عاشق الحباري مراقب عام
المزاج : عدد المساهمات : 6048 نقاط : 8259 تاريخ الميلاد : 01/01/1974 العمر : 50 تاريخ التسجيل : 23/08/2010 مكان الإقامة : المملكه العربيه السعوديه الرياض
| موضوع: العلاقة بين الام وطفلها الجمعة ديسمبر 17, 2010 7:19 am | |
| االعلاقة بين الام وطفلها
تأخذ نفسية الطفل بالتبلور منذ الشهور الأولى من حياته . ولقد كشف علم النفس الحديث عن الأهمية الأساسيّة للمرحلة الفميّة في صياغة مستقبل الطفل ، والمرحلة الفميّة هي ـ على التحديد ـ تلك الفترة التي تعقب الولادة مباشرة وتمتد حتى الشهر الثاني عشر من حياة الطفل . ولقد ثبت أنّ من الصعب كثيراً ، إن لم نقل من المستحيل ، على الوليد الجديد التمييز بين النهار والليل والنوم واليقظة ، إذ يتركز اهتمامه الرئيسي على التغذية ، والتغذية تتمثل بالنسبة إليه في ثدي أمه ، فالثدي هو الشيء الأوّل الذي يتعرفّه الطفل في الواقع الجديد الذي يعيش فيه . وهو يحاول عن طريق أفعاله الإنعكاسيّة وعواطفه ودوافعه الحركيّة تجنب الألم والتماس لذّة رضاعة الثدي . ويعرّف الطور الأول من حياة الطفل ـ وهو طور بالغ الأهميّة في نموّه النفسي ـ بالمرحلة الفميّة ، لأن هذه المرحلة ترتبط بصورة اوّلية بالفم ونشاط الفم . وتقسم المرحلة الفميّة أحياناً إلى فترتين وفق العلاقة التي تتوطد بين الطفل وأمّه ، وتسمى الفترة الأولى بالمرحلة الفميّة ، أو مرحلة الرضاعة من الثدي ، وتمتد من الولادة حتى ستة أشهر . أمّا الفترة الثانية فتعرف بمرحلة المضغ ، أو المرحلة الساديّة الفميّة ، أو مرحلة الخضم وهي الأكل بجميع الفم أي بوحشية . وتمتد هذه المرحلة من الشهر السادس تقريباً حتى الشهر الثاني عشر . وتتمثل مرحلة الرضاعة بتوطد علاقة أساسيّة بين الطفل وأمّه ، وهي علاقة نفسية وجسميّة ، ولذلك تصبح الرضاعة من الثدي وكل ما يتصل بها من أنشطة أساساً لتكوين شخصية الطفل ونفسيته . والحق أنّ الرابطة العاطفية الأولى للطفل مع أمّه تتمثل في حاجة الطفل إلى الدفء والملامسة ، وكذلك في تعلّقه بأمّه وتتبعها بعينيه وبحاسة شمّه ، ثم إنّ الوليد الجديد يميّز تمييزاً واضحاً الروائح المحيطة به كما يميّز فوراً رائحة جسم أمّه وحليبها . والمرحلة الفميّة لاتتضمن كل ما يجري في أثناء السنة الأولى من حياة الطفل ، بل تمثل في الواقع استقطاباً لحاجاته ، وهي حاجات غذائية بصورة أساسيّة تتخذ شكل بكاء وصراخ ورغبات معيّنة وتقوم الأم باشباع هذه الحاجات بارضاع طفله وشدّه إليها . وقد أظهرت الدراسات الحديثة أن الفترة الثانية من المرحلة الفميّة هي المرحلة التي يتمثل فيها أكبر قدر من عدوانية الطفل وساديته ، أمّا في أثناء فترة المضغ والعضّ التي ترافق فترة ظهور أسنان الطفل ، فالطفل يظهر امتعاضاً شديداً من طريقة اشباع حاجاته إلى الطعام . وتتسم هذه الفترة برغبة الطفل في العض والقضم والتهام ثدي أمّه التهاماً شرساً ، لأنه لا يشبع حاجته إلى الطعام إشباعاً كاملاً . وتفسّر عدوانية الطفل هذه بأنها محاولة من جانبه للتمسك بشيء يعدّه حيويّاً بالنسبة إليه ، ولا يريد أن يفقده ، وتتصف المرحلة الفميّة بوجود أعمال انعكاسيّة معيّنة توجد منذ الولادة . والحقّ أنّ منعكس الرضاعة ليس مجرّد استجابة لمنبّه يشعر به داخل فمه ، بل إنه أكثر تعقيداً من ذلك ، فالطفل يشرع عند الولادة بإدارة رأسه عندما يلمس خدّه ، ويفتح فمه عندما تلمس شفتاه ويرضع عندما يشعر بمنبه داخل فمه ، ويبلع عندما يصل الطعام إلى مؤخّرة حلقه . وتتطوّر عملية الرضاعة هذه بسرعة بعد الأيام الأولى لتشمل البحث عن ثدي الأم عندما تسند الأم طفلها إلى جسمها ، فيبدي حركات دالّة على الرضاعة عندما تعدّ الأمّ نفسها لارضاعة فيمص ابهامه وغير ذلك من الأشياء . وتختلف الحاجة إلى الرضاعة من حيث شدّتها وطول فترتها من طفل إلى طفل ، فمن الأطفال من يرضى بالرضاعة من الثدي أو من زجاجة الرضاعة ، ومنهم من يرغب في الإستمرار بالرضاعة بالرغم من شبعه . ومع بداية الشهر الثاني يبدأ الطفل بإبراز لسانه ورفع إبهامه إلى فمه لمصّه . وفي أثناء ذلك يمص الطفل أصابعه أو أي شيء آخر يلامس فمه ، ويشرع في البحث عن ادراك العالم الخارجي وتعرّفه بواسطة الحواس الخمس . ومن الجدير بالذكر أن هذه الفترة لاترافق نهاية المرحلة الفميّة ، وإن كان كثير من الناس يعتقدون ذلك ، فالدوافع الفميّة تستمرّ لسنوات وأحياناً تستمر طوال الحياة وإن كانت هذه الدوافع تفقد بالطبع أولويتها . ومن جهة ثانية ، ينبغي لكل أم أن تعلم أنّ طريقة الفطام تؤثّر في النمو اللاحق للطفل تأثيراً عميقاً ، فالفطام الذي يتم على عجل بطريقة متبلّدة يعوزها الشعور ـ ولا سيّما إذا كان الطفل يعتمد بصورة أساسية على حليب أمّه فحسب ـ غالباً مايثير في الطفل مشاعر القلق وعدم الارتياح والتهيّج ، ويدفعه إلى نوبات من الغضب والأحاسيس السلبية نحو أمّه ، وكذلك يدفعه إلى تحريك لسانه باستمرار بما يوحي بحاجته إلى الرضاعة ، كما يحمله على الأرق والبكاء . وينشأ أحياناً اضطراب حقيقي ناجم عن الفطام يؤدّي إلى أنواع عديدة من الأمراض الهضميّة والتقيؤ المتكرّر ، وعدم رغبة الطفل في بلع الطعام الذي يقدّم إليه . وقد يدوم رفض الطفل هذا لتناول الطعام بطريقة مختلفة فترات طويلة متفاوتة من الزمن ، ويتمثّل في رفض الإنتقال من تناول الأطعمة السائلة إلى تناول الأطعمة الجامدة ، وكذلك في الإنتقال من الرضاعة من ثدي أمه ، أو من زجاجة الرضاعة إلى عملية البلع التي يجب أن تتم باستعمال الملعقة . والحقّ أنّ الفطام يستلزم تكيّف فم الطفل وفق وضع مختلف يبدأ بالشفتين ثمّ باللسان ، فإذا لم يحفز الطفل على تكييف فمه بمواجهة هذا الموقف الصعب من الناحية النفسية على الأقل فهو لا يبدى دائماً رغبة في ذلك ، والفطام الذي يتسم بالصرامة المفرطة ولا يراعي حاجات الطفل تمارسه في العادة الأمهات اللواتي يرغبن في اتباع النظام الشديد الصارم الذي تعوزه العاطفة والحنان . وهذا الأسلوب ينم عن تربية تتسم بالقسوة والصرامة في مواجهة المواقف الصعبة ، ولذلك تنشأ بين مثل هؤلاء الأمهات وأطفالهن علاقة تقوم على الأستياء القوي المتبادل الذي يتمثل في حوادث متكرّرة وطويلة من الإنتقام ربّما عادت إلى الظهور في المستقبل .
ومن جهة أخرى هناك فئة من الأمهات لا يفطمن أطفالهن حتى وقت متأخر ، ويدل هذا التأخير في الفطام على حرصهن الشديد على أطفالهن وحمايتهم لهم ، إذ لا يرغبن في فقدان الصلة بهم ، لذلك يحضنّ أطفالهن أطول مدّة ممكنة . وربّما دلّ سلوك هؤلاء الأمهات على أنهن يلتمسن كذلك تعويضاً عن مشاعر سابقة أو حقيقية بخيبة أمل واستياء من أزواجهن ، أو ربما كنّ ينشدن الوحدة فحسب ، أمّا الأطفال الذين ينشؤون برعاية أمهات يبدين قدراً مفرطاً من الحماية لهم فغالباً ما تتكون لديهم مشاعر معاكسة مزدوجة ، إنهم يظلّون متعلقين بأمهاتهم بطريقة تكاد تكون غير سليمة ، فهم اتكاليون سلبيون لا يقدرون على التصدي للاحباطات والمصاعب التي تواجههم في الحياة اليوميّة ويلتمسون العون فوراً عندما تواجههم مشكلة صغيرة . ثمّ إنهم ، من جهة أخرى ، لا يطيقون هذا الافراط في الحماية من جانب أمهاتهم ، فمثل هذه الحماية قد تصبح ثقيلة الوطأة قابضة للصدر ، يتمثل فيها دور الأم كشخص مستبد يحول دون استقلال الطفل في أي عمل من الأعمال ويورث الطفل خيالات عدوانية تحلّ محلّها ـ بصورة مستمرّة ولا شعوريّة ـ مشاعر عدم الأمن والإحساس بالذنب . والحقّ أن المرحلة الفميّة ربّما استغرقت أكثر من اثني عشر شهراً فذلك يتوقف على شخصية الأمّ والطفل ولكن القدرات الحسيّة المتزايدة التي تظهر في أثناء السنة الأولى من حياة الطفل تصبح ثانوية من حيث أهميتها بعد أن تكون قد أدّت وظيفة أوّلية في تكوين شخصية الطفل . ----------------------------------
عيوب المرحلة الفميّة وعاداتها
لقد رأينا أنّ الطفل الصغير يمرّ بالمرحلة الفميّة ، وهي الفترة التي يكون فيها أهم جزء من جسمه هو فم الطفل وحواسه . وتستمر بعض مظاهر المرحلة الفميّة بعد السنة الأولى من حياة الطفل ، فالأم تلجأ إلى الحلمة الصناعية ( المصّاصة ) مثلاً تهدئة لطفلها حتى يكفّ عن البكاء أو يمتنع عنه . ولكن ينبغي عدم إعطاء الحلمة الصناعية للطفل فوراً إذا لم يكن محتاجاً إليها . ولا بأس في أن يستعملها الطفل بديلاً عن مصّ إبهامه حتى السنة الثانية من عمره على الأقل ، وبصورة عامّة ، تتناقص حاجة الطفل إلى الحلمة الصناعية مع الزمن ، ويتناقص كذلك اهتمامه بجسمه . ولكن الأطفال يغرمون بالمصاصة أحياناً ويطلبونها حتى بعد فترة الفطام . أمّا التفسير النفسي لحاجة الطفل إلى المصّ فترتبط بشكل من السلوك الطفولي المصحوب عادة بأشكال أخرى من عدم الأمان ، فالطفل الذي يبقى متعلقاً بالحملة الصناعية لمدّة طويلة جدّاً ، يحتمل أن يكون استعماله إياها بديلاً عن اهتمام والديه به . وهنا ينبغي البحث عن سبب هذا الشعور بعدم الأمان . والشيء نفسه يقال عن مص الطفل لأصابعه ، وهي طريقة طبيعيّة لارضاء الحاجة الأساسية للمصّ لدى الطفل في أثناء الشهور الأولى من حياته ، فإذا استمر الطفل في ممارسة عمليّة المصّ حتى السنة الثانية أو الثالثة تقريباً ، فليس ذلك في معظم الأحوال على الأقل سوى عرض من أعراض اضطراب عاطفي . والطفل يلجأ إلى هذه الحركات المتوافرة ليسلّي نفسه بها فبعضها يمتعه ، وبعضها الآخر يذكره بطفولته الأولى . ويمارس الطفل عادة مصّ الابهام عندما يشعر بالاكتئاب والتعب والتضايق ، أو عندما يتوجس خيفة من الوسط الذي يعيش فيه ، أو من الغرباء . وهو يحتاج إلى مناخ عاطفي معيّن لا يصحّ تجاهّله أو اهماله ، فإذا لم يحط بالإهتمام والرعاية وبقي لمدة ساعات طويلة مع دمية يلعب بها ، تعذّر على الأبوين منعه من مصّ إبهامه . ولكن إذا لقى تجاوباً وعطفاً ومزيداً من المؤانسة تضاءل تعلّقه بطفولته الأولى وزادت اهتماماته ورغباته . ومن الضروري ألاّ يتدخّل الأبوان بطريقة آمرة لقمع هذه النقيصة غير المهّمة لدى الطفل والتي تزول مع الزمن ، فتدخلهما يؤثّر فيه تأثيراً سلبياً ويزيد من قلقه ، وربّما كان من المستحسن اللجوء إلى وضع شيء بين يديه بغية حمله على الاقلاع عن عادة مصّ إبهامه . ومهما يكن من أمر فإن من الضروري معرفة سبب هذه العادة وإيجاد حلّ صحيح لها . ومن المفيد في الوقت نفسه إطراء الطفل عند امتناعه عن مصّ إبهامه ، فذلك يشجعه على الاقلاع عن هذه العادة .
وفي السنة الثالثة تقريباً ينزع الطفل غير الآمن إلى قضم أظافر يديه ، وهذا ردّ فعل طفولي على القلق والتوتر اللذين يصيبان الكبار كذلك . وعن طريق هذه العادة الذميمة ينفس الطفل عن عدوانيته ، ويخفف من وطأة القلق الذي يعانيه ، ويشعر بالسرور في الوقت نفسه . وعند محاولة حمل الطفل على الاقلاع عن هذه العادة ، ينبغي للأبوين تقصي الأسباب الداعية إليها ، وهي ترجع عادة إلى التربية التي ينشأ الطفل عليها .
العلاقة بين الطفل والأم
تبدأ أهميّة العلاقة بين الأم وطفلها بالظهور منذ اللحظات الأولى من حياة الطفل ، وتتمثل هذه الأهمّية في عوامل تبدو غير مترابطة في الظاهر ، لكن ينبغي في الواقع مراعاتها وفهمها فهماً صحيحاً . وربّما سأل سائل عن سبب توقّف الطفل عن البكاء فوراً عندما تحضنه أمّه بين ذارعيها ، أو عن سبب قدرة الطفل على تمييز الوجه البشري من بين الوجوه جميعاً ابتداء من لحظة الولادة . إن هذه العوامل تفسّر الأهميّة المتزايدة التي تولي للوليد الجديد في المستشفى منذ اللحظات الأولى من حياته . ولعلّ أسرع وأبسط طريقة لتعزيز العلاقة بين الأم ووليدها تقديم الوليد إليها في غرفة الولادة كما هو الحال عندما تتم الولادة في المنزل ، والسماح لها بحضنه حتى قبل تغسيله . هذا إن لم تكن هناك معالجات فوريّة ينبغي إخضاع الوليد لها . والحقّ أن الطفل يفقد هذه القدرة على التمييز بعد الأسابيع الأولى ولا يسترد هذه القدرة إلاّ بعد الشهر العاشر .
ويتعلّم الوليد الجديد بسرعة تعرّف خواص أمّه ، فهو يشم رائحة جسمها ويحسّ بحرارته ، كما يتعرف الخواصّ الأخرى لسلوكها . تلك هي بداية علاقة بين الطفل وأمه تظهر منذ الشهور الأولى من حياته، ولقد ثبت فعلاً أن الأطفال الحديثي الولادة ـ الذين تحضنهم أمهاتهم إلى صدروهن ـ يقلّ بكاؤهم ويتكيفون بصورة أبكر من دورة الليل والنهار ، ويتميزون بمزاج هادئ ، ويصبحون أقلّ عرضة للإصابة بالمرض من الأطفال الذين يبقون بعيدين عن أمهاتهم .
ومن العوامل المهمة الأخرى صوت الأم ، فهو يمنح الطفل الدفء والأمن ، ويشرع الطفل بتمييزه ، فور سماعه ، عن الأصوات الأخرى جميعاً .
ومن الحقائق المعلومة كذلك أن الفترة الرئيسية في الاتصال الأولي بين الأم وطفلها هي فترة الاثنتي عشرة ساعة الأولى . والحقّ أن خمس عشر دقيقة حتى عشرين دقيقة من الإتصال بين الأم وطفلها تعدّ كافية لتوطيد علاقة صحيّة سليمة بينهما .
أما إرضاع الأم لطفلها من ثديها فقد أختلفت فيه وجهات النظر وقد سبق الحديث عن ذلك من الناحيتين العلمية والحيويّة . ولكن ماينبغي معرفته هنا أن الرضاعة من ثدي الأم ـ من الناحية النفسية ـ أفضل بكثير من الرضاعة بالزجاجة ، ذلك لأنها توجد رابطة لاتنفصم بين الطفل وأمّه ، فالطفل يشعر بلذّة لا توصف من التغذية بالثدي . والحقّ أن ارضاع الطفل من الثدي بعد الولادة مباشرة ، أي بعد تنظيفه وإلباسه ، ربما كان أفضل طريقة لايجاد ثقة متبادلة من الناحيتين النفسية والجسميّة بين الطفل وأمّه .
وأوّل ما يرضع الطفل بعد الولادة اللّبأ وهو مادّة غنيّة جدّاً بالبروتين ، سهلة الهضم . وفضلاً عن ذلك فالرضاعة المبكرة تسهل على الأمّ عملية الإرضاع فيما بعد ، ووضع جدول زمني للإرضاع . ولعلّ بقاء الأم على مقربة من وليدها ، واتصالها به أطوال زمن ممكن هو الوضع المثالي الذي تستطيع أن تحققه الأم لطفلها ، ولكن هذا الوضع يتعذّر تحقيقه في المستشفى ، وفي البيت كذلك ، بسبب وجود طفل آخر ، فهذه الرابطة القائمة على القرب والحنان هي من أقوى الغرائز الإجتماعية ، وهي تبدأ منذ الولادة والأمّ تحقق بذلك غرضاً واضحاً يمليه عليها وضع طفلها العاجز الضعيف ، فالطفل يحتاج إلى رعاية وحماية وإلى تغذية كافية ومؤانسة ، وهو يبدى أنواعاً من السلوك تعبّر عن رغبته في التماس الاتصال والاقتراب من الكبار ، كالبكاء والتعلّق بالكبار وتتبعهم بعينيه أو بكامل جسمه ، أو مجرّد الإمساك بذراعهم . وبهذه الصلة الوثيقة يتحقق هدف الطفل ، ويستطيع أن يسدّ حاجاته .
والحقّ أنّ قيام شخص كبير بتوفير الطعام للطفل ، ورعاية حاجاته الخاصّة الأخرى ، وقضاء قدر كبير من الوقت معه ، كل ذلك لا يؤدّي بالضرورة إلى ايجاد مشاعر المودّة ، بل يشيع حتماً جوّاً ملائماً ، ذلك أنّ مثل هذه الرابطة العاطفية يمكن أن تنمو نحو أشخاص لا يقومون بالباس الطفل أو بتغذيته ، بل يتجاوبون وإياه تجاوباً قوياً ، أي أنهم يرغبون في تكييف سلوكهم مع حاجات الطفل الخاصّة عن طريق اهتمامهم به وتعلّمهم اشاراته الخاصّة وتمييزها ، الأمر الذي يفسّر سبب تعلّق الطفل بأمّه دون المربيّة ، كما يفسّر كذلك سبب العاطفة التي يبديها الطفل نحو أمّه التي تقوم بمداعبته وتوليه اهتماماً بالغاً ، ولا تقتصره شأن المربيّة ، على تقديم الرعاية اللازمة له من أجل إبقائه على قيد الحياة . والحقّ أن التعلّق بشخص واحد أو أكثر ليس مسألة جامدة . فهذا التعلّق يتغير شكلاً ومضموناً بما يتفق وسن الطفل ومواقفه وعلاقاته مع أبويه . فمع نموّ الطفل تزداد قدراته الحسيّة الحركيّة ، ويزداد تبعاً لذلك احتمال مواجهته لأشياء ومواقف جديدة توسع دائرة علاقاته الاجتماعيّة ، فيصبح وجود الأم غير ضروري لتوفير الحوافز للطفل بل لأداء وظائف مختلفة . ومهما يكن من أمر فإن دور الأمّ يبقى مهمّا في توفير التعليم لطفلها وتمكينه من ممارسة الأنشطة الثقافية والإجتماعية كافّة . | |
|
اليمامة المشرفة العامة
المزاج : عدد المساهمات : 5058 نقاط : 6019 تاريخ الميلاد : 27/01/1976 العمر : 48 تاريخ التسجيل : 18/02/2010 مكان الإقامة : الرياض
| موضوع: رد: العلاقة بين الام وطفلها الأحد ديسمبر 19, 2010 2:08 am | |
| مرجع رائع ومفيد أتمنى الفائدة للجميع وبخاصة للمهتمين والشكر لك أخي على هذا الطرح المفيد | |
|
عاشق الحباري مراقب عام
المزاج : عدد المساهمات : 6048 نقاط : 8259 تاريخ الميلاد : 01/01/1974 العمر : 50 تاريخ التسجيل : 23/08/2010 مكان الإقامة : المملكه العربيه السعوديه الرياض
| موضوع: رد: العلاقة بين الام وطفلها الإثنين ديسمبر 20, 2010 1:39 am | |
| | |
|