الفصل الثالث
تحقيق أسانيد شواهد الحديث
ودراسة تخاريج العلماء
تحقيق أسانيد شواهد الحديث
لقد توصلت بعد البحث المتواصل لثلاث تحقيقات في تخاريج العلماء وأبحاثهم في أسانيد الحديث الشريف :
أولهما : تخريج لكامل النص ، وثانيهما : تخريج شجري ملون جميل ، والثالث تخريج لجزء من النص حسب اختلاف الأسانيد التي اطلع عليها المخرجون ، وعملهم جيد ، ويدل على جهد طيب مشكور ، استفدت منه كثيرًا ، لكنه يحتاج إلى إكمال باستمرار- ككل عمل بشري يعتريه النقص وعدم التمام - خاصة مع ظروف العصر التي يسرت الحصول على مصادر أكثر ومعلومات أوفر تتيح للباحثين الحصول على ما نقص أولئك ، وتكمل ما عندهم ، وترتقي بالبحث العلمي إلى آفاق أرحب ومستويات أفضل .
التخريج الأول : تحقيق ابن يوسف العمري
(1) " ألا أدلك على ملاك هذا الأمر الذي تصيب به خير الدنيا و الآخرة ، عليك بمجالس أهل الذكر، وإذا خلوت فحرك لسانك ما استطعت بذكر الله ، و أحب في الله ، و أبغض في الله . يا أبا رزين ! هل شعرت أن الرجل إذا خرج من بيته زائرًا أخاه شيعه سبعون ألف ملك ، كلهم يصلون عليه ، يقولون : ربنا إنه وصل فيك فصله ، فإن استطعت أن تعمل جسدك في ذلك فافعل ." ( ضعيف )
أخرجه بهذا السياق و التمام البيهقي في" شــــعب الإيمان " (6/492-493/9024) ، و الضياء المقدسي في ٌ المنتقى من مسموعاته بمرو ٌ (ق126/2) من طريق محمد بن يعقوب بن يوسف المعقلي أبو العباس نا العباس بن الوليد بن مزيد قال أخبرني أبي أنا عثمان بن عطاء عن أبيه عن الحسن عن أبي رزين أنه قال له رسول الله صلى الله عليه و سلم . فذكره ، وأخرجه ابن عساكر في ٌ تاريخ دمشق ٌ (13/317) من طريق محمد بن المعافى قال نا عباس بن الوليد به ، و من طريق أبي العباس أحمد بن الحسن بن علي نا عباس بن مزيد به . وعلته عثمان ابن عطاء الخراساني فإنه ضعيف اتفاقًا .
و أخرجه الطبراني في ٌ الأوسط ٌ (رقم 8320) مختصرًا من طريق عمرو بن الحصين نا محمد بن عبد الله بن علاثة نا عثمان بن عطاء الخراساني عن أبيه عن مالك بن يخامر عن لقيط بن عامر أبي رزين . فساقه مقنصرًا فيه على جملة زيارة الإخوان و تشييع الملائكة ، ثم قال :" لم يرو هذا الحديث عن عطاء الخراساني إلا ابنه عثمان ، و لا عن عثمان إلا ابن علاثة ، تفرد به عمرو بن الحصين " . كذا قال ، و تبعه الهيثمي في " المجمع " فأعله بعمرو بن الحصين ، و أقره الشيخ ناصر الدين الألباني في"الضعيفة" رقم (5386) ، فقد ساقه فيها بلفظ الطبراني . و قد وهم الطبراني في ذلك لأنه ساقه في " مسند الشاميين " (3/300/2325) من طريق الحارث بن النعمان أبو النضر نا عثمان بن عطاء الخراساني عن أبيه عن أنس ، و فيه : " يا أبا رزين ! إذا خلوت فحرك لسانك بذكر الله ، يا أبا رزين ! فإنه ليس من مسلم يزور ..."
و أخرجه أبو بكر الشافعي في " الفوائد " المعروفة ٌ بـ" الغيلانيات "ٌ (رقم 1063) ، و الشجري في "الأمالي "ٌ (2/150) من طريق محمود بن خداش نا كثير بن هشام نا عثمان بن عطاء عن أبيه عن أبي رزين . ثم وجدت لعثمان بن عطاء متابعًا ، فقد أخرجه أبو نعيم في" الحلية" (5/204) من طريق بقية حدثني عبيد الله بن أبي موسى عن عطاء الخراساني عن أبي رزين ، و هو ضعيف ، كذلك خالف فيه بقية كل من رووه عن عثمان بن عطاء .
ثم إنه مضطرب ، فقد جاء كما مر بك من أوجه الاختلاف فيه على عثمان ابن عطاء . و أخرجه ابن وهب في " الجامع"ٌ رقم ( 231) من طريق يونس بن يزيد عن عطاء الخراساني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لأبي رزين ، وأشار أبو نعيم إلى شيء من ذلك كما في "الحلية "ٌ، و الله أعلم( )
التخريج الثاني : تخريج موسوعة الحديث
عرض شجري
صحابة حسن الحديث موضع سقط شديد الضعف
ثقات ليس بالقوي ضعيف متهم بالوضع
(1) لقيط بن عامر
| (2) حسن بن يسار
| | (3) عطاء بن عبد الله
| | | (4) عثمان بن عطاء
| | | | (5) وليد بن مزيد
| | | | | (6) عباس بن الوليد
| | | | | | (7) عبد الملك بن محمد
| | | | | | | (8) إبراهيم بن عبد الله
| | | | | | | | (9) أحمد بن عبد الله
| | | | | | | | | (*) الكتاب: حلية الأولياء لأبي نعيم [الحكم: إسناد ضعيف فيه عثمان بن عطاء الخراساني وهو ضعيف الحديث] .
