بدأت عمليات النصب والاحتيال في سوريا في السنوات الأخيرة تخرج من نمط عمليات النصب التقليدية "كأن يقنع أحد النصابين شخصاً بتشغيل ماله لديه ثم يتوارى أو أن يستأجر أحد النصابين سيارة ثم يبيعها".. لتتعداها إلى عمليات تنم عن الكثير من الحنكة ولا تخلو من الطرافة التي تجعلنا نضحك رغم التوصيف الجرمي لأفعالهم.
ومن أطرف حالات النصب التي حدثت في الآونة الأخيرة، قدم مجموعة من الشبان بسيارة تحمل معدات تصوير إلى إحدى قرى محافظة السويداء مدعين أنهم فريق عمل تلفزيوني، وأنهم يقومون بتصوير حلقة من برنامج للتلفزيون السوري، فاتجهوا إلى بيت سيدة لديها بقرة تربيها كي تعيش منها، و أقنعوها أن وجهها الريفي مناسب جداً للمشهد الذي يريدون أخذه لبرنامجهم ودفعوا لها مبلغ 5000 آلاف ليرة سورية مقابل أن توافق ، فوافقت السيدة بكل سرور خاصة وأنهم امتدحوا ملامح وجهها التي تعبر عن المشهد الذي سيصور خير تعبير ، كما أنها لن تكون لوحدها في المشهد الذي تقوم فكرته على أن يقوم فريق العمل بتحميل البقرة في الشاحنة ثم تسير الشاحنة ببطء فيما المرأة تقف في الشارع وتلوح لبقرتها بيدها في لحظة وداع مؤثرة ، وبالفعل صعد كل الفريق التلفزيوني المفترض مع البقرة في السيارة وصارت المرأة تلوح بيدها لبقرتها فيما المصور الواقف في السيارة يصور هذا المشهد التراجيدي، الذي انتهى بأن ضاعفت السيارة من سرعتها وانطلقت إلى جهة مجهولة فيما المرأة لا تزال تقف مذهولة ناسية يدها تلوح لبقرتها التي فقدتها بالفعل.
وفي حادثة تعد أجرأ وأوقح عمليات النصب والسرقة .. قام شاب بسرقة دراجة نارية لفلاح في إحدى القرى كان يستعملها في الذهاب إلى حقله، وبما أن الدرجة مهربة فلم يعمد صاحبها للإدعاء لدى أي جهة ، راضياً بما قسمه له ربه، وصار يذهب سيراً على الأقدام إلى حلقه، وفي اليوم التالي وبينما هو يعمل في أرضه فوجئ بالشاب الذي سرق الدراجة قادماً إليه ومعه الدراجة النارية التي سرقها ، وقام بإيقافها على طرف الطريق وتقدم نحو الفلاح معلناً توبته وراجياً منه أن يصفح عنه مدعياً أن ضميره قد أنبه كثيراً على ما فعل وأن كل ما يطلبه من هذه الحياة الفانية هو أن يسامحه الفلاح ، فشكر الفلاح ربه كثيراً ليس لأنه أعاد دراجته المسروقة ، بل لأنه كان سبباً في توبة شاب ضال، إلا أن الشاب كان له طلب بسيط من الفلاح قبل أن يغادر، وهو مبلغ 1000 ليرة ثمناً لقطعة اشتراها للدارجة، كونه استدانها من أحد معارفه ، فما كان من الفلاح إلا أن أعطاه المبلغ المطلوب وأوصاه أن يحافظ على توبته ، وبالمقابل ودع الشاب الفلاح وذهل إلى أول الطريق حيث الدراجة ، امتطاها ومضى.