قطنا
مرحبا بك في منتديات قطنا الثقافية و العلمية
و نشكر زيارتكم
ولتتمكن من الإستمتاع بكافة ما يوفره لك هذا المنتدى من خصائص, يجب عليك أن تسجل الدخول الى حسابك في المنتدى. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه.
و يرجى الانتباه بادخال الايميل الصحيح لانه عند التسجيل ستصلك رسالة تفعيل رمز الدخول الى بريدك الالكتروني و بعد التفعيل ستتمكن من الدخول بالاسم و كلمة المرور التي ادخلتها
كما ندعوكم لزيارة موقعنا قطنا نت www.qatana.net
قطنا
مرحبا بك في منتديات قطنا الثقافية و العلمية
و نشكر زيارتكم
ولتتمكن من الإستمتاع بكافة ما يوفره لك هذا المنتدى من خصائص, يجب عليك أن تسجل الدخول الى حسابك في المنتدى. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه.
و يرجى الانتباه بادخال الايميل الصحيح لانه عند التسجيل ستصلك رسالة تفعيل رمز الدخول الى بريدك الالكتروني و بعد التفعيل ستتمكن من الدخول بالاسم و كلمة المرور التي ادخلتها
كما ندعوكم لزيارة موقعنا قطنا نت www.qatana.net
قطنا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
قطنا

منتدى مدينة قطنا
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  
"وقـل اعمـلوا فسـيرى الله عـملكم ورسـوله والمؤمنـون"    

 

 تابع جبل الشيح - آثار جبل الشيخ -4

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو محمد الشيخ
عضو فعال
عضو فعال
avatar


المزاج : قطنا
ذكر
عدد المساهمات : 111
نقاط : 331
تاريخ الميلاد : 30/01/1948
العمر : 76
تاريخ التسجيل : 08/11/2010
مكان الإقامة : سوريا-قطنا

تابع جبل الشيح - آثار جبل الشيخ -4 Empty
مُساهمةموضوع: تابع جبل الشيح - آثار جبل الشيخ -4   تابع جبل الشيح - آثار جبل الشيخ -4 Emptyالسبت يوليو 14, 2012 11:53 pm

تابع جبل الشيح - آثار جبل الشيخ -4
مدينة ليش أو لايش ، أو ليث أو دان : « دان » اسم عبري معناه « القاضي » . وهو اسم أحد أبناء يعقوب من زوجته « بلْهة » . وتقع عند مدخل سهل الحولة على السفوح الجنوبية الغربية لجبل الشيخ . وهو اسم إحدى القبائل العبرانية التي استقر أفرادها في وسط فلسطين من جهة الغرب . فطردهم الفلستيون – الفلسطينيون - من هذه الأرض فاستوطنوا بقعة في الشمال – شمال طبرية - بعد أن أبادوا سكانها الأصليين . ومنهم شمشون( ). وقد تكرر اسم دان في الكتاب المقدس – العهد القديم كثيرًا ، ودان أيضًا : هو اسم قرية سميت باسم دان ابن يعقوب - عليه السلام - وهذه القرية لم يفتحها بنو إسرائيل زمن موسى - عليه السلام - بل فتحت في عصر قضاة بني إسرائيل أيام كان القضاة يحكمون قبل عصر الملوك ، واسم هذه القرية سابقاً « لايش » ففي سفر القضاة : « ودعوا اسم المدينة باسم دان أبيهم الذي ولد لإسرائيل ، ولكن اسم المدينة أولاً لايش » سفر القضاة « 18 : 29 »( ). وفي الواقع إننا