تابع جبل الشيح - جبل كنعان
25- جبل كنعان
هذه التسمية عرف بها بسبب سكن الكنعانيين حوله ، وممن أورد هذه التسمية المقريزي في خططه فقال : جبل الجليل - بالجيم - ويعرفُ هذا الجبل بجبل كنعان - وهو الآن في زمننا – أي زمن المقريزي - من جملة معاملة صفد( ) ، ولا شك أن مدلوله اتساعًا وانحسارًا كان يختلف من فترة تاريخية إلى أخرى وذلك بسبب اختلاف سيادة الدول التي تحكم المنطقة ، وثقافة الشعوب التي استوطنتها . وقد ذكر ابن منظور دفن يوشع « عند أهل الكتاب : يشوع » بن نون فيه ، وذلك في كتابه مختصر تاريخ دمشق حيث قال في ترجمته ليوشع بن نون ما يلي : يوشع بن نون بن أفرائيم بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل - عليهم السلام - وهو فتى موسى بن عمران - صلى الله عليه وسلم - والخليفة بعده على أمته . ورد مع موسى أرض كنعان بالبلقاء من نواحي دمشق . وبلغني أن يعقوب دعا لجده أفرائيم ولذريته ، فولد له نون بن أفرائيم ، وولد لنون يوشع بن نون . قال محمد بن إسحاق : وهو فتى موسى الذي كان معه ، صاحب أمره ، نبأه الله - عز وجل - في زمن موسى ، وكان بعده نبياً . وهو الذي افتتح أريحا ، وقتل من بها من الجبابرة ، واستوقف الشمس في يومه الذي فتح الله له فيه ، لبقية بقيت من الجبابرة ، ليستأصلهم ، خشي أن يحول الله بينه وبين ذلك ، فوقفت له الشمس بإذن الله - عز وجل - حتى استأصلهم . ثم خلف بعد موسى على بني إسرائيل بأمر الله - عز وجل - يقيم فيهم التوراة ، وأحكام الله التي حكم بها فيهم . فعن عمرو بن ميمون الأزدي في قوله تعالى : « وإذْ فَرَقْنا بِكُمُ البَحْرَ فأنجيناكم »( ) ، قال : لما أتى موسى البحر قال له رجل من أصحابه يقال له يوشع بن نون : أين أمرك ربك يا موسى ؟ فوالله ما كذبت ولا كذبت . ففعل ذلك ثلاث مرات ، وأوحى الله إلى موسى : « أَنِ اضْرِبْ بعَصَاكَ البحرَ »( ) ، فضربه ، فانفلق ، ثم سار موسى ومن معه ، فأتبعهم فرعون في طريقهم ، حتى إذا تتاموا فيه أطبقه الله عليهم . فذلك قوله : « وأَغْرَقْنا آلَ فِرْعَوْنَ وأنتمْ تَنْظُرُون »( ) . قال ابن عباس : حدثني أبي بن كعب قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن موسى - عليه السلام - ذكر الناس يوماً ، حتى إذا فاضت العيون ، ورقت القلوب ولى ، فأدركه رجل ، فقال : يا رسول الله ، هل في الأرض أحد أعلم منك ؟ قال : لا ، فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إلى الله ، فأوحى الله إليه : إن لي عبداً أعلم منك ، قال : أي رب ، وأين ؟ قال : بمجمع البحرين ، قال : يا رب ، اجعل لي علماً أعلم ذلك به ، قال : خذ حوتاً ميتاً حيث ينفخ الله فيه الروح وفي رواية : حيث يفارقك الحوت فذاك قوله تعالى : « وإذْ قال موسى لفتاه »( ) يوشع بن نون . فبينا هو في ظل صخرة إذ تضرب الحوت وموسى نائم ، قال فتاه : لا أوقظه ، حتى إذا استيقظ نسي أن يخبره ، وتضرب الحوت حتى دخل البحر فأمسك الله عليه جرية البحر حتى كان أثر في حجر وحلق إبهاميه واللتين تليانهما « لقد لَقِينا مِنْ سَفَرنا هذا نَصَبًا »( ) ، قال : قد قطع الله عنك النصب ، وأخبره ، فرجعا ، فوجدا خضراً على طنفسة خضراء على كبد البحر مسجى بثوبه ، قد جعل طرفه تحت رجليه ، وطرفه تحت رأسه ، فسلم عليه موسى ، فكشف عن وجهه ، وقال : هل بأرضك من سلام ؟ من أنت ؟ قال : أنا موسى ، قال : موسى بني إسرائيل ؟ قال : نعم ، قال : فما شأنك ؟ قال : جئت لتعلمني مما علمت .. وذكر الحديث . وعن الحسن قال : إن الله لم يقبض موسى حتى أحب الموت ؛ وذلك أنه لم يكن في الأنبياء أكرم ، ولا أهيب ، ولا أعظم عنده من موسى ، فأراد الله أن يحبب الموت إلى موسى ، ويزهده في الحياة بتحويل النبوة عنه . وعن محمد بن كعب القرظي : أنه حين حولت النبوة إلى يوشع أحب موسى الموت ، فكان يغدو ويروح يوشع على موسى ، فيقول له موسى : يا نبي الله ، أحدث الله إليك اليوم شيئاً ؟ فيقول يوشع : يا صفي الله ، صحبتك كذا وكذا سنة ، فهل سألتك عن شيء يحدث الله إليك حتى تكون أنت تبديه لي ؟ فلما رأى موسى الجماعة عند يوشع أحب الموت . وعن عطاء : أوحى الله إلى موسى بن عمران أن يوشع هو القائم على الناس بعدك ، فقال : يا رب ، أزرع أنا ، ويحصد يوشع ؟ أأرعى أنا الغنم ، حتى إذا صلحت واستوت صارت إلى يوشع ؟! فقال الله له : إن أيام يوشع مخرجتك من الدنيا ، فقال : يا رب ، فأنا أكون ممن قبل يوشع ، فقيل له : فاصنع به كما كان يصنع بك ، فقال : نعم . وكان من رسم يوشع أن ينبه موسى للصلاة ، فجاء موسى إلى باب يوشع ، فقال : يا يوشع ، فضرب الله على أذنه ، فلم ينتبه ، وجعل بنو إسرائيل يمرون على موسى ، فقال : يا رب ، مائة موتة أهون من ذل ساعة . وانتبه يوشع ، فلما رأى موسى فرح وقال : يا نبي الله ، أنت واقف ها هنا ؟! ومضى موسى إلى الجبل ، واتبعه يوشع، فجعل موسى يوصيه : اصنع ببني إسرائيل كذا ، وافعل كذا . ثم قال له : ارجع ، قال : فخلع موسى نعليه ، فرمى بهما ، فقال : جئني بنعلي ، فذهب ليجيء بهما ، فأرسل الله نوراً حال بين يوشع وموسى ، فلم يصل إليه ، فرجع يوشع إلى بني إسرائيل ، فأخبرهم ، فجاؤوا إلى الموضع من الجبل فإذا موسى قد قبض ، وقد وضعت الحجارة عليه . وعن سعيد بن عبد العزيز قال : لما كان قبل موت موسى انقطع الوحي عنه ، ونزل جبريل إلى يوشع . قال : وكان إذا خرج موسى إلى البيعة إلى الحكم بين بني إسرائيل توكأ على يوشع ، فإذا جلس في البيعة قام يوشع على رأسه . قال : فلما نزل الوحي إلى يوشع ، وخرج إلى البيعة للحكم بين بني إسرائيل توكأ على موسى ، فلما أن دخل البيعة للحكم بينهم قام موسى على رأسه . قال : فقال موسى : يا رب ، إني لا أطيق هذا الذل كله ، فاقبضني إليك . وعن ابن عباس قال : لما أمر موسى بالمسير إلى قرية الجبارين ، واسمها أريحا ، فلما دنا منها بعث اثني عشر رجلاً من أصحابه رؤساء اثني عشر سبطاً ، فلما دخلوا قرية الجبارين دخل منهم رجلان حائط رجل من الجبارين ، فجاء ، فدخل الحائط ، فأبصر آثارهما ، فأتبعهما حتى أخذهما ، فجعلهما في كميه ، ثم دخل بهما على ملكهم ، فنثرهما ، فلما رآهما ملك الجبارين قال : اذهبوا فاجهدوا علينا ! فخرجوا حتى أتوا موسى ، فأخبروه ، فقال : اكتموا علينا . فجعل الرجل يخبر أخاه وأباه وصديقه ويقول : اكتم علي . فأشعر ذلك في عسكرهم ، ولم يكتم منهم إلا رجلان : يوشع بن نون ، وكالب بن يوفنا ، وهما اللذان أنزل الله فيهما : « قال رَجُلانِ مِنَ الذين يخافونَ أَنْعَمَ اللهُ عليهما »( ) . فقال أصحاب موسى : لسنا نقاتلهم ، « فاذهبْ أنتَ وربُّك فقاتلا إنَّا ها هنا قاعدون »( ) ، فنزل : « فإنَّها مُحَرَّمةٌ عليهم أربعينَ سنةً يَتِيهون في الأرض »( ) ، فتاهوا أربعين سنة ، فهلك موسى وهارون في التيه ، وكل من جاوز الأربعين ، فلما مرت الأربعون ناهضهم يوشع بن نون ، وهو الذي قام بالأمر من بعد موسى ، وهو الذي افتتحها ، وهو الذي قيل له : إن اليوم يوم الجمعة ، فهموا بافتتاحها ، ودنت الشمس للغروب ، فخشي إن دخلت عليه ليلة السبت أن يسبتوا ، فنادى الشمس : إني مأمور . وإنك مأمورة ، فوقفت حتى افتتحها . قال : فوجدوا فيها من الأموال ما لم يروا مثله ، فقربوه للنار فلم تأكله ، فقال : أفيكم غلول ، فدعا رؤساء الأسباط ، وهم اثنا عشر رجلاً ، فبايعهم ، فالتصقت يد رجل منهم بيده . فقال : الغلول في أصحابك ، فبايعهم كما بايعت ، فمن التصقت يده بيدك فالغلول عنده ؛ فبايعهم ، فالتصقت يده بيد رجل منهم ، فقال : الغلول عندك ، فأخرجه ، فأخرج رأس بقرة من ذهب ، لها عينان من ياقوت ، وأسنان من لؤلؤ مرصعة فقرب مع القربان ، فأتت النار ، فأكلته . وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: « إن الشمس لم تحبس على بشر إلا يوشع ليالي سار إلى بيت المقدس »( ) . وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: « إن نبياً من الأنبياء قاتل مدينةً ، حتى إذا كاد أن يفتحها ، وخشي أن تغرب الشمس فقال لها : أيتها الشمس ، إنك مأمورة ، وإني عبد مأمور ، عزمت عليك لما ركدت علي ساعةً من النهار . قال : فحبسها الله عليه حتى فتح المدينة . وكانوا إذا أصابوا غنائم قربوها للقربان ، فجاءت نار ، فأكلتها ، فلما أصابوا ، وضعوا ، فلم تجئ النار تأكلها ، فقالوا : يا نبي الله ، مالنا لا يتقبل منا قرباننا ؟ قال : فيكم غلول ، قالوا : يا نبي الله ، وكيف نعلم عند من الغلول وهم اثنا عشر سبطاً ؟ قال : يبايعني رأس كل سبط . فلصق كفا النبي - صلى الله عليه وسلم - بكف رجل منهم ، فقال : عندك الغلول ؟ فقال : نعم عندي ، قال : ما هو ؟ قال : رأس ثور من ذهب ، أعجبني فغللته . قال : فجاء به ، فوضع مع الغنائم ، فجاءت النار ، فأكلته »( ). فقال كعب : صدق الله ورسوله ، هكذا والله في الكتاب يعني التوراة . ثم قال : يا أبا هريرة ، حدثكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أي نبي كان ؟ قال : لا ، قال كعب : هو يوشع بن نون ، فتى موسى . فحدثكم أي مدينة هي ؟ قال أبو هريرة : لا ، قال كعب : هي مدينة أريحا . وفي رواية قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: « جاهد نبي من الأنبياء مدينة عليها سبعة أسوار ، فافتتح ستةً ، وبقي سور منها ، ودنت الشمس أن تغرب ، فقال : اركدي يا شمس ، فإنك مأمورة ، فركدت حتى افتتحها. وكان إذا افتتح قريةً أخذ الغنائم فوضعها ، فجاءت نار بيضاء ، فأخذته ، فعمد إلى الغنائم ، فوضعها ، فلم تأت النار ، فقال : فيكم غلول . وكان معه اثنا عشر سبطاً ، فبايع رؤوسهم ، وقال : اذهبوا أنتم ، فبايعوا أصحابكم ، فمن لصقت يده بيد أحد منكم فليأت به ، فذهبوا ، فبايعوا ، فالتصقت يده بيد رجلين ، فاعترفا ، وقالا : عندنا رأس ثور من ذهب »( ) . وعن إسماعيل ابن عبد الرحمن القرشي قال : لما أسري برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأخبر قومه بالرفقة والعلامة في العير، قالوا : فمتى تجيء ، قال : يوم الأربعاء . فلما كان ذلك اليوم أشرفت قريش ينتظرون قد ولى النهار ولم تجئ ، فدعا النبي - صلى الله عليه وسلم - فزيد له في النهار ساعةً ، وحبست الشمس ، فلم ترد الشمس على أحد إلا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم – يومئذ ، وعلى يوشع بن نون حين قاتل الجبارين يوم الجمعة ، فلما أدبرت الشمس خاف أن تغيب قبل أن يفرغ منهم ، ويدخل