رغم فوز الفريق بلقب كأس الأمم الأفريقية ست مرات سابقة منها لقب
البطولتين الماضيتين ، يبدو المنتخب المصري لكرة القدم بحاجة ماسة أكثر من
أي فريق آخر للفوز بلقب كأس الأمم الأفريقية القادمة التي تستضيفها أنجولا
من العاشر إلى 31 كانون ثان/يناير الحالي.
ويستحوذ المنتخب المصري (أحفاد الفراعنة) على الرقم القياسي في عدد مرات
الفوز باللقب الأفريقي (ست مرات) لكن البطولة القادمة في أنجولا تعني
الكثير بالنسبة للفريق خاصة وأنها تأتي بعد أقل من شهرين على الصدمة
الكبيرة الذي تعرض لها في التصفيات.
وتلقى أحفاد الفراعنة واحدة من أكبر الصدمات في تاريخهم بعدما فقدوا فرصة
ذهبية للتأهل إلى نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا وأهدوا بطاقة
التأهل للمنتخب الجزائري في مباراة فاصلة أقيمت بينهما في السودان.
وبعد أن فرض المنتخب المصري هيمنته على القارة السمراء في السنوات القليلة
الماضية من خلال فوزه بلقب البطولتين السابقتين لكأس الأمم الأفريقية وذلك
في عامي 2006 بمصر و2008 بغانا كانت معظم التوقعات تسير في اتجاه واحد وهو
أن المنتخب المصري سيشق طريقه إلى نهائيات كأس العالم التي بلغها مرتين
سابقتين فقط في عامي 1934 و1990 .
ولكن أحفاد الفراعنة أهدروا الفرصة بعدما سنحت لهم بقوة في نهاية التصفيات
وحرموا جماهيرهم من حلم مشاهدة الفريق في نهائيات كأس العالم.
لذلك تأتي كأس أفريقيا 2010 بأنجولا في توقيت عصيب بالنسبة للفريق وتمثل
له الفرصة المناسبة لمصالحة جماهيره وتعويض إخفاقه في الوصول لكأس العالم
من خلال الفوز بلقب كأس أفريقيا للمرة الثالثة على التوالي والسابعة في
تاريخه.
ويمثل الممنتخب المصري ركيزة أساسية في تاريخ كأس الأمم الأفريقية ليس فقط
لأنه صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز باللقب ولكن لأنه لعب دورا
كبيرا في وصول البطولة إلى هذا القدر من الأهمية.
وعلى مدار 26 بطولة أقيمت حتى الآن شارك المنتخب المصري في 21 بطولة منها
ليكون صاحب أكبر عدد من المشاركات كما يشارك المنتخب الغاني في عدد مرات
الوصول للمباراة النهائية برصيد سبع مرات لكل منهما ولكن أحفاد الفراعنة
تفوقوا في عدد مرات الفوز باللقب حيث أحرزوه ست مرات مقابل أربع مرات
للمنتخب الغاني.
وأعلن المنتخب المصري عن تفوقه في البطولة مبكرا حيث توج بلقب أول بطولتين
وذلك في عامي 1957 و1959 ولكنه انتظر كثيرا حتى أحرز اللقب الثالث له وذلك
بعد 27 عاما.
واستغل المنتخب المصري إقامة البطولة على أرضه في عام 1986 ليفوز باللقب
الثالث في تاريخه ثم أحرز اللقب الرابع في عام 1998 ببوركينا فاسو.
ورغم الإمكانيات العالية التي تتمتع بها منتخبات مثل كوت ديفوار وغانا
والكاميرون يحترف معظم لاعبيها في الأندية الأوروبية الكبيرة ، خطف
المنتخب المصري الأضواء من الجميع وتوج بلقب البطولتين الماضيتين عامي
2006 بمصر و2008 بغانا.
وإلى جانب الألقاب الستة ، وصل المنتخب المصري إلى المباراة النهائية
للبطولة عام 1962 ولكنه خسرها أمام إثيوبيا كما بلغ الدور قبل النهائي في
بطولات 1963 و1970 و1974 و1976 و1980 و1984 ووصل لدور الثمانية في بطولات
1994 و1996 و2000 و2002 .
ويحتاج المنتخب المصري إلى الفوز باللقب لتعويضه نسبيا عن الإخفاق في
تصفيات كأس العالم ولكنه يدرك أن الحظ لم يساند أي منتخب من قبل في ثلاث
بطولات متتالية.
واتسم طريق المنتخب المصري في التصفيات بتذبذب المستوى لكنه نجح في عبور المرحلة الأولى من التصفيات بعدما تصدر مجموعته.
وفي المرحلة النهائية من التصفيات ، استهل أحفاد الفراعنة مسيرتهم بشكل
سيء من خلال التعادل على ملعبهم مع المنتخب الزامبي 1/1 ثم خسر الفريق
أمام مضيفه الجزائري 1/3 على عكس كل التوقعات.
وفي الوقت الذي تضاءلت فيه فرصة الفريق ، نجح المنتخب المصري في استعادة
فرصته بشكل رائع من خلال الفوز في أربع مباريات متتالية بدأها بالفوز على
رواندا 3/صفر و1/صفر ثم على زامبيا 1/صفر والجزائر 2/صفر.
ومع تساوي المنتخبين المصري والجزائري في كل شيء بنهاية مشوار التصفيات ،
احتكم الفريقان إلى مباراة فاصلة في السودان لحسم بطاقة التأهل لنهائيات
كأس العالم وانتهت المباراة لصالح المنتخب الجزائري.
ويتمتع المنتخب المصري حاليا بخبرة أكبر مما كان عليها في البطولتين السابقتين خاصة وأن صفوفه لم تشهد تغييرات جذرية.
وحرص المدرب حسن شحاتة المدير الفني للفريق والذي قاده للقب البطولة عامي
2006 و2008 إلى تطعيم صفوف الفريق ببعض العناصر الجديدة ولكن الهيكل
الأساسي للفريق ما زال كما هو حيث يعتمد على مجموعة من أصحاب الخبرة
الكيرة مثل حارس المرمى عصام الحضري والمدافع وائل جمعة ولاعب خط الوسط
أحمد حسن قائد الفريق والمهاجمين النشيطين محمد زيدان وعماد متعب مع وجود
بعض اللاعبين الجدد في صفوف الفريق مثل محمود عبد الرازق (شيكابلا) وأحمد
رؤوف وغيرهم.
ولكن مشكلة الفريق الحقيقية تكمن في غياب بعض عناصره المؤثرة بسبب الإصابة أو تراجع المستوى أو غيرها من الأسباب.
ويأتي في مقدمة هذه العناصر اللاعب الشهير محمد أبو تريكة نجم الأهلي
المصري والذي سجل ضربة الجزاء الحاسمة في نهائي بطولة عام 2006 وكذلك هدف
الفوز 1/صفر في نهائي البطولة عام 2008 ، ويغيب أبو تريكة للإصابة.
كما يغيب عن صفوف الفريق في البطولة القادمة لاعب الزمالك المصري عمرو زكي
مهاجم الفريق بسبب الإصابة رغم أنه لعب دورا كبيرا في فوز الفريق بلقب
البطولتين الماضيتين.
ويفتقد الفريق أيضا جهود اللاعبين محمد شوقي (ميدلسبره الإنجليزي) وأحمد
حسام (ميدو) نجم الزمالك حيث استبعدهما شحاتة من حساباته في هذه البطولة
لأسباب فنية وخططية.
أما المشكلة الأخرى التي تواجه أحفاد الفراعنة في هذه البطولة فهي وقوعه
في مجموعة تضم معه المنتخب النيجيري العملاق بالإضافة لمنتخبي بنين
وموزمبيق الراغبين في تفجير المفاجآت.
ويدرك المنتخب المصري بخبرته أنه من الخطأ أن يستهين بالفرق ذات المستوى
أو التاريخ المتواضع خاصة وأن فريق مثل موزمبيق لعب دورا كبيرا في عدم
تأهل المنتخب التونسي لنهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا.
وإذا نجح الفريق في تعويض غياب عناصره المؤثرة وتجاوز هذه المجموعة فإنه
يستطيع أيضا بخبرته العبور إلى المربع الذهبي للبطولة وهو ما سيكون في حد
ذاته إنجازا.