عبر وأبيات تكتب بماء العين
--------------------------------------------------------------------------------
دخل المزني على الإمام الشافعي - رحمة الله عليهما -
في مرضه الذي توفي فيه
فقال له :
كيف أصبحت يا أبا عبد الله ؟
فقال :
أصبحت من الدنيا راحلا ،
وللإخوان مفارقا ،
ولسوء عملي ملاقيا ،
ولكأس المنية شاربا ،
وعلى الله تعالى واردا ،
ولا أدري أروحي تصير إلى الجنة فأهنيها
أم إلى النار فأعزيها ،
ثم أنشأ يقول
ولمَّا قَـسَا قلبي وضاقتْ مذاهبي
******* جعلتُ رجائي دون عفوِكَ سُلَّمـا
تعَاظَمَني ذَنـْبي فلمـَّا قرنـْتُهُ
******* بِعـفوِكَ ربِّي كان عـفوُكَ أعظَمـَا
فما زِلْتَ ذا عفوٍ عن الذَّنْبِ لم تَزَلْ
******* تجـُودُ وتـَعْفُو مِنّـَةً وتـكرُّما
فإنْ تنتقمْ منّي فلسـتُ بآيـس
***** ولو دخلت نفسي بجرم جهنمــا
ولوْلاكَ لمْ يـغو بإبْـليسَ عـابدٌ
**** * فكيف ًوقد أغوى صفيك آدَمَـا
وإنِّي لآتي الـذنْب أعْرفُ قـدْره
******* وأعلـم ُأنَّ الله يعـفـوُ تـكرما
فللّه دَرَّ العـارف النَّـدب إنّه
*********** تفيض لفرط الوجْـد أجفَانُه دمْـا
يُقِيم إذا ما اللـّيل مدَّ ظلامـه
****** على نفْسِه من شدّة الخوْف مَأتَمـا
فَصِيحاً إذا مَا كان في ذِكِرِ رَبّـه
******وفيمَا سواه في الورى كان أعْجَمَـا
وَيَذْكر أيّاماً مضـتْ من شَبَابِـه
******وما كان فيها بالجَهَـالةِ أجْرمَـا
فصَارَ قَرِين الهمّ طَـول نهـاره
******أخا السُّهد والنّجوى إذا اللّيلُ أظْلَمَا
يَقُوُل: حَبِيبي أنْتَ سؤْلى وبُغْيَـتِى
******كفى بك للراجين سؤْلاً ومغْنَمـا
ألسْتَ الذي غَذَيَّتَني وهديَّتَنـى
****** ولازلـتَ منَّانـًا على ومُنْعِمـا
عَسَى منْ له الإحسَـان يسترُ زلتي
****** * ويغفـرُ أوْزَاري وما قدْ تَقَدَمَـا
فَفِي يَقْظتي شوقٌ ، وفي غفـوتي
******* منىً تُلاحِقُ خطوي نَشْوَةً وترنُّمـا
قُلْ لِلَّذِي أَلِفَ الذُّنُوبَ وأَجْرَمَـا
******** وغَـدا على زلاتـهِ مُتَنـِدِمًـا
لا تَيْأسَنْ واطلب كريمـًا دائِمـًا
******* يُوْلِي الجَميـل تَفَضُـلاً وتكرُّمًـا
يا مَعْشرَ العاصينَ جُوْدٌ واسـعٌ
*******عند الإلـهِ لِمنْ يتـوبُ ويَنْدَمَـا
يا أيُّها العبـدُ المُسيْء إلى متـى
*******تُفْني زمانـكَ في عسى ولَرُبَّمَـا ؟
بادِرْ إلى مـوْلاكَ يا مَن عُمْـرُه
******* *قد ضاعَ في عصيـانهِ وتَصَرَّمَـا
واسألهُ توفيقًـا وعفـوًا ثمَّ قلْ
******* * يا ربِّ بصّرْنِي وزلْ عَنِّيْ العَمَـا
ثُمَّ الصلاة على النـبي أَجَلُّ مَنْ
******* قد خُصَّ بالتَّقْرِيْبِ مِن رب السَّمـا
وعلى صحابتهِ الأفاضَـلِ كُلِّهِم
******** ما سبَّحَ الدَّاعِي الإِلَـه وعظَّمَـا
********
قال الإمام ابن القيم في كتاب مدارج السالكين.
ولقد شاهدت من شيخ الإسلام ابن تيمية
من ذلك أمرا لم أشاهده من غيره
وكان يقول كثيرا :
ما لي شيء ولا مني شيء ولا في شيء
وكان كثيرا ما يتمثل بهذا البيت
أنا المكدى وابن المكدى * * * وهكذا كان أبي وجدي
وكان إذا أثنى عليه في وجهه يقول :
( والله إني إلى الآن أجدد إسلامي كل وقت
وما أسلمت بعد إسلاما جيدا )
وبعث إلي في آخر عمره قاعدة في التفسير بخطه
وعلى ظهرها أبيات بخطه من نظمه
أنا الفقير إلـى رب البـريات
******أنا المسيكين فـى مجمـوع حالاتى
أنا الظلـوم لنفسى وهي ظالمتي
******* والخيـر إن يأتنا من عنـده ياتى
لا أستطيع لنفسـى جلب منفعة
****** ولا عـن النفس لى دفع المضرات
وليس لي دونه مـولى يـدبرني
******** ولا شفيع إذا حاطـت خطيئاتى
إلا بإذن مـن الـرحمن خالقنا
******* إلى الشفيع كما قد جا في الآيات
ولست أملك شيئا دونه أبـدا
********ولا شـريك أنا فـى بعض ذرات
ولا ظهيـر له كي يستعيـن به
******* * كما يكـون لأرباب الـولايات
والفقر لى وصْفُ ذاتٍ لازم أبدا
******كما الغنى أبدا وصْـف له ذاتي
وهـذه الحال حال الخلق أجمعهم
********* وكلهـم عنـده عـبد له آتى
فمـن بغى مطلبا من غير خالقه
****** فهو الجهول الظلوم المشرك العاتي
والحمـد لله ملء الكـون أجمعه
**** ***ما كان منه وما من بعد قد ياتى
http://www.khayma.com/tajweed/taha/taeya.mp3***********
حكي عن بعض الصالحين أنه كان يقول في مناجاته
إلهي ،
كيف أفرح وقد عصيتك ؟
وكيف أحزن وقد عرفتك ؟
وكيف أدعوك وأنا خاطئ ؟
وكيف لا أدعوك وأنت كريم ؟
ذنوبي وإن فكرت فيها عظيمة * ورحـمة ربي من ذنوبي أوسع
هو الله مولاي الذي هو خالقي * وإنني له عبـد أذل وأخضـع
وما طمعي في صالح قد عملته * ولكنني في رحـمة الله أطمـع
***********
يقول أحد علماء الشام
كنت معتكفاً في بيت المقدس في رمضان ،
والمسجد يموج بالمعتكفين ،
فنام الناس غفوة من وسط الليل ،
فقام إبراهيم بن أدهم يتضرع إلى الله ،
فيقول :
إلهي عبدك العاصي أتـاك *مقر بالذنوب وقد دعـاك
فإن تغفر فأنت لذاك أهـل *وإن تأخذ فمن نرجو سواك
فلم يبق أحد في المسجد إلا
ردد معه هذه الأبيات من شدة تأثيرها
وتعلقها بالله سبحانه وتعالى وحده
*****************
عن مالك بن دينار قال
أتيتُ القـبورَ فناديتُها *أينَ المعظَّـم والمُحْتَقَـرْ
وأين المدِلُّ بسُلْطـانِهِ *وأين المزكَّى إذَا ما افْتَخَرْ
قال :
فنُوديتُ من بينها ولم أَرَ أحداً
تَفانَوا جميعـاً فما مُخبـرٌ *وماتوا جميعاً وماتَ الخَبَـرْ
وَصَاروا إلى مَالِكٍ قَاهـرٍ *عَزِيزٍ مُطَـاعٍ إذا مَا أَمَـرْ
تروحُ وتغدو بناتُ الثَّرى *فَتَمْحُوا محاسنَ تلك الصُّوَرْ
فيا سائلي عن أُناسٍ مَضَوْا *أما لَكَ فيما ترى مُعتَبَـرْ
لقدْ ثلّدَ القَـوَم مَا قَدَمُوا *فإمّا نَعِيـمٌ وإمّـا سَقـرْ
قال مالك :
فرجعت وأنا أبكي
*******
كان لأبي ذُؤيب الهُذلي سبعة فماتوا كلّهم إلا طفلا،
فقال يرثيهم:
أمِـنَ المَنـون وَرَيـْبه نَتَوجـع * والدَهر ليس بمًعْتِب من يَجْـزَعُ
قالت أمَيمة ما لجسْمك شاحبـاً * منذ ابتُذِلْت ومثـلُ مالك يَنْفـع
أم ما لجسمك لا يُلائِم مَضْجَعـاً * إلا أقَضَّ عليـك ذاك المَضْجـع
فـأجبتُـها أن مـا لجسْـمي أنّه * أوْدىَ بنَـي من البِلاَد فودَعـوا
أودى بَنـيّ وأعقَبـُوني حَسْـرةً * بعـد الرُّقاد وعَبـْرةً ما تُقلِـع
سَبَقُوا هًـوىّ وأعْنَقُوا لهواهـمُ * فَتـُخرِّموا ولكلِّ جَنْبٍ مَصـرَع
فَبقِيـت بعدهُم بعَيْشٍ ناصِـبٍ * وإخَـال أنِّي لاحـقٌ مسْتتبِـع
ولقد حَرَصْـت بأن أدافع عنهم * وإذا المَنـيـّة أقبـلتْ لا تُدْفَـع
فالعيـن بَعدهُم كأنّ حِدَاقهـا * سُمِـلت بشَـوْك فهي عُورٌ تَدْمَـع
حتى كأنّـِي للحـوادثِ مَـرْوَةٌ * بصفَـا المُشرَّق كل يومِ تُقـرع
وتَجلُّـدي للشامتيـن أرِيهـمُ * أَنِّي لِرَيْـب الدَّهر لا أتَضَعْضَـع
وقال في الطِّفل الذي بقي له:
والنـفسُ راغبـةٌ إذا رَغَّبْتَهـا * وإذا تُـردُّ إلـى قليـلٍ تَقنَـعُ
منقول