السبت ، فلا يحل له قتالهم فيه ، فدعا الله فرد له الشمس حتى فرغ من قتالهم( ). قال كعب : وكان الله كسا هارون قباء فيه اثنا عشر علماً كهيئة الكواكب ، لكل سبط منهم علم ، فإذا غل أحد من الأسباط تحول علم ذلك السبط عن نوره ، فصار مظلماً ، فيعلم أن سبط فلان قد غل . وكان ذلك القباء مع يوشع ، فلما كان يوم أريحا ردت رايته ، وانهزم أصحابه ، وكانوا إذا غلو انهزموا . فدعا بالقباء ، فنظر ، فإذا علامة منها قد تغيرت ، فدعا رأس ذلك السبط ، فقال : ما حملكم على أن غللتم ؟ قال : فطلبوا الرجل الذي غل ، فأصابوه ، فإذا قطيفة قد غلها ، فأحرقوه وإياها بالنار . وقال غير كعب : أحرق القطيفة وكانت منسوجة بالذهب والدر ، فأوحى الله إليه أن ضع الكمين وشد عليهم ، فإن الله يكفيكهم . قال : فهو أول من وضع الكمين . وفتح الله عليهم ، ودخلوا ، فأوحى الله إلى يوشع أن اقتل جبابرتها ، ولا تستبق منهم أحداً ، ففعل ، وأقام أربعين سنة حتى فتحت لهم بلاد الشام ، وفتح يوشع إحدى وثمانين مدينة ، ثم انصرف إلى بلادهم وأرضهم التي كانت وراثة آبائهم التي كتبها الله لهم ، وهي الأرض المقدسة ، آمنين على أنفسهم . ورفعت الحرب عن بني إسرائيل ، فلبثوا أربعين سنة يوشع بين أظهرهم ، وهم أحسن ما كانوا هيبة في جميع حالاتهم . قيل لعلي بن أبي طالب : هل كان للنجوم أصل ؟ قال : نعم ، كان نبي من الأنبياء يقال له يوشع بن نون ، قال له قومه : لا نؤمن بك حتى تعلمنا بدء الخلق وآجاله . فأوحى الله إلى غمامة ، فأمطرتهم . واستنقع على الجبل ماء صاف . ثم أوحى إلى الشمس والقمر والنجوم أن تجري في ذلك الماء ، ثم أوحى إلى يوشع أن يرتقي هو وقومه إلى الجبل ، فارتقوا ، فأقاموا على الماء حتى عرفوا بدء الخلق وآجاله بمجاري الشمس والقمر والنجوم ، وساعات الليل والنهار ، فكان أحدهم يعلم متى يموت ، ومتى يمرض ، ومن الذي يولد له ، ومن الذي لا يولد له ، فبقوا كذلك برهة من دهرهم ، ثم إن داود قاتلهم على الكفر ، فأخرجوا إلى داود في القتال من لم يحضر أجله ، فكان يقتل من أصحاب داود ، ولا يقتل من هؤلاء أحد . فدعا داود الله ، فحبست الشمس عليهم ، فزاد في النهار ، فاختلطت الزيادة بالليل والنهار ، فلم يعرفوا قدر الزيادة ، فاختلط عليهم حسابهم . قال علي : فمن ثم كره النظر في علم النجوم( ). وعن الوضين بن عطاء قال : أوحى الله إلى يوشع بن نون : إني مهلك من قومك مائة ألف ، وأربعين ألفاً من خيارهم ، وستين ألفاً من شرارهم . قال : يا رب ، تهلك شرارهم ، فما بال خيارهم ؟ قال : إنهم يدخلون على الأشرار فيؤاكلونهم ، ويشاربونهم ، ولا يغضبون لغضبي . قال إسحاق ابن بشر : ثم قسم يوشع الأرض المقدسة ، وما غلب عليه من الأسباط من بني إسرائيل ، وقتل يوشع من ملوك بني كنعان أحداً وثلاثين ملكاً من سبعة أسباط ، وكان على العماليق السميدع بن هزبر ، فقتل ، فقال الشاعر في ذلك :
ألم تر أنّ العملقيّ بن هزبرٍ ... بآية أمســـى لحمه قد تمزّعا
تداعى عليه من يهود قبائلٌ ... ثمانون ألفاً حاسرين ودرّعا
ثم مات يوشع بن نون ، واستخلف كالب بن يوفنا . قال أبو جعفر الطبري : كان عمر يوشع بن نون مائة سنة ، وستاً وعشرين سنة ، وتدبيره أمر بني إسرائيل قبل أن يتوفى موسى إلى أن توفي يوشع سبعاً وعشرين سنة . وقال غير أبي جعفر: دبر يوشع أمر بني إسرائيل إحدى وثلاثين سنة ، ومات وله مائة وعشر سنين ، ودفن في جبل كنعان( ) .
الباحث : محمود بن سعيد الشيخ