القهوة العربية...............

الرائحة تعبق في كل مكان .... رائحة لا أعرف وصف لها ...... رائحة حركت في عروقي دميّ العربي العريق ..رائحة ردت عبر ذاكرتي الماضي و عراقته........... وذكرتني أن الشمس تشرق مع كل يوم جديد....وأعادت إليّ صورة القمر في كبد السماء وأصوات الرياح الممزوجة بالسكون الهادئ المخيف.... كيف لي أن أصف كل الأحاسيس بأقاويل ....؟ كيف لي أن أعطيكِ حقكِ فالكلام عنكِ قليل..........!
تردني هذه الرائحة إلى صحراءٍ ... وبيت شَعر وموقد في وسط خيمة مع مصب قهوة وفناجين.... تقودني إلى فتاة عربية مكتحلة العينين بشعرٍ أسودٍ مسدول على الكتفين وعصبة فوق الجبين بعباءة سوداء مزركشة بألوان الربيع تظهرها ملكة في قصر شرقي......... ترد إلى سمعي صوت رجل يعزف على ربابته أروع قصائدٍ للغزل العذري .....تأخذني إلى شاب أسمر بهي الطلعة يختلس نظرات إلى حبيبته التي تملئ جرتها من نبع ماء قريب ...... تعود بي هذه الرائحة إلى امرأة على رأسها حطة معقودة للخلف تخفي فيها شيب شعرها تجلس أمام ركنها تخضُّ الشِنينه... ترد إلى سمعي دقات الهاون ونغماته المتناسقة التي شكلت لحنا عربيا حزين ...ترجعني إلى الفروسية والخيول العربية ولفارسٍ يجهز السرج و اللجام لفرسه الأشهب الأصيل ............
إنها رائحة الطيبة ...والبساطة دون تعقيد ...... والحياة دون تكلف وزيف ... رائحة تنشر الأمان والراحة ..وحب الحياة من جديد .... رائحة الصدق والمروءة والوفاء ..

رائحة قهوة عربية تعد هذا الصباح.........


كل عام وأنتم بخير