قطنا
مرحبا بك في منتديات قطنا الثقافية و العلمية
و نشكر زيارتكم
ولتتمكن من الإستمتاع بكافة ما يوفره لك هذا المنتدى من خصائص, يجب عليك أن تسجل الدخول الى حسابك في المنتدى. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه.
و يرجى الانتباه بادخال الايميل الصحيح لانه عند التسجيل ستصلك رسالة تفعيل رمز الدخول الى بريدك الالكتروني و بعد التفعيل ستتمكن من الدخول بالاسم و كلمة المرور التي ادخلتها
كما ندعوكم لزيارة موقعنا قطنا نت www.qatana.net
قطنا
مرحبا بك في منتديات قطنا الثقافية و العلمية
و نشكر زيارتكم
ولتتمكن من الإستمتاع بكافة ما يوفره لك هذا المنتدى من خصائص, يجب عليك أن تسجل الدخول الى حسابك في المنتدى. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه.
و يرجى الانتباه بادخال الايميل الصحيح لانه عند التسجيل ستصلك رسالة تفعيل رمز الدخول الى بريدك الالكتروني و بعد التفعيل ستتمكن من الدخول بالاسم و كلمة المرور التي ادخلتها
كما ندعوكم لزيارة موقعنا قطنا نت www.qatana.net
قطنا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
قطنا

منتدى مدينة قطنا
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  
"وقـل اعمـلوا فسـيرى الله عـملكم ورسـوله والمؤمنـون"    

 

 تابع جبل الشيح - جبل لبنان - 2

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو محمد الشيخ
عضو فعال
عضو فعال
avatar


المزاج : قطنا
ذكر
عدد المساهمات : 111
نقاط : 331
تاريخ الميلاد : 30/01/1948
العمر : 76
تاريخ التسجيل : 08/11/2010
مكان الإقامة : سوريا-قطنا

تابع جبل الشيح - جبل لبنان - 2 Empty
مُساهمةموضوع: تابع جبل الشيح - جبل لبنان - 2   تابع جبل الشيح - جبل لبنان - 2 Emptyالخميس يوليو 12, 2012 5:14 am

تابع جبل الشيح - جبل لبنان - 2
ومن بشارات العهد القديم بالرسول – صلى الله عليه وسلم – والتي يذكر فيها اسم لبنان :
1) البشارة الواردة في قول داود – عليه السلام - في المزمور الثاني والسبعين التي تذكر أوصافه : « إنه يجوز من البحر إلى البحر، ومن لدن الأنهار إلى منقطع الأرض ، وأنه يخر أهل الجزائر بين يديه على ركبهم ، وتلحس أعداؤه التراب ، تأتيه ملوك تاريس والجزائر بالقرابين ، وتقرّب إليه ملوك سابا القرابين ، وتسجد له الملوك كلهم ، وتدين له الأمم كلها بالطاعة والانقياد ، لأنه يخلص المضطهد البائس ممن هو أقوى منه ، ويفتقد الضعيف الذي لا ناصر له ، ويرأف بالضعفاء والمساكين ، وينجي أنفسهم من الضر والضيم ، وتعز عليه دماؤهم ، وأنه يبقى ويعطى من ذهب سبأ ، ويصلى عليه في كل وقت ، ويبارك عليه كل يوم مثل الزروع الكثيرة على وجه الأرض ، ويطلع ثماره على رؤوس الجبال ، كالتي تطلع من لبنان ، وينبت في مدينته مثل عشب الأرض ، ويدوم ذكره إلى الأبد ، وأن اسمه لموجود قبل الشمس ، فالأمم كلهم يتبكون به ، وكلهم يحمدونه » . قال المهتدي الطبري : « ولا نعلم أحداً يصلى عليه في كل وقت غير محمد - صلى الله عليه وسلم » وغني هذا النص عن زيادة تعليق أو شرح ، فلم تتحقق هذه الصفات متكاملة لنبي أو ملك قبل محمد - صلى الله عليه وسلم - مثل ما تحققت له ، وبمقارنة سريعة بين الآيات التي سأوردها وهذا النص يتضح التماثل التام بينهما ، قال تعالى : « لقد جاءكم رسول من أنفسكم ، عزيز عليه ما عنتم ، حريص عليكم ، بالمؤمنين رؤوف رحيم »( ) وقال عز وجل : « محمد رسول الله ، والذين معه أشداء على الكفار ، رحماء بينهم ، تراهم ركعًا سجدًا ، يبتغون فضلاً من الله ورضواناً ، سيماهم في وجوههم من أثر السجود ، ذلك مثلهم في التوراة ؛ ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه ، فآزره ، فاستغلظ ، فاستوى على سوقه ، يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار »( ). وقد تضمن المزمور الذي وردت فيه هذه البشارة بعض الألفاظ التي لا تزال مشرقة وشاهدة وهي قول داود : « ويشرق في أيامه الصِّدِّيق ، وكثرة السلام ، إلى أن يضمحل القمر » . وهذا اللفظ يقع مباشرة قبل قوله : « إنه يجوز من البحر إلى البحر.. » ولنفاسة هذا اللفظ أحببت إيراده . وقد ضُبطت لفظة « الصِّدِّيق » بالشكل الذي نقلته ، فهل بعد هذا الإيضاح يبقى إشكال لذي عقل ؟ وقد ذكر صاحبه « الصِّدِّيق » -رضي الله عنه - وذكر سنة من سنن دينه وهي « كثرة السلام » إلى أن يضمحل القمر، واضمحلال القمر تعبير عن الساعة ، يشهد له أول سورة التكوير والانفطار، وقد أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن « من علامات الساعة : أن يكون السلام على الخاصة »( ).
2) البشارة الواردة في قول إشعياء في الفصل السادس عشر: « لتفرح أهل البادية العطشى ، ولتبتهج البراري والفلوات ، ولتخرج نوراً كنور الشسلبذ ، ولتستر وتزه مثل الوعل ، لأنها ستعطى بأحمد محاسن لبنان ، وكمثل الدساكر والرياض ، وسيرون جلال الله - عز وجل - وبهاء إلهنا » وقد اشتملت هذه البشارة على ذكر بلده وحال أمته ، وصرحت باسمه ، وتضمنت ما وعدوا به من النظر إلى وجهه تعالى في الآخرة( ). فذكر البراري القفار أنها تصير بأحمد - صلى الله عليه وسلم - مأهولة معمورة محجوجاً إليها . أفلا يستحيي من يُحجم عن الإسلام من نبيّ الله أشعيا أن يرد قوله ؟!. وكيف يصح الإيمان بأشعيا مع إبطال أقواله ورد أخباره وتكذيب شهادته والقدح في رواياته ؟! وأَيّ شكّ في صدر لبيب بعد سماعه أشعيا ينصّ على اسم نبينا واسم أرضه( ).
