وفقاً لمخبر تجارة ريف دمشق .. 50٪ نسبة غش الألبان.. و25٪ للزيوت النباتية
أسواق
الأربعاء 31-3-2010م
قاسم البريدي
سجل الربع الأول من هذا العام و العام الماضي تراجعاً في نسبة العينات المخالفة للسلع و المواد التي يتم سحبها في أسواق ريف دمشق، وذلك قياساً للعام 2008 لعدة أسباب منها تراجع حجم مخالفات غش المحروقات و التلاعب بالدقيق و تحسن مواصفات رغيف الخبز.
غير أنه بالمقابل ازدادت حالات العينات المخالفة للألبان و مشتقاتها والمنظفات، بينما ظلت مخالفات غش الزيون والسمون و الحلويات والبوظة بنفس نسب السنوات السابقة.
تحاليل كيميائية وجرثومية
وتؤكد مديرية التجارة الداخلية بريف دمشق لصفحة/ أسواق/ أن مخبرها يعتبر صمام أمان لعملها و أثبت فاعليته، حيث يتم فيه تحليل معظم العينات للسلع التي يشك بها في الأسواق باستثناء عينات الملونات والمبيدات الحشرية والأدوية التي ترسل للمخبر المركزي للاقتصاد أو مخابر أخرى..
ويقسم مخبر المديرية الى ثلاثة أقسام، اثنان للتحليل الكيميائي للمواد الغذائية و للمواد غير الغذائية والثالثة للتحاليل الجرثومية الذي يحلل بشكل خاص المواد الغذائية المغلقة باحكام و المفرغة من الهواء كالمعلبات وذلك لمعرفة نسبة الجراثيم الهوائية الموجودة فيها..
ويقوم بسحب العينات من الأسواق مراقبون مختصون من دائرة حماية المستهلك و يسلم نموذج من العينة الى المخبر عن طريق شعبة العينات ضمن سجل خاص ورقم سري و يحفظ نموذج إضافي لنفس العينة ريثما تصدر النتيجة و تعاد لصاحبها وذلك لاعطاء فرصة اعادة التحليل لصاحب العلاقة في حال الاعتراض على نتيجة التحليل خلال اسبوع.
عينات.. وفق المواسم
ويوضح مصطفى قدور مدير المخبر أن المخبر عمره 14 سنة و مجهز بأحدث الأجهزة و يعمل به 12 محللاً وتوضع خطة عمله بالتعاون مع دائرة حماية المستهلك لسحب العينات وفقاً للمواسم و الفصول. ففي الأعياد يتم التركيز على عينات الحلويات والألبسة و الأحذية، وفي موسم المدارس على عينات القرطاسية والألبسة المدرسية و في الصيف على البوظة والمرطبات وفي الشتاء على الوقود.
وأشار قدور الى أن عدد العينات المسحوبة عام 2008 هو 2334 عينة منها 386 عينة مخالفة بنسبة 16،5٪ وتراجعت هذه النسبة الى 14٪ عام 2009 اذ ظهرت 612 عينة مخالفة من أصل 4341 عينة منها 3219 عينة غذائية و الباقي غير غذائية.
كذلك خلال الاشهر الماضية هذا العام ظلت نسبة المخالفات تتراوح بين 12-14٪ اذ تم سحب نحو 800 عينة منها 530 غذائية وذلك من أصل خطة سحب العينات للعام الحالي التي ازدادت لتصبح 2200 عينة و ذلك لزيادة عدد السلع الجديدة في الأسواق و التركيز على السلع المخالفة..
لاغش بالاسبيداج
ويقع على عاتق المراقبين مسؤولية سحب العينات المشكوك بها و فق خبرتهم العملية، فالدقيق التمويني أو المخلوط يميل لونه الى الاسمر عكس الدقيق الحر ذي اللون الأبيض و مواصفة رغيف الخبز معروفة حيث قطره ما بين 33-35 سم ونضوجه يتحدد من خلال عدم التصاق الشطرين وغياب التعجنات.
