التوت من الأشجار المعمرة التي قد يصل ارتفاعها إلى عشرة امتار، وتعطي
ثمارا طرية حلوة المذاق، لكنها سهلة التلف ولا تحتمل التخزين الطويل، لذا
فمن الأفضل تناولها في ذات اليوم بعد قطفها.
هناك عدة أنواع من التوت فمنه: الأبيض والأحمر والاسود، وما بين ذلك من ألوان.
الجزء المستخدم من شجرة التوت: الثمار الطرية الطازجة ذات الطعم الحلو، والأزهار والأوراق الطازجة، كما يمكن استخدام الجذور أيضا.
كان الإغريق يعالجون مرض النقرس بالتوت، أما الصينيون فكانوا يعالجون المشاكل الكلوية وسلس البول بالثمار الخضراء أي قبل نضوجها.
اما الرومان فكانوا يمضغون الأوراق واللحاء، لمعالجة نزف اللثة ويتناولون
مغلي التوت في حال الاصابة بالاسهال.وفي العصور الوسطى كانوا يضعون أوراق
التوت على البشرة ، لمعالجة الحروق.
المكونات الكيميائية لثمار التوت وأوراقه:
تحتوي الثمار على أحماض الثمار(Fruit acids) ، وأهمها حمض الماليك وحمض
الليمون، وتحتوي أيضاً على سكروز و بكتين وحمض الاسكوربيك وفلافو نيدات
وأهمها المركب روتين، والذي يوفر قوة أفضل لجدران الشعيرات الدموية في
الجسم بشكل عام، مما يحمي الشعيرات من الاثر التدميري للأشعة السينية
ومشاكل الحساسية، كما تحتوي الثمار على بروتين ومواد دهنية وكالسيوم وحديد
ونحاس وكوبلت وكبريت وبوتاسيوم وفوسفور ومنجنيز وكلور وفيتامينات A, C
ومواد عفصية. أما الأوراق فتحتوي على فلافونيدات من أهم مركباته الروتين،
ولكن بنسبة أعلى مما هو في الثمار.
ما هي محتويات التوت الكيميائية والتي كان لها دور في الطب الحديث؟
تحتوي ثمار التوت على كمية كبيرة من الاملاح المعدنية مثل الفوسفور
والصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم والحديد والنحاس والمنجنيز والكبريت
والكلور، وبذلك فهو مصدر ممتاز للأملاح المعدنية.كما يحتوي فيتامينات: أ،
ب، ج، بالإضافة إلى البروتين والمواد الدهنية والسكرية وحمض الليمون، وتبلغ
القيمة الحرارية لكل100غم من التوت حوالي 75 سعرا.
وماذا قال عنه الطب الحديث؟
قال خبراء التغذية في الاجتماع السنوي لجمعية الفسيولوجيا الأمريكية إن
التوت الأحمر بالذات، يحتوي على خليط من المركبات الكيميائية المفيدة مثل
فلافونويد وبوليفينول بالإضافة إلى مركبات آنثوسيانين التي تعطي الثمار
لونها الأحمر أو الأرجواني أو الأزرق، وتعتبر مضادات قوية للأكسدة، وتتمتع
بخصائص مضادة للالتهاب والتقرحات والفيروسات والسرطان.
يعتبر التوت مفيد جداً في حالات فقر الدم، وتورمات الحلق واللثة، وله
تأثيرات فعالة في خفض درجة الحرارة وفي حالات الحميات والحصبة، كما انه
يفيد في حالات العطش.ويستخدم عصير التوت في المجال الطبي لإضافته مع
الأدوية بغرض التلوين وتحسين الطعم.وقد اتضح في السنوات الأخيرة ان جذور
التوت لها خواص مسهلة للإمعاء وطاردة للديدان، كما ان آخر الدراسات العلمية
تؤكد ان للتوت تأثيرا هرمونيا ذكريا، وهو بذلك يعتبر مفيداً لحالات ضعف
الباه.
وهناك استعمالات داخلية وأخرى خارجية..
الاستعمالات الداخلية:
كشفت دراسة أجريت على بعض الارانب المصابة بداء السكري ان نقيعا مركزا من
أوراق التوت يخفض معدل السكر، في الدم وتقترح هذه التجربة تطبيقات مهمة في
مراقبة وضبط السكري.
لعلاج الاسهال:
ملعقتان صغيرتان من أوراق التوت المجفف لكل فنجان من الماء المغلي، ويحلى
بقليل من العسل ويشرب بمعدل فنجانين إلى ثلاثة في اليوم، حتى يتوقف الإسهال
مع الاخذ بعين الاعتبار معالجة السبب ان وجد.كما يمكن استعمال ثمار التوت
غير الناضجة لهذا الغرض ايضا.
لعلاج الجروح و تهدئة البواسيريمكن عمل مغاطس من مغلي أوراق التوت أو لحاء
جذوره، ويستخدم عصير التوت غرغرة وشرابا ثلاث مرات في اليوم لحالات
الحميات، والتهاب الحنجرة والحصبة.
يشرب مغلي جذور التوت بمعدل كوب واحد يومياً على الريق صباحاً، وذلك لعلاج حالات الإسهال وطرد الديدان المعوية.
يستخدم مغلي الأزهار والأوراق الطازجة، وتؤكل الثمار طازجة لتأثيرها المطهر، وذلك لعلاج التهابات الفم والأمعاء والاضطرابات الهضمية.
الاستعمالات الخارجية:
يستخدم التوت الطازج بعد هرسه على هيئة قناع للوجه لمدة ما بين 20 الى 30
دقيقة ثم يزال بعد ذلك بالماء الفاتر، ويغسل الوجه بماء الورد، وتكرر هذه
العملية مرتين أسبوعياً، أي كل ثلاثة أيام، وهذه الوصفة لعلاج حب الشباب
وتطهيرالبشرة وتنعيمها.
ويتوافر عصير التوت المركز في الاسواق على نطاق واسع، وبالأخص في شهر رمضان المبارك، وهو من العصيرات المفضلة لدى الشباب والأطفال.