بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
{وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ } الشعراء80
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين ، وسلام على عباده الذين أصطفى
وعلى خير نبى اصطفى سيدنا محمدعليه الصلاة والسلام
المُنزل عليه من ربه : {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ }غافر60
وحذر النبى صلى الله عليه وسلم أمته من إعراضها عن الدعاء :
{قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ }الفرقان77
أما بعد :
" مع المنحة ... تعرف عظمة ربك "
نعم أقول منحة من الله وليست محنة كما اعتدنا أن نقول
ذلك كلما إعترانا شئ من المرض
فقد رأيت من خلال تعرضى للمرض وملازمتى للفراش فى
الأيام الأخيرة وبعدى عنكم أحبائى وأعزائى وعن منتدانا
الحبيب مايقرب من الشهرين
أقول رأيت ... رأيت مدى تعلقى بالله وبرحمته فى كل ثانية
ولحظة ولسانى يلهج بحمده والدعاء له سبحانه أن يشملنى
بعفوه ورحمته ورعايته رأيت عظمة ربى وأنا بين يدى رحمته
وهو يمرر أمام عيناى أيام عمرى وكأنها شريط لحياتى ليرينى ماكنت فيه على صواب أم خطأ
وما وفقنى فيه الله من حُسنى وما قصرت فيه وما لهتنى الأيام والدنيا عنه ومايحتاج منى لإهتمام أكبر وأكثر ...
رأيت عظمة ربى وهو يزيح ويبعد عنى المرض رويدا ً رويدا ً ويمنحنى الشفاء ليعطينى الفرصة من جديد ليكون إيمانى
وعبادتى وطاعتى له أشد وأعمق وأفضل
رأيت عظمة ربى ورحمته وهو يجرى على لسانى فى أحرج
وأشد وأصعب لحظات المرض
عبارة رائعة ظل لسانى وقلبى يرددانها :
" الحمد لله الذى عافانى مما إبتلى به كثير من الناس "
فأجد مردودها عليّ بالراحة النفسية وبالسكينة والطمأنينة
لروحى وتخفيفا ً وذهابا ً لآلامى
مما زاد ثقتى فى الله وفى عفوه وكرمه ورحمته
رأيت عظمة ربى وهو يرينى بعيناى محبة الناس والأهل
والجيران والأصدقاء المخلصين ولهفتهم وسؤالهم الدائم عنيّ ودعواتهم الطيبة ليّ وخاصة من هم مودتهم ومحبتهم فى الله
ولله فكانت بلسما ً ودواءا ً ليّ أطيب من كل دواء ، ينثلج بها صدرى ويهدأ بها فؤادى
وتلك بشرى من الله أننا والحمد لله على الطريق الصحيح
" طريق الخير بإذن الله " - نتمنى من الله أن ينيره لنا دائما ً، ونعمة منه نرجوه سبحانه أن يسبغها علينا دوما ً وأبدا ،
ورضا منه جل شأنه وأن يزيدنا محبة وودا ً وإخلاصا ً .
وأود فى هذا الموقف أن أتوجه بكل الشكر والتقدير والعرفان
لكم جميعا ً إخوتى وأحبتى فى الله
لدعائكم الطيب والمخلص ليّ وهذا الشعور النبيل والكريم
تجاهي وإن جاز لى فى هذا المقام أن أخص بعرفانى وتقديرى وشكرى العميق لأحد
فلكل من أخى الحبيب وصديقى الوفى غنيم البورسعيدى
وإبنتناالفاضلة وأختنا فى الله عروبة وإبننا الغالي محمد
حمص لإتصالهم المباشر بيّ عبر الهاتف وسؤالهم الدائم عنيّ ودعائهم الطيب وكلماتهم الرقيقة مما كان له أثر طيب على نفسى وحالتى الصحية ولعلى لاأكون نسيت أحدا ً ممن إتصل بي ّ فله إعتذارى وشكرى ، جزاهم الله عنى كل الخير .
ولا أنسى صاحبة الفضل الأول بعد الله فى كل هذا الدعاء الكريم ليّ ... إبنتنا الكريمة وأختنا فى الله انجى المسلمة
السباقة بالخير دائما ً والذى لم ينقطع سؤالها وإتصالها بي
حتى اللحظة ... فلهم شكرى وتحياتى وأمنياتى الطيبة بدوام الصحة والعافية " فما شكر الله من لم يشكر الناس "
فالحمد لله رب العالمين الذى جعلها ليّ منحة وليست محنة ... فاللهم أجعلنى فيما بقى ليّ من عمر فى معيتك دائما ً
وأنشر عليّ من رحمتك وعونك مايجعل لسانى يلهج بشكرك وحمدك دائما ً فى كل لحظة وحين ، متبعا سُنة رسولك الكريم صلى الله عليه وسلم فيما أفعله وأقوم به ، وأن تـُحسّن ختام
أيامنا وأعمالنا وأن تجعلنا نلقاك وأنت راض ٍ عنا ...
داعيا ربيّ أن يمنّ علينا وعلى جميع مرضى المسلمين
بالشفاء العاجل والتام والذى لايغادر سقما ً
وأن يعفو عنا جميعا ًبفضله وكرمه إنه سميع مجيب .