ويحتل غش الألبان ومشتقاتها سلم غش المواد الغذائية و يتمثل بسحب الدسم و الاستعاضة عنه بدسم نباتي كالزبدة (مارغرين) فيصبح دسم الحليب المغشوش بين 15-22٪ بينما الدسم الطبيعي الحيواني لا يتجاوز 3.3٪ وكذلك اللبنة دسمها الطبيعي 10٪ و المقلدة والمغشوشة بين 27-30٪، ووصلت نسبة العينات المخالفة لنحو 50٪ واكثر لكنه لا يوجد أثر صحي على المستهلك لأن مواد الغش المضاف كالنشاء و الزبدة النباتية تزيد الكمية على حساب الجودة فقط و لم يتم استخدام المواد الخطيرة في الغش كالسبيداج ضمن محافظة ريف دمشق.
أما حالات غش البوظة فبقيت في المرتبة الثانية بسلم غش الأغذية وبنسبة 35٪ من العينات المسحوبة نتيجة زيادة الجراثيم فيها عن الحد المسموح به والتي قد تسبب الإسهالات و هي ناجمة عن غياب شروط النظافة و التعقيم للمواد و الأدوات والعمال و غالباً في ورشات التصنيع اليدوي بينما الآلية تكاد تخلو من المخالفات.
وفي المرتبة الثالثة ظل غش الزيوت النباتية بنسبة تتراوح بين 20-25٪ نتيجة خلط الزيوت الرخيصة بالثمينة كزيت القطن مع زيت الزيتون أو الادعاء بأن الزيت عباد الشمس وبالتحليل يتبين انه زيت فول الصويا، كذلك الحلويات ظلت بالمرتبة الرابعة بنسبة غش 20٪ يتمثل ببيع الحلويات على أنها مصنعة من السمن الحيواني ويتضح انها من السمن النباتي للحصول على أسعار مرتفعة..
المنظفات.. غشها يزداد
وفي مجال سحب العينات للمواد غير الغذائية، يلاحظ تراجع مخالفات الوقود بنسبة كبيرة لتصل الى نحو 10٪ حيث كان التلاعب بخلط البنزين العادي بالممتاز أو بالكاز و الماء بالمازوت إضافة للعب بالمكيال الذي استمر إنما بنسب أقل من الفترات الماضية.
وازدادت حالات الغش بالمنظفات عبر التلاعب بالوزن و النوع و انخفاض المادة الفعالة فيها حيث نسبتها 23٪ في سائل الجلي وفي العينات المخالفة تتراوح بين 17-20٪ فقط وكذلك منظفات الغسالة الاوتوماتيك نسبتها الطبيعية 12٪ والمخالفة ما بين 7-8٪ فقط حيث تضاف مواد كيماوية رخيصة الثمن كالكربونات و نسبة المخالفة الاجمالية للمنظفات تتراوح بين 50-60٪
الرقابة المسبقة والعقوبات
وحول التساؤل عن اسلوب سحب العينات.. هل هو مزاجي بحيث يتم التركيز على نفس السلع دون غيرها أو سحب مواد جيدة غير مشكوك بها؟
تقول مديرية التجارة الداخلية بريف دمشق: بالأصل تسحب المواد المشتبه بغشها و هناك فساد ظاهر بالعين المجردة كالألبان و الأجبان و اللحوم و قد لا تحتاج لتحليل عينة وتضبط فوراً، بينما النسبة العظمى من المواد يصعب الحكم عليها حتى من قبل المختصين كالمواد المغلفة و المعلبات و الزيوت و العسل و الألبسة وهذه تحتاج الى مخابر فنية مختصة.
وأضافت المديرية: اتبعنا اسلوب الرقابة المسبقة على المواد الأولية في المعامل قبل تصنيعها فقد تكون منتهية الصلاحية أو مخالفة ونراقب عملية الانتاج كالنظافة و التعبئة و ضبطنا أطناناً من المواد المخالفة كالعصائر والألبان والأجبان ودبس الرمان وكذلك المنكهات والأصبغة.
وعن المدة المحددة للتحاليل فهي ما بين 5-7 أيام للتحاليل الجرثومية التي تحتاج لزرع جرثومي ضمن حاضنة ونحو خمسة أيام للتحاليل الكيماوية وبعضها لا يحتمل ساعات كتحليل البنزين و هذا يتعلق بظروف العمل و عدم انقطاع الكهرباء..
أما العقوبات لاصحاب العينات المخالفة فهي مشددة للأنواع الجسيمة التي تؤثر على صحة وسلامة المواطن كالأصبغة الممنوعة و انتهاء صلاحية المادة الغذائية و تغلق المنشأة المخالفة ادارياً ما بين اسبوع و شهر وتحال الى القضاء للحكم عليها وفق الأنظمة النافذة..