آهات والآم غزة تمسحها زيارة البيت العتيق
الثلاثاء 03 ذو الحجة 1431 الموافق 09 نوفمبر 2010
غزة/ إبراهيم الزعيم
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] من وسط عشرات الآهات والآلام، التي يعيشها الناس في قطاعغزة، مازال هناك أمل.. أمل تسوقه فرحة يمنُّ بها الرحمن -سبحانه وتعالى- علىالمحاصرين، هي منَّتُهُ لضيوفه، الذين قدر لهم هذا العام زيارة بيته العتيق.. هيفرحة كبيرة ارتسمت على وجوه ضيوف الرحمن، الذين بدأ اليوم سفرهم إلى المملكةالعربية السعودية لحج بيت الله الحرام.
في هذا التقرير ننقل أجواء هذه الفرحة، فلا شيء آخر يمكنأن يمسح الآم الحرب والحصار إلا الطواف بالكعبة المشرفة، والوقوف بعرفة، وزيارةالمسجد النبوي الشريف.
سأطير من الفرحفجر هذا اليوم تجمَّع الحجاج في مدينة غزة.. السعادة تعلو وجوه الجميع.. قلوبهم تسابق أجسادهم إلى مكة المكرمة. توجهوا بعد ذلك إلى معبر رفح (جنوب قطاع غزة).. انتظروا طويلاً إذن مصر بالدخول.. طالت ساعات الانتظار؛ فهم في سباق مع الوقت للوصول إلى تلك الديار المقدسة، بعد ساعات سمحت مصرلهم بالدخول، فأشرقت وجوهم مستبشرة، وتسارعت الخطى، فلم يكترثوا لساعات الانتظار،ولم يعودوا يفكرون إلا في شيء واحد؛ هو أن يكحِّلوا عيونهم برؤية الكعبة المشرفة.
يقول الحاج
شعبان عليوه: "الحمد لله على هذه النعمة الكبيرة، هذه السنة أفضل في الترتيبات والتسهيل على الحجاج من السنوات الخمس الماضية، فالأمور تسير بشكل جيد ولله الحمد، ولا يوجد أي مشاكل تواجه الحجاج".
أما الحاجة
فاطمة رزق، التي ظهرت على وجهها الفرحة،فتقول: "والله إني سعيدة جدًّا بهذه النعمة من الله، لقد منَّ الله عليَّ بالحج، أسأل الله أن يتقبل منا".
الحاج
إسلام قال: "أشكر الله -سبحانه وتعالى- على أن يسر لي السفر للحج، فأنا أتمناها منذ مدة طويلة، لقد كنت أحلم بالوصول إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة. هذا حلم حياتي. هذا اليوم هو أجمل أيام حياتي"
ويضيف: "أنا لا أصدق نفسي، فأنا الآن مسافر لأداء هذا الركن العظيم من أركان الإسلام. أشعر بأني سأطير من الفرح. الحقيقة أنها نعمة عظيمة وشعور لا يوصف. أسأل الله أن يمنَّ بها على كل مسلم ومسلمة".
خمسة آلاف حاجعدد حجاج الفوج الأول (740 حاجًا وحاجة)، غادروا على دفعتين، فيما تتوالى دفعات الحجاج بالمغادرة على ثمانية أيام.
وقد توقفت حركة المسافرين عبر معبر رفح، ولمدة أسبوع،لتسهيل سفر الحجاج. وقد بلغ عدد الحجاج هذا العام نحو خمسة آلاف حاج من قطاع غزة،منهم (300) من ذوي الأسرى، و (500) من ذوي الشهداء.
خدمة ضيوف الرحمنوعن بداية رحلات الحج, قال
محمد أبو عسكر (رئيس لجنة الحج المشتركة): "بدأت بفضل الله -سبحانه وتعالى- رحلات الحج، بمعدل ثمان حافلات صباحًا ومثلها مساءً، وستكون هناك أربع طائرات في مطار العريش، لنقل الحجاج إلى جدة، ومن ثم إلى مكة المكرمة، وستُقِلُّ كل واحدة منها (180 حاجًّا)".
وبخصوص الترتيبات في المملكة العربية السعودية لخدمة ضيوف الرحمن، أضاف
أبو عسكر أنه "تم الانتهاء من كافة الاستعدادات لاستقبال الحجاج، فقد تم تجهيز السكن، وهو قريب من الحرمين الشريفين، وتوفير كل الاحتياجات الطبية والإرشادية التي تلزم الحجاج".
وقال
د. عبد الله أبو جربوع (وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية): إنه لا يوجد أي مشاكل، مشيرًا إلى أن الوزارة تقدم كل الخدمات للحجاج،وأن الوزارة بالتنسيق مع مكاتب الحج والعمرة تتواصل مع الحجاج، وقد تمت عملية التجمع والتفويج إلى المعبر بسهولة ويسر.
وأضاف أن الوزارة أرسلت وفدًا قبل فترة إلى السعودية لتجهيز المتطلبات الضرورية، التي ستسهل على الحجاج أداء النُّسُك، وتساهم في ضمان راحة ضيوف الرحمن .أمَّا
د. طالب أبو شعر (وزير الأوقاف والشؤون الدينية) فقد شكر المملكة العربية السعودية، على دورها الريادي في خدمة الحجاج، وتوفير أقصى درجات الراحة والاستقرار لهم، وعلى ما تقدمه من خدمات عظيمة ومباركة من أجل خدمة الحجاج، وخاصة حجاج فلسطين.
وقال
د. أبو شعر: "إن خادم الحرمين الشريفين لم يبخل على أبناء شعبنا الفلسطيني بكرمه، فتكرم مشكوراً بمنح ذوي الشهداء والجرحى مَكْرُمَةً ملَكيَّة خاصة، حيث سيكونون في ضيافة خادم الحرمين".
أما عن سفر ذوي الأسرى والشهداء والجرحى، الذين شملتهم مَكْرُمَةُ خادم الحرمين الشريفين، وعددهم (800) حاج وحاجة، سيغادرون القطاع عقب الانتهاء من تفويج الحجاج العاديين.
وكانت وزارة الأوقاف أعلنت في وقت سابق، عن إتمام كافة الاستعدادات على الصعيد الإداري والطبي والوعظي والإعلامي لإنجاح موسم الحج لهذاالعام