نجد في أسفار التوراة أسماء أطلقت على أمكنة لم تعرف بها في عهد موسى ، بل عرفت بعده بزمن طويل ، مثل ما ورد في سفر التكوين بأن إبراهيم « جد في اثرهم » - أي في أثر الأعداء - حتى دان « تك 14:14» . ولم تحمل « دان » هذا الاسم إلا بعد موت يشوع بمدة طويلة ، كما ورد في سفر القضاة( ). وفي سفر القضاة ، الإصحاح الثامن عشر ورد : « فأما هم فقد أخذوا ما صنع ميخا والكاهن الذي له ، وجاءوا إلى لايش ، إلى شعب مستريح مطمئن ، فضربوهم بحد السيف ، وأحرقوا المدينة بالنار ، ولم يكن مَنْ ينقذ لأنها بعيدة عن صيدون ، ولم يكن لهم أمر مع إنسان ، وهي في الوادي الذي لبيت رحوب ، فبنوا المدينة وسكنوا بها ، ودعوا اسم المدينة دان ، باسم دان أبيهم ، الذي ولد لإسرائيل ، وكان اسم المدينة أولًا : لايش »( ). وكذلك وقع في الآية الرابعة عشرة من الباب الرابع عشر من سفر الخليقة لفظ « دان » : وهو اسم بلدة عمّرت في عهد القضاة ، لأن بني إسرائيل بعد موت يوشع - عليه السلام - في عهد القضاة فتحوا بلدة « ليث » ، وقتلوا أهلها ، وأحرقوا تلك البلدة ، وعمروا بدلها بلدة جديدة وسموها دان ، كما هو مصرح في الباب الثامن عشر من كتاب القضاة ، فلا تكون هذه الآية أيضاً من كلام موسى - عليه السلام - قال هورن في تفسيره : « يمكن أن يكون موسى كتب قرية رابع وليث ، لكن بعض الناقلين حرّف هذين اللفظين بحبرون ودان » . فانظر أيها اللبيب إلى أعذار هؤلاء أولي الأيدي والأبصار ، كيف يتمسكون بهذه الأعذار الضعيفة ، وكيف يقرُّون بالتحريف ، وكيف يلزم عليهم الاعتراف بكون كتبهم قابلة للتحريف( ). وفي سفر القضاة « 13 : 24» أن شمشون كان مباركاً ومرسلاً من الله في دان وهو آخر القضاة : « فولدت المرأة ابنًا ودعت اسمه شمشون ، فكبر الصبي وباركه الرب ، وابتدأ روح الرب يحركه في محلة دان بين صرعة وأشتأول"( ). ويلاحظ المؤرخون أن الهيكل فقد كثيرًا من أهميته عند انقسام مملكة سليمان إلى مملكتين صغيرتين « 1599ق.هـ »( ) ، إذ شيَّد ملوك المملكة الشمالية مراكز مستقلة للعبادة . فبنى يربعام معبدين أو هيكلين أحدهما في دان بالشمال والآخر في بيت إيل ، وجعل فيهما عجولاً ذهبية كرموز لـ « يَهْوَه( ) = الله » !! واتخذهما مزاراً ملكياً مقدَّساً له . وقد أحاط المعبدين بهالة من القدسية حتى يضرب العبادة المركزية ، ويحول دون ذهاب مواطني مملكته إلى هيكل القدس . ورغم التحالفات التي كانت تُعقَد أحياناً بين ملوك الشمال والجنوب ، فإن الهيكل لم يستعد قَطّ مركزيته القديمة( ). وسعى رؤساء القبائل الشمالية إلى التهوين من شأن القدس وهيكلها حتى من الناحية الدينية ، واستعاضوا عن ذلك بتأسيس معابد محلية لممارسة شعائر الدين متأثرين في ذلك بنظام العبادات الكنعانية الذي يتَّسم بعدم مركزية مقرّ الإله . كما أقيم في السامرة معبد لينافس الهيكل فيحج إليه الشماليون ، وخصوصًا بعد