3) وقال أشعيا باسم الكعبة وحجها وتعظيمها : « إنه سيرد عليك أبناؤك من بلد بعيد . ومعهم فضتهم وذهبهم ، من أجل اسم الرّبّ ، إلهك قدوس إسرائيل الذي أحمدك . وتبنى أبناء الغرباء سورك . وتخدمك ملكوهم . وتفتح أبوابك آناء الليل والنهار فلا تغلق . وتدخل إليك أرسال الأمم . وتقاد إليك ملوكهم أذلة . وكلّ أمة لا تخضع لك تتبدد تبديداً . والشعوب التي لا تخدمك « 2/115/ب » تصطلم اصطلاماً . وتأتيك الكرامة من صنوبر لبنان البهي . ومن الأبهل لتبخر به بيتي وموضع قدمي ومستقر كرامتي . والقوم الذين كانوا يذلونك يأتون لتقبيل آثار أقدامك . وأجعلك كرامة إلى الأبد وغبطة وفرحاً إلى دهر الداهرين . وسترضعين ألبان الشعوب . وتصيبين من ذخائر الملوك . وتعلمين أني أنا الرّبّ مخلصك . والذي يجعل مصابحك تزهر إلى الأبد » . فهذا أشعيا قد نصّ فصرح وحقق أمر بيت الله العتيق وأفصح ، فليوجد لنا المخالف بيتاً لله تعالى موصوفاً بهذه الصفات ، مخصوصاً بهذه الكرامات ، مشتملاً على قدم إبراهيم ، مقبلاً مقبولاً في الغداة والأًصيل( ).
4) وفي البشائر الإلهية بالعزة المحمدية نقرأ : قال داود في مزموره تنبأ به على كثرة أمة محمّد - صلى الله عليه وسلم - ودوام شرعه إلى الأبد « 2/205/أ » ووجوب النبوة له قبل خلق العالم : « ثماره مثل الزروع الكثيرة على وجه الأرض كالذي يطلع من لبنان ، ويدوم ذكره إلى الأبد . وإن اسمه لموجود قبل الشمس ، وكلّ الأمم يتبركون به ويحمدونه » . وهذه كلّها صفاته وصفات أمته . وقد أخبر داود بتأبيد شرعه وتأييده ، وأنه لا نبيّ بعده ، وأنه خاتم الأنبياء( ). وجاءت هذه البشارة بأسلوب أوضح في المزمور« 72/16-17» ، ونصّه كالآتي : « تكون حفنة بر في الأرض ، في رؤوس الجبال ، تتمايل مثل لبنان ثمرتها . ويزهرون من المدينة مثل عشب الأرض . يكون اسمه إلى الدهر قدام الشمس يمتد اسمه . ويتباركون به كلّ أمم الأرض ، ويطوبونه » . قال داود في مزمور من المزمور الثاني له وتنبأ به على اتّساع خطة الإسلام : « أنت ابني وأنا اليوم ولدتك . سلني أعطيك . الشعوب ميراثك . وسلطانك إلى أقطار الأرض . ترعاهم بقضيب من حديد . ومثل آنية الفخار تسحقهم » . قال مؤلِّفه : اعلم أنه لا يتصور من عارف صرف هذا المزمور عن سيّدنا محمّد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأنه - عليه السلام - هو الذي ورث الشعوب كلّها ، وبلغ سلطانه إلى أقطار الأرض ، ورعى الأمم ، وحاطهم بسيفه . ولا يمكن صرف هذا المزمور إلى داود ؛ لأنه لم يرث سائر الشعوب « 2/105/ب » ولا بلغ سلطانه إلى أقطار الأرض ، إذ ما ملك سوى ناحية من الأرض وهي البيت المقدس . ثم خرجت من بعده إلى أمة هذا النبيّ والأقطار والنواحي . وقد بلغ سلطان محمّد - عليه السلام - جوانب الدنيا وأطراف العالم ، ففتح الله عليهم الحجاز واليمن والحبشة والنوبة والهند والسند إلى الصين . ودوخت أمته الشام والعراق وفارس إلى الترك . وافتتحوا أرض مصر والمغرب الأقصى إلى بحر طنجة . فقد ورث محمّد سائر الشعوب وبلغ سلطانه إلى أقطار الأرض . فصارهذا المزمور مضاهياً لبشرى يعقوب في التوراة بمحمّد - صلى الله عليه وسلم( ).
5) وقد تنبأ وبشر سليمان أيضًا في المزامير بالنبي الملك - صلى الله عليه وسلم – فقال : « ويملك من البحر إلى البحر ، ومن النهر إلى أقاصي الأرض ، أمامه تجثو أهل البرية ، وأعداؤه يلحسون التراب ، ملوك ترشيش والجزائر يرسلون تقدمة ، ملوك شبا وسبإ يقدمون هدية ، ويسجد له كل الملوك ، كل الأمم تتعبد له ، لأنه ينجي الفقير المستغيث والمسكين إذ لا معين له ، يشفق على المسكين والبائس ويخلص أنفس الفقراء ، من الظلم والخطف يفدي أنفسهم ، ويكرم دمهم في عينيه ، ويعيش ويعطيه من ذهب شبا ، ويصلي لأجله دائمًا ، اليوم كله يباركه ، تكون حفنة بر في الأرض في رؤوس الجبال ، تتمايل مثل لبنان ثمرتها ، ويزهرون من المدينة مثل عشب الأرض . يكون اسمه إلى الدهر ، قدام الشمس يمتد اسمه ، ويتباركون به ، كل أمم الأرض يطوبونه ، مبارك الرب الله إله إسرائيل الصانع العجائب وحده ، ومبارك اسم مجده إلى الدهر ، ولتمتلئ الأرض كلها من مجده ، آمين ثم آمين » « المزمور 72/8-19» ، فمن هو الذي سجدت وأذعنت وذلت له الملوك ، ومجده الله في كل الدهور؟ لا ريب أنه محمد - صلى الله عليه وسلم - الذي دانت لسلطانه أعظم ممالك عصره ، الروم والفرس( ) .
