[size=18]بعد 21 سنة من زواجي, وجدت بريقاً جديداً من الحب. قبل فترة بدأت أخرج مع امرأة غير زوجتي, وكانت فكرة زوجتي، حيث بادرتني بقولها: 'أعلم جيداً كم تحبها'...
المرأة التي أرادت زوجتي ان أخرج معها وأقضي وقتاً معها كانت أحق الناس بصحبتي و هي حبي الاول, ولكن مشاغل العمل وحياتي اليومية أطفال ومسئوليات جعلتني لا أزورها إلا نادرًا.
في يوم اتصلت بالرأةودعوتها إلى العشاء سألتني: 'هل أنت بخير ؟ '
لأنها غير معتادة على مكالمات متأخرة نوعًا ما وتقلق. فقلت لها: 'نعم أنا ممتاز ولكني أريد أن أقضي وقت معك يا حبيبتي'. قالت: 'نحن فقط؟ ! '
فكرت قليلاً ثم قالت: 'أحب ذلك كثيراً '.
في يوم الخميس وبعد العمل , مررت عليها وأخذتها, كنت مضطرب قليلاً, وعندما وصلت وجدتها هي أيضاً قلقة.
كانت تنتظر عند الباب مرتدية ملابس جميلة ويبدو أنه آخر فستان قد اشتراه زوجها قبل وفاته .
ابتسمت كملاك وقالت: ' قلت للجميع أنني سأخرج اليوم مع حبيبي, والجميع فرح, ولا يستطيعون انتظار الأخبار التي سأقصها عليهم بعد عودتي '.
ذهبنا إلى مطعم غير عادي ولكنه جميل وهادئ تمسكت حبيبتي بذراعي وكأنها السيدة الأولى, بعد أن جلسنا بدأت أقرأ قائمة الطعام حيث إنها لا تستطيع قراءة إلا الأحرف الكبيرة .
وبينما كنت أقرأ كانت تنظر إلي بابتسامة عريضة على شفتيها المجعدتين وقاطعتني قائلة : ' كنت أنا من أقرأ لك وأنت صغير'.
أجبتها: 'حان الآن موعد تسديد شيء من ديني بهذا الشيء .. ارتاحي أنت يا حبيبتي'.
تحدثنا كثيراً أثناء العشاء لم يكن هناك أي شيء غير عادي, ولكن قصص
قديمة وقصص جديدة لدرجة أننا نسينا الوقت إلى ما بعد منتصف الليل. وعندما رجعنا ووصلنا إلى باب بيتها قالت: 'أوافق أن نخرج سويًا مرة أخرى, ولكن على حسابي'. فقبلت يدها وودعتها.
بعد أيام قليلة توفيت أمي حبيبتي بنوبة قلبية. حدث ذلك بسرعة كبيرة لم أستطع عمل أي شيء لها.
وبعد عدة أيام وصلني عبر البريد ورقة من المطعم الذي تعشينا به أنا وهي مع ملاحظة مكتوبة بخطها: "دفعت الفاتورة مقدماً كنت أعلم أنني لن أكون موجودة, المهم دفعت العشاء لشخصين لك ولزوجتك. لأنك لن تقدِّر ما معنى تلك الليلة بالنسبة لي.. أحبك ياولدي".
في هذه اللحظة فهمت وقدرت معنى كلمة 'حب' أو 'أحبك '، وما معنى أن نجعل الطرف الآخر يشعر بحبنا ومحبتنا هذه .
لا شيء أهم من الوالدين وبخاصة الأم، امنحهم الوقت الذي يستحقونه .. فهو حق الله وحقهم، وهذه الأمور لا تؤجل.
***
بعد قراءة القصة تذكرت قصة من سأل عبدالله بن عمر وهو يقول:
أمي عجوز لا تقوى على الحراك وأصبحت أحملها إلى كل مكان حتى عندما تقضي حاجتها، وأحيانًا لا تملك نفسها وتقضيها علي وأنا أحملها.. أتراني قد أديت حقها ؟
فأجابه ابن عمر: ولا بطلقة واحدة حين ولادتك .. تفعل هذا وتتمنى لها الموت حتى ترتاح أنت، وكنت تفعلها وأنت صغير وكانت تتمنى لك الحياة'. [/size]( منقول بتصرف)