ثورةٌ عارمةٌ تلك التي حصلت في طب الأسنان منذ سنوات ليست ببعيدة عنا.
نعم... السن الدائم عضو نبيل، لا يعوضه الجسم إذا ما فقد، لكن الأيام ثتبت لنا على الدوام أن العقل الإنساني أشدُّ نبلاً... لقد استطاع أن يعوض هذا العضو المفقود بواسطة الزرعات السنية واضعاً بذلك حداً لواحدة من أهم المشاكل التي يعاني منها المرضى.
ليست الزرعات كما يعتقدها البعض – بذوراً لأسنان طبيعية - لكنها جذور أسنان اصطناعية توضع في عظم الفك لتحمل الأسنان الصناعية المفردة أو التعويضات الثابتة (الجسور)، إنها الحل المثالي للمريض الذي لديه صحة فموية جيدة، والذي فقد أسنانه نتيجة مرض حول سني أو رض أو لأسباب أخرى.
للزرعات السنية منظر وإحساس طبيعي لدرجة تنسيك أنك فقدت أسنانك، ذلك أنك تعلم جيداً أن ثقتك بأسنانك تكون من خلال مظهرها وفعاليتها الوظيفية من مضغٍ ونطقٍ سليم للحروف.
قد تخجل من ابتسامتك بسبب وجود فراغ ناجم عن فقد سن وربما لا يوفر لك جهازك التعويضي شعوراً بالثقة، و قد تشعر بصعوبة بالمضغ إذا فقدت سن أو أكثر من أسنانك.
يمكنك أن تتكلم وتمضغ بثقة وراحة وهذه من الأخبار الجيدة، حيث أن الزرعات السنية هي أسنان تمنحك مظهراً وإحساساً مماثلاً بشكل تام للأسنان الطبيعية إذا ما تم إجراؤها في الظروف الملائمة، كحالة النسج اللثوية الجيدة والمريض المتعاون وبذلك نضمن نجاحاً طويل الأمد لها.
ماذا يمكن أن تعمل الزرعات السنية:
1. تحل محل واحد أو أكثر من الأسنان بدون أن نستخدم الأسنان المجاورة كدعامات ( كما في حالة الجسور ).
2. تحمل الجسور وتلغي الحاجة للجهاز الجزئي المتحرك.
3. تمكن من استخدام الجهاز الكامل ( بدلة الأسنان ) مع تأمين الثبات والثقة وإراحة للمريض.
أنماط الزرعات السنية:
1. زرعة عظمية: هي النموذج الأكثر استخداماً من الزرعات، ويتضمن هذا النموذج زرعات بشكل براغي أو أسطوانات أو شفرات جراحية توضع داخل عظم الفك، كل زرعة يمكن أن تحمل سن تعويضي أو أكثر. هذا النموذج يستعمل بشكل عام كخيار للتعويض بالجسور أو الأجهزة المتحركة.
2. الزرعات تحت السمحاقية أو فوق العظمية : توضع هذه الزرعات على حافة عظم الفك ( تحت السمحاق وفوق العظم )، وهي تحمل نتوءً بارزاً من هيكل الزرعة يخترق اللثة ويستخدم لحمل الجزء التعويضي، يستخدم هذا النوع من الزرعات عند المرضى اللذين لا يمكن استخدام أجهزة تعويضية تقليدية ولا يملكون دعماً عظمياً كافياً.
محاسن الزرعات سواء مع الجسور أو مع الأجهزة التعويضية:
1. مزايا إجمالية: تعطي الزرعات السنية مظهراً وإحساساً مشابهاً للأسنان الطبيعية، منذ أن توضع الزرعة في هيكل عظم الفك فإنها تحافظ على العظم واللثة من الامتصاص والفقدان الذي غالباً ما يشاهد بعد فقد الأسنان، كما أنه لا يمكن لأحد أن يعرف أنك تضع أسناناً اصطناعية في حالة الزرع.
2. المحافظة على الأسنان: الزرعات السنية لا تضحي بالأسنان المجاورة كما هو الحال في الجسور لأننا لا نحضر أو نغير شكل الأسنان المجاورة لتحمل الزرعات، بذلك تبقى أسنانك الطبيعية محافظة على مزاياها وفوائدها لمدة أطول.
3. الثقة بالنفس: تسمح الزرعات السنية بإعادة وظيفة النطق والمضغ مع الراحة والثقة بالنفس، فهي تخلصك من صوت الطقطقة ومن تقلقل الجهاز السني المتحرك، ومن لواصق الجهاز المتحرك.
4. الموثوقية: إن معدل نجاح الزرعات السنية مرتفع بشكل ملحوظ، ولذلك هي خيار ممتاز لتعويض الأسنان.( فقد حققت نجاحاً تتراوح نسبته بين 96-98 % ).