6) البشارة الواردة في قول إشعياء في الفصل الثامن والعشرين : « سيترجاني أهل الجزائر ، ومن في سفن تارسيس كما فعلوا من قبل ، ويوردون عليك أبناءك من بلد بعيد ومعهم فضتهم وذهبهم ، من أجل اسم الرب إلهك قدوس إسرائيل الذي أحمدك وأكرمك ، ويبني أبناء الغرباء سورك ، وملوكهم يخدمونك ، وتفتح أبوابك في كل وقت وأوان من آناء الليل والنهار فلا تغلق ، ويدخل إليك أرسال الأمم ، ويقاد إليك ملوكهم أسرى ، لأن كل أمة ومملكة لا تخضع لك تتبدد ستورها ، وتصطلم الشعوب بالسيف اصطلاماً ، وتأتيك الكرامة من صنوبر لبنان البهي ، ومن أبهلها ليبخر به بيتي ، ويعظم به موضع قدمي ومستقر كرامتي ، وتأتيك أبناء القوم الذين كانوا يذلونك ، ويقبل آثار أقدامك جميع من كان يؤذيك ويضطهدك ، وأجعلك كرامة إلى الأبد ، وغبطة وفرحاً إلى دهر الداهرين ، وسترضعين ألبان الشعوب ، وستصيبين من غنائم الملوك ، وتتمززين من غاراتك عليهم .. وأجعل السالمة مدبرك ، والصلاح والبر سلطانك ، ويكون الرب نورك ومصباحك إلى الأبد » . فلم تتحقق هذه الصفات مجتمعة إلا لهذه الأمة الإسلامية ، فتغلبت على الأمم ، وقادت ملوكهم أسرى ، وتبدد من أمامها الأمم التي لم تذعن لها . وكتب الله لها الغلبة والظهور إلى قيام الساعة . وهو ما أشار إليه أشعياء في قوله : إلى دهر الداهرين .. إلى الأبد » . وهو مماثل لقوله تعالى : « وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض » . وقوله صلى الله عليه وسلم : « لا يزال ناس من أمتي ظاهرين ، حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون »( ).
7) يقول السقار : ويتوعد النبي إشعيا بني إسرائيل الذين يحرفون كتاب الله ولا يلتزمون شريعته ، يتوعدهم بالنبي صاحب السفر المختوم ، النبي الذي لا يعرف القراءة ، فيقول : « الرب قد سكب عليكم روح سبات ، وأغمض عيونكم ، الأنبياء ورؤساؤكم الناظرون غطاهم ، وصارت لكم رؤيا الكل ، مثل كلام السفر المختوم الذي يدفعونه لعارف الكتابة قائلين : اقرأ هذا ، فيقول : لا أستطيع لأنه مختوم . أو يدفع الكتاب لمن لا يعرف الكتابة ويقال له : اقرأ هذا ، فيقول : لا أعرف الكتابة( ) . فقال السيد : لأن هذا الشعب قد اقترب إلي بفمه وأكرمني بشفتيه ، وأما قلبه فأبعده عني ، وصارت مخافتهم مني وصية الناس معلمة ، لذلك هأنذا أعود أصنع بهذا الشعب عجبًا وعجيبًا ، فتبيد حكمة حكمائه ، ويختفي فهم فهمائه ، ويل للذين يتعمقون ليكتموا رأيهم عن الرب ، فتصير أعمالهم في الظلمة ويقولون : من يبصرنا ، ومن يعرفنا ؟ يا لتحريفكم ، هل يحسب الجابل كالطين حتى يقول المصنوع عن صانعه : لم يصنعني ؟ أو تقول الجبلة عن جابلها : لم يفهم . أليس في مدة يسيرة جدًا يتحول لبنان بستانًا ، والبستان يحسب وعرًا ، ويسمع في ذلك اليوم الصم أقوال السفر ، وتنظر من القتام والظلمة عيون » « إشعيا 29/10- 18» إنه ذات المعنى الذي تتحدث عنه النصوص ، شجرة خضراء تذبل ، وأخرى يابسة تخضر وتورق ، وذلك حين يفتح السفر المختوم على يد النبي الأمي . وقوله : « أو يدفع الكتاب لمن لا يعرف الكتابة ويقال له : اقرأ هذا ، فيقول : لا أعرف الكتابة » ، يسجل اللحظة العظيمة التي يبدأ نزول الوحي فيها على النبي - صلى الله عليه وسلم - ففي صحيح البخاري عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت :.. جاءه الحق وهو في غار حراء ، فجاءه الملك ، فقال : اقرأ ، قال : ما أنا بقارئ ، قال : فأخذني ، فغطني حتى بلغ مني الجهد ، ثم أرسلني ، فقال : اقرأ ، قلت: ما أنا بقارئ ، فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ، ثم أرسلني فقال : اقرأ ، فقلت : ما أنا بقارئ ، فأخذني فغطني الثالثة ثم أرسلني فقال : « اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ وربك الأكرم »( ). وما قاله إشعيا عن أمة اليهود صدقه فيه المسيح ، حين قال لليهود : « فقد أبطلتم وصية الله بسبب تقليدكم ، يا مراؤون ، حسنا تنبأ عنكم إشعياء قائلًا : يقترب إلي هذا الشعب بفمه ، ويكرمني بشفتيه ، وأما قلبه فمبتعد عني بعيدًا ، وباطلًا يعبدونني ، وهم يعلمون تعاليم هي وصايا الناس » « متى 15/6-9 » . فهذه النبوءة للنبي إشعيا لم تتحقق حتى زمن المسيح - عليه السلام -: « لذلك هأنذا أعود أصنع بهذا الشعب عجبًا وعجيبًا ، فتبيد حكمة حكمائه ويختفي فهم فهمائه . أليس في مدة يسيرة جدًّا يتحول لبنان بستانًا ، والبستان يحسب وعرًا ، ويسمع في ذلك اليوم الصم أقوال السفر، وتنظر من القتام والظلمة عيون » . « إشعيا 29/14- 18» . إنه يتوعدهم بالنبي صاحب السفر المختوم ، النبي الذي لا يعرف القراءة ولا الكتابة ، ويتحدث قبله عن النبي القارئ الذي لا يقرأ السفر ، لأنه مختوم ، فالنبي القارئ هو عيسى - عليه السلام - « انظر لوقا 4/16- 18 » ، لكنه لن يقرأ السفر المختوم الذي سيقرأه النبي الذي لا يعرف الكتابة . « وصارت لكم رؤيا الكل ، مثل كلام السفر المختوم الذي يدفعونه لعارف الكتابة قائلين : اقرأ هذا ، فيقول : لا أستطيع ، لأنه مختوم ، أو يدفع الكتاب لمن لا يعرف الكتابة ويقال له : اقرأ هذا ، فيقول : لا أعرف الكتابة »( ).
