أمريكا والهيمنة الاقتصادية "مطاعم ماكدونالدز نموذج واقعي من حياتنا"

قرأت منذ عدة أيام مقالاً في إحدى المجلات الالكترونية ومما أثار انتباهي عدد الردود والمشاركات حول هذا الموضوع الذي يتكلم عن دخول الشركات الأجنبية وخاصة الأمريكية منها في أسواقنا العربية تحت مسميات عربية 100% ، سعودية 100%، مصرية 100% وشرح الكاتب دور هذه الشركات في اقتصادنا وأسواقنا وما تقوم به من أعمال خيرة تحمد عليها وتذكر في مناقبها ولكن لفت انتباهي في الردود والمشاركات التحليل الموضوعي للأخوة المشاركين وخاصة الذين ينظرون بعين البصيرة لما وراء الخبر ويعوون بشكل جيد للكلمات بين السطور ومما أثار حفيظتي للبحث في هذا الموضوع والتعمق فيه أن الكثير من أخوتنا المتحمسين لشعوبهم وأوطانهم وصلوا إلى حد اتهام الأشخاص المشاركين في دعم هذه الشركات عن طريق الدعاية أو عن طريق استهلاك منتجاتها بخذلان إخوانهم (قمت بتلطيف اللفظ حتى لا يفهم على غير ما أريد به) وللوقوف على حقيقة هذا الأمر أوردت لكم في مقالي هذا بعض الحقائق تاركاً لكم ولضمائركم الحية أن تقوموا بما فيه خير لكم في دنياكم وبعد مماتكم والله من وراء القصد.

أخوتي وأخواتي أعتذر منكم مسبقاً عن الإطالة في تقديم وطرح هذه المادة ولكن لأهمية الموضوع كان لا بد لي من ذلك كما اعتذر لكم عن كون الاحصائيات المذكورة قديمة نوعاً ما ولكن هي التي استطعت الحصول عليها وقد أوردتها للاستئناس بها ولكي تقدم لنا صورة واضحة وجلية عن موضوع حديثنا.

بات من الواضح جلياً لكل إنسان اليوم الدعم المباشر وغير المباشر الذي تقدمه الولايات المتحدة المريكية لحليفها وابنها المدلل الكيان الصهيوني وكيف أن هذا الدعم طال جميع المناحي والمجالات (الاجتماعية والثقافية والعسكرية والاقتصادية وغيرها). وإنه لمن المؤسف اليوم أن نقوم ومن حيث لا ندري بالمشاركة في تقوية هذا الدعم وأقصد طبعاً الجانب الاقتصادي منه. ربما يتساءل أحدنا كيف نقوم بذلك وكيف نجد بيننا من تطاوعه نفسه ليقوم بذلك. الجواب بسيط وهو أننا ما زلنا نعتمد في حياتنا ومعيشتنا على منتجات وبضائع الشركات الأمريكية المختلفة. لعل أحدنا يجد لنفسه المبرر والعزاء بأن هذه الشركات لا تدعم وتساند هذا الكيان بل على العكس من ذلك فهي تقدم لشبابنا فرص عمل مختلفة وتقوم بين حين وآخر بأعمال خيرية مختلفة وهذا المسوغ صحيح وواقعي ولكن أين تصب إيرادات وضرائب هذه الشركات أما الإيرادات فتدخل إلى أرصدة المستثمرين والملاك لينفقوها كيفما شاؤوا وأما الضرائب فإنها تدخل في ميزانية الدولة والتي يذهب قسم كبير منها لدعم هذا الكيان الغاصب ولدعم القوة العسكرية التي ستوجه سلاحها إلى صدورنا وصدور أبنائنا. إنه ليحزنني أن أرى أبناء بلدي يتحدثون بكل فخر عن انجازاتهم وعملهم مع هذه الشركات ويروجون لها بالدعاية والإعلان وخاصة تلك التي جاهرت وأعلنت في وضح النهار عن دعمها لسياسات دولتها الداخلية والخارجية وفي نفس السياق فإنني لا أجد عذرا لكل من يقوم بالشراء من هذه الشركات ويروج لها وخاصة مع توفر البديل. ولكي نثبت الادعاء بالبينة والدليل بالبرهان سنضرب من مطاعم الماكدونالدز نموذجاً حياً وواقعياً لهذه الهيمنة الاقتصادية والتوغل الأمريكي في العالمين العربي والإسلامي حيث أورد توماس فريدمان أحد أكثر الكتاب الأمريكيين تعبيرا عن الأدارة الأمريكية والذي يعتبر أن مطاعم الماكدونالدز هي أحد أهم رموز الهيمنة الأمريكية سياسيا وثقافيا وأقتصاديا ، يقول ( يد السوق الخفية لا يمكن أن تعمل بدون قوة خفية ، ماكدونالدز ـ للوجبات السريعة ـ لا يمكن أن نتعش دون ماكدونالدز. دوجلاس التي تصنع طائرات F15 ويساند هذا قوة أسمها جيش وطيران ومارينز أمريكا ) ( صحيفة نيويورك تايمز 28/3/1999 ). وفي كتابه "السيارة ليكزيس وغصن الزيتون " يقول ما ملخصه أفضل حدث هو أفتتاح مطعم جديد لماكدونالدز في أي مكان في العالم لأن كل مطعم جديد يفتتح هو أنتصار جديد لأمريكا والهيمنة الأمريكية .

