كيف يعرف أحدنا ما الجانب الذي يريح النائم كي ينام عليه
ويريح جسمه ويخفف أمراضه والمعاناة منها؟ * أنواع وضعيات النوم *
يقسم المتخصصون في طب النوم (sleep medicine) أنواع وضعيات النوم إلى 6
أنواع رئيسية. ومن أقوى الدراسات التي تمت حول هذا الأمر، دراسة البروفسور
كريس إدزيكاوسكي، مدير خدمات تقييم وإرشادات النوم (UK Sleep Assessment
and Advisory Service) في بريطانيا، ونشرت في عام 2005. ويعلق البروفسور إدزيكاوسكي على هذه الأنواع الـ6 بالقول: «قمنا في هذه
الدراسة الطبية بتحليل هذه الوضعيات الـ6 للنوم ووجدنا أن كل واحدة منها
لها علاقة وطيدة بنوع الشخصية للإنسان».
وأضاف: «كلنا
يعرف أن هناك ما يسمى بـ(لغة الجسد) body language حينما نكون مستيقظين،
ولكننا لأول مرة نتمكن من معرفة ما تقوله لنا وضعية أجسامنا حينما نكون في
حالة اللاوعي. والأمر اللافت للنظر أن تحليل ما وراء مظاهر وضعية الجسم
خلال النوم، يظهر في الغالب شيئا مختلفا جدا عما قد يتوقعه معظمنا».
ومن خلال دراسة البروفسور إدزيكاوسكي أمكن تحديد 6 أنواع من وضعيات الجسم
خلال النوم، وذلك لدى 88 في المائة من المشاركين في الدراسة، الذين تجاوز
عددهم 1000 من الجنسين وفي مراحل عمرية مختلفة.
والبقية، أي 12 في المائة، لم يعطوا معلومات تفيد بوضوح وضعية النوم لديهم.
كما لاحظ الباحثون أن غالبيتهم لا يغيرون عادة وضعية نومهم في الليلة
الواحدة، وأن 5 في المائة منهم فقط يغيرونها خلال ذلك. كما لاحظ الباحثون
أيضا أن واحدا من بين كل 10 أشخاص يفضل أن يغطي جسمه كله بالبطانية أو
اللحاف أو الشراشف. وإليكم أنواع تلك الوضعيات.
* وضعية الجنين (Foetus). وهي تصف أولئك الذين يتكورون ويلتفون كهيئة الجنين في رحم الأم. ويوصف
هؤلاء بأنهم قاسون في المظهر ولكن قلوبهم حساسة ومرهفة، وأنهم ربما يكونون
خجولين عند مقابلة شخص ما لأول مرة، ولكنهم سرعان ما يرتاحون ويتعاملون
بشكل طبيعي وعفوي وتلقائي. وهؤلاء يشكلون أكبر نسبة. ويشكل النائمون بهذه
الوضعية نسبة 41 في المائة من عموم النائمين. واحتمالات أن تنام المرأة في
هذه الوضعية هي أكبر بمقدار الضعف مقارنة بالرجل. بمعنى أن غالبية من
ينامون في هذه الوضعية النساء، ولكن تظل هذه الوضعية هي الشائعة بشكل أكبر
أيضا لدى الرجال.
* وضعية جذع الشجرة (Log). وفيها يستلقي
النائم على أحد جنبيه، واضعا كل ذراع على امتداد
الجانب من الجسم. ويوصف هؤلاء بأنهم سهلوا العِشرة واجتماعيون ويفضلون الوجود في
الأماكن المزدحمة بالناس ويثقون بسهولة في الغرباء، وربما يسهل خداعهم.
وتشكل هذه الوضعية نسبة 15 في المائة من بين عموم وضعيات النوم.
