[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]أول من عصى الله سبحانه وتعالى كان إبليس بهذه الصورة المعصية المباشرة لله عز وجل يرد على الله عز وجل مباشرة فسماه الله سبحانه وتعالى من الكافرين ، الكافر هو الذي يجحد النعمة ، الله سبحانه وتعالى أنعم عليه ورفعه إلى السماء وهو يجحد النعمة فقال: ً وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين فإذا سويته و نفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين فسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين ً أول المعاصي التكبر ولذلك قال العلماء كل المعاصي أصلها الكبر الغرور ولذلك جاءت الأحاديث بالإنذار الشديد على قضية الكبر ( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ) وجاءت الأحاديث بالنهي عن إسدال الثوب تكبرا ( لا ينظر الله إلى من جر ثوبه خيلاء ) الذي يتفاخر بثوب ، يتفاخر ببيت يتكبر على الناس أنه من قبيلة كذا هذا أصل المعاصي ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم لما سمع الصحابة الكرام أحدهم ينادي بالأنصار و الأخر ينادي بالمهاجرين قال ( دعوها فإنها نتنة ) فالعصبية و القبلية و التفاخر على الناس أصل المعاصي ، فلا تكبر على موظف أو على خادم أو على مسكين ، أول ما عصي الله سبحانه وتعالى بالتكبر .هكذا خلق آدم هكذا كانت بدايته وخلق عالما ما كان جاهلا كما الآن يدرسون لنا أن الإنسان كان جاهلا ثم بدء يتجول في الأرض ويتعلم كذا وبدء يتعلم اللغة ويتعلم كيف يستعمل النار هذا كلام خاطئ هذا خلط في التاريخ الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان عالما أعلم من الملائكة جاء ذلك في آيات كريمات وأحاديث شريفة تبين بداية آدم وعلم آدم .
لما وقف آدم لما نفخ فيه الروح وصلت الروح إلى رجله وقف، قال له الله تعالى أتي أولئك النفر من الملائكة فقل السلام عليكم وكانت اللغة التي يستعملها آدم هي اللغة العربية نعم لغة الملائكة لغة أهل الجنة اللغة العربية ، فذهب إليهم وقال السلام عليكم فقالوا وعليك السلام ورحمة الله فقال له الله عز وجل هذه تحيتك وتحية و ذريتك بينهم ]وعلم آدم الأسماء كلها[{البقرة 30}من أول يوم من أول خلقه علمه كل الأسماء ، تحدث المفسرون في هذه القضية ما هي الأسماء التي علمها الله تعالى لآدم والرأي الراجح فيها هو رأي ابن عباس أنه علمه اسم كل شيء هذه دابة هذا بحر هذا طير هكذا هذا المثال يذكره ابن عباس هذه دابة هذا بحر هذا طير هذه شجرة هذا جبل كل شيء في السماوات والأرض كل شيء يعلم اسمه أي علم هذا ، هل يوجد إنسان اليوم يعلم اسم كل شيء لا يوجد آدم يعرف اسم كل شيء وعلمه الله سبحانه وتعالى صنعة كل شيء الصناعة الأولى صنعة النار وصنعة الحديد وصنعة الخشب صنعة كل شيء علم عظيم ، الله سبحانه وتعالى رفعه ليس بالشكل والخلق وإنما العقل والحلم) وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة[ {البقرة 30} بدء الله سبحانه وتعالى يعرض المخلوقات)فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين[{البقرة 30} صادقين ما هي علاقة صادقين الموضوع ، تذكرون لما خلق الله آدم ماذا قالت الملائكة قالوا ليخلق الله تعالى ما يشاء فوا الله لن يخلق خلقا إلا كنا أكرم على الله منه و أعلم فبين لهم أن آدم أكرم منهم وأعلم ، أكرم منهم لما أمرهم بالسجود له هذا سجود تكريم وليس سجود عبادة والسجود التكريم كان جائزا ثم صار حراما ولذلك يعقوب عليه وزوجته وأبناؤه سجدوا ليوسف )وخروا له سجدا[ {يوسف 100} سجود تكريم فسجود التكريم كان جائزا أما في فرعنا فهو حرام فالملائكة أيضا سجدت سجود تكريم لآدم ، إذا من أكرم ، والآن الله سبحانه وتعالى يريد أن يبين لهم أن أدم ليس فقط أكرم منهم وإنما أعلم منهم فإن كنتم صادقين في قولكم ليخلق الله تعالى ما يشاء فوا الله لن يخلق الله خلقا إلا كنا أكرم على الله منه و أعلم ً أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين فقالوا لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم قال يا أدم أنبئهم بأسمائهم ً فبدء أدم يسمي كل شيء ، كل شيء يعرض عليه فما يخطئ ً فلما أنبئهم بأسمائهم ً نبئهم باسم كل شيء)فلما أنبئهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني غيب السماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون[{البقرة 32}ماذا كانوا يكتمون ، يكتمون قولتهم والله لن يخلق الله خلقا إلا كنا أكرم على الله منه و أعلم هذا الكلام الذي كانوا يكتمونه فالله سبحانه وتعالى قال: هذا الكلام الذي كنتم تكتمونه بينته لكم فهذا سر التعليق .
لاحظوا عندما نقرأ في القصص ونقرأ في السير نبدأ نفهم القرآن ، لا تفهم القرآن إلا إذا فهمت أسباب نزوله وهذه المعاني تجلت في هذه الآيات .
ثم إن الله سبحانه وتعالى خلق حواء عليها السلام ، لم تخلق فورا عاش أدم فترة في الجنة لكنه عاش وحيدا فاستوحش كما جاء في الأحاديث استوحش فأصابه الضجر ، في أحد الأيام بينما هو نائم أخذ الله سبحانه و تعالى ضلعا من أضلاعه من جهة اليسار فشكل منه حواء وكسا هذا العظم لحما يقول الله سبحانه و تعالى ]يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة[ {النساء 1} كلكم خلقتم من أدم ]وخلق منها زوجها[ {النساء 1} فأدم خلقت منه حواء ، إذا لم تخلق خلقا منفصل خلقت من أدم فلما استيقظ أدم عليه السلام وجد امرأة قائمة عنده فسألها من أنت قالت امرأة قال لماذا خلقت قالت لتسكن إلي ، سكن أنس ، خلقها الله سبحانه و تعالى لأجل ذلك . فالملائكة شاهدوا هذه المرأة تحدث أدم فسألوه مخلوق جديد لا يوجد مثله في المخلوقات المعروفة وأرادوا أن يختبروه قالوا ما اسمها أنت تعرف أسماء كل شيء فما اسمها قال حواء علمه الله سبحانه و تعالى اسمها قالوا لماذا سميت حواء قال لأنها خلقت من شيء حي ، خلقت من أدم وهو حي فسميت حواء وجاء في صحيح مسلم عن أبى هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فإذا شهد أمر فليتكلم بخير أو ليسكت واستوصوا بالنساء فإن المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه إن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج . يعني في طبائع النساء اعوجاج أحيانا عواطف تحكمهن ليس العقل يحكمهن ، يحكمهن العواطف فإن تصر عليها ستكسرها وإن تركتها ستبقى فيها هذه العاطفة التي يجب أن تتحملها ، لذلك ختم النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحديث وقال استوصوا بالنساء خيرا ،لا تجبروها على غير طبيعتها فخذوها بالرفق واللين .