الاستثمار في الابناء

الاستثمار في الأبناء

كل من يهاجر يملك حلما أقله أن يعود لأرض الوطن وقد تجاوز إلى غير رجعة حد الخوف من الفقر لا بل قد يحلم البعض ببيت جميل
ورصيد في البنك وسيارة حديثة وشاليه في منتجع جبلي أو على شاطئ البحر أو قصر صغير محاط بكرم أو أشجار مثمرة ومسبح .
وأكذب إن قلت إنني لم أحقق بعضا من ذلك بعد هجرتي (كمدرس للمواد الفلسفية والاجتماعية وعلم النفس ) منذ عقدين .
لكن المفاجأة تكون عندما يسألك أحدهم ألم تستثمر ما جمعته من أموال خلال إقامتك هنا،
في شركة أو عمل يدر عليك بقية عمرك وقد اقتربت من سن التقاعد.
وتكون المفاجأة أكبر عندما يكون جوابك : لا ليس لدى شركة أو مشروع
ليعود السؤال : ماذا فعلت بأموالك ؟ فأقول : لقد استثمرت كل ما جمعته في تعليم أولادي وبناء مستقبلهم العلمي
منذ تخرج ابني البكر من الثانوية العامة من دولة المهجر بمجموع تجاوز الثمانين بالمائة
فلما سدت أبواب التعليم في وجهه أرسلته لتعلم الصيدلة في دولة أرمينيا لمدة 6 سنوات
ثم أرسلته للدراسة في دمشق والتقدم لامتحان تعديل شهادته العلمية حتى يمارس عمليا دوره كطبيب صيدلاني
ولا يخفى على أحد تكاليف افتتاح صيدلية في بلدنا . ثم تكرر الأمر مع أخته تلك الابنة المتفوقة علميا
والتي لم تتمكن من التسجيل في الجامعات السورية الرسمية رغم أن مجموعها قارب 96% من المجموع العام
فاضطررت إلى تسجيلها في جامعة القلمون الخاصة وهي الآن في السنة الرابعة قسم الصيدلة أيضا.
أما ثالث أولادي الذي حصل على حوالي 92% من مجموع الدرجات في الثانوية العامة
فقد توفق إلى التسجيل في التعليم الموازي وهو الآن يستعد لبدء العام الدراسي الثاني قسم طب الأسنان.
أما الرابع فهو يدرس الآن في الصف الثاني الإعدادي في مدرسة خاصة في بلدتنا الجميلة في سوريا
وللعلم فقط فكلفة الأولاد الثلاثة الاصغر تعادل حوالي 800 ألف ليرة سورية سنويا
فضلا عما دفعته لابني البكر أثناء دراسته ،
وبعملية بسيطة أجد نفسي قد وضعت كل ليرة وفرتها خلال عقدين من الإقامة خارج الوطن
في سبيل حصول أولادي على شهادات علمية محترمة .
وقد آلمني أنني مارست التدريس حوالي 16 سنة داخل سورية ثم نحو 20 سنة داخل بلد المهجر
وعلمت عشرات الآلاف من الطلاب وساعدتهم على دخول الجامعات لكنني لم أستطع إدخال أولادي الجامعات الوطنية لبلدي
بسبب قانون خصم الدرجات للدارسين في الخليج وعدم توفر الجامعات الخاصة أو التعليم الموازي سابقا ،
وإذا كنت لا أملك اليوم المال فأنا أملك كلمة الفخر التي سمعتها من زوجتي يوما عندما قالت لي :
أشعر بالزهو عندما أمشي في الشارع يحيط بي ثلاثة أطباء ( طبيب صيدلاني – طبيبة صيدلانية – طبيب أسنان ) ،
لذلك يحق لي القول : إن خير استثمار يستثمره الإنسان في حياته هو الاستثمار في أولاده .

منق--------------ول

موضوع جدا رائع

بس بدك مين يستوعبو ويطبقو

الله يخليلك ولادك

تحياتي لك

موضوع رائع
مشكور اخ محمد

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

شكرا على المشاركة المتميزة

محمد

دمت بكل الود ...

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

» ضرورة مجالسة الابناء
» أساليب مفيدة جدا لتربية الابناء
» النقل وبنك الاستثمار الأوروبي تبحثان تمويل الخط الأخضر لمترو دمشق
» السماح للمصارف الخاصة ببيع القطع الأجنبي لمشاريع الاستثمار.. ولشركات الصرافة ببيع عملات أجنبية