مهن من بلادي \ رتي السجاد

مهنة رتي السجاد اليدوي في دمشق

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

الشاب أحمد فاخوري يعمل في هذه المهنة منذ 10 سنوات («الشرق الأوسط»)

بعدما شارفت على الانقراض لصعوبة العمل فيها وانخفاض بيعها لمنافسة المُصنّع آليا لها
اشتهرت العديد من المدن السورية بصناعة السجاد اليدوي حيث وجدت
ورش عديدة خاصة في مدن وريف المناطق الوسطى والجنوبية من سورية يعمل فيها حرفيون وحرفيات في تصنيع السجاد بواسطة المنوال اليدوي،
وكانوا يحصلون على المادة الأولية وهي الصوف من ورش خاصة بإنتاجه تتوافر في مدن حمص وحماة وتدمر.كما كانت هذه الورش تصمم رسومات على السجاد مستوحاة من البيئة المحلية أو من رسومات معروفة وموجودة على السجاد العجمي الشهير الذي اشتهرت به إيران. ولارتفاع ثمنه كان الأثرياء وأصحاب البيوت الدمشقية التقليدية الكبيرة هم من يقتني مثل هذا السجاد. وفي النصف الثاني من القرن العشرين المنصرم وخاصة في ربعه الأخير دخلت على خط إنتاج السجاد السوري اليدوي وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل السورية وبعض المنظمات الشعبية والأهلية حيث قامت بتأسيس عشرات من وحدات تصنيع السجاد بشكله اليدوي ووزعتها على مختلف المدن والمناطق الريفية السورية واستقطبت في حينها مئات الفتيات الباحثات عن عمل، حيث تعلمن هذه المهنة في وحدات ومراكز الإنعاش الريفي.وقامت وزارة الشؤون الاجتماعية ببيع منتجاتها من السجاد اليدوي وبشكل مريح للمستهلكين السوريين بموجب أقساط شهرية بسيطة مع إعطاء العاملات جزءا من هامش ربح ما يباع من السجاد مع أجر ما تنتجه العاملة من أمتار، كما حرصت هذه الجهات التي عملت على إحياء صناعة السجاد في ربع القرن الأخير الماضي على تشجيع الفتيات بالعمل على الأنوال لإنتاج السجاد اليدوي من خلال تأمين النول لهن ووضعه في منازلهن. ولكن لم تفلح هذه المحاولات وأغلقت العديد من وحدات صناعة السجاد اليدوي أبوابها وتحول بعضها إلى العمل في مهن أخرى بسبب ترك الفتيات العمل في هذه الوحدات وعزوفهن عن هذه المهنة. وكما يرى البعض من المعنيين في أسباب ظاهرة عزوف الفتيات عن العمل في السجاد اليدوي هو انتشار مصانع إنتاج السجاد الآلي في العديد من المدن السورية، ومن أبرزها معمل السويداء جنوب دمشق ومعامل أخرى تابعة للقطاع السوري الخاص انتشرت في حلب ودمشق ونافست بشكل كبير منتجات السجاد المصنع يدويا خاصة من حيث السعر. حيث تباع السجادة المصنعة آليا بنصف سعر السجادة المصنعة يدويا وكذلك من خلال إنتاج سجاد آلي برسومات ونقوشات جميلة تشابه تلك الموجودة في السجاد اليدوي، مما أدى إلى تراكم السجاد اليدوي في مستودعات وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل السورية، وكذلك ترك الفتيات العمل في هذه الوحدات اليدوية جاء بسبب ضعف الدخل الشهري لهن لعدم بيع ما ينتجنه مما جعلهن يبحثن عن عمل آخر مدر للدخل وأكثر ربحا.