8) وجاء في البشارة بالنبي الخاتم محمد – صلى الله عليه وسلم - ووصف أمته ومكان دعوته التي ما زالت مسطورة في التوراة ما يلي : « قومي استنيري ، لأنه قد جاء نورك ، ومجد الرب أشرق عليك . لأنه ها هي الظلمة تغطي الأرض والظلام الدامس الأمم ، أما عليك فيشرق الرب ، ومجده عليك يرى . فتسير الأمم في نورك ، والملوك في ضياء إشراقك . ارفعي عينيك حواليك وانظري ، قد اجتمعوا كلهم جاؤوا إليك ، يأتي بنوك من بعيد ، وتحمل بناتك على الأيدي . حينئذ تنظرين و تنيرين ، ويخفق قلبك ويتسع ، لأنه تتحول إليك ثروة البحر ، ويأتي إليك غنى الأمم . تغطيك كثرة الجمال ، بكران مديان وعيفة كلها تأتي من شبا تحمل ذهبًا ولبانًا ، وتبشر بتسابيح الرب . كل غنم قيدار تجتمع إليك ، كباش نبايوت تخدمك ، تصعد مقبولة على مذبحي ، وأزين بيت جمالي . من هؤلاء الطائرون كسحاب وكالحمام إلى بيوتها . إن الجزائر تنتظرني ، وسفن ترشيش في الأول ، لتأتي ببنيك من بعيد وفضتهم وذهبهم معهم لاسم الرب إلهك . وبنو الغريب يبنون أسوارك ، وملوكهم يخدمونك ، لأني بغضبي ضربتك ، وبرضواني رحمتك . وتنفتح أبوابك دائمًا نهارًا وليلاً لا تغلق ، ليؤتى إليك بغنى الأمم وتقاد ملوكهم . لأن الأمة والمملكة التي لا تخدمك تبيد ، وخرابًا تخرب الأمم . مجد لبنان ، إليك يأتي السرو والسنديان والشربين معًا لزينة مكان مقدسي ، وأمجد موضع رَجُلِي . وبنو الذين قهروك يسيرون إليك خاضعين ، وكل الذين أهانوك يسجدون لدى باطن قدميك ، ويدعونك مدينة الرب ، صهيون قدوس إسرائيل !! . عوضًا عن كونك مهجورة ومبغضة بلا عابر بك ، أجعلك فخرًا أبديًّا ، فرح دور فدور. وترضعين لبن الأمم ، وترضعين ثدي ملوك ، وتعرفين أني أنا الرب مخلصك ووليك عزيز يعقوب !! . عوضًا عن النحاس آتي بالذهب ، وعوضًا عن الحديد آتي بالفضة ، وعوضًا عن الخشب بالنحاس ، وعوضًا عن الحجارة بالحديد ، وأجعل وكلاءك سلامًا ، وولاتك برًا . لا يسمع بعد ظلم في أرضك ، ولا خراب أو سحق في تخومك ، بل تسمين أسوارك خلاصًا وأبوابك تسبيحًا . لا تكون لك بعد الشمس نورًا في النهار ، ولا القمر ينير لك مضيئًا ، بل الرب يكون لك نورًا أبديًّا ، وإلهك زينتك . لا تغيب بعد شمسك ، وقمرك لا ينقص ، لأن الرب يكون لك نورًا أبديًا ، وتكمل أيام وحك . وشعبك كلهم أبرار إلى الأبد يرثون الأرض ، غصن غرسي ، عمل يدي سأتمجد . الصغير يصير ألفًا ، والحقير أمة قوية . أنا الرب في وقته أسرع به »( ).
وفي شعوذة المشعوذين كان لجبل لبنان نصيب وافر ، قال المخبر : فغدا أولئك الأمراء الأكابر، وخاطبوا فيهم نائب السلطان بتعظيم أمرهم الباهر، وذكر لي أنواعًا من الخطاب ، والله تعالى أعلم بحقيقة الصواب ، والأمير مستشعر ظهور الحق عند التحقيق ، فعاد الرسول ، إلي مرة ثانية فبلغه أنّا في الطريق ، وكان كثير من أهل الاتحاد مجدين في نصرهم بحسب مقدورهم ، مجهزين لمن يعنيهم في حضورهم . فلما حضرت وجدت النفوس في غاية الشوق في هذا الاجتماع ، متطلعين إلى ما سيكون طالبين للاطلاع . فذكر لي نائب السلطان وغيره من الأمراء بعض ما ذكروه من الأقوال المشتملة على الافتراء . وقال إنهم قالوا : إنك طلبت منهم الامتحان ، وأن يحموا الأطواق نارًا ويلبسوها ، فقلت هذا من البهتان . وها أنا ذا أصف ما كان . قلت للأمير : نحن لا نستحل أن نأمر أحدًا بأن يدخل نارًا ، ولا تجوز طاعة من يأمر بدخول النار . وفي ذلك الحديث الصحيح . وهؤلاء يكذبون في ذلك ، وهم كذابون مبتدعون قد أفسدوا من أمر دين المسلمين ودنياهم ما الله به عليم . وذكرت تلبيسهم على طوائف من الأمراء ، وأنهم لبسوا على الأمير المعروف بـ « الأيد مري » ، وعلى « قفجق » نائب السلطة وعلى غيرهما ، وقد لبسوا أيضًا على الملك العادل « كتغا » في ملكه ، وفي حالة ولاية حماة ، وعلى أمير السلاح « أجل أمير » بديار مصر ، وضاق المجلس عن حكاية جميع تلبيسهم . فذكرت تلبيسهم على الأيد مري ، وأنهم كانوا يرسلون من النساء من يستخبر عن أحوال بيته الباطنة ، ثم يخبرونه بها على طريق المكاشفة ، ووعدوه بالملك ، وأنهم وعدوه أن يروه رجال الغيب . فصنعوا خشبًا طوالًا وجعلوا عليها من يمشي كهيئة الذي يلعب بأكر الزجاج ، فجعلوا يمشون على جبل المزة ، وذاك يرى من بعيد قومًا يطوفون على الجبل ، وهم يرتفعون على الأرض ، وأخذوا منه مالًا كثيرًا ، ثم انكشف له أمرهم . قلت للأمير : وولده هو الذي في حلقة الجيش يعلم ذلك ، وهو ممن حدثني بهذه القصة . وأما قفجق فإنهم أدخلوا رجلًا في القبر يتكلم ، وأوهموه أن الموتى تتكلم ، وأتوا به في مقابر باب الصغير إلى رجل زعموا أنه الرجل الشعراني الذي بجبل لبنان ، ولم يقربوه منه بل من بعيد لتعود عليه بركته ، وقالوا : إنه طلب منه جملة من المال ؛ فقال قفجق : الشيخ يكاشف ، وهو يعلم أن خزائني ليس فيها هذا كله ، وتقرب قفجق منه وجذب الشعر ، فانقلع الجلد الذي ألصقوه على جلده من جلد الماعز . فذكرت للأمير هذا ؛ ولهذا قيل لي : إنه لما انقضى المجلس ، وانكشف ما لهم للناس ، كتب أصحاب قفجق إليه كتابًا ، وهو نائب السلطنة بحماة يخبره صورة ما جرى( ) .
وفي أحاديث الفتن في آخر الزمان كان للبنان نصيب في الفكر الإسلامي فمن ذلك :
1. قال نعيم بن حماد فيما يرويه عن كعب الأحبار قال : أظلتكم فتنة كقطع الليل المظلم لا يبقى بيت من بيوت المسلمين بين المشرق والمغرب إلا دخلته . قيل : فما يخلص منها أحد ؟ قال : يخلص منها من استظل بظل لبنان ، فيما بينه وبين البحر ، فهو أسلم الناس من تلك الفتنة . قال : فإذا كان مائة واثنين وعشرين سنة احترقت داري هذه ، فاحترقت داره حينئذ . وفي رواية : حدثنا بقية عن صفوان عن سعيد بن خالد حدثه عن مطر أبي خالد مولى أم حكيم بنت أبي هاشم عن كعب قال أظلتكم فتنة كقطع الليل المظلم لا ينجو منها شرقها ولا غربها إلا من استظل بظل لبنان فيما بينه وبين البحر فهم أسلم من غيرهم وذلك إذا احترقت داري هذه واحترقت سنة اثنتين وعشرين ومئة( ) .
