه دوم أنتونيو بالخيانة . ودخل الاثنان في مواجهة تخللتها المكائد والمؤامرات لعب فيها بعض اليهود المنافسين لأبنايس في إستنابول دوراً كبيراً ، كما أرسل أبنايس إلى ملكة إنجلترا ممثلين عنه لتوضيح موقفه . ولم يتأثر مركزه حتى بعد اتهام صهره رودريجو لوبيز بمحاولة دس السم للملكة إليزابيث . وقد نجح أبنايس ، عقب مجيئه إلى تركيا ، في الحصول على ولاية طبرية التي كانت ممنوحة ليوسف ناسي من قبله والذي كان أيضاً مستشاراً يهودياً في البلاط العثماني( ).
وقد ورد ذكر بحيرة طبرية في الفكر الإسلامي ، ولعل أشهر عالم مسلم اشتهر منها الإمام الطبراني الذي قدم خدمة جليلة للأمة الإسلامية في الحديث الشريف حتى صار أحد الأعلام المشار إليهم في هذا الميدان . وقد وصفه ابن قايماز قائلًا : هُوَ الإِمَامُ الحَافِظُ الثِّقَةُ الرحَّال الجوَّال , محدِّث الإِسلاَمِ , علمُ المعمَّرينَ , أَبُو القَاسِمِ سُلَيْمَانُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَيُّوْبَ بنِ مُطَيّرٍ اللَّخْمِيُّ الشَّامِيُّ الطَّبَرَانِيُّ , من طبرية الشَّام ، صَاحبُ المَعَاجِمِ الثَّلاَثَةِ . مَوْلِدُهُ بِمدينَةِ عكَّا فِي شَهْرِ صَفَرٍ سنَةَ سِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ , وَكَانَتْ أُمُّهُ عكَّاويِّة . وأوَّل سمَاعِهِ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَسَبْعِيْنَ ، وَارْتَحَلَ بِهِ أَبُوْهُ , وَحَرَصَ عَلَيْهِ , فَإِنَّهُ كَانَ صَاحِبَ حَدِيْثٍ مِنْ أَصْحَابِ دُحَيْمٍ , فَأَوَّلُ ارتحَالِهِ كَانَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ , فَبقِي فِي الارتحَالِ , وَلقِيِّ الرِّجَالِ ستَّةَ عشرَ عَاماً ، وَكَتَبَ عمَّن أَقبلَ وَأَدبرَ , وَبَرَعَ فِي هَذَا الشأن , وجمع وصنَّف ، وعمَّر دهرًا طويلًا , وَازدحَمَ عَلَيْهِ المحدِّثُونَ , وَرحلُوا إِلَيْهِ مِنَ الأَقطَارِ . وَسَمِعَ بِالحَرَمَيْنِ وَاليَمَنِ وَمدَائِنَ الشَّامِ وَمِصْرَ وَبغدَادَ وَالكُوْفَةِ وَالبَصْرَةِ وَأَصْبَهَانَ وَخوزستَانَ , وَغَيْرِ ذَلِكَ , ثُمَّ اسْتوطنَ أَصْبَهَانَ ، وَأَقَامَ بِهَا نَحْواً مِنْ سِتِّيْنَ سَنَةً , ينشُرُ العِلْمَ وَيُؤَلِّفهُ , وَإِنَّمَا وَصلَ إِلَى العِرَاقِ بَعْدَ فرَاغِهِ مِنْ مِصْرَ وَالشَّامِ وَالحِجَازِ وَاليَمَنِ , وَإِلاَّ فَلَو قصدَ العِرَاقَ أَوَّلاً لأَدركَ إِسْنَاداً عظيماً . وَمِنْ توَالِيفِهِ : « المُعْجَمُ الصَّغِيْرُ » فِي مُجَلَّدٍ , عَنْ كُلِّ شَيْخٍ حَدِيْثٌ , وَ « المُعْجَمُ الكَبِيْرُ » وَهُوَ مُعْجَمُ أَسمَاءِ الصَّحَابةِ وَترَاجمِهِم , وَمَا رَوَوْهُ , لَكنْ لَيْسَ فِيْهِ مُسْندُ أَبِي هُرَيْرَةَ , وَلاَ اسْتوعبَ حَدِيْثَ الصَّحَابَةِ المُكثرينَ , فِي ثَمَانِ مُجَلَّدَاتٍ , وَ « المُعْجَمُ الأَوسطُ » عَلَى مشَايِخِهِ المُكثرينَ , وَغَرَائِبُ مَا عِنْدَهُ عَنْ كُلِّ وَاحدٍ , يَكُونُ خَمْسَ مجلدَاتٍ , وَكَانَ الطَّبَرَانِيُّ يَقُوْلُ عَنِ الأَوسطِ : هَذَا الكِتَابُ رُوحي . وَلأَبِي القَاسِمِ مِنَ التَّصَانِيْفِ : كِتَابُ « السُّنَّةِ » مُجَلَّدٌ , وكِتَابُ « الدُّعَاءِ » مُجَلَّدٌ , وكِتَابُ « الطوالاَتِ » مجيليدٌ , وكِتَابُ « مُسندِ شعبةَ » كَبِيْرٌ , و « مُسْنَدُ سُفْيَانَ » , وكِتَابُ « مَسَانِيْدِ الشَّامِيِّينَ » , وكِتَابُ « التَّفْسِيْرِ » كَبِيْرٌ جِدّاً , وكِتَابُ « الأَوَائِلِ » , وكِتَابُ « الرَّمْيِ » , وكِتَابُ « المنَاسِكِ » , وكِتَابُ « النَّوَادرِ » , وكِتَابُ « دلاَئِلِ النُّبُوَّةِ » مُجَلَّدٌ , وكِتَابُ « عِشْرَةِ النِّسَاءِ » , ومِنْ كتبه : « مُسْنَدُ عَائِشَةَ » , و « مُسْندُ أَبِي هُرَيْرَةَ » , و « مُسْندُ أَبِي ذَرٍّ » , و « مَعْرِفَةُ الصَّحَابَةِ » , و « العِلْمُ » , و « الرُّؤْيَةُ » , و« فضلُ العَربِ » , و« الجُودُ » , و« الفَرَائِضُ » , و « منَاقبُ أَحْمَدَ » , وكِتَابُ « الأَشربَةِ » , وكِتَابُ « الأَلويَةِ فِي خِلاَفَةِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ » وَغَيْرُ ذَلِكَ . وَقَدْ عَاشَ الطَّبَرَانِيُّ مائَةَ عَامٍ وَعشرَةَ أَشهرٍ . وتُوُفِّيَ لليلَتينِ بقيتَا مِنْ ذِي القَعْدَةِ سنَةَ سِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ بأَصْبَهَانَ( ).
وقد ورد ذكر بحيرة طبرية في أحاديث الفتن والملاحم التي تقع آخر الزمان ، ومنها عن حذيفة قال ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: « تكون وقعة بالزوراء » . قالوا : يا رسول الله ! وما الزوراء ؟ قال : « مدينة بالمشرق بين أنهار ، يسكنها شرار خلق الله وجبابرة من أمتي ، تقذف بأربعة أصناف من العذاب بالسيف وخسف وقذف ومسخ » . وقال - صلى الله عليه و سلم -: « إذا خرجت السودان طلبت العرب ، ينكشفون حتى يلحقوا ببطن الأرض - أو قال ببطن الأردن - فبينما هم كذلك إذ خرج السفياني في ستين وثلاثمائة راكب ، حتى يأتي دمشق فلا يأتي عليه شهر حتى يبايعه من كلب ثلاثون ألفًا . فيبعث جيشًا إلى العراق ، فيقتل بالزوراء مائة ألف ، وينحدرون إلى الكوفة فينهبونها ، فعند ذلك تخرج دابة من المشرق ، يقودها رجل من بني تميم يقال له شعيب بن صالح فيستنقذ ما في أيديهم من سبي أهل الكوفة ويقتلهم ، ويخرج جيش آخر من جيوش السفياني إلى المدينة فينهبونها ثلاثة أيام ، ثم يسيرون إلى مكة حتى إذا كانوا بالبيداء بعث الله - عز وجل - جبريل - عليه السلام - فيقول : يا جبريل عذبهم فيضربهم برجله ضربة ، فيخسف الله - عز وجل - بهم ، فلا يبقى منهم إلا رجلان ، فيقدمان على السفياني فيخبرانه خسف الجيش فلا يهوله . ثم إن رجالًا من قريش يهربون إلى قسطنطينية ، فيبعث السفياني إلى عظيم الروم : أن ابعث إلي بهم في المجامع . قال : فيبعث بهم إليه ، فيضرب أعناقهم على باب المدينة بدمشق » . قال حذيفة : حتى إنه يطاف بالمرأة في مسجد دمشق في الثوب على مجلس مجلس حتى تأتي فخذ السفياني فتجلس عليه - وهو في المحراب قاعد - فيقوم رجل من المسلمين فيقول : ويحكم أكفرتم بالله بعد إيمانكم ؟ إن هذا لا يحل ؟! فيقوم فيضرب عنقه في مسجد دمشق ، ويقتل كل من شايعه على ذلك . فعند ذلك ينادي من السماء مناد : أيها الناس ! إن الله - عز وجل - قد قطع عنكم مدة الجبارين والمنافقين وأشياعهم وأتباعهم ، وولاكم خير أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - فالحقوا به بمكة فإنه المهدي ، واسمه أحمد بن عبدالله . قال حذيفة : فقام عمران بن الحصين الخزاعي فقال : يا رسول الله ! كيف لنا بهذا حتى نعرفه ؟ فقال : « هو رجل من ولد كنانة ، من رجال بني إسرائيل ، عليه عباءتان قطوانيتان ، كأن وجهه الكوكب الدري في اللون ، في خده الأيمن خال أسود ، بين أربعين سنة . فيخرج الأبدال من الشام وأشباههم ، ويخرج إليه النجباء من مصر وعصائب أهل المشرق وأشباههم ، حتى يأتوا مكة فيبايع له بين زمزم والمقام ، ثم يخرج متوجهًا إلى الشام ، وجبريل على مقدمته وميكائيل على ساقته ، يفرح به أهل السماء وأهل الأرض والطير والوحوش والحيتان في البحر ، وتزيد المياه في دولته وتمد الأنهار ، وتضعف الأرض أكلها ، وتستخرج الكنوز . فيقدم الشام فيذبح السفياني تحت الشجرة التي أغصانها إلى بحيرة طبرية ، ويقتل كلبًا » . قال حذيفة : قال رسول الله - صلى الله عليه و سلم - : « فالخائب من خاب يوم كلب ولو بعقال » . قال حذيفة : يا رسول الله ! وكيف يحل قتالهم وهم موحدون ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه و سلم -: « يا حذيفة ! هم يومئذ على ردة ، يزعمون أن الخمر حلال ، ولا يصلون »( ). وعن تبيع قال إذا كانت هدة بالشام قبل البيداء فلا تبدوا ، أولًا سفياني . قال الليث : كانت الهدة بطبرية ، فاستيقظت لها بالفسطاط ، وانخلع لها أجنحة ، فإذا هي ليلة طبرية( ) . وعن أبي أمية الكلبي قال : بينما أصحاب الرايات السود يقتتلون فيما بينهم إذ خرج سابع سبعة ، فيبعث أهل القرى يسألهم نصرته فيأبون عليه ، ويبلغ عامل بني العباس على طبرية مخرجه فيبعث إليه جمعًا عظيمًا ، فإذا واجهوه مالوا إليه بأجمعهم إلا صاحبهم الذي قادهم ينصرف إلى صاحبه فيخبره ، ويميل الخارجي ومن معه إلى السدرة التي إلى جانب التل فينزل تحتها ، ويأتيه أهل القرى فيبايعونه ، ويسير بهم فيلقاه صاحب طبرية عند الأقحوانة ، فيقاتله عند بحيرة طبرية حتى تحمار عجراء البحيرة من دمائهم ، ثم يهزمهم ، ثم يجمعون له بالجابية جمعًا عظيمًا . فويل لمن كان أهله من الجابية على خمسة أميال ، وطوبى لمن كان أهله خلف ذلك ، فيهزمهم ، ثم يجمعون له بدمشق جمعًا نحو من جمعهم الذي دخلوا به دمشق ، فيقتتلون هنالك حتى تركض الخيل في الدم إلى ثنيها ثم يهزمهم( ).
وعن كعب الأحبار قال : يدنو الرب إلى السماء فيرد الماء إلى عنصره ، وترجف الأرض ، ويخر الناس لوجوههم سجدًا ، ويعتقون عامة أرقائهم ، ثم تسكن زمانًا ، ثم تعود فتزلزل بأهلها أشد من المرة الأولى ، فيعتقون عامة أرقائهم ، ثم تتصدع ويخسف بطائفة من الأرض وأوديتها والناس ، حتى إن الرجل ليسري فيمر بالحي وهم سالمون وآخرون مخسوف بهم ، وإن الرجلين ليطحنان فتصيبهما الصعقة فيموت أحدهما أو تصيبهما في نومهما كذلك ، وتستصعب الأرض زلزالًا كالبرذون الفحل الصعب حتى يلجأ أهل المدن والقرى إلى الجبال فيكونون مع السباع ، وتحشر حلية الأرض ذهبها وفضتها إلى بيت المقدس ، وحتى يفتح الرجل والمرأة السفط والجونة فلا يجدان من حليهما شيئًا ، ويتقعقع خشب بيت المقدس وسقفه ، وتهلك المراعي والدواب ، وينقطع ملك الجزيرة وأرمينية وتيبس شجرهما وتهلك دوابهما من الزلزلة ، ويشبعهما جوعًا ، وحتى إن جبال ثور لتنقلع من مكانه فتهرب ثلاث مرات كل ذلك يرد إلى موضعه ، فيكون آخر انقلاعه وهلاكه وفراره إلى طبرية ، فيثب عليها ويتعوذ إلى الله باسمه المقدس ألا يعيده فيقره ، وتغلوا الخيل فتطلب الفرس بالمال الكثير فلا يصاب( ).