ولكن وفي السنوات العشر الأخيرة قام العديد من الحرفيين السوريين خاصة من الجيل الشاب بإعادة الحياة لمهن صناعة السجاد اليدوي. ولكن ولمعرفتهم بصعوبة تسويق السجاد المصنع يدويا فقد عملوا على إحياء مهنة ترميم السجاد اليدوي خاصة العجمي منه التي تعرف شعبيا بـ «رتي» (رفو) السجاد. ولذلك الزائر حاليا لأسواق المهن اليدوية الدمشقية خاصة في منطقة باب شرقي والتكية السليمانية سيشاهد العديد من الشباب يجلسون أمام محلاتهم وأمامهم قطع من سجاد بنقوش وألوان مختلفة يقومون بترميمها بعناية وبصبر وطول بال وبلمسات فنية ليعيدوها كما كانت قبل أن تهلك بسبب الزمن والاستعمال الطويل لها. ومن هؤلاء الرفائين (أو «الرتائين»)، الحرفي الشاب أحمد فاخوري الذي قال لـ«الشرق الأوسط» عن رتي السجاد: أعمل هذه المهنة منذ عشر سنوات على يد حرفيين كبار في السن ومن خلالها أقوم بترميم السجاد العجمي اليدوي الذي يكون قد تثقب وذهب الصوف منه فأقوم بإعادة تأهيل السجادة مرة ثانية، والعمل هنا كله يدوي مع استخدام الصوف الطبيعي، وأستخدم الصنارة بشكل رئيسي، والعمل يحتاج لبال طويل وصبر، كما أن هناك مراحل لابد منها وهي صباغة الصوف، فالسجاد إذا لم يكن من الصوف الطبيعي فلا يمكن صبغه ومن ثم نضعه مكان مساحات الصوف المهترئة والبالية في السجادة وإذا كانت مثقبة فتحتاج لمرحلة أخرى وهي مد السداة واللحمة ويوضع الصوف مكان الثقوب الذي يجب أن يكون من نفس اللون ومن ثم تقص الزوائد وتكوى السجادة.ويؤكد فاخوري أن مهنة رتي السجاد تلقى زبائن ولكن العديد منهم من خارج سورية وخاصة من الدول المجاورة ومن بلدان الخليج حيث يعلمون بوجود ورش رتي السجاد والجيل الشاب الذي يعمل بها فيأتي بسجادته المهترئة من بلده ويضعها عندنا حتى نرممها له وقد تستغرق فترة الرتي من شهر وحتى ستة أشهر حسب حالة السجادة ووضعها ومساحات اهترائها والثقوب فيها فيعود ليأخذها.ويبرر فاخوري الإقبال من خارج سورية على ورشهم للسمعة الطيبة لحرفيي سورية بهذا المجال وإتقانهم لرتي السجاد القديم وبالشكل الفني حتى أن الكثير من الزبائن وبعد أن يأتي ليستلم سجادته بعد انتهاء رتيها يظهر إعجابه بالعمل ويؤكد أنها عادت كما كانت قبل تعرضها للاهتراء؟!.ومن الزبائن أيضا هناك أصحاب الفنادق التراثية التي بدأت تنتشر بكثرة في حارات دمشق القديمة حيث يحرص هؤلاء على اقتناء السجاد اليدوي وترميمه عندنا قبل وضعه في غرف وصالونات فنادقهم». وحول المغريات التي جعلت فاخوري وزملاءه الشباب يقتحمون هذه المهنة اليدوية رغم صعوبة العمل فيها قال: إنها مهنة جميلة وفيها إبداع وفن والدخل المادي منها مقبول قياسا لمهن الأخرى ولذلك لاقت إقبال الشباب عليها حاليا حيث يوجد في دمشق نحو 22 شابا يعمل فيها من خلال ثلاث ورش موجودة في دمشق القديمة مما جعل هذه المهنة تعود من جديد بعد أن كانت دخلت مرحلة الانقراض. وحول السجاد وأنواعه الذي يأتي لهذه الورش للترميم قال فاخوري: هناك السجاد العجمي الإيراني والقوقازي والتركي والروسي وتتنوع رسومات هذه الأنواع حسب مصادرها فهناك رسومات ونقوشات معروفة تدعى التبريز والشيراز والأصفهان، أما في القوقازي فهناك السيفا ومن أقدم السجاد التي استلمتها من قبل أحد الزبائن الدمشقيين التي يمتلكها وورثها عن أجداده لرتيها قبل فترة كانت سجادة أصفهانية عمرها نحو 250 سنة، وما لفت انتباه فاخوري أن الكثير من السياح خاصة الغربيين منهم يقفون ولدقائق أمامه يتفرجون على عمله ويبدون اهتمامهم وإعجابهم بطول باله ويصورونه قائلين له بلغة عربية ركيكة: «إنتي فنان كويس».[/right]

يعطيك العافيه اخ محمد موضوع رائع

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

» تشكيلة جديده من السجاد العصري
» اجمل انواع السجاد المكسيكي
» مهن من بلادي \ الكندرجي \
» مهن من بلادي \ المنجد \
» مهن من بلادي \ القباقيبي \