هل أنت مرشح لأن يوضع لك زرعات سنية؟
إن المرشح المثالي لإجراء الزرع السني هو المريض الذي يمتلك صحة فموية وعامة جيدة، وبشكل خاص وجود عظم فكي كافي والذي سيحمل هذه الزرعات، كذلك وجود لثة سليمة خالية من الأمراض حول السنية. الزرعات السنية وثيقة العلاقة مع النسج اللثوية والتي ترتبط بعظم الفك الذي تحتها.
أخصائي النسج الداعمة هو الخبير السني المتخصص في تحديد المناطق التي يمكن إجراء الزرع فيها، وهو العنصر الأساسي في فريق العمل الذي سيجري الزرع السني.
وصف المعالجة:
إن هذه العملية هي جهدك أنت وجهد طبيب الأسنان واختصاصي النسج الداعمة. إن طبيب الأسنان واختصاصي النسج الداعمة هما سيقرران أين ستوضع الزرعات وكيف ستوضع وهذا يعتمد على نوعية الحالة ونمط الزرعة المختارة، واختصاصي النسج الداعمة هو الذي سيقرر لك خطة المعالجة المناسبة التي ستحتاج إليها.
التعويض عن سن مفرد: إذا كان هناك فقد لسن واحد فإن زرعة واحدة مع تاج يمكن أن تفي بالغرض وهذه الزرعة ستعوض عن الجذور والتاج الطبيعي للسن.
· التعويض عن أسنان متعددة: إذا كان فقد الأسنان متعدداً فإن زرعات تحمل جسوراً تفي بالغرض وبذلك تعوض الزرعات عن كامل تيجان الأسنان وبعض الجذور.
· التعويض عن كامل الأسنان: إذا كنت فاقداً لكل أسنانك فإن زرعات تحمل جسوراً كاملة أو جهازاً متحركاً ( بدلة ) محمولاً على الزرعات يفي بالغرض وكذلك فإن الزرعات تعوض عن كل تيجان الأسنان وعن بعض الجذور.
· رفع الجيب الفكي: إن مفتاح نجاح الزرعة هو نوعية وكمية العظم الذي سيزرع فيه. يعاني فريق الزرع من الجزء الخلفي من الفك العلوي إذ يشكل واحدة من أكثر المشاكل صعوبةً والتي تواجه نجاح الزرعات في الفك العلوي حيث يرتبط نجاح الزرعة هنا بمقدار العظم الذي يفصل الزرعة عن الجيب الفكي.
إن عملية رفع الجيب الفكي تساعد في تصحيح هذه المشكلة من خلال رفع قاع الجيب الفكي وتحريض النمو العظمي لتأمين سماكة عظمية كافية تمكننا من وضع الزرعة.
· إضافة أو تعديل الحافة السنخية: إن التشوهات الحاصلة في عظم الفك العلوي أو السفلي يمكن أن تخلّف عظماً غير كافي لإجراء الزرع السني، إن تصحيح المشكلة يكون برفع اللثة لكشف العيب العظمي الحاصل. يتم ملئ العيب العظمي بواسطة العظم أو مالئات العظم ليتم رفع الحافة العظمية. إن تعديل الحافة العظمية يحسن من مظهر العظم ويزيد فرصة نجاح الزرعات السنية لسنوات عديدة.
ماذا يمكن أن تتوقع بعد المعالجة؟
كما تعلم فإن الأسنان الطبيعية تحتاج إلى عناية فموية شخصية مستمرة وزيارة منتظمة لطبيب الأسنان، وكذلك الزرعات السنية فإنها مثل الأسنان الطبيعية تتطلب نفس العناية بحيث تبقى الزرعات نظيفة وخالية من القلح.
بعد المعالجة فإن أخصائي النسج الداعمة يضع لك خطة العناية الفموية المثالية، كاستعمال فرشاة أسنان ناعمة وخيوط خاصة بالتخليل بين الأسنان بالإضافة إلى استعمال وسائل أخرى مساعدة وخاصة بالزرعات. يزود المريض أحياناً بمرآة فحص فموية بلاستيكية لفحص محيط الزرعة أو الزرعات بعد العناية بها في المنزل. تستعمل أيضاً فراشي صغيرة ذات ذراع طويل وخيوط تخليل بحوامل خاصة للمساعدة في تنظيف محيط الزرعات لاسيما لدى المرضى الذين يعانون من نقص في مهارتهم اليدوية ( من ذوي الاحتياجات الخاصة). من المهم أيضاً فحص الزرعات بصورة دورية حيث تقيم حالتها وحالة العناية المنزلية. لا تتردد في طرح أي سؤال يتبادر إلى خاطرك حيال الزرعات و العناية بها خاصة و أنها ستصبح جزءاً لا يتجزأ من حياتك اليومية.
الرئيسية 