ومنها ما روي عن فاطمة بنت قيس - رضي الله عنها -: « أن النبي - صلى الله عليه وسلم - جاء ذات يوم مسرعًا ، فصعد المنبر، فنودي في الناس : الصلاة جامعة ، واجتمع الناس ، فقال : « يا أيها الناس ! إني لم أدعكم لرغبة نزلت ولا لرهبة ، ولكن تميمًا الداري أخبرني أن ناسًا من أهل فلسطين ركبوا البحر ، فقذفتهم الريح إلى جزيرة من جزائر البحر ، فإذا هم بدابة أشعر ، لا يدرى أذكر أم أنثى من كثرة شعره ، فقالوا : من أنت ؟ فقالت : أنا الجساسة . قالوا : فأخبرينا . قالت : ما أنا بمخبرتكم ولا بمستخبركم ، ولكن في هذا الدير رجل فقير إلى أن يخبركم ويستخبركم . فدخلوا الدير ؛ فإذا رجل ضرير ومصفد في الحديد ، فقال : من أنتم ؟ قلنا : نحن العرب . قال : هل بعث فيكم النبي ؟ قلنا : نعم . قال : فهل اتبعه العرب ؟ قالوا : نعم . قال : ذاك خير لهم . قال : ما فعلت فارس ؟ هل ظهر عليها ؟ قالوا : لم يظهر عليها بعد . قال : أما إنه سيظهر عليها . ثم قال : ما فعلت عين زغر ؟ قالوا : هي تدفق ملأى . قال : فما فعلت بحيرة طبرية ؟ قالوا : هي تدفق ملأى . قال : فما فعل نخل بيسان ؟ هل أطعم بعد ؟ قالوا : قد أطعم أوائله . قال : فوثب وثبة ظننا أنه سيفلت ، فقلنا : من أنت ؟ قال : أنا الدجال ، أما إني سأطأ الأرض كلها غير مكة وطيبة . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: « أبشروا معشر المسلمين ؛ فإن هذه طيبة لا يدخلها الدجال »( ).
ومنها ما أخرجه الإمام مسلم في صفة المسيح الدجال عن النَّوَّاس بن سَمْعانَ . قال : ذَكَرَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - الدَّجَّال ذاتَ غَداةٍ . فخَفَّضَ فيه ورَفَّع . حتى ظننَّاهُ في طائِفَة النَّخل ، فلما رُحْنا إليه عَرَفَ ذلك فينا . فقال : « ما شأْنُكُمْ ؟ » قلنا : يا رسول الله ! ذَكَرْتَ الدَّجَّال غداةً فَخَفَّضْتَ فيه ورَفَّعْتَ . حتى ظَننَّاهُ في طائفة النَّخْل . فقال : « غيرُ الدَّجالِ أخْوَفَني عليكُم . إن يخْرُج وأنا فيكُمْ ، فأنا حَجيجُهُ دونَكُمْ ، وإن يخرُجْ ولستُ فيكُمْ ، فامرُؤٌ حَجيجُ نَفْسه . والله خليفَتي على كلِّ مسلمٍ . إنَّه شابٌّ قَطَط . عينَهُ طافِئَةٌ ، كأني أشبَّهُهُ بعبد العزَّى بن قَطَنٍ . فمن أدرَكَهُ منكم فليَقْرَأْ عليه فواتحَ سورة الكَهْف . إنَّهُ خارِجٌ خَلَّةً بين الشَّام والعراق . فعاثَ يميناً ، وعاث شمالاً . يا عبادَ الله ! فاثْبُتوا » . قلنا : يا رسولَ الله ! وما لُبْثُهُ في الأرض ؟ قال : « أربَعون يوماً : يومٌ كسَنَةٍ . ويَومٌ كَشَهْرٍ . ويومٌ كَجمْعةٍ . وسائرُ أيَّامه كأيَّامكُمْ » . قلنا : يا رسولَ الله ! فذلك اليومُ الذي كسنةٍ ، أتكْفينا فيه صَلاةُ يوم ؟ قال : « لا . اقدروا له قَدْرَه » . قلنا : يا رسول الله ! وما إسْراعُهُ في الأرض ؟ قال : « كالغَيْث اسْتَدْبَرَتْهُ الرِّيحُ . فيأتي على القوم فيَدْعوهُمْ ، فيُؤْمنونَ به ويَسْتَجيبونَ له . فيأمُرُ السَّماءَ فتَمْطُرُ ، والأرضَ فَتُنْبتُ . فَتَروحُ علَيْهِمْ سارِحَتُهُمْ ، أطوَل ما كانت ذُراً ، وأسْبَغَهُ ضُروعاً ، وأمَدَّهُ خَواصر . ثم يأتي القوْمَ . فيَدْعوهُم فيرُدُّونَ عليه قوله . فينصرِفُ عنهم . فيصْبِحون مُمْحلينَ ، ليس بأيديهِمْ شيء ، من أمْوالهم . ويَمُرُ بالخرْبَة ، فيقولُ لها : أخْرِجي كُنوزَك . فتَتْبَعَهُ كُنوزها كَيعاسيب النَّحْل . ثمَّ يَدْعو رَجُلاً مُمْتلئاً شَباباً . فيضْربُهُ بالسَّيْف ، فيقْطَعُهُ جَزْلَتَيْن ، رَمْيَةَ الغَرَض . ثُمَّ يدْعوهُ فيُقْبِلُ ويتَهَلَّلُ وجْهُهُ . يضحَكْ . فبينما هو كذلك إذ بَعَثَ اللهُ المسيحَ بن مَريمَ - صلى اللهُ علَيه وسلم - فينْزلُ عند المنارةِ البيضاء شرقيِّ دِمَشْقَ . بين مَهْرودَتَيْن . واضعاً كفَّيه على أجنحَة مَلَكْين . إذا طَأْطَأَ رأسَهُ قَطَرَ . وإذا رَفَعَهُ تحدَّرَ منه جُمانٌ كاللؤْلُؤُ . فلا يَحلُ لكافرٍ . يَجِدُ ريح نفسهِ إلاَّ ماتَ . ونفسَهُ ينْتهي حيْثُ ينتهي طرْفُهُ . فيطْلُبُه حتى يُدْرِكَهُ بباب لُدٍّ ، فيَقْتُله . ثم يأتي عيسى - صلى الله عليه وسلم - قوماً قد عَصَمهُمُ الله منه . فيمْسَحُ عن وُجوهِهمْ . ويُحَدِّثُهُمْ بدَرَجاتهم في الجّنَّة . فبينما هو كذلِك إذ أوحى الله - عزَّ وجلَّ - إلى عيسى - عليه السَّلام - إني قد أخْرَجْتُ عباداً لي ، لا يَدان لأحدٍ بقتالِهم . فحَرِّزْ عبادي إلى الطُّورِ . ويبْعَثُ الله يأجوجَ ومأجوجَ ! « وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ »( ) ! فيمُرُّ أوائِلُهُمْ على بُحيرةِ طَبَريَّةَ . فيشربونَ ما فيها . ويمُرُّ آخرهم فيقولونَ : لقدْ كان بهذهِ مرَّةً ماءٌ . ويُحْصَرُ نبي الله عيسى - عليه السلامُ - وأصحابه . حتى يكونَ رَأسُ الثَّور لأحدِهِمْ خيراً من مائة دينارٍ لأحدكُمُ اليومَ . فيرغَبُ نبيُّ الله عيسى وأصحابُه - يعني إلى الله - فيُرسِلُ الله عليهم النَّغَفَ في رِقابهمْ . فيُصْبحونَ فَرْسى . كمَوْتِ نفسٍ واحدةٍ . ثُمَّ يَهْبِطُ نبيُّ الله عيسى - عليه السَّلام - وأصحابُه إلى الأرض فلا يجِدونَ في الأرض موضعَ شبْرٍ إلا مَلأهُ زَهَمُهُمْ ونَتَنُهُمْ . فيرْغَبُ نبيُّ الله عيسى - عليه السَّلام - وأصحابُهُ إلى الله . فيُرسلُ عليهم طيراً كأعناق البُخت . فَتَحْمِلُهُمْ فتَطْرَحُهُم حيثُ شاءَ اللهُ . ثم يُرسلُ الله مطراً لا يكن منه بيتُ مَدَرٍ ولا وَبَرٍ فيغسلُ الأرض حتى يتْرُكَها كالزَّلَفَةِ . ثُمَّ يُقال للأرض : أنبتي ثَمَرتك ، ورُدِّي بَرَكتك . فيومئذٍ تأكُلُ العصابةُ من الرمَّانة . ويستظلُّون بقحفها . ويبارِكُ في الرِّسْلِ . حتى أنَّ اللَّقحَةَ من الإبلِ لتَكْفي الفِئامَ من النَّاس . واللَّقحةَ من البَقَرَ لتكفي القبيلَةَ من النَّاس . واللَّقحة من الغنَمِ لتكفي الفخْذَ من النَّاسِ . بينما هُم كذلك بعثَ الله ريحاً طيَّبةً . فتأخذُهْم تحت آباطِهِمْ . فَتَقبضُ روحَ كل مُسلمٍ . ويبقى شرارُ النَّاس ، يَتهارجونَ فيها تَهارُجُ الحمْرُ ، فعَلَيْهم تقومُ السَّاعَةُ »( ).