(1) لقيط بن عامر
| (2) حسن بن يسار
| | (3) عطاء بن عبد الله
| | | (4) عثمان بن عطاء
| | | | (5) وليد بن مزيد
| | | | | (6) عباس بن الوليد
| | | | | | (7) محمد بن يعقوب
| | | | | | | (8) أحمد بن الحسن
| | | | | | | | (9) أحمد بن الحسين
| | | | | | | | | (10) الكتاب: شعب الإيمان للبيهقي [الحكم: إسناد ضعيف فيه عثمان بن عطاء الخراساني وهو ضعيف الحديث]
| | | | | | | (8) محمد بن عبد الله
| | | | | | | | (9) أحمد بن الحسين
| | | | | | | | | (10) الكتاب: شعب الإيمان للبيهقي [الحكم: إسناد ضعيف فيه عثمان بن عطاء الخراساني وهو ضعيف الحديث]
| | | | | | (7) عبد الملك بن محمد
| | | | | | | (8) إبراهيم بن عبد الله
| | | | | | | | (9) أحمد بن عبد الله
| | | | | | | | | (10) الكتاب: حلية الأولياء لأبي نعيم [الحكم: إسناد ضعيف فيه عثمان بن عطاء الخراساني وهو ضعيف الحديث]
| | (3) عطاء بن أسلم
| | | (4) عمر بن عطاء
| | | | (5) وليد بن مزيد
| | | | | (6) عباس بن الوليد
| | | | | | (7) أحمد بن محمد
| | | | | | | (8) عبيد الله بن محمد
| | | | | | | | (9) عبد العزيز بن علي
| | | | | | | | | (10) الكتاب: تلخيص المتشابه في الرسم [الحكم: إسناده ضعيف ويحسن إذا توبع]
والجدول التالي المنقول بنصه عن الشبكة العنكبوتية يلخص لنا ذلك العرض الشجري تلخيصًا جيدًا يقدم لنا بلغة الأرقام عدد الأسانيد وأحوال رواتها من حيث التعديل والتجريح ، وهو ما يزرع الثقة بنفس القارئ من خلال النظرة العامة التي يلقيها على محتوياته ( ) :
عرض صحيح حسن ضعيف شديد الضعف متهم بالوضع وضاع أسانيد
0 0 1 0 0 0 1
0 0 4 0 0 0 4
0 0 4 0 0 0 4
التخريج الثالث : تخريج الألباني
5386 - ( يا أبا رزين ! إن مسلم (؟) إذا زار أخاه المسلم ؛ شيعه سبعون ألف ملك ؛ يصلون عليه ، يقولون : اللهم ! كما وصله فيك ؛ فصله ) . ( ضعيف جداً )
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (رقم 8485) من طريق عمرو بن الحصين : أخبرنا محمد بن عبد الله بن علاثة : أخبرنا عثمان بن عطاء الخراساني عن أبيه عن مالك بن يخامر عن لقيط بن عامر أبي رزين العقيلي قال : ... فذكره مرفوعاً . وقال : " لم يروه عن عطاء الخراساني إلا ابنه عثمان ، ولا عن عثمان إلا ابن علاثة ، تفرد به عمرو بن الحصين ". قلت : وهو متروك متهم ؛ كما تقدم مراراً . وبه أعله الهيثمي ، فقال في "المجمع" (8/ 173) : "رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه عمرو بن الحصين ، وهو متروك". قلت : وابن علاثة صدوق يخطىء ، وعثمان بن عطاء الخراساني ضعيف ، وأبوه عطاء - وهو ابن أبي مسلم الخراساني - صدوق يهم كثيرًاً ويرسل ويدلس ؛ كما في " التقريب "( ).
وأورد له شاهدًا آخر هو :
3664 - ( أشعرت أن العبد إذا خرج يزور أخاه في الله شيعه سبعون ألف ملك ، يقولون : اللهم صله كما وصل فيك ، فإن استطعت أن تفعل ذلك ، فافعل ) . وفي لفظ : ( يا أبا رزين ! زر في الله ؛ فإن العبد إذا زار أخاه في الله وكل الله به سبعين ألف ملك ؛ فإن كان صباحاً صلوا عليه حتى يمسي ، وإن كان مساء صلوا عليه حتى يصبح ، فإن قدرت أن تعمل جسدك في ذلك ؛ فافعل ) . ( ضعيف )
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (5/ 204-205) عن سلم بن قادم : حدثنا بقية : حدثني عبد الله بن أبي موسى ، عن عطاء الخراساني ، عن أبي رزين العقيلي باللفظ الأول . ومن طريق إبراهيم بن إسحاق الضبي ، حدثنا علي بن هاشم ، حدثنا عثمان بن عطاء ، عن أبيه ، عن أبي رزين باللفظ الثاني .
وهذا إسناد ضعيف من الطريقين ؛ لأن مدارهما على عطاء الخراساني ؛ وهو صدوق يهم كثيراً ويرسل ويدلس . وفي الطريق الأولى : سلم بن قادم ؛ قال ابن حبان في " الثقات " : " يخطىء ". وفي الطريق الأخرى : عثمان بن عطاء ؛ وهو ضعيف أيضاً . وإبراهيم بن إسحاق الضبي ، قال الأزدي : " يتكلمون فيه ، زائغ عن القصد ". قال الحافظ – يعني : ابن حجر- في " اللسان " : " ذكره مسلمة في " الصلة " ، وقال : روى عنه بقي بن مخلد فهو ثقة عنده . وعندي أنه الذي قبله تصحف الصيني بالضبي ". قلت : والصيني الذي قبله في " اللسان " ؛ قال الدارقطني : "متروك الحديث"( ).
التعقيب على التخريج :
1) دراسة وتحقيق شواهد القسم الأول:
من الواضح أننا إذا أثبتنا جودة بعض أسانيد القسم الأول من الشواهد للحديث بنصه الكامل ، وحكمنا على الحديث بأنه يصل إلى مرتبة " الحسن " ، فإن أسانيد القسم الثاني تعتبر شواهد معززة لشواهد القسم الأول ، داعمة ومقوية لها لا غير . والحديث – فيها أو بدونها - يعتبر حسنًا ، وأنه صدر من مشكاة النبوة ، ومعاني أفكاره ما هي إلا تأكيد للمعاني الإسلامية السامية ، ذات المدلولات الرفيعة السامقة ، وتشكل منارات تتطلع إليها البشرية ، لتنقذها من ظلمات التخبط والحيرة والجهل والضلال ، وتهديها إلى الصراط المستقيم .
فقد أخرج الحديث ابن عساكر في ٌ تاريخ دمشق ٌ 13/317 برقم ( 1395 ) بإسناد ضعيف كما تقدم بيانه سابقًا .
وقد ورد شاهد له في " تلخيص المتشابه للخطيب البغدادي ، ص 531 - 532 " بنصه حيث ساقه الخطيب البغدادي بسنده من طريق عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ ، نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَخْرَمِيُّ ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصُّورِيُّ ، نا عَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدَ ، أَخْبَرَنِي أَبِي ، نا عُمَرُ بْنُ عَطَاءٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ أَبِي رُزَيْنٍ أَنَّهُ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فساقه بتمامه .
ويلاحظ أن : عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ كان محدثًا ثقة صدوقًا مكثرًا صاحب حديث وسنة من شيوخ الخطيب البغدادي ، وله كتاب يحدث منه ( ) ؛ وعبيد الله بن محمد المخرمي ، قال الخطيب البغدادي : أحاديثه مستقيمة ( ) ؛ وأحمد بن محمد الصوري محدث لم يذكر العلماء فيه جرحًا فهو صالح الحديث : ليس بالقوي( ) ؛ وعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيد وأبوه وثقهما العلماء كما بينا في ترجمتهما السابقتين في الفصل الثاني ؛ أما عمر بن عطاء فهو أيضًا ثقة ( ) واسمه " عمر ابن علي بن عطاء بن مقدم " ؛ وأبوه علي بن عطاء من تابعي التابعين عاصر الصحابة لكن لم يصح له لقاء بأي منهم كما ورد في تاريخ واسط - والله أعلم – وهو لم يذكر فيه العلماء جرحًا ، لا بل عد من مشاهير علماء الأمصار، فهو حسن الحديث ( ) ، والحسن البصري من كبار علماء التابعين المشهورين . وهذا إسناد جيد يرتقي به الحديث إلى مرتبة " الصحيح " لولا العنعنة من عمر بن عطاء إلى أبي رزين – رضي الله تعالى عنه - وهذه العنعنة تنزل بالحديث إلى مرتبة " الحســن لغيره" ، والله أعلم .
العرض الشجري الأول :
(1) لقيط بن عامر أبو رزين
| (2) الحسن بن يسار البصري
| | (3) علي بن عطاء المقدمي
| | | (4) عمر بن عطاء المقدمي
| | | | (5) الوليد بن مزيد البيروتي
| | | | | (6) عباس بن الوليد البيروتي
| | | | | | (7) أحمد بن محمد الصوري
| | | | | | | (8) عبيد الله بن محمد المخرمي
| | | | | | | | (9) عبد العزيز بن علي الوراق
| | | | | | | | | (10) أحمد بن علي الخطيب البغدادي
| | | | | | | | | | (*) الكتاب : تلخيص المتشابه في الرسم للخطيب البغدادي (531 -532) : [ الحكم : إسناده حسن ].
العرض الشجري الثاني :
(1) لقيط بن عامر ، أبو رزين
(2) الحسـن بن يســارالبصري
(3) علي بن عطاء المقــــــدمي
(4) عمر بن عطاء المقــــــدمي
(5) الوليد بن مزيـــــد البيروتي
(6) عباس بن الوليــــد البيروتي
(7) أحمد بن محمد الصــــــوري
(8) عبيد الله بن محمـد المخرمي
(9) عبد العـزيز بن علي الوراق
(10) أحمد بن علي الخطيب البغدادي
(*) الكتاب : تلخيص المتشابه في الرسم للخطيب البغدادي (531 -532) : [الحكم : إسناده حسن .]
وأخرجه بهذا السياق والكمال " قوام السنة : إسماعيل بن محمد الأصبهاني " في " الترغيب والترهيب " (2/172 ) رقم (1375) من طريق أبي عمرو : عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق ، أنا والده أبو عبد الله : محمد بن إسحاق ، أنبأ جعفر بن محمد بن هشام الكندي بدمشق ، ثنا يزيد بن محمد بن عبد الصمد ، ثنا آدم بن أبي إياس ، ثنا أبو شيبة المقدسي : شعيب بن زريق ، عن عطاء الخراساني ، عن الحسن البصري ، عن أبي رزين العقيلي - رضي الله عنه . وعبد الوهاب بن محمد ، وأبوه محمد بن إسحاق ، وجعفر بن محمد الكندي ، ويزيد بن محمد الدمشقي ، و آدم بن أبي إياس الخراساني الدمشقي ، وثقهم العلماء ، وأبو شيبة المقدسي ، قال دحيم : لا بأس به . وقال الدارقطني : ثقة . وقال الأزدي : لين ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال : يعتبر حديثه من غير روايته عن عطاء الخراساني ، وقال ابن حزم : ضعيف . قال فيه ابن معين : ليس به بأس . وقال ابن حجر العسقلاني : صدوق يخطىء . وخلاصة الأمر أن من هذا حاله فإن حديثه يعتد به في المتابعات ، ولا يحتج به استقلالاً ، وحديثه هنا تابع فيه من رواه عن عطاء بن أبي مسلم الخراساني - كما سبق بيانه - فيعتضد به الحديث ، ويقوى به سنده ، ويرقى إلى مرتبة الحديث الحسن
العرض الشجري الأول :
(1) لقيط بن عامر ، أبو رزين
| (2) الحسن بن يسار البصري
| | (3) عطاء بن عبد الله الخراساني
| | | (4) شعيب بن رزيق المقدســـــي
| | | | (5) آدم بن أبي إياس الخراساني
| | | | | (6) يزيد بن محمد بن عبد الصمد
| | | | | | (7) جعفر بن محمـــــد الكنــــدي
| | | | | | | (8) محمد بن إســــــحاق ابن مندة
| | | | | | | | (9) عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق
| | | | | | | | | (10) إسماعيل بن محمد قوام الســـنة
| | | | | | | | | | (11) الكتاب : الترغيب والترهيب لقوام السنة (2/172) : [ الحكم : إسناده جيد ، والحديث حسن ] .
العرض الشجري الثاني :
(1) لقيط بن عامـــــــر ، أبو رزين
(2) الحســـــن بن يســــار البصري
(3) عطاء بن عبد الله الخراســــاني
(4) شعيب بن رزيـــــق المقدســـــي
(5) آدم بن أبي إياس الخراســــــاني
(6) يزيد بن محمـــــد بن عبد الصمد
(7) جعفـــــــر بن محمـــــد الكنــــدي
(8) محمد بن إســـــــــحا ق ابن مندة
(9) عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق
(10) إسماعيل بن محمد قوام الســـنة
(*) الكتاب : الترغيب والترهيب لقوام السنة (2/172) : [ الحكم : إسناده جيد ، والحديث حسن ]
وأخرجه بهذا السياق والتمام البيهقي في " شعب الإيمان " 6/492-493 برقم (9024) من طريق أَبُي عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، وَأَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي ، قَالَا : نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، قَالَ : أنا الْعَبَّاسُ بْنُ مَزِيدٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبِي ، قَالَ : أنا عُثْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ . وفيه أبو عبد الله الحافظ وهو محمد بن عبد الله المعروف بالحاكم النيسابوري الحافظ الإمام الثقة صاحب المستدرك ، وأبو العباس محمد بن يعقوب المعروف بالأصم أحد العلماء الثقات ، وكذلك أحمد بن الحسن القاضي أحد العلماء الثقات ، وبقية سنده كما عند ابن عساكر وفيه عثمان بن عطاء ضعفه العلماء ، وأبوه تكلم فيه الحافظ ابن حجر في التقريب .
العرض الشجري الأول :
الطريق الأول :
| | | | | | (7) محمد بن يعقوب الأصم
| | | | | | | (8) أحمد بن الحسن القاضي
| | | | | | | | (9) أحمد بن الحسين البيهقي
| | | | | | | | | (10) الكتاب : شعب الإيمان للبيهقي (11/329) : [ الحكم : إسناد ضعيف ، فيه عثمان بن عطاء الخراساني ، وهو ضعيف الحديث ] .
الطريق الثاني :
| | | | | | | (8) محمد بن عبد الله ، الحاكم
| | | | | | | | (9) أحمد بن الحسين البيهقي
| | | | | | | | | (10) الكتاب : شعب الإيمان للبيهقي (11/ 329) : [ الحكم : إسناد ضعيف ، فيه عثمان بن عطاء الخراساني ، وهو ضعيف الحديث ]( ) .
العرض الشجري الثاني :
(1) أبو رزين لقيط بن عامر رضي الله عنه
(2) الحســــن بن يسـار البصري
(3) عطاء بن عبد الله الخراساني
(4) عثمان بن عطاء الخراســاني
(5) الوليـد بن مزيـــد البيــــروتي
(6) عـباس بن الوليــد البــــيروتي
(7) محمــــد بن يعقـــوب الأصــــم
(8) محمد بن عبد الله ، الحاكم تتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتـــــــــــــــ أحمد بن الحسن القاضي
(9) أحمد بن الحسين البيهقي
(*) الكتاب : شعب الإيمان للبيهقي (11/329) : [ الحكم : إسناد ضعيف ، فيه عثمان بن عطاء الخراساني ، وهو ضعيف الحديث ] .
وقد ورد شاهد له في " المنتقى من مسموعات مرو" للضياء المقدسي مخطوط 1/ 362 ( رقم 766) [ المكتبة الشاملة ]حيث رواه بسنده التالي : أخبرنا الشيخ الإمام أبو الحسن علي ابن أحمد بن محمد المديني الصيدلي ، أنبأ أبو صادق محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن شاذان الصيدلاني ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب بن يوسف المعقلي ، ثنا العباس بن الوليد ، أخبرني أبي ، أنبأ عثمان بن عطاء ، عن أبيه ، عن الحسن ، عن أبي رزين قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وذكر الحديث بتمامه . ويقال في هذا السند ما قيل في السند الذي قبله من ضعف الإسناد بسبب ضعف عثمان بن عطاء ، والكلام في أبيه السابق الذكر.
الطريق الأول :
(1) لقيط بن عامر ، أبو رزين
| (2) الحسن بن يسار البصري
| | (3) عطاء بن عبد الله الخراساني
| | | (4) عثمان بن عطاء الخراساني
| | | | (5) الوليـد بن مزيـــد البيروتي
| | | | | (6) عباس بن الوليــد البيروتي
| | | | | | (7) محمد بن يعقوب الأصــــم
| | | | | | | (8) محمد بن أحمد الصيدلاني
| | | | | | | | (9) علي بن أحمـــــد الصيدلي
| | | | | | | | | (10) محمد بن عبد الواحد الضياء المقدسي
| | | | | | | | | | (*) الكتاب : المنتقى من مرويات مرو: مخطوط 1/ 362 ( رقم 766) : [ الحكم : إسناد ضعيف ، فيه عثمان بن عطاء الخراساني ، وهو ضعيف الحديث] .
العرض الشجري الثاني:
(1) أبو رزين لقيط بن عامر رضي الله عنه
(2) الحســــن بن يسـار البصري
(3) عطاء بن عبد الله الخراساني
(4) عثمان بن عطاء الخراســاني
(5) الوليـد بن مزيـــد البيــــروتي
(6) العـباس بن الوليــد البـــيروتي
(7) محمــــد بن يعقـــوب الأصــــم
(8) محمـــد بن أحمـــد الصيـدلاني
(9) علي بن أحمــــــد الصيــــــدلي
(10) محمد بن عبد الواحد الضياء المقدسي
(*)الكتاب : المنتقى من مسموعات مرو" للضياء المقدسي مخطوط 1/ 362 [الحكم : سند ضعيف ، فيه عثمان بن عطاء ، وهو ضعيف]
ثم وجدت أبا نعيم الأصبهاني أخرجه في " حلية الأولياء"1/366 من من طريق إبراهيم بن عبد الله ، حدثنا عبد الملك بن محمد بن عدي ، حدثنا عباس بن الوليد ، أخبرني أبي ، حدثنا عثمان ابن عطاء ، عن أبيه ، عن الحسن ، عن أبي رزين أنه قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره . كما رواه من طربق عَلِيُّ ابْنُ هَاشِمٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ ، مِنْ دُونِ الْحَسَنِ نَحْوَهُ . وفي كلا الطريقين : عثمان بن عطاء عن أبيه ، فالسند ضعيف ، وليس فيه جديد .
العرض الشجري الأول :
الطريق الأول :
(1) لقيط بن عامر رضي الله عنه
| (2) الحسن بن يسار البصري
| | (3) عطاء بن عبد الله الخراساني
| | | (4) عثمان بن عطاء الخراساني
| | | | (5) الوليد بن مزيــــد البيروتي
| | | | | (6) العباس بن الوليد البيروتي
| | | | | | (7) عبد الملك بن محمد اللخمي
| | | | | | | (8) إبراهيم بن عبد الله الختلي
| | | | | | | | (9) أحمد بن عبد الله الأصبهاني أب
| | | | | | | | | (10) الكتاب: حلية الأولياء لأبي نعيم : [ الحكم: إسناد ضعيف ، فيه عثمان بن عطاء الخراساني ، وهو ضعيف الحديث] .
الطريق الثاني :
(1) لقيط بن عامر ، أبو رزين
| (2) ســـــــــند الحديث مقطوع
| | (3) عطاء بن عبد الله الخراساني
| | | (4) عثمان بن عطاء الخراسـاني
| | | | (5) علي بن هاشـــــم الخزاز
| | | | | (6) إبراهيم بن إسحاق الضبي
| | | | | | (7) محمد بن عثمان بن أبي شيبة
| | | | | | | (8) محمد بن أحمد ابن الصواف البغدادي
| | | | | | | | (9) أحمد بن عبد الله ، أبو تعيم الأصبهاني
| | | | | | | | | (*) الكتاب : حلية الأولياء لأبي نعيم الأصبهاني (1/366) و5/204 : [ الحكم : إسناد ضعيف ، فيه عثمان بن عطاء الخراساني ، وإبراهيم بن إسحاق الضبي ، وهما ضعيفا الحديث ، والانقطاع في السند حيث أسقط عطاء " الحسن " من روايته عن أبي رزين ] .
العرض الشجري الثاني:
(1) أبو رزين لقيط بن عامر رضي الله عنه
(2) الحســــن بن يسـار البصري (2) ســـــند الحديث مقطـــــوع
(2)
(3) عطاء بن عبد الله الخراساني
(4) عثمان بن عطاء الخراســاني
(5) الوليـــد بن مزيـــد البيــــروتي (5) علي بن هاشـــــم الخـــــــزاز
(6) العـباس بن الوليــد البـــيروتي (6) إبراهيم بن إســــــحاق الضبي
(7) عبد الملك بن محمـــــــــد اللخـمي (7) محمد بن عثمان بن أبي شيبة
(8) إبراهيـــم بن عـــــــــبد الله الختلي (8) محمد بن أحمـــــــــد البغدادي
(9) أحمد بن عبد الله أبو نعيم الأصبهاني
(*) الكتاب : حلية الأولياء لأبي نعيم الأصبهاني (1/366) و5/204 : [ الحكم : إسناد ضعيف ، فيه : عثمان ابن عطاء الخراساني في الطريق الأول ؛ وإبراهيم بن إسحاق الضبي ، وعثمان بن عطاء ، وهما ضعيفا الحديث ، والانقطاع في السند حيث أسقط عطاء " الحسن " من روايته عن أبي رزين في الطريق الثاني] .
وأورد ابن يوسف في مقاله المنشور في الشبكة العنكبوتية – وهو ما أوردناه بكامله آنفًا تحت عنوان التخريج الأول - أن أبا نعيم أخرجه في كتابه " حلية الأولياء " ( من طريق " بقية " حدثني عبيد الله بن أبي موسى ، عن عطاء الخراساني ، عن أبي رزين ) قال : ( وهو ضعيف كذلك خالف فيه "بقية " كل من رووه عن عثمان ابن عطاء ) ". ونص السند عند أبي نعيم : " حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَخْلَدٍ ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْبَلَدِيُّ ، ثنا سَلْمُ بْنُ قَادِمٍ ، ثنا بَقِيَّةُ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي مُوسَى ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ الْعُقَيْلِيِّ ". وقد ضعفه المذكور لمخالفة بقية " كل من رووه عن عثمان بن عطاء " كذا قال . وفي هذا القول كثير من المجازفة والتسرع ، فإن بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ الْحِمْصِي ، أَبُو مُحَمَّد الْمتيمي الكلَاعِي الحميري ، وصفه الذهبي بـ " الحافظ ، الثقة , أحد الأعلام " ، وقد أخرج له مسلم في "صحيحه"، والأربعة في "سننهم" وروى عنه : عبد الله بن المبارك ، وشعبة ، والأوزاعي ، وابن جريج ، وهم من شيوخه ، والحمادان ، وسفيان بن عيينة وهم أكبر منه ، وروى عنه : إسحاق بن راهويه وغيره .. وهو وإن اختلف المحدثون فيه ، فإنهم اتفقوا على أنه صدوق ، ثقة ، حافظ ، عَلَم . وأعدل الأقوال فيه هو تفصيل القول فيه الذي اختاره طائفة من العلماء فقالوا : هو ثِقَة فِي رِوَايَتِهِ عَنِ الثِّقَاتِ ، وَضَعِيف الرِّوَايَةِ عَنْ غَيْرِ الثِّقَاتِ ، وقال كل من ابْن المبارك وأحمد ابن حنبل : إذا اجتمع بَقِيَّة ، وإسماعيل بْن عَيّاش ، فبَقِيَّة أحبُّ إليَّ . وقيل ليحيى ابن معين : أيما أثبت بقية أو إسماعيل بن عياش؟ قال : كلاهما صالحان . وقال الإمام أحمد : يكتب حديث بقية ولا يحتج به . قال يحيى ابن معين : إذا حدث عن ثقة فليس به بأس ، وقال لسائله : إذا حدثك عمن تعرف وعمن لا تعرف فلا تكتب عنه . وقال : إذا لم يسم بقية الرجل الذي يروي عنه ، وكناه ، فاعلم أنه لا يساوي شيئًا . وقال ابن عيينة : لا تسمعوا من بقية ما كان في سُنَّة ، وأسمعوا منه ما كان في ثواب وغيره . وقال ابن المبارك : صَدُوق اللِّسَان وَلكنه يَأْخُذ عَمَّن أقبل وَأدبر . وقد رماه بعضهم : أنه يحدث بأحاديث ليست نقية . وقال أبو زرعة : بقية أحب إلى من إسماعيل بن عياش ، ما لبقية عيب إلا كثرة روايته عن المجهولين ، فأما الصدق فلا يؤتى من الصدق . وبناء على هذا فإن بقية هنا صادق في حديثه رواه عن عطاء بن أبي مسلم الخراساني ، وعطاء محله الصدق ، وهذا يعني أن عثمان بن عطاء لم يتفرد بروايته عن أبيه ، وهذا مما يقوي سند الحديث ويزيل تضعيفه من جهة " عثمان بن عطاء " ويجعله صحيحًا ولكن نزل به عن هذه المرتبة علتان أخريتان لم يتنبه لهما المحقق المذكور ، وهما : الأولى : الانقطاع في السند ، وهو ما كان يعبر به المتقدمون بالإرسال ، وهو ما وصف به الحافظ ابن حجر " عطاء " بأنه " يرسل " ، وهو هنا أسقط " الحسن أو غيره " من روايته عن أبي رزين ، وهذا ما جعل سند الحديث ينزل إلى مرتبة " الحسن " . والثانية : العنعنة . وسببهما في هذا الحديث من وجهة نظري أن عطاء روى الحديث عن أكثر من تابعي " الحسن ، مالك بن يخامر " وعن صحابي " أنس بن مالك " – رضي الله عنه - عن أبي رزين ، لذلك كان يسقطهما طلبًا للاختصار ، خاصة وأنه كان يصرح بهم في بعض الأحيان ، كما ورد في بعض الأسانيد ، ويهمل التصريح بهم في أوقات أخرى . وهذا ما يسقط هاتين العلتين من أساسهما في هذا الموضع من سند الحديث ، والله أعلم .
العرض الشجري الأول :
(1) لقيط بن عامر رضي الله عنه
| (2) الحسن بن يسار البصري
| | (3) عطاء بن عبد الله الخراساني
| | | (4) عبد الله بن أبي موسى الحمصي
| | | | (5) بقية بن الوليد الحمصي الكلاعي
| | | | | (6) ســـــــــــــلم بن قادم البغدادي
| | | | | | (7) إبراهيــــــــــم بن الهيثم البلدي
م
| | | | | | | (8) محمد بن إبراهيــــــم بن مخلد
| | | | | | | | (9) أحمد بن عبــــد الله الأصبهاني أب
| | | | | | | | | (10) الكتاب: حلية الأولياء لأبي نعيم : [ الحكم : إسناد جيد ، والحديث حسن ] .
العرض الشجري الثاني
(1) لقيط بن عامر رضي الله عنه
(2) الحســـــن بن يســــار البصري
(3) عطاء بن عبد الله الخراســــاني
(4) عبد الله بن أبي موسى الحمصي
(5) بقية بن الوليد الحمصي الكلاعي
(6) ســـــــــــــلم بن قــادم البغدادي
(7) إبراهيـــــــــــــم بن الهيثم البلدي
م
(8) محمد بن إبراهيـــــــــــم بن مخلد
(9) أحمـــد بن عبــــــد الله الأصبهاني أب
(10) الكتاب: حلية الأولياء لأبي نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني : [ الحكم : إسناد جيد ، والحديث حسن ] .
والآن مع مشجرعام يحتوي الرواة المتقدمين يعتبر خلاصة لما تقدم من شواهد القسم الأول ليتضح أمر تحسين هذا الحديث بنصه الكامل :
العرض الشجري العام :
(1) أبو رزين لقيط بن عامر رضي الله عنه
(2) الحســــن بن يسـار البصري
الحكم : حديث حسن بمجموع طرقه الآنفة أعلاه ، وبذلك تزول العلة الرئيسة التي ضعفه بها من ضعفه من العلماء ، وهي ضعف عثمان ابن عطاء الخراساني لعدم انفراده بالتحديث به عن أبيه ، وأيضًا لعدم انفراد عطاء بالتحديث به عن الحسن البصري .
2) دراسة وتحقيق شواهد القسم الثاني:
أخرجه الطبراني في ٌ المعجم الأوسط ٌ 8/176 رقم (8320) مختصرًا من طريق عمرو ابن الحصين ، نا محمد بن عبد الله بن علاثة ، نا عثمان بن عطاء الخراساني ، عن أبيه عن مالك ابن يخامر ، عن لقيط بن عامر أبي رزين . فساقه مقتصرًا فيه على جملة : زيارة الإخوان وتشييع الملائكة للزائر ، ثم قال : " لم يرو هذا الحديث عن عطاء الخراســـاني إلا ابنه عثمان ، ولا عن عثمان إلا ابن علاثة ، تفرد به عمرو بن الحصين " ، كذا قال الطبراني . وهذا يدل على تضعيف الطبراني نفسه لهذا السند بثلاث علل بيَّنها : الأولى : عدم رواية هذا الحديث عن عطاء إلا ابنه عثمان ، وهذه العلة ساقطة لأن عثمان لم يتفرد برواية هذا الحديث عن أبيه عطاء وإنما شاركه آخرون كما رأينا في دراسة أسانيد الشواهد السالفة الذكر . والثانية : أنه لم يرو عن عثمان إلا ابن علاثة ، و محمد ابن عبد الله بن علاثة العقيلي : أحد قضاة الخلافة العباسية ، اختلف العلماء فيه اختلافًا كثيرًا بين موثق له ومضعف ، وأعدل الأقوال فيه هي التي فصلت في شأنه : قال الخطيب البغدادي : " قد أفرط أبو الفتح في الميل على ابن علاثة ، وأحسبه وقعت إليه روايات لعمرو بن الحصين عن ابن علاثة فنسبه إلى الكذب لأجلها ، والعلة في تلك من جهة عمرو بن الحصين ، فإنه كان كذابًا . وأما ابن علاثة فقد وصفه يحيى بن معين بالثقة ، ولم أحفظ لأحد من الأئمة فيه خلاف ما وصفه به يحيى ". وقال الألباني : وابن علاثة صدوق يخطىء .وهذه العلة ليست في صدقه ، والثقة به وإنما في الراوي عنه : " عمرو بن الحصين " . والثالثة : تفرد عمرو بن الحصين به . وهذه في نظري العلة الرئيسة لضعف سند هذا الحديث ، حيث اتفق العلماء على ضعفه الشديد ، ووصفوه بالكذب أحيانًا ، والوضع أحيانًا أخرى ، ونكارة الحديث مرة ثالثة .، واتفقوا على ترك حديثه . قَالَ ابْن عدي : حَدَّث عَن الثِّقَات بِغَيْر حَدِيث مُنكر .
وقد تبع الهيثمي في " مجمع الزوائد 8/173 (13592) الطبراني " إذ أخرجه من طريقه ، وأعله بعمرو بن الحصين أيضًا ، وأقره الشيخ ناصر الدين الألباني في ٌ سلسلة الأحاديث الضعيفة ٌ (11/647 رقم 5386) فقد ساقه فيها من طريق الطبراني ولفظه أيضًا في معجمه . وقد أصاب شيخنا الألباني – رحمه الله تعالى رحمة واسعة - بوصف هذا السند بالضعف الشديد .
و قد ساقه الطبراني في كتابه " مسند الشاميين " (3/300) برقم (2325) من طريق الحارث بن النعمان أبو النضر ، نا عثمان بن عطاء الخراساني ، عن أبيه ، عن أنس . و فيه :" يا أبا رزين ! إذا خلوت فحرك لسانك بذكر الله ، يا أبا رزين ! فإنه ليس من مسلم يزور ..." . وهذا سند ضعيف بسبب ضعف عثمان ابن عطاء - كما أسلفنا القول - . وقد وَهَّمَ ابن يوسف العمري الطبراني بسبب هذا السياق ، لا بل جعل روايته عن عثمان ابن عطاء مضطربة لما مر من أوجه الاختلاف على عثمان بن عطاء ، ولروايته له تارة عن الحسن البصري ، وتارة عن أنس بن مالك – رضي الله عنه - وهذا غير مسلم به لوجود الشواهد الأخرى الأقوى سندًا منه كما فصَّلنا القول فيها سابقًا ، ولا يمنع المؤلف – سواء كان الطبراني أو غيره – أن يروي الحديث بإسناد في مؤلف له ثم يطلع على إسناد آخر فيرويه به في مؤلف آخر حسب منهجه في التأليف في كل كتاب كما حصل هنا للطبراني في عصر تدوين السنة النبوية الشريفة . واختلاف المؤلفين أمر طبيعي لاختلاف إسناد الحديث من شخص لآخر في عصر التلقي والتدوين . لكن يحصل الاضطراب من نسيان المحدث أو شكه أو غفلته أو أمر آخر يحصل له كالاختلاط في عقله أو تلف كتبه أو ما شابه ذلك ، وهو ما لم يحصل للطبراني رحمه الله تعالى .
وفي هذه المناسبة لا بد أن أشير إلى إغراب المناوي في شرحيه على الجامع الصغير للسيوطي " فيض القدير" 4/63 رقم (4556) و " التيسير بشرح الجامع الصغير " 2/44 ، حيث نسب الحديث إلى "حلية الأولياء" ، وجعله عن " ابن عباس " !! ولفظه : " زر في الله ، فمن زار فِي الله شيعه سَبْعُونَ ألف ملك " ولم أجد أحدًا من المحدثين نسبه إلى ابن عباس غيره حتى ولا صاحب الحلية !!.
وقد أخرجه أبو نعيم في "الحلية " (5/ 204- 205) عن سلم بن قادم : حدثنا بقية : حدثني عبد الله بن أبي موسى ، عن عطاء الخراساني ، عن أبي رزين العقيلي باللفظ الأول . ومن طريق إبراهيم بن إسحاق الضبي ، حدثنا علي بن هاشم ، حدثنا عثمان بن عطاء ، عن أبيه ، عن أبي رزين باللفظ الثاني .
وهذا إسناد حسن من الطريق الأول ؛ لأن مداره على عطاء الخراساني ؛ وهو صدوق وبقية بن الوليد وهو صدوق أيضًا ، وسلم بن قادم ؛ وثقه الخطيب البغدادي ، ويحيى ابن معين ، وأبو الليث ، وابن حجر العسقلاني ، وابن حبان ، وقال : " حَدَّثنا عَنهُ الطَّبَرَانِيّ ، يخطىء ". أما في الطريق الأخرى فإسناده ضعيف إذ فيه : عثمان بن عطاء ؛ وهو ضعيف. وإبراهيم بن إسحاق الضبي ، ضعيف أيضًا . قال الأزدي :" يتكلمون فيه ، زائغ عن القصد ". قال الحافظ ابن حجر في " اللسان " : ذكره مسلمة في " الصلة " ، وقال : روى عنه بقي بن مخلد فهو ثقة عنده . وعندي – القول لابن حجر - أنه الذي قبله تصحف الصيني بالضبي ". قلت : والصيني الذي قبله في " اللسان " ؛ قال الدارقطني : "متروك الحديث".
و أخرج أبو بكر الشافعي الحديث في ٌ الفوائد ٌ المعروفة " بالغيلانيات " 2/791 رقم (1101) ، وأخرجه من بعده الشجري في " ترتيب الأمالي الخميسية "2/208 رقم (2151) عن طريق شيخه أبي بكر الشافعي – السابق ذكره – ، وكذلك أخرجه ابن قدامة المقدسي في كتابه " المتحابين في الله " ، ص 30 رقم (11) من طريق أبي بكر الشافعي أيضًا ، وثلاثتهم من طريق : محمود ابن خداش ، نا كثير بن هشام ، نا عثمان بن عطاء ، عن أبيه ، عن أبي رزين . ومحمود بن خداش و كثير بن هشام وثقهما أهل العلم ، ويقال في ضعف عثمان ابن عطاء ما قلنا من قبل من ضعف السند .
العرض الشجري :
العرض الشجري الأول :
(1) لقيط بن عامر ، أبو رزين
| (2) ســــــــــند الحديث مقطوع
| | (3) عطاء بن عبد الله الخراساني
| | | (4) عثمان بن عطاء الخراساني
| | | | (5) كثير بن هشــــــــام الكلابي
| | | | | (6) محمــــود بن خداش المهلبي
| | | | | | (7) جعفر بن محمد الصــــــائغ
| | | | | | | (8) محمد بن عبد الله الشافعي
| | | | | | | | (9) محمد بن محمد ابن غيلان
| | | | | | | | | (10) يحيى بن الحسين الشجري
| | | | | | | | | | (*) الكتاب : الفوائد الشهير بالغيلانيات لأبي بكر الشافعي (2/ 791) و ترتيب الأمالي الخميسية للشجري 2/208: [ الحكم : إسناد ضعيف ، فيه عثمان بن عطاء الخراساني ، وهو ضعيف الحديث ، والانقطاع الذي أشرنا إليه سابقًا] .
العرض الشجري الثاني :
(1) لقيط بن عامـر ، أبو رزين
(2) ســــــــــند الحديث مقطــــوع
(3) عطاء بن عبد الله الخراساني
(4) عثمان بن عطاء الخراسـاني
(5) كثيـــر بن هشــــــــام الكلابي
(6) محمــــود بن خداش المهــلبي
(7) جعفر بن محمـــد الصــــــائغ
(8) محمد بن عبد الله الشــــافعي
(9) محمد بن محمد ابن غيـلان
(10) يحيى بن الحسين الشجري
(*) الكتاب : الفوائد الشهير بالغيلانيات لأبي بكر الشافعي (2/ 791) و ترتيب الأمالي الخميسية للشجري 2/208: [ الحكم : إسناد ضعيف ، فيه عثمان بن عطاء الخراساني ، وهو ضعيف الحديث ، والانقطاع الذي أشرنا إليه سابقًا] .
وأخرج ابن وهب هذا الشاهد أيضًا في" الجامع " 1/333 رقم (231) من طريق يونس ابن يزيد عن عطاء الخراساني أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لأبي رزين . وهذا إسناد جيد ، لكن يؤخذ عليه الانقطاع في السند حيث أسقط الراوي بين عطاء الخراساني والصحابي أبي رزين – رضي الله عنه – وقد بينا سبب هذا الإسقاط قبل قليل فلا نعود إليه ، و الله أعلم .
الباحث : محمود بن سعيد بن محمود بن يوسف بن يوسف بن أحمد بن عبد الله الشيخ القطناني المكي .
مكة المكرمة – الرياض : شعبان 1432 هـ
الرئيسية 