تنشط مطاعم الماكدونالدز الأمريكية في معظم بقاع العالم، ويثبت أكثر من مصدر بأنها تدعم المشروع الصهيوني، وقد وجدت هذه المطاعم في العرب والمسلمين خير مستهلك لمنتوجاتها وخاصة من الجيل الأخير في المدن الغربية، ولم يقتصر الأمر على الغرب فقط حيث لم تنج الدول العربية والإسلامية من هذا الغزو حيث صارت هذه المطاعم تنتشر كخلايا السرطان في جسد الأمة المنهك اقتصادياً وثقافياً فأصبحت ملاذا دافئا لشريحة عريضة من المواطنين والشباب، مما جعلها توسع نفوذها ونشاطها الاقتصادي، فغدونا نسمع بين حين وآخر، أن مطعما جديدا للماكدونالدز فتح أبوابه في هذا الحي، أو في هذه المدينة. ومما يثبت دعم هذه الشركة للكيان الصهيوني ما نشرته جريدة الأهرام في 10/9/2001 أن ماكدونالدز خصصت عائد مبيعاتها يوم السبت من كل أسبوع لدعم هذا الكيان كما فرضت الشركة الأم على فرعها في مصر إلغاء إعلان لها يقدمه المطرب الشعبي شعبان عبد الرحيم لأنه غنى " أنا بأكره إسرائيل ".

كما نشر موقع " جويش كومينتي " على الأنترنت التابع لصندوق دعم المستوطنات شكر الصندوق .لماكدونالدز على التبرعات الموجهة لدعم (إسرائيل) حيث أن ماكدونالدز في مقدمة الشركات المتبرعة لـ (إسرائيل).

وأوردت الأهرام الرياضي في 17/1/2001 نقلا عن موقع (يشع) على الأنترنت وهو المعبر عن المستعمرين (المستوطنين) الصهاينة أن مالك شركة ماكدونالز هو " عمري فيران " يهودي يحمل الجنسية الإسرائيلية

إن ثمة أكثر من معطى يثبت بأن شركة الماكدونالدز باتت تشكل قوة رأسمالية احتكارية ضخمة، فمطاعمها تغطي 119 دولة في العالم، بـ 30 ألف مطعم تستخدم أكثر من 160 ألف عامل، يوجد منها في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي 247 مطعما، وأكثر من ذلك فإن الشركة تملك جامعة أسست سنة 1961 بولاية ألينوي، وفتحت جامعة جديدة ضخمة في مدينة شيكاغو، أطلقت عليها جامعة (الهمبرغر)، لها فروع في العديد من دول العالم كالبرازيل وبريطانيا واليابان واستراليا وهونغ كونغ، تستقطب طلابا من مختلف الجنسيات بما في ذلك العربية والإفريقية، تدرس لهم علم (الهمبرغر) أو (الهمبرغرلوجي)، ويتخرج من الجامعة سنويا حوالي 5800 طالب، حيث بلغ عدد المتخرجين منذ تأسيس النواة الأولى للجامعة سنة 1961 إلى أكثر من 73 ألف طالب. أما بالنسبة إلى مبيعات مطاعم الماكدونالدز الإجمالية، فقد بلغت سنة 2003 حوالي 17 مليار دولار. ويرأس مارفين ويلي، رئيس فروع ماكدونالدز في الشرق الأوسط وأفريقيا وأسيا، حيث يشرف على نحو 2800 مطعم، منتشرة في 25 بلدا. (للمزيد من المعلومات، يمكن الاطلاع على مقال: الهمبرغر لوجي علم جديد يقرب بين مفاهيم الشرق والغرب، لمحمد الشافعي، منشور في جريدة الشرق الأوسط، الاثنيـن 12 شعبـان 1425 هـ 27 سبتمبر 2004 العدد 9435).

وعلى الرغم من أن معظم أصحاب هذه المطاعم في البلاد العربية يزعمون أنهم عرب ويساندون أخوانهم في سائر بقاع الأرض ويرفضون ويصرحون بين حين وآخر رفضهم للغطرسة والهيمنة الأمريكية وسياستها في المنطقة فإن تحرك هذه المطاعم بهذه الصيغة، يكشف عن دهاء أصحابها لا سيما وأن الجميع يدرك أصل هذه المطاعم وحقيقتها، التي إن كان أصحابها من العرب، فلماذا فضلوا استعمال هذا الإسم الدعائي البراق، عوضاً عن اسم آخر محلي يستعيرونه من ثقافة البلد أو حتى من المعجم العربي ونعلم أنه بالمقابل تدفع هذه المطاعم أموال طائلة للشركة الأم لتوظيف هذا الإسم ذي الشهرة العالمية الساحرة التي لا تقاوم، علما بأن استخدام أي اسم لمنتوج ماركة عالمية مشهورة دون ترخيص يثبت حق الاستخدام، يعرض صاحبه للمتابعة القضائية والعقوبة المادية، فما بالك ومطاعم الماكدونالدز. (وللعلم فإن عائدات هذه الشركة من بيع تراخيص استخدام اسمها يفوق بمرات كثيرة عائداتها من بيع منتجاتها في مطاعمها التي تملكها حيث تتقاضى الشركة الأم رسماً سنويا عن استخدام اسمها وتتقاسم عائدات وأرباح المطعم بنسب محددة ومتنفق عليها مسبقاً)

هذا من الناحية الاقتصادية أما من الناحية الصحية فإن الخطر الكامن وراء تناول الوجبات السريعة لا يمكن تجاهله لما له من أثر سلبي على صحة وحياة الإنسان وتم تلخيص هذا الأثر في
فيلم Super Size Me وهو من تمثيل: مورغان سبورلوك، داريال أساكس، ليزا جانجيهو. كتابة وإخراج: مرغان سورلوك. تاريخ انتاج الفلم: أيار 2004. نوع الفلم: وثائقي.

القصة: يحاول مخرج الفلم أن يقف وراء أسباب سمنة الشعب الأمريكي، وللوصول لهذه الأسباب يدخل المخرج في تجربة فريدة لمدة 30 يوما يقتصر طعامه على الوجبات السريعة من مطاعم ماكدونالدز ويتعرض الفلم لكل التجارب التي خاضها طاقم التمثيل بالإضافة إلى استعراض للكشوفات الطبية والنفسية التي أفرزتها الـ 30 يوما من التجربة

الفلم كما تم طرحه في الموقع العالمي Wikipedia

"[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]"

عبارة عن 30 يوم (شباط 2003) يركز مخرج الفلم على وجبات سريعة تم شرائها خصيصا من ماكدونالدز، ويوَثق الفلم كيف أثرت هذه الوجبات على نمط حياة "مورجن" الجسدية والنفسية وكيف أن مثل هذه الشركات تركز فقط على مصالحها الخاصة. خلال الفلم يذهب "مورجن" إلى مطاعم ماكدونالدز ثلاث مرات في اليوم (ثلاث وجبات يوميا) ويجمع عينة من الوجبات مرة واحدة على الأقل. وكان يضاعف حجم الوجبة في كل مرة. حيث أنه يأكل بما معدله 5000 كيلوات من الوحدات الحرارية (مساوية لـ 9.23 من الوجبة بيج ماك) يوميا خلال توثيق التجربة. أزيح الستار عن الفلم في شهر شباط من العام 2005 وتم تعديل الفلم وإعادة صياغته وتصميمه ليتم عرضه في برنامج الصحه التابع للمدارس الثانوية. كان "مورجن" بصحة جيدة قبل التجربة، حيث كان يزن 84 كيلوجرام بطول (188 سم)، ولكن بعد ثلاثين يوما (وهي فترة التجربة) اكتسب (11.1 كيلوجرام) إضافية، أي 13% زيادة في وزن جسمه الطبيعي. وإكتشف أيضا أنه مصاب بإضطرابات مزاجية، وفقدان للرغبة الجنسية وأضرار في الكبد. استلزم من "مورجن" 14 شهرا (سنة وشهرين) للتخلص من الوزن الزائد الذي اكتسبه في شهر واحد فقط. كان الناتج من تحقيقات: "مورجن" (ويقصد بها الفلم) هو ارتفاع في معدل السمنة في الولايات المتحدة , الذي أعلن عنه Public Health Services الطبيب المفوض من المركز الرئيسي للخدمات الطبية التابع للولايات المتحدة. لذلك إن كان أحدنا لا يهتم بحياة الآخرين فلا بد أن تكون حياته وصحته موضع اهتمامه.

أخوتي وأخواتي هناك الكثير مما يمكننا فعله وخاصة في ظل الظروف الحالية ولعل مقاطعة منتجات هذه الشركات الداعمة لاستراتيجية هذه الدول وعدم الترويج لها بأي شكل من الأشكال هو أقل ما يمكننا القيام به وذلك للسبب التالي

يكسب الإنسان بمقاطعته هذه المنتجات نوعا من السلم الداخلي مع نفسه، وهو عاجز عن القيام بأي شيء آخر وعلى الأقل يريح ضميره نوعا ما بأنه بذل ما بوسعه لنصرة أخوانه المظلومين والمضهدين في أنحاء العالم كافة وفي وطننا العربي خاصة (في العراق وفلسطين على سبيل المثال).



أخوتي وأخواتي ارجو من الجميع التفاعل مع الموضوع واغناؤه بالأفكار والمقترحات التي يمكن القيام بها من أجل وقف هذه الغطرسة والهيمنة في بلادنا كما أقترح أن يذكر كل أخ أو أخت جانبا من الاجراءات العملية التي يمكن القيام بها وأبدا بنفسي فقد حرمت عليها وعلى عائلتي ومن سنوات عديدة الكثير من منتجات هذه الشركات وما زلت وإياهم على قيد الحياة بل اشعر براحة ضمير لأنني أقوم بأدنى ما استطيع القيام به تجاه إخوة لي في الدين والهوية وارجو من الله تعالى أن يكون ذلك شفيعاً لي يوم اسأل ماذا قدمت لنصرت إخوتك.

يا ريت نتعلم منهم و نصير أحسن منهم
إن ثمة أكثر من معطى يثبت بأن شركة الماكدونالدز باتت تشكل قوة اقتصادية ضخمة، فمطاعمها تغطي 119 دولة في العالم، بـ 30 ألف مطعم تستخدم أكثر من 160 ألف عامل بما فيهم عرب و مسلمين، و يوجد منها في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي 247 مطعما، وأكثر من ذلك فإن الشركة تملك جامعة أسست سنة 1961 بولاية ألينوي، وفتحت جامعة جديدة ضخمة في مدينة شيكاغو، أطلقت عليها جامعة (الهمبرغر)، لها فروع في العديد من دول العالم كالبرازيل وبريطانيا واليابان واستراليا وهونغ كونغ، تستقطب طلابا من مختلف الجنسيات و الأديان بما في ذلك الاسلامية و العربية والإفريقية، تدرس لهم علم (الهمبرغر) أو (الهمبرغرلوجي)، ويتخرج من الجامعة سنويا حوالي 5800 طالب، حيث بلغ عدد المتخرجين منذ تأسيس النواة الأولى للجامعة سنة 1961 إلى أكثر من 73 ألف طالب. أما بالنسبة إلى مبيعات مطاعم الماكدونالدز الإجمالية، فقد بلغت سنة 2003 حوالي 17 مليار دولار

[img][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][/img]

[img][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][/img]

كل إناء بما فيه ينضح

و كل واحد بيفهم اللي هو حابب يفهمو

السادة الاعضاء و المشرفين

ليس من عادتي الرد على المواضيع كثيرا

لكن معرفتي بالمشرف وضاح جعلتني اشارككم و افيدكم بان الشركة التي يعمل فيها سعودية 100 % و مملوكة لسعودي و رأسماله سعودي 100% و بالتالي فإن جميع أرباحه تعود له

انما هنالك استخدام للاسم العالمي الناجح و المشهور من قبل هذه الشركة السعودية بناء على عقد معين.

و للمعلومية فإن السيد وضاح مطلع على كافة الملومات المدرجة اعلاه و هو على علم بها و هو يخاف الله فيما يقول و يفعل و لا يتردد ابدا في الرجوع عن الخطأ و قام باستشارة اهل العلم في هذا الموضوع
و ادعو له بالتوفيق و ان يسدد خطاه و يكتب له الخير دائما مع هذه الشركة او أفضل منها
و اما بالنسبة للفيلم الذي تمت الاشارة عنه
فإن غاية منتج الفلم الوصول لهذه النتيجة و اي واحد منا لو قام بمثل ما قام به بطل الفلم لاصابته البدانة بكل تاكيد
و بالمقابل فيا حبذا اشار كاتب هذا الموضوع للاشخاص الذين خضعوا لحمية باكلهم من ماكدونالدز فقط و هم كثير و يكفي وضع كلمتين ( حمية ماكدونالدز) في محرك البحث للاطلاع على بعض تلك المعلومات

و في النهاية اكرر تعليق السيد وضاح بان كل اناء بمافيه ينضح و ان كل شخص يفهم على مزاجه
و ياليتنا ننظر للجزء اللملوء من الكاس و إن هذا الكلام الذي في الموضوع أصبح معروفا عند الكثير من الناس الذين من السهل ان يميزوا بين الحق و الباطل في هذه الايام
و ليتنا نرى قريبا اسم عربي لمطاعم ذات شهرة عالمية مثل ماكدونالدز

أخوتي وأخواتي أعضاء منتدانا الغالي

أود أن أوضح لكم أن الهدف من وراء مقالي ليس الاتهام أو التجريح بأي كان فكيف بأخي وضاح الذي أكن له كل المودة والاحترام وأرجو من الله تعالى أن يجمعني وإياه على خير. إن الهدف الحقيقي من المقال هو أن ننتقل بتصرفاتنا من السلبية إلى الإيجابية وهو دعوة للجميع أن يستفت الإنسان قلبه (ولو أفتاه الناس) ويحكم ضميره ويتصرف بما هو مناسب في ظل ما توفر بين يديه من المعلومات والحقائق. ولكي نوضح كيف السبيل إلى هذا الانتقال أقصد من السلبية بتصرفاتنا نحو الإيجابية وهل نحن مطالبين فيه أورد لكم قصة سيدنا سليمان عليه السلام عندما مر بجنوده بواد للنمل ولنا فيها العبرة والبرهان.

عندما همَ سيدنا سليمان عليه السلام وجنوده بعبور واد النمل رأتهم نملة فهرعت إلى قومها منذرة ودعتهم إلى الدخول إلى منازلهم كي لا يحطمهم سليمان وجنوده بأرجلهم وهم لا يعلمون فكان من كرم الله عز شأنه أن سمع سيدنا سليمان قولها وتبسم له. هذه النملة الضعيفة مثال واقعي للإيجابية المطلوبة في حياتنا وهي أن لا نستصغر دورنا ونحتقره نهائياً فقد كان من الممكن أن ترى هذه النملة الجنود وأن تهرب أو تبقى في مكانها وتقول ماذا أستطيع أن أفعل في وجه هذا الجيش الجرار بل على العكس فهمت هذه النملة واجبها ودورها فهرعت إلى قومها وأخبرتهم بالخطر الذي يحيط بهم ولم تكره أو تجبر أحداً منهم على الاختباء فمن سمع قولها فرَ ونجا ومن لم يسمع فهذا شأنه.

إن من أكبر المصائب التي يبتلى بها الإنسان هي ألا يكتفي بكونه سلبي تجاه قضايا أمته بل يتعدى ذلك إلى تثبيط الباقين والتأثير عليهم من خلال استحقار الدور والعمل الذي يقومون فيه فمن الحري بنا أن لانستصغر ما يقوم به بعضنا (وله العذر في ذلك فكل إنسان يقدم مايستطيع ولن يكلف الله نفساً إلا وسعها) فعدم قيامنا بشيء هو أقل منزلة وأوضع درجة لذلك فلنقل خيراً أو لنصمت.

أخوتي وأخواتي الأعزاء يرجى قراءة المقال بشكل موضوعي وحيادي ووضع الأمور في نصابها الصحيح وعدم تحميله استنتاجات وتأويلات شخصية تذهب به بعيداً عن الهدف المرجو منه كما آمل أن يكون توضيحي هذا كافياً كي لا تبق التعليقات والردود تضع الأمور في غير نصابها وتهدف إلى تحقيق رغبات وأهواء شخصية.