* وضعية «المتلهف» (yearner). وفيها
ينام المرء على
أحد جنبيه، مرسلا ذراعيه ممدودتين إلى الأمام، كهيئة شخص متلهف ومتعطش
ويرحب ويرغب في شيء ما. ويوصف هؤلاء بأنهم شكاكون وساخرون ومتشائمون، وأنهم
بطيئون في اتخاذ قراراتهم. ولكن ما إن يقرروا تنفيذ أمر ما، لا يتراجعون
عنه أو يغيروا في خطتهم. وتشكل هذه الوضعية نسبة 13 في المائة من وضعيات
النوم للناس.
* وضعية الجندي (Soldier). وفيها يستلقي الشخص على ظهره، واضعا ذراعيه على جنبيه. وهؤلاء يوصفون بأنهم
في العموم هادئون ومتحفظون ويحسبون بدقة خطواتهم المستقبلية، ولا يحبون
الدخول في دوامات المعاناة، ويضعون لأنفسهم ولغيرهم معايير عالية ودقيقة في
التعامل من جوانب الحقوق والواجبات. وتشكل نسبة هؤلاء 8 في المائة.
* وضعية السقوط الحر (Freefall). وفيها
ينام المرء على
بطنه، محيطا بذراعيه الوسادة، ومتجها برأسه إلى أحد الجانبين. ويوصف هؤلاء
بأنهم اجتماعيون وطيبو القلب، إلا أنهم يمكن أن يصبحوا عصبيين وغير قادرين
على التحمل، ولا يحبون النقد الجارح أو أن يوضعوا في مواقف ذات طبيعة
شديدة التطرف. ويشكل النائمون بهذه الوضعية نسبة 7 في المائة.
* وضعية «نجم البحر» (Starfish). وفيها
ينام الشخص
مستلقيا على ظهره، ومحيطا بذراعية الوسادة من الخلف. وهؤلاء يوصفون بأن
لديهم القدرة على تكوين صداقات قوية ويحافظون عليها، وأن لديهم قدرة على
الاستماع للغير، وعلى الاستعداد لمساعدة الغير متى ما احتاجوا إليهم. ولا
يحبون بالعموم أن يكونوا مركزا للاهتمام من قبل الغير أو أن تسلط عليهم
الأضواء. ويشكل النائمون بهذه الوضعية نسبة 5 في المائة.
* وضعية النوم الصحية ومسألة : ما هي الوضعية الصحية الأفضل للجسم حال النوم؟»، هي إحدى القضايا الطبية
التي لا تزال محل البحث العلمي. وهناك الكثير من الدراسات الطبية حول هذا
الأمر، من النواحي النفسية والنواحي العضوية. وهناك في الطب جانب من البحث
العلمي
الذي يصنف ضمن دراسات طب وضعية الجسم (Postural medicine studies)، أي فهم
تأثيرات الوقوف والانحناء والجلوس والاستلقاء على الظهر والنوم على أحد
الجانبين أو على البطن، وغيرها من الأوضاع التي قد يكون عليها الجسم خلال
أوقات الحياة.
وكثير من النصائح الطبية والإرشادات الصحية حول التعايش مع الأمراض
واستفسارات المرضى حولها مبنية على نتائج هذه الدراسات وتفسيراتها
الفسيولوجية. ووضعيات الجسم خلال النوم أحد جوانب هذه الدراسات العلمية.
وبالمراجعة
العلمية، نجد أن وضعية النوم مهمة نظرا للتأثيرات الصحية المحتملة على كل
من التنفس وتتابعه بطريقة سليمة خلال النوم، والحفاظ على معدلات طبيعية
لضغط الدم، وتأثيرات وضعية النوم على معدلات الإصابة بنوبات الجلطات
القلبية، وتأثيراتها على انتظام عمل أجزاء الجهاز الهضمي، والوضعية الأفضل
لنوم الحامل كي تحقق تدفقا كافيا من الدم للجنين، والوضعية الأفضل لنوم
الطفل الرضيع لمنع الإصابة بالوفاة، بالإضافة إلى تأثيرات وضعية النوم
لساعات على مفاصل الجسم وفقرات الظهر والرقبة وبقية أجزاء الهيكل العظمي
للجسم