أن منعهم الجنوبيون أنفسهم من الحج إلى القدس ، كما أسسوا أماكن مقدَّسة محلية في دان وبيت إيل( ). ويترجم عبد الوهاب المسيري ليُربعام قائد هذا التغيير فيقول : « يُربعام » اسم عبري معناه « يكثر أو يربو الشعب » . ويُربعام الأول أول ملوك المملكة الشمالية بعد انقسام المملكة المتحدة . كان يُربْعام يعمل عند سليمان ناظرًا للعمال من قبيلة إفرايم المسخَّرين للعمل . وبدأت العناصر الساخطة تتجه إليه ليكون زعيمًا للتمرد على هيمنة سليمان والجنوب . ولما عرف سليمان بالمؤامرة طلب قتله ، فهرب إلى مصر عند الفرعون شيشنق ، وبقي هناك إلى ما بعد موت سليمان . وقاد يُربعام الوفد الذي طلب من رُحبعام بن سليمان الإصلاح . وحينما رفض الأخير ، ثار الشماليون وأسسوا مملكتهم وخاضوا حربًا مع المملكة الجنوبية استمرت اثنين وعشرين عامًا . وقد اتخذ يُربعام من شكيم عاصمة لدولته . وخشية أن يذهب العبرانيون إلى القدس للأعياد ويجددوا ولاءهم القديم لبيت داود ، نصب يُربْعام عجلين من ذهب ربما بتأثير العبادة المصرية التي عرفها أثناء فترة نفيه ؛ أحدهما في بيت إيل والآخر في دان ـ أي في طرفي مملكته ـ ونادى بوجوب عبادتهما . وإلى جانب العجل ، مجَّد يُربْعام آلهة أخرى منها عشتاروت الإلهة الفينيقية وكموش إله المؤابيين . وقد أيَّد جميع الملوك الذين تعاقبوا على المملكة الشمالية هذه العبادة « ما عدا يوشيا » . وغيَّر يُربعام تاريخ عيد الحصاد بحيث أصبح في الخامس عشر من الشهر الثامن في المملكة الشمالية ، وقد كان يقع في اليوم الخامس عشر من الشهر السابع . وقد طرد يُربعام اللاويين الذين كانوا يشكلون الجهاز الإداري للملكة العبرانية المتحدة ، ونقل عاصمته من « شكيم » إلى « بنوئيل » لتَعذُّر تحصين الأولى . ثم انتقلت العاصمة إلى « ترصه » إلى أن استقرت في نهاية الأمر في « السامرة »( ). وسقطت المملكة الشمالية على يد الآشوريين ، وهجروا من مواقعهم ومنها دان إلى العراق سنة 1385 ق.هـ( ) ، وذابوا في المجتمع( ). ولكن العقائد اليهودية في المسيح الدجال التي تجعله من قبيلة دان خلدت اسم القبيلة ، وفي ذلك يقول المسيري : « المسيح الدجال » هي الترجمة العربية للكلمة الإنجليزية « أنتي كرايست Anti-Christ » والتي تعني حرفياً « ضد المسيح » . وعقيدة المسيح الدجال عقيدة مسيحية أخروية ظهرت مع بدايات المسيحية ، وزادت أهميتها مع الإصلاح الديني ، وهي عقيدة صهيونية( ) بصورة ملموسة إذ أنها تضع اليهود في مركز الدراما الكونية الخاصة بخلاص العالم ، وهي أيضًا عقيدة معادية لليهود إذ أن مركزيتهم نابعة من كونهم تجسيد للشر في التاريخ ، ومن ثم فإن تنصُّرهم ونهاية التاريخ شرط أساسي للخلاص . وتذهب هذه العقيدة إلى أن المسيح الدجال شخصية كافرة قاسية طاغية ، وهو ابن الشيطان - بل لعله هو نفسه الشيطان المتجسد - ومن علاماته أنه توجد في أقدامه مخالب