من أوراق امرأة سعيدة
السبت فى 8/1/1967 الساعة 3 فجرا
لماذا أنا أنثى؟
سؤال راودنى بشدة فى تلك الليلة شديدة البرودة والرياح تملأ المكان فى خارج البيت وأنا وحيدة أنتظر زوجى الطبيب الذى يعمل وردية ليلية
وبعد صراع طويل بينى وبين نفسى أجابتنى نفسى:
ألا يكفى صفة انسان فهذه الصفة تكفى لتكونى فوق مستوى نوع الأنسان أذكر هو أم أنثى
ثم إن الله سبحانه وتعالى جعل الثنائية فى كل شيء بدء من الذرة وحتى المجرة فكل الأشياء فى هذه الحياة لا بد من الثنائية بها كل.....كل....كل
الأشياء حتى الصفات والمعانى لا نعرفها إلا بالثنائية فمثلا لا نعرف الصحة إلا بالمرض ولا نعرف الفقر إلا بالغنى وهكذا
وهذا يدل على أن الله فقط هو الواحد الأحد الفرد الصمد
وفى حالتنا لا بد من ذكر وأنثى
واللذة لا يصنعها إلا الأثنان معا والحب لا يكون إلا من خلال الأثنان
اذن لا فرق بين أن أكون أنثى أم ذكر.....
فأنا كينونتى لا يصنعها إلا الرجل ....
فالحمد لله الذى خلقنى أنثى حتى أحب رجلا ...لأهب حياتى لرجل
لأستمتع بصحبة رجل.....لأتزوج رجل....لأعيش بأحلام وقوة رجل
لأشاغب رجل .....لأخربش ويخربشنى رجل
إنه الرجل سر أنوثتى .....هو الرجل الذى يظهر جنونى.....هو الذى يدرك سحرى وأنوثتى.
الرجل هو الذى يجعلنى أري الأشياء ومعانيها
الألوان لها معنى مع الرجل
البحر يتنفس فى وجود الرجل
الكون يسعد ويحزن فى وجود الرجل
الرجل هو الذى يفتح للمرأة طاقة ترى خلالها جمال الدنيا والحياة بكل معانيها.
وفجأة خرجت مسرعة لأفتح الباب لزوجى الذى جعلن أفخر بأنى أنثى
من مذكراتى
التوقيع
أمرأة سعيدة
الرئيسية 
