ذكاء الشافعي ... رحمه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي ..أخواتي الكرام: قرأت هذا الموضوع فأعجبني ورأيت أن أنقله إليكم.

كان هناك مجموعة من العلماء يحقدون على الإمام الشافعي،و يدبرون له المكائد عند الأمراء،فاجتمعوا وقرروا أن يجمعوا له العديد من المسائل الفقهية المعقدة لاختبار ذكائه،فاجتمعوا ذات مرة عند الخليفة الرشيد الذي كان معجبا بذكاء الشافعي و علمه بالأمور الفقهية، وبدأوا بإلقاء الأسئلة.

فسأل الأول :ما قولك في رجل ذبح شاة في منزله، ثم خرج في حاجة ،فعاد و قال لأهله:كلوا أنتم الشاة فقد حرمت علي،فقال أهله علينا كذلك..

فأجاب الشافعي:إن هذا الرجل كان مشركا ،فذبح الشاة على اسم الأنصاب و خرج من منزله لبعض المهمات فهداه الله إلى الإسلام و أسلم فحرمت عليهالشاة،و عندما علم أهله أسلموا فحرمت عليهم كذلك.

وسئل: شرب مسلمان عاقلان الخمر، فلماذا يقام الحد على أحدهما ولا يقام على الآخر؟

فأجاب إن أحدهما كان صبيا والآخر بالغا.

وسئل:زنا خمسة أفراد بامرأة،فوجب على أولهم القتل،و ثانيهم الرجم،و ثالثهم الحد،و رابعهم نصف الحد،و آخرهم لاشيء؟

فأجاب: استحل الأول الزنا فصار مرتدا فوجب عليه القتل ،و الثاني كان محصنا ،و الثالث كان غير محصن،و الرابع كان عبدا،و الخامس كان مجنونا.

وسئل:رجل صلى و لما سلم عن يمينه طلقت زوجته!!و لما سلم عن يساره بطلت صلاته!!و لما نظر إلى السماء وجب عليه دفع ألف درهم!!؟

فأجاب:لما سلم عن يمينه رأى زوج امرأته التي تزوجها في غيابه،فلما رآه قد حضر طلقت زوجته منه ،و لما سلم عن يساره رأى في ثوبه نجاسه فبطلت صلاته، فلما نظر إلى السماء رأى الهلال وقد ظهر وكان عليه دين ألف درهم يستحق سداده في أول الشهر.

وسئل: ما تقول في إمام كان يصلي مع أربعة نفر في مسجد فدخل عليهم رجل ، و لما سلم الإمام وجب على الإمام القتل ،و على المصلين الأربعه الجلد ووجب هدم المسجد على أساسه؟

فأجاب: إن الرجل القادم كانت له زوجه،و سافر و تركها في بيت أخيه، فقتل الإمام هذا الأخ و ادعى أن المرأة زوجة المقتول فتزوج منها و شهد على ذلك الأربعة المصلون و أن المسجد كان بيتا للمقتول فجعله الإمام مسجدا.

و سئل: ما تقول في رجل أخذ قدح ماء ليشرب ، فشرب حلالا و حرم عليه بقية ما في القدح؟

فأجاب:إن الرجل شرب نصف القدح فرعف أي نزف في الماء المتبقي فاختلط الماء بالدم فحرم عليه ما في القدح .

وسئل : كان رجلان فوق سطح منزل ،فسقط أحدهما فمات فحرمت على الآخر زوجته؟

فأجاب:إن الرجل الذي سقط ومات كان مزوجا ابنته من عبده الذي كان معه فوق السطح ، فلما مات أصبحت البنت تملك هذا العبد الذي هو زوجها فحرمت عليه.

إلى هنا لم يستطع الرشيد الذي كان حاضرا تلك المساجلة أن يخفي إعجابه بالشافعي وسرعة خاطرته و جودة تفكيره و حسن ادراكه فقال: بينت فأحسنت وعبرت فأفصحت و فسرت فأبلغت.

فقال الشافعي: أطال الله عمر أمير المؤمنين، إني سائل هؤلاء العلماء مسألة ، فإن أجابوا عليها فالحمد لله ، وإلا فأرجو أمير المؤمنين أن يكف عني شرهم ، فقال الرشيد لك ذلك،فقال الشافعي :مات رجل وترك ست مائة درهم ،فلم تنل أخته من هذه التركةإلا درهما واحدا،فكيف كان الظرف في توزيع التركة؟

فنظر العلماء بعضهم إلى بعض طويلا و لم يستطع أحدهم الإجابة فلما طال بهم السكوت،طلب الرشيد من الشافعي الإجابة.

فقال الشافعي:مات هذا الرجل عن بنتين و أم و زوجة واثني عشر أخا و أخت واحدة ،فأخذت البنتين الثلثين و هي أربعمئة درهم و أخذت الأم السدس و هو مئة درهم ،و أخذت الزوجة الثمن وهو خمس و سبعون درهم و أخذ الإثني عشر أخا أربع و عشرون درهم ، فبقي درهم واحد للأخت، فتبسم الرشيد و قال:أكثر الله في أهلي منك ،و أمر له بألفي درهم فتسلمها الشافعي ووزعها على خدم القصر.

اللهم ارزقنا علما نافعا ونفعنا بما علمتنا
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.

اللهم ارزقنا علما نافعا ونفعنا بما علمتنا
الحمد لله رب العالمين.
ذكاء الشافعي ... رحمه الله Qatana02

» الشيخ زايد رحمه الله
» انا لله وانا اليه راجعون
» الى رحمه الله
» الى رحمه الله بتاريخ 7/5
» أروع ما قال ابن القيم رحمه الله ..