2. قال الأوزاعي فأخبرني حسان بن عطية قال : تنزل الروم بسهل عكا ، وتغلب على فلسطين وبطن الأردن وبيت المقدس ، ولا يجيزون عقبة أفيق أربعين يومًا ، ثم يسير إليهم إمام المسلمين فيحوزونهم إلى مرج عكا فيقتتلون بها حتى يبلغ الدم ثنن الخيل ، فيهزمهم الله ويقتلونهم إلا عصيبة يسيرون إلى جبل لبنان ، ثم إلى جبل بأرض الروم( ).
3. روى نعيم بن حماد بسنده عن جبير بن نفير الحضرمي أن كعبًا حدثه : أن بالمغرب ملكة تملك أمة من الأمم ، تنبهر تلك الأمة بالنصرانية ، فتصنع سفنًا تريد هذه الأمة ، حتى إذاا فرغت من صنعتها وجعلت فيها شحنتها ومقاتلتها . قالت لتركبن - إن شاء الله ، وإن لم يشأ - فيبعث الله عليها قاصفًا من الريح فدقت سفنها ، فلا تزال تصنع كذلك ، وتقول كذلك ، ويفعل الله بها كذلك ، حتى إذا أراد الله أن يأذن لها بالمسير قالت : لتركبن - إن شاء الله - فتسير بسفنها ، وهي ألف سفينة ، لم توضع على البحر سفن مثلها قط ، فيسيرون حتى يمرون بأرض الروم ، فيفزع لهم الروم ويقولون : ما أنتم ؟ فيقولون : نحن أمة ندعا بالنصرانية ، نريد أمة حدثنا أنها قهرت الأمم ، فإما أن نبتزهم وإما أن يبترونا . قال : فتقول الروم : فأولئك الذين أخربوا بلادنا ، وقتلوا رجالنا ، واختدموا أبناءنا ونساءنا ، فأمدونا عليهم . فيمدوهم بخمسين وثلثماية سفينة ، فيسيرون حتى يرسوا بعكا ثم ينزلون عن سفنهم فيحرقونها . ويقولون : هذه بلادنا فيها نحيا وفيها نموت . فيأتي الصريخ أمام المسلمين وهم يومئذ في بيت المقدس . فيقول : نزل عدو لا طاقة لكم بهم ، فيبعث بريدًا إلى مصر وإلى العراق يستمدهم . فيأتي بريدهم من مصر فيقول : قال أهل مصر : نحن بحضرة العدو ، وإنما جاءكم عدوكم من قبل البحر ، ونحن على ساحل البحر ، فنقاتل عن ذراريكم ونخلي ذرارينا للعدو ؟. ويقول أهل العراق : نحن بحضرة عدو ، فنقاتل عن ذراريكم ونخلي ذرارينا للعدو؟ . ويمر البريد الذي أتى من العراق بحمص فيجدوا من بها من الأعاجم قد أغلقوا على من بها من ذراري المسلمين ، وجاءهم الخبر أن العرب قد هلكوا ، فكذبوا بما جاءهم حتى يأتيهم الخبر بذلك ثلاث مرات . فيقول الوالي : هل أنتظر إلا أن تغلق كل مدينة بالشام على من فيها ؟ فيقوم في الناس : فيحمد الله ويثنى عليه ، فيقول : بعثنا إلى إخوانكم أهل العراق وأهل مصر يمدونكم فأبوا أن يمدوكم ، ويكتم أمر حمص . ويقول : لا مدد لكم إلا من قبل الله تعالى ، سيروا إلى عدوكم ، فيلتقون بسهل عكا - والذي نفس كعب بيده - لا يصبروا لأهل الشام كالتفاعك بثوبك حتى ينهزموا ، فيأتون الساحل فلا يجدون بها غوثًا يغيثهم ، فلكأني أنظر إلى المسلمين يضربون أقفاهم في سهل عكا ، حتى يصلوا في جبل لبنان لا يفلت منهم إلا نحو من مائتي رجل يضلون في جبل لبنان ، حتى يلحقوا بجبال أرض الروم . فينصرف المسلمون إلى حمص فيحاصرونها ، وليرمين إليكم منها برؤوس تعرفونها ، لعله أن لا يكون إلا رأس أو رأسين ، فلتتركن منذ يومئذ خاوية ولا تسكن . يقولون : كيف نسكن بقعة فضحت فيها نساؤنا ؟ قال السيباني : يجتمع تحت جميرات يافا إثنا عشر ملكًا ، أدناهم صاحب الروم( ).
4. روى نعيم بن حماد بسنده عن خيثم الزيادي قال تفتح رومية بحبال بيسان وخشب لبنان ومسامير مريس ، وتأخذون سكينة التابوت ، فيقترع عليها أهل الشام وأهل مصر ، فتطير لأهل مصر( ).
5. روى نعيم بن حماد بسنده عن تبيع قال : وسألته عن رومية ؟ فقال : إذا رأيت الجزيرة التي بالفسطاط بني فيها سفنًا - أو قال - سفينة ، خشبها من لبنان ، وحبالها من ميسان ، ومساميرها من مريس ، ثم أمر بجيش فأغزوا فيها ، لا ينقطع لهم حبل ، ولا ينكسر لهم عمود ، فإنهم يفتتحون رومية ، ويأخذون تابوت السكنية ، فيتنازع التابوت أهل الشام وأهل مصر ، أيهم يردها إلى إيلياء ؟ ثم يستهموا عليها ، فيصيب أهل مصر بسهمهم فيردونها إلى إيلياء . قال : وسألته عن القسطنطينية ؟ فقال : يغزونها رجال يبكون ويتضرعون إلى الله تعالى ، فإذا نزلوا بها صاموا ثلاثة أيام ، ويدعون الله ويتضرعون إليه ، فيهدم الله جانبها الشرقي ، فيدخلها المسلمون ويبنون فيها المساجد( ).
6. روى نعيم بن حماد بسنده عن كعب قال : يلي الروم امرأة ، فتقول : اعملوا لي ألف سفينة ، أفضل ألواح عملت على وجه الأرض ، ثم اخرجوا إلى هؤلاء الذين قتلوا رجالنا ، وسبوا نساءنا وأبناءنا ، فإذا فرغوا منها قالت : اركبوا - إن شاء الله ، وإن لم يشأ - فيبعث الله عليهم ريحًا فيقمصها بقولها : وإن لم يشأ ، ثم يعمل لها ألف أخرى مثلها ، ثم تقول مثل قولها ، ويبعث الله عليها ريحًا فيقمصها ، ثم يعمل لها ألف أخرى فتقول : اركبوا - إن شاء الله – قال : فيخرجون فيسيرون حتى يتنهوا إلى تل عكا ، فيقولون : هذه بلادنا وبلاد آبائنا ، ثم يرسلون النار في سفنهم فيحرقونها ، والمسلمون يومئذ ببيت المقدس ، فيكتب الوالي إلى أهل العراق وأهل مصر وأهل اليمن فيجيء رسله فيقولون : نتخوف أن ينزل بنا مثل ما نزل بكم ، وتمر رسله على حمص وقد أغلق أهلها على من فيها من المسلمين ، ويقتلون فيها امرأة ويلقونها مما يلي الحائط خارج ، قال : فيكتم الوالي أمر حمص ، ثم يقول للمسلمين : اخرجوا إلى عدوكم فموتوا وأميتوا ، فيقتتلون قتالًا شديدًا ، فيقتل من المسلمين ثلث ، وينهزم ثلث فيقعون في مهيل من الأرض ، ويقبل الثلث حتى ينتهوا إلى بيت المقدس ، ثم يخرجون منها إلى الموجب أرض البلقاء – والموجب : أرض فيها عيون ، ويخرج فيه حشيش من نبت الأرض - فينزل المسلمون عليه ، ويقبل أعداء الله حتى ينتهوا إلى بيت المقدس . ثم يقول : اذهبوا فقاتلوا بقية عبيدي الذين بقوا ، فيقول والي المسلمين لمن معه : اخرجوا إلى عدوكم . قال : فيبكون ويتضرعون إلى الله - عز و جل - فيومئذ يغضب الله لدينه ، فيطعن برمحه ويضرب بسيفه ، ويسلط الله الحديد بعضه على بعض ، حتى لا يبالي الرجل صمصامة كانت معه أو غيرها . قال : فيقتلون في الغور فيقتتلون قتالًا شديدًا ، فيقتل العدو يومئذ فلا يبقى منهم إلا شرذمة يسيرة يلحقون بجبل لبنان ، والمسلمون خلفهم يطردونهم حتى ينتهوا إلى القسطنطينية . وعلى المسلمين رجل آدم ، معتقل رمحه ، حتى إذا انتهى إلى النهر الذي عند القسطنطينية نزل الوالي ليتوضأ ويصلي فيتأخر الماء عنه ، ثم يطلبه فيتأخر ، فإذا رأى ذلك ركب دابته ، ثم يقول : يا هؤلاء ! هذا أمر يريده الله ، هلموا فأجيزوا ، فيجيزون حتى ينتهوا إلى حائط القسطنطينية ! ثم يكبرون تكبيرة رجل واحد ، فيسقط منها اثنا عشر برجًا ، فيومئذ تقتل رجالها وتسبى نساؤها ، وتؤخذ أموالها . فبيناهم على ذلك إذ أتاهم آت ، فقال : إن الدجال قد خرج بالشام . فيخرج القوم ، فمن كان أخذ ندم ألا يكون استزاد لسنين تكون أمام الدجال ، فيجدونه لم يخرج ، فقل ما يلبث حتى يخرج( ).
7. روى نعيم بن حماد بسنده عن عمر بن سليمان قال : أخر طلوع الشمس من المغرب يومًا واحدًا قط ، وترفع الحفظة ، وتؤمر بأن لايكتبوا شيئًا . فإذا كان ذلك سجدوا لله ، وتستوحش الملائكة بحضور الساعة ، وتفزع الشمس والقمر ، وتحرس السماء حرسًا شديدًا لا يستطيع شيطان ولا جان أن يدنو ، وتستوحش الجن وتموج الجن والإنس والطير ، والوحش والسباع بعضها من بعض ، فتأتي الجن الخافقين والشياطين ، لتستمع فيرمون بشهب النار ، فلا يسمعون شيئًا ، ويتغير لون السماء ، وتهد الأرض وتنسف الجبال إلا أربعة طور سينا والجودي وجبل لبنان وجبل ثابور الذي فوق طبرية ، فإن الله تعالى نصبها روضة خضراء ذات شجر بين الجنة والنار ، عليها بناء اللؤلؤ والزبرجد والدر والياقوت ، فيجعل عرشه عليها ليدنن الخلق ، وإن رجل الملك صاحب الصور عند القلزم ، وإنه لينفخ النفخة الأولى فيصعق من في السماوات والأرض فيمكثون أربعين عامًا ، وتنفطر السماء وتناثر نجومها ، ويرسل الله ماء الحياة فينبت البشر ، وإن كل بشر منهم لعلى مثل عين الجرادة من عجب الذنب ، وعلى الذرة التي في السرة . وقال ، قال عبد الله بن عمرو : فينفخ النفخة الأخرى من عند باب مدين الغربي ، فإذا هم قيام ينظرون ، يبعثون في دخن وظلمة . قال وقال أبو الدرداء : فمن كان له عمل صالح يفرح عند الدخن والظلمة حتى يصير في رخاء ، ويقسم النور بين الناس على قدر الأعمال( ).
وقال الشاعر النصراني الجاهلي أمية ابن أبي الصلت يذكر لبنان فيما روى له المقدسي في كتاب البدء « 3 : 24 » في حادثة الطوفان أيام نوح عليه السلام :
منجي ذي الخير من سفينة نوح ... يومَ بادت لبــــنان من أخـراها
فــــار تنـــوره وجـــاش بمـــاء ... طــــمَّ فوق الجبال حتى علاها
قيل للعبــد ســــر فســــار وباللـ...ــه على المهول سيرها وسراها
قيـــل فاهبط فقـد تناهت بك الفلـ...ـك على رأس شــاهق مرساها( )
ومن أمثال النصارى : كعبة نجران : وهي كنيسة كان يحج إليها أهل اليمن لحسنها . وقس نجران : وهو قس بن ساعدة المضروب به المثل في الخطابة . وأبدال اللكام ، وأبدال لبنان : وهم قوم من النساك الصالحين زهدوا في الدنيا وعبدوا الله في جبل اللكام وجبل لبنان( ) وغيرها .
قال ابن عربي في الكلمة الإلياسية : « إلياس هو إدريس - عليه السلام - كان نبيًّا قبل نوح - عليه السلام - ورفعه الله تعالى مكانًا عليًّا ، فهو في قلب الأفلاك ساكن - وهو فلك الشمس - ثم بعث إلى قرية بعلبك ، وبعل اسم صنم وبك هو سلطان تلك القرية . وكان هذا الصنم المسمى بعلًا مخصوصًا بالملك . وكان إلياس الذي هو إدريس - عليه السلام - قد مثل له انفلاق الجبل المسمى لبنان - من اللبانة : وهي الحاجة - عن فرس من نار وجميع آلاته من نار »( ) على ما سيأتي . قال البقاعي : قال ابن عربي : في فص حكمة إبناسية في كلمة إلياسية : « وكان إلياس الذي هو إدريس ، قد مثل له انفلاق الجبل المسمى لبنان عن فرس من نار ، فلما رآه ركب عليه ، فسقطت عنه الشهوة ، فكان عقلًا بلا شهوة ، فلم يبق له تعلق بما تتعلق به الأغراض النفسية ، فكان الحق فيه منزهًا ، فكان على النصف من المعرفة بالله ، فإن العقل إذا تجرد لنفسه من حيث أخذه العلوم عن نظره كانت معرفته بالله عن التنزيه , لا على التشبيه ، وإذا أعطاه الله المعرفة بالتجلي كملت معرفته بالله ، فنزه في موضع , وشبه في موضع ، ورأى سريان الحق في الصور الطبيعية والعنصرية ، وما بقيت له صورة إلا ويرى عين الحق عينها ، وهذه المعرفة التامة التي جاءت بها الشرائع المنزلة من عند الله ، وحكمت بهذه المعرفة الأوهام كلها » . ورد الإمام زين الدين العراقي على وحدة الأديان فقال في جواب السؤال المذكور قبل : « بتوحيد إلياس - عليه السلام - بعثت الرسل كلها ، لأن الملل كلها ، وما جاءت به الرسل لم يختلفوا في التوحيد والإقرار به ، وقد نزه الله تعالى نفسه عن الشبه بقوله تعالى « لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ »( ) . وليت شعري ! ما الفائدة لبعثة الرسل إذا كان من عبد شيئًا من المخلوقات عابدًا لله تعالى ؟ وليت شعري ! ماذا يقول هذا القائل ، في نبينا محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في نهيهم عن عبادة الأوثان وكسرها ؟ هل يقول : كانوا بعبادتها مصيبين عابدين لله ، وأنه ما حصل لنبينا محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – اتساع ، فأنكر عليهم ، كما قال في حق هارون - عليه السلام -. ولا شك أن الرسل كلهم متفقون في التوحيد ، وكأنه إنما سكت عن ذلك خيفة من السيوف المحمدية ، فإن هذه المؤلفات التي كان يسرها إلى أصحابه ، ويسرها أصحابه إلى أصحابهم ، ولو كان حقًا لأظهروه على رؤوس الأشهاد »( ) . وقال ابن تيمية : انظر إلى هذه الجرأة القبيحة في حق إدريس - عليه الصلاة و السلام - فيما زعم . أما كون إدريس - عليه الصلاة و السلام - في السماء الرابعة فحق ، قد أخبر به النبي إذ رآه فيها ليلة المعراج . وأما كونه هو إلياس الذي أرسل إلى بعلبك فكذب ، فإن إدريس - عليه السلام - « أخنوخ » بينه وبين آدم - عليه الصلاة والسلام - خمسة آباء واسم أبيه « يرد » - بالراء والدال رويت معجمة ومهملة -. وإلياس من بني إسرائيل من ذرية هارون - عليه الصلاة والسلام - بينه وبين هارون - عليه الصلاة والسلام - أبوان أو ثلاثة على اختلاف في العدد والأسماء ، وهو الذي بعث إلى بعلبك . وذكر في قصته أن قومه لما أصروا على كفرهم دعا ربه أن يقبضه إليه فيريحه منهم ، فقيل له : انظر إلى يوم كذا فاخرج فيه إلى بلد كذا ، فما جاءك من شيء فاركبه ولا تهبه . فخرج وخرج معه أليسع ، حتى إذا كان بالبلد الذي أمر به أقبل فرس من نار فوقف بين يديه ، فوثب عليه فانطلق ، فكساه الله تعالى الريش ، وألبسه النور ، وقطع عنه لذة المطعم والمشرب ، فطار مع الملائكة . فكان إنسيًّا ملكيًّا سماويًّا أيضًا . ذكره ابن الجوزي في تاريخه المسمى بالمنتظم . وذكر فيه أنه يقال له : « إدراس » أيضًا و « إدراسين » . وكأن هذا هو الذي غر بعض الحمقى ، فظنوا « إدراس » بالألف « إدريس » بالياء ، وأنه هو « إدريس » الذي قبل « نوح » - عليه الصلاة و السلام - ومن آبائه ، وغفلوا عن عد إلياس في ذرية « نوح » في قوله تعالى : « وعيسى وإلياس »( ) ، وأن الذرية لا تطلق على الآباء إلا بطريق المجاز . وها هنا مانع عن إرادته - وهو إرادة الحقيقة قطعًا - في ما عدا إلياس فلا يراد فيه المجاز ، على أنه لا قرينة أصلًا ، كيف والمعروف المشهور هو الذي من بني إسرائيل ؟ والأصل عدم الاشتراك . ثم إن جعل سقوط الشهوة سببًا لنقصان المعرفة بالله تعالى من أقطع الحماقات ، فإن الشهوة هي الحجاب الأعظم عن المعرفة عند أهل الله تعالى ، ولكن هذا من ديدن هذا المعاند وقاعدته التي أوردته الموارد ، وهي قاعدة « خالف تعرف » على ما مر كثيرًا ويأتي كثيرًا ، فإنه لشدة ذكائه قصد تحسين ما أجمع على قبحه ، وتقبيح ما أجمع على حسنه . وكل شيء أفرط في نوعه خرج عن حد الاعتدال حتى أنه قد يباين نوعه . ومن هذا ما قال « فإن العقل إذا تجرد لنفسه من حيث أخذه العلوم عن نظره كانت معرفته بالله تعالى على التنزيه لا على التشبيه ، فإذا أعطاه الله تعالى المعرفة بالتجلي كملت معرفته بالله تعالى ، فنزه في موضع وشبه في موضع ، ورأى سريان الحق في الصور الطبيعية والعنصرية . وما بقيت له صورة إلا ويرى عين الحق عينها » . أقول : العقل إذا تجرد عن دواعي الشهوة فأخذ العلوم أخذها عن نظره الصحيح فحصل بذلك لصاحبه علم اليقين ، فإذا أعطاه الله تعالى المعرفة بالتجلي حصل بذلك عين اليقين ثم حق اليقين ، ووجود الشهوة لا يمكن قط أن يكون سببًا أو شرطًا لتجلي الحق ، بل هو مانع له بإجماع أهل الشريعة والحقيقة ، فكيف يكون سقوطها سببًا لنقصان المعرفة الحاصلة بالتجلي ؟ فانظر كيف يأتي بالدليل المنافي لمدعاه ؟ وذلك نتيجة تحكيم سلطان الوهم عليه ، حيث قال : « وهذه هي المعرفة التامة التي جاءت بها الشرائع المنزلة من عند الله تعالى ، وحكمت بهذه المعرفة الأوهام كلها » . أقول : لقد كذب - والله - في جعله ذلك معرفة ، فضلًا عن أن تكون تامة . وفي قوله : « التي جاءت بها الشرائع » . وصدق في قوله « حكمت بها الأوهام » فإنما يحكم بمثل هذا الأوهام الباطلة والخيالات الفاسدة ، ثم زاد في الحماقة حيث قال « ولذلك كانت الأوهام أقوى سلطانًا في هذه النشأة من العقول ، لأن العقل ولو بلغ ما بلغ في عقله ، لم يخل من حكم الوهم عليه ، والتصور فيما عقل . فالوهم هو السلطان الأعظم في هذه الصورة الكاملة الإنسانية » . أقول : هذا سبب خبطه خبط عشواء بل عمياء فيما يأتي به من الدلائل الدالة على خلاف مدعاه . وهو كونه حكم الوهم على نفسه وجعله السلطان الأعظم ، والوهم من الخواص الحيوانية والعقل من الخواص الإنسانية ، فمن حكم حيوانيته على إنسانيته فماذا يرجى منه غير ذلك ؟ ثم زاد في الكذب بالمكابرة والعناد حيث قال « وبه جاءت الشرائع المنزلة ، فشبهت ونزهت ، شبهت في التنزيه بالوهم ، ونزهت في التشبيه بالعقل ، فارتبط الكل بالكل ، فلم يتمكن أن يخلو تنزيه عن تشبيه ولا تشبيه عن تنزيه » . أقول : هذا نتيجة تحكيم الوهم واعتباره ، وأهل الشرائع من الرسل وأتباعهم بريئون من ذلك ، فإن الوهم عندهم ساقط الاعتبار ، ولم يرد له اعتبار أصلًا في كتاب ولا سنة ، ولكن أهل الزيغ دأبهم التقول والبهت( ).
ومن غرائب الأخبار والقصص التي جرت بعض أحداثها في لبنان نذكر ما قاله الشيخ أبو بكر بن أحمد الطحان : كان الشيخ عبد الله البطايحي بالمسجد الذي بالعقبة ، وكان لا يكاد يقعد إلا وحده ، وكان رجل اسمه إسماعيل ينقل الفخار على ظهره ويتقوت من ذلك ، وكان الشيخ عبد الله يأنس به ، فكان بعض الأيام عنده فقال له : يا شيخ إسماعيل ألا تحدثني عن أعجب شيء رأيته ؟! فقال : أنا أتردد إلى كفر عامر أشتري الفخار ، ولم يكن بها من أهل السنة إلا رجل واحد ، فكنت إذا وصلت إليه يأتيني فيقعد عندي ، فبينا أنا وهو ليلة من الليالي في المسجد إذا الباب قد فتح ودخل علينا رجل أشعث أغبر فصلى ركعتين ، ثم أراد أن يخرج فتعلقنا به وقلنا : ادع الله لنا . فبكى وقال : أسأل الله السلامة ، أسأل الله السلامة . فقلنا : أيش قصتك ؟ فقال : أنا كنت من أهل القرافة ، وكان بها شيخ يقرأ القرآن بالروايات ، فقرأت عليه القرآن ، فلما ختمت عليه جئت إلى لبنان فأقمت به مدة ، ثم إنني مضيت إلى ثم فأشرقت ، ثم مضيت إلى الشيخ أبصره فلما جئته قالت لي امرأته : هو مريض ، وهو يقول : ما يريد أن يموت إلا يهودي . فادخل إليه فمره بالشهادة . فدخلت إليه فعرفني فقلت له : قل أشهد أن لا إله إلا الله . فقال : أجدها شديدة . فما زلت به أرددها عليه ويقول هي شديدة ولم يقلها ، ثم جعل يده في عنقه ثم مات . فقالت لي امرأته : هو له عليك حق ، فاغسله وادفنه . قال : فكنت أغسله وأصب عليه الماء ، فأرى الماء كأنه نار ، ثم دفنته فقذفته الأرض ، فبقيت متحيرًا في أمره . وكان ثم شيخ فمضيت فحدثته حديثه ، فقال : يا بني تريد أن تغير قضاء الله ! امض فادفنه في مقابر اليهود . فمضيت به إلى مقابر اليهود فدفنته بها ، فكأنما شربته الأرض . فمضيت إلى امرأته فسألتها عن أمره ؟ فقالت : ما كان إلا يقرأ القرآن ، ولكن كان عنده صورتان ، فكان بالليل يضربهما ، ويقول : إنهما ظلما عليًّا حقه . قال : فإذا هما صورتا أبي بكر وعمر ، رضي الله عنهما( ).
وقال الشيخ سلمان العودة :
بلادي كل أرض ضـــج فيها نـــداء الحـــق صــداح مغنى
ودوى , ثم بالســـبع المثاني شـــباب كان للإســـلام حصنا
تمنيت الحجـــاز أكـــون فيـــه فأعطـــى الله قلبي مـا تمنى
ســـقى الله الحجاز وســـاكنيه وأمطــر كل ســـاقية ومعنى
أخي إن زرت بيت الله تبغي رضًا أو تشـــتكي همًّا وحزنا
ففي تلك الرحـاب عظيــم أنس لناءٍ دعــاه الشـــوق وحـــنا
لطيبة يئـــرز الإيمـــان حيًّا ويشـــتاق لها القــلب المعـــنى
نحى الله اليهـــود فما أقاموا لعهــد الله في المحـــراب وزنا
ترى القدس الحزين لنا ينادي , ومن من سامع قد هـب منا
ينادي المغرب المقدام مصرًا , ويدعي القدس لبنان المعنى
ويهوى القلب شـهباء المعالي , وفي بغداد للإســـلام معنى
إذا كابـــول آذتها جـــراح , ففي صنـــعاء إخـــوان المثنى( )
وقال صاحب الجواهر :
هـــذا الإمـــام بلا مــرا ولشــرع دين الله ناصر
روض المعارف والندى زهر السنا برباه ناضر
عينـــات قالـــت مرحبـًا عيـــن أتى بالله ناظـــر
فيها المســاجد كلها وكـــذا المشـــاعر والمآثـــر
فيـها النبـــي محمـــد فيــها الصحابة والأكابــــر
وكذاك بغـــداد بـــها وكذلك لبـــنان والمفاخــــر
فيها جمـــيع الأولياء فيها الأوائـــل والأواخــــر
فيها جميع العلوم وما تشاء فاذهب إليها ثم سـافر
فيها المثـــاني والثـــنا وكذاك غيــب الله ظــاهـر( )

الباحث : محمود بن سعيد الشيخ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تابع جبل الشيح - جبل لبنان - 2
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تابع جبل الشيح - جبل لبنان - 1
» تابع جبل الشيح - برج لبنان
» تابع جبل الشيح - جبل بعل جاد
» تابع جبل الشيح - جبل طور طبرية - 1
» تابع جبل الشيح - جبل بني هلال

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
قطنا :: المنتديات العامة :: شخصيات لها تاريخ-
انتقل الى: