عاشق الحباري مراقب عام
المزاج : عدد المساهمات : 6048 نقاط : 8259 تاريخ الميلاد : 01/01/1974 العمر : 50 تاريخ التسجيل : 23/08/2010 مكان الإقامة : المملكه العربيه السعوديه الرياض
| موضوع: القبة الحمراء الأربعاء أغسطس 24, 2011 8:37 pm | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] في احدى الليالي الشبيهة بأقرانها من الليالي المنصرمه وبينما
كنت جالساً
أمام جهاز التلفاز , اتنقل مسافراً من قناة إلى اخرى دونما توقف
وهذا هوا
حالي كما في كل ليله حتى استوقفتني إحدى القنوات الفضائية
التي كانت تبث
من خلالها أسوأ كارثة يمكن أن يعيشها عربي مسلم وانسان
تحت عنوان
فلسطين . ولم يكن مني في تلك الحالة إلا ان اقفلت نافذتي
الصغيرة المطلة
على العالم الكبير وبذلك تكون فلسطين هي محطتي الأخيرة أذ
ليس من العدل
ان اقتل وقت فراغي بنفوس تقتل وحرمات تنتهك واراضي تسلب
وبرأيي أن
هذا فوق طاقة احتمالي فمجرد النظر لها كأي برنامج يجردني
من حالة
الإنسانية إلى حالة التبلد فما لا استطيع ان اغيره لا يمكن ان
اسمح بتقبله كأمر مسلم به .
بعد هذا جمعت حطام نفسي ولملمت اطراف جسدي وخطوت
مترنحاً نحو
سريري وملاذي الأخير لختام هذا اليوم المرير بينما لازالت تلك
اللقطات من
المشاهد الدموية يعرضها عقلي دونما توقف وهذا امر يصعب ازالته بكبسة زر من الرموت .
وبعد ان القيت بكاملي على سريري ورأسي المدلل بامتياز عن
بقية جسدي
لظفره بالوساده , احاول ان اغمض عيناي لاستقبال النوم فأنا
بالمكان والوقت
المحدد تماماً لموعده ولكن عبثاً احاول مما دعاني لمزاولة
عادتي القاتلة له
واستقطابه رغماً عنه وذلك بمد يدي للرف بجوار سريري للبحث
عن الهجوع
بأحد الكتب التي قد صدأت كلماتها وبليت اوراقها وهكذا قد
فعلت .
وبينما كنت اقلب صفحات ذلك الكتاب فإذا بنظري يقع على
عباره تشده
حتى كادت ان تشد معه رأسي بداخل الكتاب ونصها فيما يلي :
أنهم هناك ونحن هُنا . .
تحت الصخر ينبشون بأيديهم العارية . .
ويبنون سقفاً وباب ليشرب الصخر دمائهم .
فهل نظرت ياذا العين موت اعينهم ؟ .
هل رأيتهم يرمون شياطينهم مثلما ترمي شهب السماء شياطينها ؟ .
وهل رأيت كيف يقبلون الموت عوضاً عن امهاتهن كل ليلة ؟ .
وما أن فرغت من قراءة هذهِ الكلمات حتى بكيت وبكيت ثم بكيت
وكأن ببكائي
استرجاء واستعطاف لسلطان النوم فنامت عيوني . وفجأة
اشاهدني مستلقياً على
ارضٍ رطبه بعد ان تمازجت بلون ورائحة دموع السماء بدموع
الأمهات ,
فنهضت اقلب نفسي لا بدء السير بهدوء وبقدم متسائلة بلا رشد
ووجهة بين تلك
الأطلال الميته التي لازالت تنبض بجمالها حتى استوقفتني
ستارة سوداء ماثلة
أمامي ما بين السماء والأرض فاصلة ارضاً عن ارض , فمددت
يدي بداخلها
لاُطمئن قدمي فتلحق بها , واثناء ذلك اقشعر جسدي حينما
امسكت يدي مثلها
يدٍ باختلاف انها ناعمة وصغيره وباردة كالثلج ويصعب مقاومتها
فأسلمت لها
نفسي لتجذبني بحنو داخل تلك الستارة السوداء فإذا بي واقفاً
امامها وعيني
تحدق بها كأنما ترغب بأن تستهلك كامل نورها بداخل عينيها
وكان الجمال
بها آية تثبت وجودها على الأرض .
هدأت نفسي وراحت تسير بي وتتحكم بخطواتي دون ارادتي ما
بين سراديب
وازقه حتى وصلنا إلى باب خشبي تبدو عليه العتاقة وتفوح من
نقوشه رائحة
الأزمنة الساحرة فتعلم من خلال ما تخبرك اياه بأنها لن تعود
بعالم كعالمنا
ورجال مثلنا , فدفعت الصغيره بيديها التي لن تتوقع بأن تفتح
بهما صندوق
لعود الكبريت ولكنه انصاع امامها بكل سلاسة كأنما ورقة في
كتاب .
وحينها تلفت مسرعاً عن شمالي ويميني ابحث عن شيء ولست
اعلم ماهوا
فتبعت خطوات الصغيرة التي قد هجرها الصوت لأجد نفسي اسير
في
ساحة كبيره تحيطها الأشجار من كل ناحية وفي وسط الساحة
نافورة ضخمه
نحت بداخلها بعض التماثيل لأطفال يصرخون وبأيديهم الحجاره
وكانت اعينهم
تبكي الدماء بدلاً من الدموع . وفجأة يطير شحروراً صغير على
رأس احد الأطفال
ليصرف نظري ويحمله معه عالياً ليلقي به على قبة ذهبيه
ضخمه وقد عكست ضوء
القمر على اوراق تلك الأشجار فعرفت حينها بأنها قبة المسجد
الأقصى الشريف .
وبينما كنت منهمكاً بتأملي بذهول في هول ما اشاهد افلتت
الطفلة الصغيره يدي
لتركض مسرعة نحو احدى الأشجار التي كانت تجلس تحتها
أمرأه قد اخذ العمر
من شبابها اينعه وكانت منكبة على خياطة ثوباً رث بيديها وقد
جلست دليلتي
الصغيرة خلفها لتخرج وجهها لتنظر الي وكأنها تستدعيني وهُنا
تلفتت مرة اخرى
وبسرعه نحو يميني وشمالي ابحث عن مالا ادركه ليستوقف
بحثي دمدمة لحنٍ
حزينة تكاد ان لا تسمع وكانت تصدر من تلك المرأة فتقدمت
إليها ببطء حتى
وصلت إليها فقرأت عليها سلامي ولكنها لم ترد ولكنني لم اجد
ذلك رادعاً لسؤالي فقلت :
اليست هذه فلسطين وتلك القبه اليست هي قبة المسجد الأقصى ؟ .
ما ان اتممت سؤالي حتى رفعت رأسها بهدوء ونظرت إلي نظرة
حقيره وقالت :
لا ليست هي .
قالت هذا وعادت إلى ما كانت عليه والغريب انني لم استغرب
انكارها بأن تكون
هذه القبة هي قبة المسجد الأقصى وكأنني اعلم سبب انكارها
فتركتها لأتجول
بعيني بالمكان علني اجد ما يعيرني اهتماماً بعد ان تخلت عني
صغيرتي وسبب
وجودي هنا فوقعت عيني على طفلة اخرى بنفس العمر والجمال
بيديها صحناً
ذهبي اللون به الواناً مزجت بعضها فأصبحت احمراً قاتم بلون
الدم وبيديها
فرشاة رسم ترسم المسجد الأقصى على جدار قديم من الرخام
فسعيت إليها حتى
وصلت فإذا بها قد طلت قبة المسجد بلون الدم فحيرني هذا
الأمر ليستثير سؤالي لها فقلت :
ياصغيرتي اليس من المفترض ان يكون لون القبة اصفر بلون
الذهب وهذا ماهي عليه ؟ .
فنظرت إلي وأيضا كانت نظرة احتقار وقالت :
اجل فهذا ما تراه انت وامثالك ولكن الحقيقة نحن نشاهدها كما
هي فقط .
وهنا تلفتت مرة ثالثه وبفزع فإذا بي افتح عيني مستيقظاً من
نومتي لأجد نفسي
هاهُنا في مكاني وعلى فراشي فتساءلت في نفسي اكان لون
القبة اصفراً بلون
الذهب ام هو احمر بلون الدم , لست ادري ولكنني اعلم شيء
واحد وهوا سبب
التفاتاتي الدائمة يميناً وشمالاً فقد كنت ابحث عن دفتري وقلمي
لأدون كل ما مررت وشعرت به اثناء الحلم .
النهايه | |
|
مهند الزعييم المشرف العام
المزاج : عدد المساهمات : 17697 نقاط : 18188 تاريخ الميلاد : 02/01/1950 العمر : 74 تاريخ التسجيل : 05/02/2010 مكان الإقامة : عالمي العمل/الترفيه : بهالدنيا المزاج : ماشي الحال
| موضوع: رد: القبة الحمراء الأحد أغسطس 28, 2011 6:57 am | |
| | |
|
لؤلؤة قطنا عضو مؤسس
المزاج : عدد المساهمات : 7412 نقاط : 7530 تاريخ الميلاد : 19/07/1999 العمر : 25 تاريخ التسجيل : 28/06/2011 مكان الإقامة : ♥ بشي مكان ♥ العمل/الترفيه : ♥ طالبهـ ♥ المزاج : ♥ مروئة على الاخر♥
| موضوع: رد: القبة الحمراء السبت سبتمبر 03, 2011 3:21 pm | |
| | |
|
عاشق الحباري مراقب عام
المزاج : عدد المساهمات : 6048 نقاط : 8259 تاريخ الميلاد : 01/01/1974 العمر : 50 تاريخ التسجيل : 23/08/2010 مكان الإقامة : المملكه العربيه السعوديه الرياض
| موضوع: رد: القبة الحمراء السبت سبتمبر 03, 2011 4:48 pm | |
| | |
|