بدلاً من الأصابع . أما أبوه ، فيُصوَّر على هيئة طائر ، له أربعة أقدام ، ورأس ثور بقرون مدببة ، وشعر أسود كثيف . والمسيح الدجال ابن امرأة يهودية ، وسيأتي من قبيلة دان ، وذلك استنادًا إلى نبوءة يعقوب ، فإن دان سيكون ثعبانًا في الطريق ، واستنادًا إلى كلمات إرميا فإن جيوش دان ستلتهم الأرض . كما أن الإصحاح السابع في رؤيا يوحنا لم يذكر قبيلة دان عندما ذكر القبائل العبرانية - . ويتواتر الآن في الأوساط المسيحية الحرفية أن المسيح الدجال سيكون يهوديًا من سوريا . ويُقال إن المسيح الدجال سيظهر في الشرق الأوسط في نهاية الأيام ، وهو العدو اللدود للمسيح ، وسيسبق ظهوره عدد من الدجالين ، وأنه سيدَّعي أنه المسيح ويصدقه الكثيرون ، وخصوصًا أنه قادر على الإتيان ببعض المعجزات – ولذا ، فهو يسمَّى « قرد الإله » أي الذي سيقلد الإله كما تقلد القردة البشر - وسيطيعه الرعد ، وتحرس الشياطين له بعض كنوز الأرض التي سيستخدمها في غواية البشر . وسيقوم الدجال ببناء الهيكل ، وسيهدم روما - مقر البابا - وسيُحيي الموتى ، وسيحكم الأرض مع الشيطان لمدة يُقال إنها ستصل إلى خمسين عامًا ، وإن كان الرأي الأغلب أن فترة حكمه لا تتجاوز ثلاثة أعوام ونصفًا ، وسيساعده اليهود في كل أفعاله . وعندما يصل البؤس إلى منتهاه ، سيتدخل الإله فتنفخ الملائكة في البوق معلنة حلول يوم القيامة ، وسينزل المسيح - عودة المسيح الثانية - لينقذ البقية الباقية الصالحة . وستدور معركة كونية هي معركة هرمجدون ويَلقَى ثُلثا اليهود حتفهم أثناءها . وسيعود إلياهو وإنوخ وسيأمر الدجال بقتلهم ، ولكنهم قبل أن يلاقوا حتفهم سينصرون اليهود الذين سيقبلون المسيح باعتبارهم أفرادًا - لا شعبًا - وسيخرج من فم المسيح سيفٌ ذو حدين سيصرع به المسيح الدجال ، ويحكم العالم بالعدل لمدة ألف عام - أو إلى ما لا نهاية - حيث ينتشر السلام والإنجيل في العالم . وكثيرًا ما كان الدجال يُقرَن بالماشيَّح الذي ينتظره اليهود . ويذهب الحرفيون إلى أن إنشاء دولة إسرائيل علامة على أن موعد عودة المسيح قد دنت ، ومن ثم لحظة هداية اليهود ، كما يَقرن الوجدان البروتستانتي الدجال ببابا روما - وبأية شخصية تصبح تجسيداً للآخر - وعقيدة الدجال هي عقيدة حلولية تُلغي الزمان ، وتُلغي المسافة التي تفصل بين الخالق والمخلوق ، ثم تُلغي الآخر تمامًا وتُخرجه من دائرة القداسة والتوبة والهداية . والآخر هنا هو اليهود ، والدجال هو رمزهم . والعقيدة هي بلورة لكثير من جوانب الموقف الغربي من اليهود فالحضارة الغربية تضع اليهود - الشعب العضوي المقدَّس المنبوذ - في مركز الكون حيث يتم القضاء عليهم بطريقتين : إما عن طريق الإبادة « الهولوكوست » في معركة هرمجدون « أو في معسكرات الغاز والإبادة » ، أو عن طريق التنصير « أو عمليات الاندماج المكثفة في الولايات المتحدة وغيرها : الهولوكوست الصامت »( ).
ج- المغارات والكهوف المقدسة :
قال العلماء : الكهف : الشق المتسع الوسط في جبل ، فإن لم يكن متسعًا فهو غار( ). وتكثر المغارات والكهوف التي اتخذها الصالحون والعباد والزهاد من شتى الأمم ، ومن مختلف الملل والنحل أماكن لعبادتهم في ذرى جبل الشيخ وسفوحه ومنعطفاته ومنحنياته خاصة ، والجبال الأخرى في العالم عامة ، واشتهر الكثير منها على مدار التاريخ البشري ، وكثيرًا منها نسي مع مرور الأيام وتباعد الزمان ، لكن بعضها لا يزال يذكر إلى وقتنا الحاضر لأسباب عديدة ليس هنا موضع ذكرها . قال تعالى لافتًا أنظار الناس إليها ، وإلى ما يحيط بها من السماء والأرض عامة : « أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ ؟ »( ) وفي ذلك يقول أحد المفسرين : وتوجيه القلب إلى السماء يتكرر في القرآن . وأولى الناس بأن يتوجهوا إلى السماء هم سكان الصحراء . حيث للسماء طعم ومذاق ، وإيقاع وإيحاء ، كأنما ليست السماء إلا هناك في الصحراء ! السماء بنهارها الواضح الباهر الجاهر . والسماء بأصيلها الفاتن الرائق الساحر . والسماء بغروبها البديع الفريد الموحي . والسماء بليلها المترامي ونجومها المتلألئة وحديثها الفاتر. والسماء بشروقها الجميل الحي السافر . هذه السماء . في الصحراء .. أفلا ينظرون إليها ؟ أفلا ينظرون إليها كيف رفعت ؟ من ذا رفعها بلا عمد ؟ ونثر فيها النجوم بلا عدد ؟ وجعل فيها هذه البهجة وهذا الجمال وهذا الإيحاء ؟ إنهم لم يرفعوها وهي لم ترفع نفسها . فلا بد لها من رافع ، ولا بد لها من مبدع . لا يحتاج الأمر إلى علم ولا إلى كد ذهن . فالنظرة الواعية وحدها تكفي .. « وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ ؟ » .. والجبال عند العربي بصفة خاصة ملجأ وملاذ ، وأنيس وصاحب ، ومشهدها يوحي إلى النفس الإنسانية بصفة عامة جلالاً واستهوالاً . حيث يتضاءل الإنسان إلى جوارها ويستكين ، ويخشع للجلال السامق الرزين . والنفس في أحضان الجبل تتجه بطبيعتها إلى الله ؛ وتشعر أنها إليه أقرب ، وتبعد عن واغش الأرض وضجيجها وحقاراتها الصغيرة . ولم يكن عبثاً ولا مصادفة أن يتحنث محمد - صلى الله عليه وسلم - في غار حراء في جبل النور . وأن يتجه إلى الجبل من يريدون النجوة بأرواحهم فترات من الزمان ! والجبال هنا « كيف نصبت » لأن هذه اللمحة تتفق من الناحية التصويرية مع طبيعة المشهد كما سيجيء . « وإلى الأرض كيف سطحت ؟ » .. والأرض مسطوحة أمام النظر ، ممهدة للحياة والسير والعمل ، والناس لم يسطحوها كذلك . فقد سطحت قبل أن يكونوا هم .. أفلا ينظرون إليها ويتدبرون ما وراءها ، ويسألون : من سطحها ومهدها هكذا للحياة تمهيداً ؟ إن هذه المشاهد لتوحي إلى القلب شيئاً . بمجرد النظر الواعي والتأمل الصاحي . وهذا القدر يكفي لاستجاشة الوجدان واستحياء القلب . وتحرك الروح نحو الخالق المبدع لهذه الخلائق . ونقف وقفة قصيرة أمام جمال التناسق التصويري لمجموعة المشهد الكوني لنرى كيف يخاطب القرآن الوجدان الديني بلغة الجمال الفني ، وكيف يعتنقان في حس المؤمن الشاعر بجمال الوجود .. إن المشهد الكلي يضم مشهد السماء المرفوعة والأرض المبسوطة . وفي هذا المدى المتطاول تبرز الجبال « منصوبة » السنان لا راسية ولا ملقاة ، وتبرز الجمال منصوبة السنام .. خطان أفقيان وخطان رأسيان في المشهد الهائل في المساحة الشاسعة . ولكنها لوحة متناسقة الأبعاد والاتجاهات ! على طريقة القرآن في عرض المشاهد ، وفي التعبير بالتصوير على وجه الإجمال( ).
ولما كانت الجبال بكهوفها ومغائرها تعتبر ملجأ وملاذًا وحصنًا منيعًا طبيعيًا للمستضعفين من الأمم والجماعات والأفراد ، لذا لا غرابة في أن يلجأ إليها هؤلاء في الأوقات العصيبة التي تحيط بهم . وفي أوقات الظلم والطغيان الذي ينزله الأقوياء من أولي القوة والبطش بهم . وقد قص الله تعالى في كتابه العزيز قصة الفتية الذين فروا من جبروت ملكهم الطاغية وظلمه المتوقع أن يحل بهم إلى كهف في الجبل ، يحتمل أنه من كهوف جبل الشيخ بمعناه القديم العام ، وقد أشارت آيات سورة الكهف إلى قصة نفر من صالحي الأمم السالفة ، ثبتوا على دين الحق في وقت شيوع الكفر والباطل ، فانزووا إلى الخلوة تجنبًا لمخالطة أهل الكفر ، فأووا إلى كهف استقروا فيه فرارًا من الفتنة في دينهم ، فأكرمهم الله تعالى بأن ألقى عليهم نومًا بقوا فيه مدة طويلة ثم أيقظهم فأراهم انقراض الذين كانوا يخافونهم على دينهم . وبعد أن أيقنوا بذلك أعاد نومتهم الخارقة للعادة فأبقاهم أحياء إلى أمد يعلمه الله أو أماتهم وحفظ أجسادهم من البلى كرامة لهم . وقد عرف الناس خبرهم ولم يقفوا على أعيانهم ولا وقفوا رقيمهم ، ولذلك اختلفوا في شأنهم ، فمنهم من يثبت وقوع قصتهم ومنهم من ينفيها . ولما كانت معاني الآيات لا تتضح إلا بمعرفة ما أشارت إليه من قصة أهل الكهف تعين أن نذكر ما صح عند أعلام المؤرخين على ما فيه من اختلاف. وقد ذكر ابن عطية ملخصًا في ذلك دون تعريج على ما هو من زيادات المبالغين والقصاص . والذي ذكره الأكثر أن في بلد يقال له « أَبْسُس » - بفتح الهمزة وسكون الموحدة وضم السين بعدها سين أخرى مهملة - وكان بلدًا من ثغور طرطوس بين حلب وبلاد أرمينية وأنطاكية . وليست هي « أفسس » - بالفاء أخت القاف - المعروفة في بلاد اليونان بشهرة هيكل المشتري فيها ، فإنها من بلاد اليونان وإلى أهلها كتب بولس رسالته المشهورة . وقد اشتبه ذلك على بعض المؤرخين والمفسرين . وهي قريبة من مرعش من بلاد أرمينية ، وكانت الديانة النورانية دخلت في تلك الجهات ، وكان الغالب عليها دين عبادة الأصنام على الطريقة الرومية الشرقية قبل تنصر قسطنطين ، فكان من أهل « أبسس » نفر من صالحي النصارى يقاومون عبادة الأصنام . وكانوا في زمن الامبراطور دوقيوس - ويقال دقيانوس - الذي ملك في حدود سنة 397 ق.هـ( ). وكان ملكه سنة واحدة . وكان متعصبًا للديانة الرومانية وشديد البغض للنصرانية ، فأظهر كراهية الديانة الرومانية . وتوعدهم دوقيوس بالتعذيب ، فاتفقوا على أن يخرجوا من المدينة إلى جبل بينه وبين المدينة فرسخان يقال له « بنجلوس » فيه كهف أووا إليه وانفردوا فيه بعبادة الله . ولما بلغ خبر فرارهم مسامع الملك وأنهم أووا إلى الكهف أرسل وراءهم فألقى الله عليهم نومة فظنهم أتباع الملك أمواتًا . وقد قيل : إنه أمر أن تسد فوهة كهفهم بحائط ، ولكن ذلك لم يتم فيما يظهر لأنه لو بني على فوهة كهفهم حائط لما أمكن خروج من انبعث منهم ، ولعل الذي حال دون تنفيذ ما أمر به الملك أن مدته لم تطل في الملك إذ لم تزد مدته على عام واحد ، وقد بقوا في رقدتهم مدة طويلة قربها ابن العبري بمائتين وأربعين سنة ، وكان انبعاثهم في مدة ملك « ثاوذوسيوس » قيصر الصغير، وذكر القرآن أنها ثلاثمائة سنة . ثم إن الله جعلهم آية لأنفسهم وللناس فيبعثهم من مرقدهم ولم يعلموا مدة مكثهم . وأرسلوا أحدهم إلى المدينة - وهي أبسس - بدراهم ليشتري لهم طعامًا . تعجب الناس من هيئته ومن دراهمه وعجب هو مما رأى من تغيير الأحوال . وتسامع أهل المدينة بأمرهم ، فخرج قيصر الصغير مع أساقفة وقسيسين وبطارقة إلى الكهف فنظروا إليهم وكلموهم وآمنوا بآيتهم ، ولما انصرفوا عنهم ماتوا في مواضعهم ... والذي في كتاب الطبري أن الذين ذهبوا إلى مشاهدة أصحاب الكهف هم رئيسا المدينة آريوس و أطيوس ومن معهما من أهل المدينة ، وقيل لما شاهدهم الناس كتب واليا المدينة إلى ملك الروم . فحضر وشاهدهم وأمر بأن يبنى عليهم مسجد . ولم يذكروا هل نفذ بناء المسجد أو لم ينفذ . ولم يذكر أنه وقع العثور على هذا الكهف بعد ذلك . ولعله قد انسد بحادث زلزال أو نحوه كرامة من الله لأصحابه . وإن كانت الأخبار الزائفة عن تعيينه في مواضع من بلدان المسلمين من أقطار الأرض كثيرة . وفي جنوب القطر التونسي موضع يدعى أنه الكهف . وفي مواضع أخرى من بادية القطر مشاهد يسمونها السبعة الرقود اعتقادًا بأن أهل الكهف كانوا سبعة . وستعلم مثار هذه التوهمات . وفي تفسير الآلوسي عن ابن عباس قال :غزونا مع معاوية غزو المضيق نحو الروم فمررنا بالكهف الذي فيه أصحاب الكهف . فقال معاوية : لو كشف لنا عن هؤلاء فنظرنا إليهم ، فقال ابن عباس : ليس ذلك لك ، قد منع الله ذلك من هو خير منك ، فقال : « لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارًا »( ) فقال معاوية : لا أنتهي حتى أعلم علمهم ، فبعث رجالًا وقال : اذهبوا فادخلوا الكهف وانظروا . فذهبوا فلما دخلوه بعث الله عليهم ريحًا فأخرجتهم . وروى عبد الرزاق وابن أبي حاتم عن عكرمة : أن ابن عباس غزا مع حبيب بن مسلمة فمروا بالكهف فإذا فيه عظام . فقال رجل : هذه عظام أهل الكهف . فقال ابن عباس : لقد ذهبت عظامهم منذ أكثر من ثلاثمائة سنة . وفي تفسير الفخر الرازي عن القفال عن محمد بن موسى الخوارزمي المنجم : أن الواثق أنفذه ليعرف حال أصحاب الكهف ، فسافر إلى الروم فوجه ملك الروم معه أقوامًا إلى الموضع الذي يقال إنهم فيه ، قال : وإن الرجل الموكل بذلك الموضع فزعني من الدخول عليهم ، قال : فدخلت ورأيت الشعور على صدورهم ، قال : وعرفت أنه تمويه واحتيال ، وأن الناس كانوا قد عالجوا تلك الجثث بالأدوية المجففة لأبدان الموتى لتصونها عن البلى مثل التلطيخ بالصبر وغيره . وقال ابن عطية : وبالأندلس في جهة غرناطة بقرب قرية تسمى لوشة كهف فيه موتى ومعهم كلب رمة ، وأكثرهم قد انجرد لحمه وبعضهم متماسك ، وقد مضت القرون السالفة ولم نجد من علم شأنهم إثارة ، ويزعم الناس أنهم أصحاب الكهف ، دخلت إليهم ورأيتهم سنة أربع وخمسمائة ، وهم بهذه الحال وعليهم مسجد وقريب منهم بناء رومي يسمى الرقيم كأنه قصر محلق - كذا بحاء مهملة - لعله بمعنى : مستدير كالحلقة . وقد بقي بعض جدرانه وهو في فلاة من الأرض حزنة ، وبأعلى حضرة غرناطة مما يلي القبلة آثار مدينة قديمة رومية يقال لها مدينة دقيوس وجدنا في آثارها غرائب في قبورها ونحوها . وقال ابن عاشور : وقصة أهل الكهف لها اتصال بتاريخ طور كبير من أطوار ظهور الأديان الحق ، وبخاصة طور انتشار النصرانية في الأرض . وللكهوف ذكر شائع في اللوذ إليها والدفن بها . وقد كان المتنصرون يضطهدون في البلاد فكانوا يفرون من المدن والقرى إلى الكهوف يتخذونها مساكن فإذا مات أحدهم دفن هنالك . وربما كانوا إذا قتلوهم وضعوهم في الكهوف التي كانوا يتعبدون فيها . ولذلك يوجد في رومية – روما حاليًا - كهف عظيم من هذه الكهوف اتخذه النصارى لأنفسهم هنالك ، وكانوا كثيرًا ما يستصحبون معهم كلبًا ليدفع عنهم الوحوش من ذئاب ونحوها . وما الكهف الذي ذكره ابن عطية إلا واحد من هذه الكهوف . غير أن ما ذكر في سبب نزول السورة من علم اليهود بأهل الكهف ، وجعلهم العلم بأمرهم أمارة على نبوءة محمد - صلى الله عليه وسلم - يبعد أن يكون أهل الكهف هؤلاء من أهل الدين المسيحي ، فإن اليهود يتجافون عن كل خبر فيه ذكر للمسيحية . فيحتمل أن بعض اليهود أووا إلى بعض الكهوف في الاضطهادات التي أصابت اليهود وكانوا يأوون إلى الكهوف . ويوجد مكان بأرض سكرة قرب المرسى من أحواز تونس فيه كهوف صناعية حقق لي بعض علماء الآثار من الرهبان النصارى بتونس أنها كانت مخابئ لليهود يختفون فيها من اضطهاد الرومان القرطاجنيين لهم . ويجوز أن يكون لأهل كلتا الملتين اليهودية والنصرانية خبرًا عن قوم من صالحيهم عرفوا بأهل الكهف أو كانوا جماعة واحدة ادعى أهل كلتا الملتين خبرها لصالحي ملته . وبني على ذلك اختلاف في تسمية البلاد التي كان بها كهفهم( ). وأخيرًا ظهر علماء الآثار بقول جديد وهو أن الكهف المقصود في الآيات موجود بالأردن !! قال الشعراوي : وما يعنينا من أهل الكهف أنهم فتية آمنوا بربهم ، وتمسَّكوا بدينهم وعقيدتهم ، وضَحَّوْا في سبيلها ، لا يهمنا الأشخاص ولا الزمان ولا المكان ولا العدد . لذلك ؛ أبهم القرآن كل هذه المسائل ، فأيّ فتية ، في أيّ زمان ، وفي أيِّ مكان ، وبأيِّ أسماء يمكن أن يقفوا هذا الموقف الإيماني ، ولو شخَّصناهم وعيَّناهم لَقالَ الناس : إنها حادثة خاصة بهؤلاء ، أو أنهم نماذج لا تتكرر؛ لذلك أبهمهم القرآن ليكونوا عبرة وأُسْوة تسير في الزمان كله( ). قال تعالى : « أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آَيَاتِنَا عَجَبًا * إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آَتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا * فَضَرَبْنَا عَلَى آَذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا * ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا * نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى * وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا * هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا * وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقًا * وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا * وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا * وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا * إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا »( ).
الباحث : محمود بن سعيد الشيخ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تابع جبل الشيح - آثار جبل الشيخ -4
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تابع جبل الشيح - آثار جبل الشيخ - 3
» تابع جبل الشيح - آثار جبل الشيخ -5
» تابع جبل الشيح - آثار جبل الشيخ -6
» تابع جبل الشيح - آثار جبل الشيخ -7
» تابع جبل الشيح - آثار جبل الشيخ - 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
قطنا :: المنتديات العامة :: شخصيات لها تاريخ-
انتقل الى: