عاشق الحباري مراقب عام
المزاج : عدد المساهمات : 6048 نقاط : 8259 تاريخ الميلاد : 01/01/1974 العمر : 50 تاريخ التسجيل : 23/08/2010 مكان الإقامة : المملكه العربيه السعوديه الرياض
| موضوع: الأديب الصومالي الراحل أبشر نور فارح الثلاثاء يناير 11, 2011 3:09 am | |
| فمن هو هذا الشاعر؟
أنه أبشر نور فارح وهليه جعل، ولكنه اشتهر بلقب أبشر بعدلي، بسبب أنه كان يعمل في الأعمال الحرة في سوق بعادله في حي حمروين مند الستينات وحتى انهيار الحكومة الصومالية عام 1991م، وينحدر من قبائل غدر وخاصة من قبيلة سعد من فرعها رير هلولة.
ولد أبشر بعدلي في مدينة مستحيل الصومالية الواقعة تحت سيطرة إيثوبيا في عام 1946م، وهناك ترعرع عند والدته يتيما حيث توفي أبوه وهو صغير، كما ذكر نفسه في شعره حيث قال :
Anoo dharabta jiifaa la yiri dhimay adoogaaye
وفي مدينة مستحيل الصومالية بدأ أول تعليمه بالقرآن الكريم كما كانت عادة كل أسرة صومالية، حيث التحق بخلاوي القرآن الكريم هناك علي يد معلم إبراهيم الرحنويني الهدمي ثم على يد معلم عمر لباح الحسني من رير حسن، ثم بعد ذلك على يد معلم أبوبكر معو الحسني. ولكنه لما اشتد ساعده انطلق إلى الحلقات العلمية الأخرى التي كانت تعقد بالمساجد والأرقة وكذا المراكز الدينية في منطقة مستحيل وضواحيها. ومن ضمن ما تعلم الفقه الشافعي السائد بمنطقة القرن الإفريقي.
وفي عام 1962م انتقل أبشر نور فارح المعروف بأبشر بعدلي إلى أرض أبائه وأجداده مدينة جالكعيو Gaalkacyo في جمهورية الصومال، واستقر هناك بعض سنوات حيث كان يبيع في دكان هناك، ولكنه في عام 1964م رحل إلى عاصمة الصومال مقديشو حيث بدأ هناك رسميا الأعمال التجارية الحرية والتي اشتهر بها طوال حياته إلى أن وافته المنية.
وفي بداية عام 1967م كان أبشر بعدلي من الملتزمين بالدروس الدينية التي كانت ملئية بأروقة مساجد مقديشو وزواياها، ولاسيما حلقة الشيخ نورالدين علي أحمد الي (فرع علي سليمان)، وتعلم أبشر علي يد شيخه التفسير وعلم التوحيد، الجدير بالذكر أن الشيخ نور الدين كان من المشائخ المشهورين بنشر التوحيد ومحاربة البدع والخرافات، وكان أتباع الشيخ يسمون أنفسهم بأنصار السنة، ويطلق عليهم معارضوهم “الوهابية” نسبة إلى دعوة الشيخ المجدد أبو سليمان الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله جميعاً. كما التحق أبشر نور بحلقة الشيخ عبد الرحمن الشيخ حسين الحسني المعروفي بالشيخ عبد الرحمن فولو، وهكذا توالى التزام أبشر وقربه بالمجموعات الديينة المشغولة بنشر الدعوة والدين. وكل من يستمع ويقرأ أدب بعدلي وشعره يلاحظ تأثر أدبه بتلك الدروس العلمية التي تلقاها عبر الحلقات العلمية.
وفي نفس السنة بدأ أبشر أول حياته الاجتماعية حيث تزوج بفتاة من ذويه في مقديشو. وفيما يتعلق بالناحية الإجتماعية، فقد تزوج أبشر نور نساء عدة، وخلف أولادا كثيرا بين الذكور والإناث.
بدايته في الشعر
الجدير بالذكر أن بعدلي بدأ إلقاء الشعر وصنعه في أيام شبابه وهو صغير السن في مناسبات مختلفة، ولا غرابة في ذلك لأنه ينحدر من أسرة اشتهرت بالأدب والفصاحة لاسيما الشعر ودروبه. ورغم محاولات أبشر بعدلي في صناعة الشعر في تلك الفترة المتقدمة، إلا أنه كان لا يعترف إلا بتلك الأشعار التي صنعها في بدايات عام 1975م، وذلك حينما رزقه الله أول مولود وهو ابنه نور الدين تيمناً بشيخه نور الدين علي بن أحمد، وكان يحمل هذا الشعر بعنوان الوصية. وأتذكر جواب أبشر حينما سألته مرة كيف تصنع الشعر؟، حيث أجاب : “إنني لست شاعرا مفوها يجيد الشعر بالسهولة، وربما أبدع شعراً و أصنعه في سبيل نصرة الدين والسلام وحقن الدماء، ولكنها تأخد أياماً ولياليها وأتعب في سبيل الحصول على الكلمات المناسبة.”
وأخبرني المرحوم أبشر بعدلي بأنه معجب بأشعار السيد محمد عبدالله حسن ، وقمان بُلحن، وسلان عربي وغيرهم.
وأما الشعراء المحدثون فذكر بعدلي: عبدالله سلطان تمعدي، وعلى حسين حسن، وعبد الله معلم طودان، وعبدالله راجي تراويل.
بعض ملامح شعر بعدلي
أعتقد أن أغلب قراء أدب بعدلي يدركون بأن أدبه ممزوج بين شعر وغرار و سلسل وشرب وغورو (Gabay Guurow, Geeraar, Salsal iyo Shirib.) وهي أسماء لأنواع الشعر الصومالي)
وهذا الأدب متناثر في ثنايا الجرائد والأشرطة وبعض الكتب، كما أنه مقسم ومسجل لدى الإداعات المحلية والإقليمية والدولية، لأن الأديب المرحوم كان يواصل موهبته في صناعة الشعر كلما تجددت مناسبة ورآها فرصة سانحة في إبداعه. ومن هنا قد عانيت كثيرا حينما قمت بعمل ديوان بعدلي الذي قمت بجمعه وإصداره. وقد قال في ذلك مطلع بعض قصائده حيث افتتحها:
Deeleyda maansada markaan demen ka reystaaba. Wax uun bey damqiya oo qalbigu ila dikaamaaya Markaasaan dib ugu soo noqdaa yaanba ley dirane .
ويفسر التزام أبشر بالشعر وإلقائه بأنه كان يرى أحيانا كثيرا بأن شعره بمثابة درس ديني وموعظة يوجهها إلى الأمة في قالب أدبي جذاب في منتهي الروعة والجمال.
ونستطيع أن نقسم مصادر بعدلي التي يستقى ويستمد منها شعره أويستند إليها، إلى ثلاثة أقسام:
أولاً: القرآن الكريم : وخاصة في الأمور المتعلقة بالعقيدة، حيث يضرب أبشر أمثلة حية في ذلك مثل رسل الله وأنبيائه السابقين وأممهم. إضافة إلى رسالة نبينا محمد ودعوته. مثل أشعاره التالية :
Ma Ilaahaybaan eed ka galay Booraan ibliisa Doqonki Gaabnaaye Dahabka Maaroobay
وغير ذلك.
ثانياً : الأحاديث النبوية الشريفة :
ويكفينا دليلا في ذلك ملحمته المعروفة التي كانت تحمل اسم : Yaad innagu hallayn
ثالثا: الواقع والأحداث المستجدة : ومن المعروف أن أي أديب يعيش مع الواقع وقريب من بيئته ومجتمعه، وكما قيل أن الإنسان ابن بيئته، وعلى رأس هؤلاء الأدباء والمبدعون، كأبشر نور فارح، الذي ما انقطع يوما من الأيام أن يكون متواجد في الساحة الصومالية يشارك مجتمعه بالهموم والغموم يعبر عن أحوال البلاد والعباد من خلال موهبته الشعرية والأدبية، ولو كانت تجلب إليه في سبيل ذلك المعارضة وصخب الناس – وقد حصل هنا وهناك- وهذا القسم الأخير من المصادر كثيرا ما كانت تحصل من المآخذ والردود بين الأديب المرحوم وبعض الأدباء الصوماليين.
ومن خلال قرآءتنا ديوان الشاعر أبشر بعدلي يتضح لنا بأن الأديب قد مر بمراحل عصيبة وصعبة للغاية، سواء في الشئون الاقتصادية والاجتماعية، كما أن شعره قد مر أيضا بمراحل مختلفة في الأمور الدينية والسياسية،
المرحلة الأولي :
أوائل قصائده كانت تركز فقط على العقيدة ومحاربة البدع والخزعبلات، نتيجة أنه تربي على حلقات شيخه الشيخ نور الدين علي بن أحمد _ كما ذكرنا آنفا _ والدليل على ذلك الكم الهائل من الأشعار والقصائد القصيرة والطويلة التي سلكت هذا المنحى. كانت في أواخر الستينات ونهاية السبعينات.
المرحلة التالية :
تبدأ هذه المرحلة عندما احتك كثيرا بالصحوة الإسلامية في أوجه عنفوانها ونعني هنا بالحركات الإسلامية المعاصرة ، ومن هنا مال الشاعر شعره إلى الجوانب الأخلاقية والفكرية مثل : تلك الأشعار التي تشير إلى نشر الدعوة الإسلامية ، والحجاب ، وحرمة أكل شجرة القات ، والدخان ، ومناصرة المسجونين من الدعاة في السجون الحكومية ، وكيد أعداء الإسلام ، وما إلى ذلك. وهذه المرحلة واضحة في الأشعار التي ألقاها في الثمانينات.
المرحلة الثالثة:
كانت عقب انيهار الحكومة الصومالية وبداية الحرب الأهلية بين الصوماليين في عام 1991م ، وكان الأديب حاضرا في داخل الصومال طوال هذه المدة حتى وفاته. وهذه المرحلة من أصعب مراحل حياته الأدبية، وهي التي جاء من خلالها المآخذ عليه، وحصل سجال عظيم بينه وبين بعض الأدباء الذين لم يقتنعوا بآراء بعدلي الجريئة بعض الأحيان. وأنا شخصيا أتذكر معارضتي له في بعض وجهات نظره وتعليقه على بعض الأحداث السياسية في بلادنا، ولكنه كان متمسكا بما كان يعتقد بأنه صواب وصحيح _ عفى الله عنه ويعفينا نحن _ رغم أنني كنت أقول له: “يا أخي وصديقي نظرتك قاصرة حول بعض الأحداث السياسية، الأمور ليس على ذلك، نراك تؤيد اليوم قضية أو مع حدث ما، ثم نراك وقد تغيرت وجهتك أو فكرك، “ما هكذا تورد الإبل يا سعد” … ولكنه كان يقول لي: “يا محمد أنني مكلف فقد بأن أعلق على ما هو موجود اليوم، وليس لي دخل بما يأتي بالغد، فرَب الغد مسؤول عما يحمله الغد.”
تجاوبه مع الأحداث
كل صومالي يتذكر الأشعار الحماسية والوطنية التي اشتهر بها أبشر نور فارح في بدايات الأزمة الصومالية، وكيف كان يعارض القبيلة التي كان ينتمي إليها. إن بعدلي بذل كل رخيص ونفيس في فضح المخربين والمجرمين في تلك الفترة، وقد لاقى أبشر معارضة قوية في هذا الأمر. ثم توالت جهود بعدلي في السلام والمصالحة في الأمة، وقد ألقى أشعارا كثيرة ومشهورة لكل الناس. كما أن هذا النوع من الأشعار تذاع ليل نهار في الإذاعات والقنوات المحلية والإقليمية. الجدير بالذكر هذه الأشعار قد وجهها الأديب لجميع شرائح المجتمع بما فيهم العقلاء والوجهاء والفنانين والأدباء والنساء والرجال والعساكر والمثقفين.
ومن المعروف أن مشكلة الصومال وأزمته الراهنة لم تكن تقتصر بأهل الصومال فحسب، وإنما هناك أيضا تدخلات آخرى عمقت في شرخ تلك المشكلة العويصة، مثل التدخلات الأجنية التي كانت تقودها الأمم المتحدة وعلى رأسها الولايات المتحدة تحت شعار إعادة الأمل بعدما توفي قرابة 500.000 من أهل الصومال في الحروب الأهلية وما تسبب من المجاعات والضياع، وكان أبشر بعدلي من الرواد الأوائل الذين هرعوا في معارضة هذا التدخل السافر بعد ما تغير هدف مجيئ تلك القوات الأجنبية، على الرغم من أنه أيد في أول وهلة، وفي ذلك ترك أشعارا وقصائد حركت حماس المعارضين للقوات الأجنية، واتخذوها شمعة يستضئون بها في الطريق.
ومن أشعار بعدلي أيضا تلك الأشعار التي تكشف مكائد الهيئات والمنظمات الدولية والإقليمية في بلاد الصومال ودورهم السلبي في قضايا الأمة، من ذلك تأييدهم لأمراء الحرب وتهميش دور الممثقفين وأهل الحل والعقد.
ولم تغب قصائد بعدلي وموهبته الأدبية في مدافعة البلاد والعباد أمام الهجمات الجبشية العدوانية لوطننا.
وهذا الأمر يوضح لنا بأن بعدلي كان قريبا من مجتمعه يتأثر بما يتأثرون به ويشاركهم باليسر والعسر، كما كان دأب أدبائنا القدماء.
من ناحية أخرى نرى أن أبشر بعدلي يستفتح كثيرا من أشعاره بالفخر والاعتزاز، كما كان دأب الشعراء الصوماليين، ولكنك لا تراه يسترسل ويتبع بمقدمة عريضة ملئية بالفخر والإعتزاز، حتى لا يعكر صفو الشعر ويخلق الملل لدى القراء ، مثله مثل الشاعر الصومالي المعروف إسماعيل مري الذي لم يكن يفعل ما ذكرنا، وإذا فعل لم تكن كثيرة حيث لم تكن تتجاوز بيتين أو ثلاث أبيات، ثم يشرع في الغرض الأساسي من الشعر مباشرة.
والحقيقة أن بعدلي لم يكن أكثر شعرا وأدبا من الشعراء الصومالين المعاصرين له، ومع ذلك سيطر شعره وأدبه على الساحة الصومالية في العشر السنوات الأخيرة، وحسب رأيي أن ذلك سببه بأنه كان في كل مرة قريبا من المجتمع _ كما ذكرنا من قبل _ لذلك حفظ كثير من الناس أشعاره، ولاسيما تلك الأشعار التي تتعلق بالدين ومدافعة الدور والبيضة.
ورغم أن أبشر نور فارح ألقى أشعارا عدة أثارت غضب الناس حين تحدث في أمور في منتهى الحساسية، إلا أن شعره يخلو مما يثير النعرة القبلية ويأجج الفتنة، أما أشعاره الأخيرة حول مناصرته للفتاة الصومالية زمزم التي تعرضت لبعض مضايقات في مدينة هرجيسا، كان الأديب الراحل يرى بأنه كان يجب على كل الناس فعل ذلك ومناصرة تلك الفتاة المسافرة الصومالية، وقال: “مما أثار جام غضبي حين رأيت ردودا لا مبرر لها في هذا الميدان، وكان من الأحرى المناصرة ورد العدوان ولو كان من داخل الدار”.
وبعض أشعار بعدلي تبدو حادة وقوية، وخاصة الأشعار التي يراها مدافعة عن الدين والعقيدة، وكذا رد العدوان الداخلي والخارجي _ حسب نظرته رحمه الله _ مثل قصائد
S.S.D.F, Ina Cigaal, Guuleed Fansalaq Cantara Baqash i.w.m.
وفي الآونة الأخير ساد أدب بعدلي أشعارا قوية ومثيرة مثل تلك الأشعار التي يؤيدها المحاكم الإسلامية ورد العدوان الحبشي. وخلال لقائي الأخير للأديب الراحل في الصيف 2009م في مدينة مقديشو ، اعترف بأنه لم يكن من الصواب حين ساوى بين المتصوفة الزاهدة و بين المشعوذة الخرافيين، وأن النقاش النزيه يمكن مقارعته بالمسائل المتعلقة بالتوحيد وقضايا الدين الأخرى مع المتصوفة.
وبعد تلك العجالة أعتقد أن أدب أبشر نور وشعره في مختلف دروبه ومناحيه يستحق بالوقوف والدراسة الأكاديمية المتأنية ، كما ناديت ذلك في مقدمة ديوان بعدلي في طبعته الأولي، وكما كنت أوصي طلابي المتخرجين في الجامعة الإسلامية في الصومال بمقدشو.
وهذه الترجمة لم تكن من فراق ، وإنما جاءت من خلال الصحبة الطويلة _ قرابة ثلاثين سنة_ التي كانت بيننا ، فرحم الله الفقيد الراحل أبا نور الدين أبشر نور فارح السعدي وأسكنه فسيح جناته وألهم ذويه الصبر والسلوان إنا لله وإنا إليه الراجعون. | |
|
الطير المسافر المشرفة العامة
المزاج : عدد المساهمات : 10067 نقاط : 13123 تاريخ التسجيل : 17/11/2009 مكان الإقامة : قلوب المحبيين المزاج : فايقة ورايقة
| موضوع: رد: الأديب الصومالي الراحل أبشر نور فارح الثلاثاء يناير 11, 2011 4:42 pm | |
| مشكوووووووووووووور عاشق( الصومال) على الموضوع سلمت يدااااااك
| |
|
youssef arafah ضيف شرف
المزاج : عدد المساهمات : 5832 نقاط : 6934 تاريخ الميلاد : 21/08/1983 العمر : 41 تاريخ التسجيل : 04/02/2010 مكان الإقامة : السعودية
| موضوع: رد: الأديب الصومالي الراحل أبشر نور فارح الأربعاء يناير 12, 2011 4:44 am | |
| | |
|
عاشق الحباري مراقب عام
المزاج : عدد المساهمات : 6048 نقاط : 8259 تاريخ الميلاد : 01/01/1974 العمر : 50 تاريخ التسجيل : 23/08/2010 مكان الإقامة : المملكه العربيه السعوديه الرياض
| موضوع: رد: الأديب الصومالي الراحل أبشر نور فارح الأربعاء يناير 12, 2011 5:27 am | |
| | |
|