بلغني أيها الملك السعيد ذو الرأي الرشيد انك تساوي بيننا نحن النساء..لسنا سواء
شهريار: ما هذه الليلة العجفاء؟؟.. شهرزاد:فليعذرني سيدي.إنما هو سؤال قد دار في البال
صحيح أنك تفضلها صغيرة عذراء، كل بنات الأصل عذارى ولكن؟
هل تساوي هند بالزهراء؟ أو هاجر وغيرها ممن يبعن إماء؟ ليست كل ذات فراء سبعة.. وجرائها ليست ذات الجراء..
شهريار: يا مسرور.. احضر السيف ولننه هذا الحيف . ثم ألحقه بالخمور
ا تظنني أخاف التهديد؟، وأخشى من الموت كرعديد؟ سمعا وطاعة كما كانت نور الرجاء لهمس القلوب سمّاعة
شهريار: من هي بحق السماء.؟
شهرزاد:كانت تسمع رجالا عدة .. أخرهم حمد السماء الذي يخرج النور والنار من جوف الماء
هو إنسان ملئ بالأسرار..وهي فتاة مغرمة بكتابة الأشعار. وتعرف تفسير الأحلام وتسمع همس الكلام حتى لو كان يينها وبين الغلام.. ألف بيت واكتر من مليون جدار..
شهريار : وكيف تسمع نور ..همس القلوب عبر الجبال والبحور؟
شهرزاد: وذلك لأنها بالسفر مغرمة وبالأحلام مفعمة. وعلمها بعض السحرة، كيف ترى البعيد من زجاجة مدورة
شهريار: ومن هو الشخص الثاني ؟ اهو الأخر له معرفة بالجان؟
شهرزاد:كلا يا ملك الأنام انه عالم بالهندسة والكيمياء وقد تعلم من العلماء االاعلام..
شهريار:هلا أكملت هذه الحكاية فكأنها ليس لها نهاية
شهرزاد:صبرا يا مولاي لآخر الآية..فقد رأت نور الرجاء همس قلبه كمرايه..
انهُ من صغره.:مقاتل بدون سلاح وضارب بغير رماح. لا يضنيه تعب ولا يغريه لعب .قلبه من ماس.معروف عند كل الناس.كل ما جناه انه أحب.. وفجأة خانه هواه .. وجرح من حيث لا يحتسب.. من أخاه..
فحمل آلامه كحقيبة.. وقرر نسيان الأخ وغدر ألحبيبه . قلبه مسامح .. وما جعله يتعلم العلوم في الحقيقة ان طموحه جامح وبقوة عناده وحنينه إلى بلاده جعل مستقبله مطلق بدون نهاية أو ملامح..
شهريار : كفى لغوا يا امرأة أنت توصفينه وكأنك تعرفينه ..
شهرزاد:هي كذا تراه وتسمعه وهي مختفية مقنَّعة
تحاول الوصول إلى قلبه وتكلمه من خياله لترشده إلى راحة باله. لأنها ومنذ عرفته أدمنت السهر و وعجزت عن رؤية الغير كأفول القمر.. فأرادت أن تنهي المسألة وتجد حلا لحياته المثقلة.. فكلما حلت مشكله ظهرت أمامها مئة مشكله.فلو كان جاهلا لأفهمته ولو كان قريبا لأقنعته..ولكنه عاقل ويعيد فكيف تحل هذه المعضلة .. وبمرور الأيام.. وجدت منفذ لذلك السور..ففرحت نور. لعلها تخرجه من حزنه وما تعانيه من سقام..وجدت انه يعشق التجاره.. و لكن تعسا من أمر فبلدها بعيد عنه وبلده ليس جاره.فقررت ان تكلمه بالسحر وبعثت له أمرا نكر عقربا يلسعه بسم مر و اصابه لأيام بحمى كالجمر..وفي هذه الأثناء كانت تكلمه بحسب الوقت والأجواء فالكلام معه يتطلب صفاء السماء وسكون البحر وصفو الماء.وأخيرا تكلما وتعارفا وسمع كلامها فزال همه وبرء جرحه وبقي شئ يكتمه وبعدها باح بحبه فيزداد همها وهمه..فكيف يلتقيان وبلدها لا تأمنه القوافل والربان..وعجز عن إصلاحه فطاحل الشيوخ والرهبان..فماذا يفعلان..مولاي:الفجر بان..
شهريار:بالله عليك يا أمراه..فنفذ الصبر الجميل هل كان للقائهما سبيل؟شهرزاد:هذه الحكاية ليست أسطوره كالجن والبساط أو الناس المسحورة..ما فعلاه أنهما عجزا عن اللقاء فأوكلا همهما لرب السماء وهو العالم وكما جمعهما بالمعجزة فهو قادر على كل ظالم وهو عارف بالحال فربما التقيا وتحديا المحال.
شهريار بودي لو سمعت منك يوما قصة ذات نهاية سعيدة ..وليست عن فتى وحيد وفتاة بعيده..
شهرزاد:مولاي:إن السعادة ليست في الغنى والأموال.إنما بالرضا عن الحال..فمهما اغتنيت ستفتقر..ومهما عشنا فستنقضي الآجال..السر في السعادة انك تبتسم في عز الحزن..وتستمر في الحياة مهما كانت الصعوبات..بقوة الإرادة..شهريار :صدقت..
إذن فقد كانا سعيدين رغم أنهما بعيدين؟
شهرزاد:نعم.وكانت حياتهما ترنيمة نغم..الأعجب من ذا..ما حدث بعدها؟ شهريار: ماذا بعدها؟..شهرزاد..ستعرف غداً لان للصابرين جنة عدن..وسأكمل ما جرى لو وهبنا ربنا عمراً أكثر أمدا.........
النهاية