ومنها ما قالوه بغير إسناد : آخر طلوع الشمس من المغرب يومًا واحدًا قط ، وترفع الحفظة ، وتؤمر بأن لا يكتبوا شيئًا . فإذا كان ذلك سجدوا لله ، وتستوحش الملائكة بحضور الساعة ، وتفزع الشمس والقمر ، وتحرس السماء حرسًا شديدًا لا يستطيع شيطان ولا جان أن يدنو ، وتستوحش الجن وتموج الجن والإنس والطير والوحش والسباع بعضها من بعض ، فتأتي الجن الخافقين والشياطين لتستمع فيرمون بشهب النار فلا يسمعون شيئًا ، ويتغير لون السماء ، وتهد الأرض ، وتنسف الجبال إلا أربعة طور سينا والجودي وجبل لبنان وجبل ثابور الذي فوق طبرية ، فإن الله تعالى نصبها روضة خضراء ذات شجر بين الجنة والنار ، عليها بناء اللؤلؤ والزبرجد والدر والياقوت ، فيجعل عرشه عليها ليدنن الخلق ، وإن رجل الملك صاحب الصور عند القلزم ، وإنه لينفخ النفخة الأولى فيصعق من في السماوات والأرض ، فيمكثون أربعين عامًا ، وتنفطر السماء وتناثر نجومها ، ويرسل الله ماء الحياة فينبت البشر ، وإن كل بشر منهم لعلى مثل عين الجرادة من عجب الذنب وعلى الذرة التي في السرة( ).
وفي عصرنا الحاضر ظهرت بعض الادعاءات وكأنها نبوءات عن المستقبل ، ومنها موعد خروج الدجال : قال أمين محمد جمال الدين : تقع معركة « هرمجدون » ويكون على إثرها جفاف نهر الفرات وجفاف بحيرة طبرية بالشام وكذلك نخل بيسان على الحدود الفلسطينية الأردنية . فإذا نشبت حرب « هرمجدون » العالمية فانتظروا الدجال على إثرها قريباً . ورد « شريف مراد » على المدعي بقوله : إن تحديد ميعاد خروج الدجال على النحو الذى أشار إليه المؤلف قول بلا دليل أو علم من كتاب أو سنة( ).
وفي علامات ظهور المهدي قالوا بدون إسناد : ويستخرج تابوت السكينة من غار أنطاكية أو من بحيرة طبرية ، فيخرج حتى يحمل فيوضع بين يديه ببيت المقدس ، فإذا نظر إليه يهود أسلموا إلا قليل منهم ، وتأتيه الرايات السود من خراسان فيرسلون إليه البيعة ، وتنشف الفرات فتحسر على جبل من ذهب( ) . وورد عن سليمان بن عيسى ، قال : بلغني أنه على يدي المهدي يظهر تابوت السكينة من بحيرة طبرية ، حتى يحمل ، فيوضع بين يديه ببيت المقدس ، فإذا نظرت إليه اليهود أسلمت إلا قليلاً منهم( ). قال ابن عباس - رضي الله عنهما - : إن التابوت وعصا موسى في بحيرة طبرية ، وإنهما يخرجان يوم القيامة( ).
وقال إبراهيم البيهقي : دخل مروان بن أبي حفصة على جعفر بن يحيى يسأله إيصاله إلى الرشيد ، وأنه قد مدحه بقصيدة ينشدها إياه ، وقد كان جعفر وصله بثلاثين ألف درهم كتب له بها إلى صالح الصيرفي وكانت فيها دراهم طبرية ، فقال :
ثَلاثُـــــــــونَ ألْفاً كُلُّهَا طَبَريَّةٌ ... دعا بها لما رأى الصــــكَّ صــالحُ
دعا بالزيوفِ الناقصاتِ وإنما ... عطاءُ أبي الفضل الجيادُ الرواجحُ
فَقُلْتُ لَهُ لَمَّـــــا دَعَــــا بزُيُوفِهِ ... أألْجدُّ هَـــــذَا مِنْكَ أمْ أنْتَ مَـازِحُ( )
فلما أنشده ذلك جعفراً ضحك( ).
وقال أبو الطيب المتنبي يمدح علياً بن إبراهيم التنوخي ، ويصف بحيرة طبرية من قصيدة طويلة اخترنا منها :
أحَـــقُّ عـافٍ بدَمْعِــــكَ الهِمَــمُ ... أحدَثُ شيءٍ عَهداً بها القِدَمُ
وإنّـمــا النّـــاسُ بالمُلُـوكِ ومَـا ... تُفْلِحُ عُــرْبٌ مُلُوكُها عَجَـمُ
لا أدَبٌ عِنــدَهُمْ ولا حَسَـــــبٌ ... ولا عُهُـــودٌ لهُــمْ ولا ذِمَـمُ
بكُلّ أرْضٍ وطِئْتُــها أُمَــــــــمٌ ... تُرْعَــى بعَبْـــدٍ كأنّها غَنَــمُ
يَسْتَخشِنُ الخَـزّ حيــنَ يَلْمُسُــهُ ... وكانَ يُبْـــرَى بظُفْــرِهِ القَلَمُ
إلى أن قال :
لَوْلاكَ لـم أترُكِ البُحَيــرَةَ والـ ... ـغَوْرُ دَفيءٌ ومـاؤها شَــــبِمُ
والمَوْجُ مِثْلُ الفُحـــولِ مُزْبدَةً ... تَهْــدِرُ فيها ومـا بِـها قَطَـــمُ
والطّيرُ فَوْقَ الحَبابِ تَحسَبُها ... فُرْســانَ بُلْقٍ تَخُونُهَا اللُّجُــمُ
كأنّـــها والرّيـــاحُ تَضْــرِبُهَا ... جَيْشا وَغًى هــازِمٌ ومُنْهَـزِمُ
كأنّــــها في نَهــــارِهَا قَمَــرٌ ... حَـــفّ بــهِ مِنْ جِنانِها ظُـلَـمُ
تَغَنّـــتِ الطّيــرُ في جَوانِبِها ... وجادَتِ الأرْض حَوْلَها الدّيَمُ
فَهْـــيَ كَمَـــاوِيّةٍ مُطَــوَّقَـــةٍ ... جُـــرّدَ عَنها غِشـــاؤها الأدَمُ
يَشـــينُها جَــرْيُها عَلى بَلَــدٍ ... تَشـــينُهُ الأدْعِـــياءُ والقــــَزَمُ( )
يقول الشارح : العافي : الدارس . والهمم : مبتدأ . وأحق : خبره . يقول : إن أحق دارس بالبكاء عليه ، همم الناس الدارسة ، فهي أولى بالبكاء لدروسها ، من الأطلال الدارسة . وقوله : أحدث شيء عهداً بها القدم : أي أنها قد تقادمت ، فأحدث شيء بها القدم : أي صار أقربها عهداً قديماً . وقيل : أراد بالعافي : الطالب . والمعنى : أن الهمم أحق طالب بأن يبكى عليه . فكأنه يقول : أعرض عن البكاء على الأطلال ، وابك على الهمم . وهو مأخوذ من قول أبي نواس :
صفة الطلول بلاغة القدم ... فاجعل صفاتك لابنة الكرم
وإنما الناس بالملـوك وما ... تفلح عربٌ ملوكها عجـــم
يقول : إنما عز الناس ، وهممهم بالملوك ، فما تفلح العرب إذا كانت ملوكها عجم ؛ لأنهم لا همم لهم ، وهم إذا رضوا بذلك فقد دنوا ، فلا يرجى لهم فلاح .
لا أدبٌ عندهم ولا حسبٌ ... ولا عهودٌ لهم ولا ذمم
بكل أرضٍ وطئتها أمـــمٌ ... ترعى بعبـدٍ كأنها غـنم( )
وقال عماد الدين الأصبهاني مادحًا صلاح الدين الأيوبي بعد انتصاره على الصليبيين بعد معركة حطين سنة 583هـ :
أطيب بأنفاس تطيب لكم نفسـًا ... وتعتاض من ذكراكم وحشتي أنسا
وأسـأل عنكم عافيات دوارس ... غدت بلســان الحــال ناطقة خرسا
إلى أن قال :
قل للمليك صلاح الدين أكرم من. يمشي على الأرض أو من يركب الفرسا
من بعد فتحك بيت القدس ليس سوى ... صـور فإن فتحت فاقصد طرابلسا
أثر على يوم انطرســـوس ذا لجب ... وابعــث إلى ليــل أنطـــاكية العسسا
وأخل ســــاحل هــذا الشـام أجمعه ... مــن العـــداة ومــن في دينه وكســـا
ولا تـــدع منهــم نفســـًا ولا نفسـا ... فإنهـــم يأخــــذون النفـــس والنفســـا
نزلـــت بالقدس فاســتفتحه ومتى ... تقصـــد طرابلســـًا فانزل على قدســا
يا يوم حطين والأبطـــال عابسـة ... وبالعجاجـــة وجــه الشمـس قـد عبسا
رأيـــت فيــه عظيــم الكفـر محتقرًا ... معفـــرًا خـــده والأنــف قــد تعســا
يا طهر سيف برى رأس البرنس فقد ... أصاب أعظم من بالشرك قد نجسا
وغاص إذ طار ذاك الرأس في دمه ... كأنه ضفـــدع في المــاء قد عطسـا
مــا زال يعطس مزكـــومًا بغـدرته ... والقتل تشميت من بالغدر قد عطسا
عــرى ظباه مــن الأغمــاد مهـرقة ... أدمًا مــن الشــرك رداها بـه وكسـا
مــن سـيفه في دماء القوم منغمس ... من كل من لم يزل في الكفر منغمسا
أفناهـم قتلهـــم والأســـر فانتكـــوا ... وبيـــت كفـــرهم مــن خبثهم كنسا( )
وقال أيضًا :
بعــثت إمــام أمــة النــار نحــوها ** فزار إمام أرناطها ذلك الحبســا
ولله نص النصـــر جـــاء لنصــله ** فلا قونسا أبقى لرأس ولا قنســا
حكى عنـق الداوي صل بضربـة ** طرير الشبا عودا لمضرابه حسا
أيوم وغى تدعـــوه أم يــوم نائـل ** وأنت وهبت الغانمين به الخمسا
وقــد طـــاب ريــانًا على طبرية ** فيا طيبها ريا ويا حسنها مرسى( )
وقال أيضًا في مدحه بعد فتحه القدس قصيدة نختار منها :
بكيت على مستودعات قلوبكم ** كما قد بكت قدمًا على صخرها الخنسا فلا تحبسوا عني الجميل فإنني ** جعلـت على حبـي لكــم مهجــتي حبسـا
رأيت صلاح الدين أفضل من غدا * وأشرف من أضحى وأكرم من أمسى
وقيل لنا في الأرض سـبعة أبحر ** ولســـنا نـــرى إلا أنامـــله الخمســــا
سـجيته الحسنى وشيمته الرضا ** وبطشـــته الكبـــرى وعزمته القعســا
فلا عـدمت أيامـــنا منه مشــرقا ** ينيــــر بمـــا يولـــي لياليـــنا الدمســا
جنودك أملاك السماء وظنهم ** عداتك جن الأرض في الفتك لا الإنسا فلا يستحق القدس غيرك في الورى ** فأنت الذي من دونهم فتح القدسا ومن قبل فتح القدس كنت مقدســــــا ** فلا عدمت أخلاقك الطهر والقدسا وطهــــرته مـن رجســهم بدمائهم ** فأذهبت بالرجس الذي ذهب الرجسا
نزعت لباس الكفر عن قدس أرضها ** وألبستها الدين الذي كشف اللبسا وعــــادت ببــــيت الله أحــكام ديـــنه ** فلا بطـــركا أبقــيت فيها ولا قسا
وقـــد شــــاع في الآفاق عنك بشـارة ** بأن أذان القـدس قــد أبطل النقسا
جرى بالذي تهوى القضاء وظاهرت ** ملائكة الرحمــن أجنادك الحمسا
وقــــد طــــاب ريــــانا على طبرية ** فيا طيبها مغنى ويا حسنها مرسى
وعـــكا ومـــا عــكا فقـــد كان فتحها ** لإجلائهم عن مدن ســاحلهم كنسا
وصيـــدا وبيـــروت وتبنــــين كلـها ** بســـيفك ألفى أنفه الرغم والتعسـا
توكــــل على الله الذي لك أصبحـت ** كلاءتـــه درعًــا وعصمته ترســا
ودمـــر على الباقين واجتث أصلهم ** فإنك قد صيـــرت دينارهــم فلسـا
حططت على حطين قــــــدر ملوكهم ** ولم تبق من أجناس كفرهم جنسا
ونعم مجـــال الخيــل حطين لم تكن ** معاركها للجـرد ضرسًا ولا دهسا
كســــرتهم إذ صــــح عزمــك فيهم ** ونكســـتهم إذ صار ســهمهم نكسا
بواقـــعة رجـت بها الأرض جيشهم ** دمـــارًا كما بســـت جبالهم بسـا( )
وقال ابن المعتز يذكر طبرية :
كــم غُـدوَةٍ وعَشِـــيّـهْ ** نعمـــتُ بالقادســـيه
وكــم هجــيـرٍ وقتني ** من حـرّ شمسِ ذكيه
معشــــراتُ كـــرومٍ ** أبنـــاؤهـــا حبشـــيه
لم يبقَ من وهجِ الشمـ ....**....... ـسِ بَينَهــــنّ بَقــــيّه
يُســــكرنَ أنهارَ ماءٍ ** زرقاً ، عذاباً ، نقـيه
تحــــكي ذوائبها في ** رواحـــها والمجــيه
عقاربـــاً شـــاءلاتٍ ** أذنابَــــها مَحمِـــــيّه
تَـــدُبُّ فـــوقَ زُجاجٍ ** مصقــــولةٍ طبـريه
وإن أردتُ ســــقتني ** خمّـــــارَةٌ قِبـطِــــيّه
تَرنُــــو بعَيـنِ غَزالٍ ** سَـــــحّارَةٍ بابِلـــــيّه( )

الباحث : محمود بن سعيد الشيخ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تابع جبل الشيح - جبل طور طبرية - 2
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
قطنا :: المنتديات العامة :: شخصيات لها تاريخ-
انتقل الى: