تابع تسميات قطنا - قطنا - 2
مدينة قطنا المعاصرة
وهنا يتساءل المرء عن الاسم الحالي لمدينة قطنا « قطنة » المعاصرة ، من أين أتى ؟ وعن أول من سماها به ؟ فلا يجد جوابًا ، لذا كان لا بد أن يذكر الباحث احتمالات التسمية بهذا الاسم ، وأن يضع بعض الفرضيات لتفسير التسمية تفسيرًا موضوعيًا ، مع العلم بأن عدة بلدان تحمل هذا الاسم ، منها على سبيل المثال لا الحصر : -
1) مدينة قطنا السورية التي نحن بصدد الحديث عنها .
2) قرية قطنة الفلسطينية
تقع قرية قطنة Qatanaa في فلسطين إلى الشمال الغربي من مدينة القدس ، في منطقة جبلية وعرة ، حيث تتوزع البيوت بكثافة في المنطقة القريبة من السفوح . وتتبع بلدة قطنة محافظة القدس من الناحية الإدارية ، وهي تقع على بعد 20 كم مدينة القدس المحتلة , وتقع على خط طول 35.05 درجة وخط عرض 31.49 وإحداثياتها على الخريطة 161 شرقاً 136 شمالاً . يحدها من الغرب قريتي بيت نوبا وبيت ثول وهي قرى مهجرة ، وكذلك قرية نطاف ، وتم إقامة مستوطنة إسرائيلية مكانها بعد تهجير سكانها ، ومن الجنوب بلدة أبو غوش وقرية العنب ، ومن الشرق قرى بدو والقبيبة وبيت سوريك ومنطقة الرادار التي أقيم على أراضيها مستوطنة إسرائيلية ، ومن الشمال قرى بيت عنان وبيت لقيا . وتتنوع آثار الاحتلال الصهيوني على بلدة قطنة وتكثر، فمنذ بدايات الاحتلال الأولى عانت بلدة قطنة كما عانت القرى والبلدات الفلسطينية الأخرى من الاحتلال الغاشم ، ما بين قتل وتشريد ومصادرة للأراضي وقطع للأرزاق ، وقد عانى سكان البلدة في السنوات الماضية ، وزادت معاناتهم بإقامة جدار الفصل العنصري ، حيث قامت إسرائيل ببناء مقطع من جدار الفصل العنصري في عام 1426هـ ( ) حول بلدة قطنة وأحاط البلدة من ثلاث جهات حيث لا يبعد في بعض المناطق سوى خمسة أمتار عن المباني السكنية ، وجاء ليقضم المزيد من أراضي المواطنين في البلدة ومعظمها أراضي زراعية ورعوية( ). وتشكل البلدة القديمة ثلث مساحة البلد تقريبًا ، مع العلم أن 55 % من أراضي القرية هي أراض تقع ضمن حدود الخط الأخضر ، وهي غير مستغلة ، أما الـ 45 % المتبقية من الأراضي فهي لأهل البلدة . ويقدر عدد سكانها بناء على إحصاء عام 1426هـ( ) حوالي 7385 نسمة ، وعدد المباني القديمة فيها « 101 » مئة بيت وبيت واحد( ). وقد قل عدد السكان نتيجة المعاناة إلى 6924 نسمة حسب إحصاء عام 1429هـ( ).
3) قرية قطنة السعودية
تقع قرية قطنة إحدى قرى المملكة العربية السعودية ، في الوادي المسمى باسمها ، في إمارة منطقة مكة المكرمة ، في محافظة الليث ، مركز بني يزيد ، وهي تحتوي على مدارس ابتدائية للبنين والبنات ، ولكنها لا تحتوي إلا على مدرسة إعدادية « متوسطة » للذكور ، وتخلو من مدرسة متوسطة للإناث لذا يطالب سكانها بإنشاء مدرسة متوسطة لتخفيف معاناة بناتها ولإتمام تعليمهن( ).
4) حي قطنة الأردني
حي قطنة : حي من أحياء مدينة عَمَّان عاصمة الأردن ، يقع شارع الحي الرئيس بين حي شمس الدين الذهبي من الغرب وحي فاطمة بنت قيس من الشرق ، وبين حي كفر عبوش من الشمال وحي الشهيد من الجنوب( ).
5) جادة قطنا الدمشقية
لا بد أن نشير إلى جادة قطنا في مدينة دمشق ، عاصمة سوريا ، وننوه بها في هذا البحث ، حيث كان أهل قطنا في القديم كانوا يجتمعون فيها بعد ذهابهم إلى مدينة دمشق وتسوقهم منها ، ثم ينطلقون عائدين منها إلى قطنا .
6) خان الشيخ قطنة الدمشقي
يعتبر خان الشيخ قطنة أحد المعالم الأثرية الهامة في دمشق عاصمة سوريا ، ويقع خان وسوق الشيخ قطنة الكبير أو قيسارية خان الصابون داخل أسوار مدينة دمشق القديمة في غرب سوق المسكية في سوق القلبقجية مقابلًا لباب خان الحرمين / الجوار تفصل بينهما جادة القلبقجية ، يحده شمالًا وغربًا وجنوبًا بيدستان مراد باشا أو خان وسوق الجمرك ، ويحده شرقًا سوق القلبقجية . وخان الشيخ قطنة هو من خانات العهد العثماني كما ذكرنا والبالغ عددها بتلك الفترة حوالي مئة وتسعة وثلاثون خاناً .. لم يبق منها إلا القليل القليل ، ويعود تاريخ إنشائه بحسب بعض المصادر التاريخية إلى عام 1002 للهجرة( ) ، وذلك وفقًا لما جاء في وقفية الواقف الوالي العثماني مراد باشا على بناء هذا الخان على شكل قيسارية لخدمة قوافل حجاج الحرمين الشريفين خاصة ، و لخدمة القوافل التجارية القادمة إلى دمشق عامة ، بالإضافة إلى موقعه والمتاخم لخان الجمرك من الجهة الجنوبية والغربية ، وكذلك لخان المرادية في الجهة الشمالية والمقابل لخان الحرمين من الجهة الشرقية . وقد قام ببناء خان قطنة وجعله قيسارية موسى بن قطان حسب وقفية مراد باشا ، والقيسارية هي كلمة يونانية الأصل تطلق على البناء الملكي أو الحكومي المبالغ في جمال عمارته وزخرفته ، وقد أطلق عليها هيرودوس الآدومي اسم « قيصرية » نسبة إلى القيصر الروماني « أوغسطس » ثم تحول البناء ليصبح مكاناً للتجارة وللبيع والشراء ضمن الأسواق التجارية وكمستودع للبضائع ، وغالباً ما اختلطت القيسارية والخان بنفس الوظيفة . ويسمى هذا الخان أيضًا بقيسارية خان الصابون ، وذلك نسبة إلى تجار الصابون ، وخاصة أهل مدينة حلب الذين يقصدونه وينزلون بهذا الخان لبيع بضاعتهم من مادة الصابون الشهيرة بحلب وشراء ومقايضته بالبضائع الدمشقية المشهورة بها مثل البروكار والجوخ و الحرير الدمشقي . وتم إنشاء الخان على قسمين ، سمي القسم الكبير منه بخان الشيخ قطنة الكبير ، وسمي القسم الصغير بخان الشيخ قطنة الصغير كما هو موضح بالرسم المرفق . وقد بني الخان على شكل مستطيل متكسر الضلع الشرقي المطل على جادة القلبقجية والمقابل لخان الحرمين ، وهو خان متوسط الحجم بالنسبة لبقية الخانات العثمانية مؤلف من طابقين حول باحة مربعة ، وتم تقسيم الخان إلى ثلاثة أجنحة « بائكات ـ البائكة مجموعة عقود مبنية على اتجاه واحد » يقطعها مجاز قاطع مدعم برتل من الركائز الضخمة الحاملة للقناطر الحجرية المساندة والملتحمة مع الأعمدة الحجرية الحاملة للقباب . وتبلغ مساحة الخان حوالي 660 مترًا مربعًا ، فيه قناطر تقوم عليها قباب الخان ، وفي الطابق العلوي رواق مغطى بإحدى عشرة قبة صغيرة ، وبه عدد ثلاثون غرفة ، وقد أعيد مؤخرًا بناء القبة الضخمة للخان بدون رقبة ، وبها عدد ثمان نوافذ لإنارة الخان ، ويستخدم الطابق الأرضي كمحال للبيع والشراء والتجارة ، وكان به إسطبلات للدواب ودورات للمياه وحمام للمسافرين بالمجان ، في حين يتخصص الطابق الثاني لنوم وراحة نزلاء الخان أو القيسارية . وقد جرى توثيق الخان بالنص والصورة والخارطة عام 1428هـ( ) ضمن المباني الأثرية العالمية في مدينة دمشق تحت اسم خان الشيخ قطنة ، برقم ـ 373 ـ في كتاب العمارة والمجتمع العثماني في مدينة دمشق بالقرنين التاسع عشر والعشرين الميلاديين للباحثين الألمانيين ويبر وستيفان ، تحقيق البروفسور الدكتور جودرن كريمر والبروفسور الدكتور دورثي ساسك . الموجود والموثق في جامعة برلين بألمانيا ، وقالا بتصرف : في عام 1214 للهجرة( ) كان بناء الخان بأكمله من ممتلكات أسرة الشيخ قطنة ، وقامت الأسرة على إعادة بنائه . والجدير بالذكر أن بيت الشيخ قطنة نفسه كان ذو مساحة كبيرة جدًا ، امتد من جدار الحرم الجنوبي للجامع الأموي شرقًا يفصل بينهما حارة تؤدي إلى سوق الصاغة القديم ، إلى حارة القلبقجية وخان الحرمين غربًا ، ومن سوق المسكية شمال إلى سوق القيشاني جنوبًا . وبقي البيت من أملاك عائلة الشيخ قطنة حتى عام 1321هـ( ) فتهدم قسمًا منه جراء عدم الاعتناء به وبصيانته ، وقد تحول في النهاية إلى مدرسة ابتدائية في عام 1336/1337هـ( ) حسب ما ورد في كتاب الآثار الإسلامية في مدينة دمشق / تأليف كارل ولتسينجر وكارل واتسينجر في عام 1330 للهجرة( ) ، وجرت أعمال تجديد وإعادة ترميم للخان بعد الحريق الذي شب في سوق الحميدية بمنطقة باب البريد عام 1329هـ( ) وطال الكثير من المحال التجارية ، والذي أحدث خسائر جسيمة للمنطقة وللخان ، بما فيها غرف خان الشيخ قطنة المصنوعة من الخشب الجميل ، أما قبة الخان فقد تم إعادة بنائها من بعد سقوطها بنهاية القرن التاسع عشر . وتظهر بالصور الوثائقية عدم وجود القبة ، ومكانها فارغ بشكل دائرة المشار إليها بالسهم ، أما دعامات وعضائد الفناء الخلفي للخان فهي مبنية في القرن التاسع عشر من البازلت كما كان متبعًا في أسلوب بناء الخانات ، وتبدو معالمه واضحة والتي تنتمي إلى تلك الفترة من أعمال البناء . وكان الخان في عام 1317هـ( ) وقفًا من أوقاف أسرة الشيخ قطنة المذكورة ، وتحت إشراف صادق بن يحيى بن سعيد ذائع الصيت قطنة ، وفي عام 1321هـ( ) باع الأفندي محمد بن سعيد القلعجي ميراث زوجته المرحومة مكية خانم بنت سعيد حصتها من خان قطنة مع بقية ميراثها والبالغة سبعة مخازن لمحمد مسلم العمري بعد محاولة يحيى الصواف اختلاس عدة مستودعات . وفي مطلع القرن العشرين أيضًا تم إعادة تهيئة الطابق الأرضي من الخان بشكل محلات تجارية ، وقد سُجلت لدى خارطة شرطة دمشق الوثائقية تحت اسم خان القهوجي . ويحوي الخان اليوم مخازن ومحلات لبيع جميع أنواع الملبوسات النسائية والولادية وكافة أنواع العطورات . وللأسف الشديد لم أتمكن من تصوير البوابة لوضع بعض أصحاب المحلات بعض العوازل من مياه الأمطار فوق مدخل باب الخان( ).
7) مدينة أضنة « أطنة » التركية
رسم اسم مدينة أضنة في بعض المصادر والخرائط بالرسم الإملائي « أطنة - أدنة – أذنة » ، وهي مدينة في تركيا الحالية . ومما يجدر ذكره أن أهل قطنا كانوا ولا يزالوا يقلبون حرف القاف ألفًا في نطق اسم المدينة ، فليفظون اسمها « أَطَنَا » . قال صاحب كتاب تعريف بالأماكن الواردة في البداية والنهاية لابن كثير : أذنة وتسمى أيضًا « أضنة » ، بلدة كانت من الثغور الشامية قرب المصيصة تقع على نهر « سيحان » في منطقة كليكيا . وهي اليوم من مدن الجمهورية التركية( ). قال ابن كثير في كتاب البداية والنهاية : وأما سيحان : ويقال له سيحون أيضاً ، فأوله من بلاد الروم ، ويجري من الشمال والغرب إلى الجنوب والشرق ، وهو غربي مجرى جيحان ودونه في القدر، وهو ببلاد الأرض التي تعرف اليوم ببلاد سيس ، وقد كانت في أول الدولة الإسلامية في أيدي المسلمين . فلما تغلب الفاطميون على الديار المصرية ، وملكوا الشام وأعمالها ، عجزوا عن صونها عن الأعداء ، فتغلب نقفور الأرمني على هذه البلاد ، أعني بلاد سيس ، في حدود الثلاثمائة ، ثم يجتمع سيحان وجيحان عند أذنة فيصيران نهراً واحداً . ثم يصبان في بحر الروم بين أياس وطرسوس . وأما جيحان : ويقال له جيحون أيضًا ، وتسميه العامة جاهان . وأصله في بلاد الروم ، ويسير في بلاد سيس ، من الشمال إلى الجنوب ، وهو يقارب الفرات في القدر، ثم يجتمع هو وسيحان عند أذنة ، فيصيران نهرًا واحدًا، ثم يصبان في البحر عند أياس وطرسوس( ). وقال السيوطي في حديث الرسول – صلى الله عليه وسلم : « سيحان وجيحان والفرات والنيل : كل من أنهار الجنة »( ) . « سيحان » : هو نهر العواصم بقرب مصيصة ، وهو غير سيحون . و « جيحان » : نهر أدنة . « وسيحون » نهر بالهند أو السند ، و « جيحون » نهر بلخ وينتهي إلى خوارزم . فمن زعم أنهما هما فقد وهم ، فقد حكى النووي الاتفاق على المغايرة « أي أن سيحان وجيحان المذكوران في الحديث هما غير سيحون وجيحون » . « والفرات » : نهر بالكوفة . « والنيل » : نهر مصر( ). وقال ابن وهب : فمن هنا نعرف بأن جمهور أهل العلم على أن المراد بسيحان وجيحان نهر أذنة أو أدنة أو أضنة ، وليس نهر أمو دريا وسير دريا في بلاد ما وراء النهر . والعجب أن القول الثاني هو المشهور بين الناس( ). وقد أمر صالح بن علي بن عبد الله بن عباس الهاشمي الأمير عم السفاح والمنصور بإنشاء مدينة : « أدنة » - بلد من الثغور - قرب المصيصة ، في خلافة المنصور العباسي عند ولايته الجزيرة( ). وقال القلقشندي : أدنة مدينة ببلاد الأرمن ، وهي من بناء الرشيد( ). وقال الجميري : أَذَنَة : مدينة بالشام بينها وبين المصيصة اثنا عشر ميلاً ، بناها هارون الرشيد ، وأتمها الأمين ، وبها كانت منازل ولاة الثغور لسعتها ، وهي على نهر جيحان ، وليس للمسلمين عليه إلا أذنة هذه بين طرسوس والمصيصة ، وأهل أذنة أخلاط من موالي الخلفاء وغيرهم ، ومن أذنة إلى طرسوس اثنا عشر ميلاً ، وهي مدينة جليلة عامرة ذات أسواق وصناعات وصادر ووارد ، وهي ثغر سيحان ، ونهر سيحان في قدره ، دون قدر نهر جيحان وعليه قنطرة عجيبة طويلة جداً( ). وقد بين البلاذري العمارتين فقال : بنيت أذنة في سنة إحدى وأربعين ومئة أو اثنتين وأربعين ومئة بأمر صالح بن علي ، ولما كانت سنة خمس وستين ومئة أغزى المهدى ابنه هارون الرشيد بلاد الروم . فنزل على الخليج ، ثم خرج فرم المصيصة ومسجدها وزاد في شحنتها ، وقوى أهلها ، وبنى القصر الذى عند جسر أذنة على سيحان . وقد كان المنصور أغزى صالح بن علي بلاد الروم فوجه هلال بن ضيغم في جماعة من أهل دمشق والأردن وغيرهم فبنى ذلك القصر ، ولم يكن بناؤه محكمًا فهدمه الرشيد وبناه( ). وقال الزركلي في ترجمة عمرو بن مسعدة المتوفى سنة 287هـ : توفي في أذنة « أطنة » بتركية آسية( ). وقال عمر رضا كحالة في ترجمة بطرس شبلي الماروني المتوفى سنة 1336هـ : ولد في دفون بلبنان ، وتولى رئاسة معهد الحكمة ، ثم رئاسة أساقفة الموارنة ببيروت ، ونفاه الأتراك إلى أطنة ، وتوفي بها( ). وقال مؤلف الدولة الفاطمية عن انتشار العلويين المعروفين تاريخيًا بالنصيرية : وهم ينتشرون في جبال اللاذقية وحماة وحمص في سوريا , وفي لواء الإسكندرونة وطرطوس وأدنة , أو أطنة « في تركيا حاليًا » وفي كردستان وغيرها( ). وقال محمد فريد بك في ترجمته للسلطان بايزيد الثاني : في سنة 1487هـ كانت الحروب تنتشب بين العثمانيين وملوك مصر لمتاخمة بلادهم عند أطنة وطرسوس( ). وتحدث محمد رشيد رضا عن كوارث المجاعة خلال الحرب العالمية الأولى التي عمت بلاد الشام فقال : وبقيت الأقوات مدة مديدة ترد على جيش فلسطين من قونية من قلب الأناضول ، وذلك لخُلُوّ سورية ثم حلب ثم أطنة نفسها مما يكفي الجيش والأهالي معًا( ).
8) مدينة أذنة التونسية
تقع بالزاب من أرض إفريقية مدينة اسمها أذنة أيضًا ، وهي على مقربة من المسيلة ، بينهما اثنا عشر ميلاً ، وبينها وبين مدينة طبنة مرحلتان . وأذنة هذه أخربها علي بن حمدون المعروف بابن الأندلسي سنة أربع وعشرين وثلاثمائة ، وهي كثيرة الأنهار والعيون العذبة ، وهي مدينة رومية قديمة ، وكان حولها ثلاثمائة وستون قرية للروم كلها عامرة ، وهي كانت مملكة الروم بالزاب ، وكان عقبة بن نافع حين قدم إفريقية غازياً بعد انفصاله عن تلمسان ومحاربته لأهلها ، دخل يريد الزاب ، فسأل عن أعظم مدينة به فقيل له : مدينة يقال لها أذنة ، وهي دار ملكهم ، فتوجه إليها ، فلما بلغهم قدوم المسلمين هربوا إلى حصنهم وإلى الجبال ، فلما قدمها نزل على واد بينها وبينه نحو ثلاثة أميال ، في وقت المساء فكره قتالهم بالليل ، فتواقف القوم الليل كله لا راحة لهم ولا نوم ، فسماه الناس إلى اليوم وادي سهر لأنهم سهروا عليه ، فلما أصبح قاتلهم قتالاً عظيماً حتى يئس المسلمون من أنفسهم ، ثم هزم الله الروم وقتل فرسانهم وأهل النكاية منهم ، واستولت الهزيمة على بقيتهم ، وفي هذه الغزوة ذهب عز الروم بالزاب . وكان المنصور بالله العبيدي في حروبه مع أبي يزيد النكاري ركب متنزهاً إلى أذنة في أربعة آلاف فارس ، وركب معه زيري بن مناد في خمسمائة من صنهاجة ، وكان النكار بالقرب منها ، فلما رأوا كثرة العسكر سكنوا ، فلما ولى منصرفاً ركبوا ساقته وقامت الصيحة ، فعطف عليهم والتحم القتال ، ونزل أبو يزيد من الجبل وبين يديه ثلاثة بنود ومعه خلق عظيم ، ولم يعلم بمكان المنصور بالله ، وكان موضعاً كثير التلال والروابي ، فأرسل المنصور إليه عسكره ، وأخرجت الطبول والبنود وقصدوا إلى أبي يزيد ، فلما رأى المظلة ولى ، فركبتهم السيوف فقتل منهم مقتلة عظيمة ، وكانت القتلى منهم تزيد على عشرة آلاف( ).
9) وادي أدنة
قال البكري : أَدَنَة : هو اسم وادي مأرب الجامع لمياه الأودية التي جاءهم فيها السيل سيل العرم ، حيث أتاهم السيل من أماكن كثيرة من عروش وجوانب ردمان وشرعة وذمار وجهران وكومان وإسبيل وكثير من مخاليف خولان( ) .
10) مدينة قطانة
قال الهروي : هي مدينة بجزيرة صقلية( ) ، بها شهداء في مقبرة شرقيها ، ذكر لي أنهم نحو ثلاثين رجلًا من التابعين قتلوا هناك . وبين قطانة وقصريانة في شرقي الجزيرة قبر أسد بن الحارث صاحب الأسديات في الفقه من أعيان الكتاب( ). وذكر الجميري أنه في : جبل بلكين في جزيرة صقلية المغارة العظيمة التي فيها الدفين المكنوز الذي وضعه هناك صاحب قطانية ، وقد أعجزت الناس الحيلة في الوصول إليه . قال محمد بن سعيد الأنصاري الأرجواني : إنه أتى هذا الغار في نفر أرادوا الوقوف عليه ومعاينة ما فيه ، قال : وكان ديراً للرهبان يسكنونه ، وله باب واسع يكون طوله مائتي ذراع في مثله ، وله مما يلي القبلة باب آخر صغير ، قال : فنزلت أنا وصاحب لي فيه ، فإذا بين أعلاه وقعره نحو ستين قامة ، وأنزلنا مع أنفسنا سرج الشمع ، وبقي سائر أولئك النفر في أعلى الغار ينتظرون تحريكنا للحبال التي أرسلونا بها فيجذبونها ، قال : ثم سرنا في الغار منحدرين في طريق يسلك تجاه الجنوب حتى أفضينا إلى بئر عمقها نحو ست قيام ، فنزلنا إليها فإذا بطريق يشرع فيها ، فسرنا مدة منحنين نحو نصف ميل أيضاً ، ثم لم تزل تقصر علينا حتى سلكناه حبواً حتى وصلنا إلى مجلس كبير مملوء بحجارة ، قدر كل حجر نصف القنطار، فنظرنا في إخراج تلك الحجارة فعلمنا إن أخرجنا منها حجراً واحداً فما زاد سد المسلك الذي دخلنا منه ، قال : ورأيت للمجلس المذكور من خلل الحجارة باباً آخر من جهة القبلة مرتفعاً عن أسفله بنحو القامتين ، ومنه أدخلت إليه تلك الحجارة والله أعلم . قال : وقد صنع أمام ذلك المجلس طاق محفور في ناحية المغارة ، وله فتح قصير يكون شبرين في مثلهما ، لا يدخل فيه الداخل إلا بتعب شديد ومشقة مجهدة ، يذكرون أنه ينزل منه إلى مكان صعب ينزل فيه بحيلة ولطف يوصل منه إلى سماط عظيم ، يكون طوله نحو مائة ذراع في عرض سبعين ذراعاً ، وعلوه كثير وفيه عجائب عظيمة : من حياض مملوءة بضروب من مياه الحكمة ، وصور قد وضعت لفنون من المنفعة ، قال : فأردنا الدخول إليه والوقوف على عجائبه ، فخشينا أن ينفد الشمع الذي كان معنا فنهلك ، قال : فانصرفنا من حيث دخلنا ، وكان دخولنا إثر صلاة الصبح ، فما وصلنا إلى موضع الحبال التي توازي باب المغارة إلا بعد هزيع من الليل ، فتعلقنا بالحبال وخرجنا ، وقد كان أصحابنا أيسوا منا . ويقال : إن صاحب قطانية أدخل هذا الدفين هناك من أسفل غربي الجبل ، من مغارة أخرى كانت تنفذ إلى هذه ، ثم سد بابها بطين الحكمة فالله أعلم ، ويذكر أن محمد بن سعيد هذا وجد هناك مالاً عريضًا وأصاب فيه خيرًا كثيرًا( ). ومن الملاحظ أن المعلومات التي يوردها المؤلف ليس لها ما يماثلها في المصادر المتيسرة لدينا ، ويذكر الأستاذ رتزتانو أن أقرب الأسماء إلى هذا الاسم (Monte Pellegrion) وهو الذي يرد عند الإدريسي باسم بلقرين( ).
11) ميناء عدن « أدنة »
قال الدكتور جواد علي عن ميناء عدن المعروف منذ التاريخ القديم : كان الموضع الذي تقصده السفن القادمة من مصر ومن الهند ، ففيه تفرغ حمولات تلك السفن لتنقل منها إلى مصر أو إلى الهند . فميناء عدن كان ذا شأن خطير في التجارة العالمية إذ ذاك ، وكان الموضع الذي تتبادل فيه السفن الحمولات . وعرف ميناء عدن بـ Arabia Emporion عند « بطلميوس » . وكان « أورانيوس » Uranius أول من سماه بـ « أدنه » Adana أي « عدن » وذلك كما جاء في كتاب « اصطيفانوس البيزنطي » الذي عاش في القرن الرابع قبل الهجرة( ). وذكر اسم Adane في أخبار تنصر الحميريين في أيام القيصر « قسطنطين الثاني » « 294- 270ق.هـ »( ) وقد سمي ميناء عدن بـ « أتنة » Athana عند « بلينيوس » وبأدنة Adana ، وعند « فيلوستورجيوس » Philostorgius وكان قد خرب وتعطل أيام حملة « أوليوس غالوس » ، فحل ميناء موزة Muza على البحر الأحمر محله ، ولكنه مع ذلك لم يفقد منزلته ، وعادت إليه مكانته بعد مدة قصيرة من هذه الكارثة( ). وقد ورد اسم أدنه في النص المدون الذي أمر بكتابته شخص اسمه « تبع كرب » « تبعكرب » ، وكان كاهنًا « رشو » للإلهة « ذت غضرن » « ذات غضران » - أي كناية عن الشمس - كما كان بدرجة « قين » ، أي موظف كبير مسئول عن الأمور المالية للدولة أو للمعبد ، كأن يتولى إدارة الأموال ، وكان « قينًا" لمعبد « سحر » ، أي المتولي لأموره المالية والمشرف على ما يصل إلى المعبد من حقوق ومعاملات وعقود من تأجير الحبوس الموقوفة عليه ، كما كان قينًا للمكرب المذكور والذي قبله . وقد ذكر في نصه أنه أمر ببناء جزء من جدار معبد « المقة » من الحد الذي يحد أسفل الكتابة - أي قاعدتها - إلى أعلى المعبد ، كما أمر ببناء كل الأبراج وما على السقف من أبنية ومتعلقاتها ، وذلك عن أولاده وأطفاله وأمواله وعن كل ما يقتنيه وعن كل نخيله بـ « أذنت » « أدنة » وغيرها( ). وقال القزويني : عدن : مدينة مشهورة على ساحل بحر الهند من ناحية اليمن ، سميت بعدن بن سنان بن إبراهيم - عليه السلام - لا ماء بها ولا مرعى ، شربهم من عين بينها وبين عدن مسيرة يوم ، وكان عدن فضاء في وسط جبل على ساحل البحر، والفضاء يحيط به الجبل من جميع الجوانب ، فقطع لها باب بالحديد في الجبل فصار طريقاً إلى البر . وإنها مرفأ مراكب الهند وبلدة التجار ومرابح الهند ، فلهذا يجتمع إليها الناس ويحمل إليها متاع الهند والسند والصين والحبشة وفارس والعراق ، وقال الاصطخري : بها مغاص اللؤلؤ . بها جبل النار وهو جبل أحمر اللون جدًا في وسط البحر؛ قالوا : هو الجبل الذي تخرج منه النار التي هي من أشراط الساعة ، وسكان عدن يزعمون أنهم من نسل هارون - عليه السلام - وهم المربون . وبها البئر المعطلة التي ذكرها الله تعالى في القرآن . ومن حديثها أن قوم صالح - عليه السلام - بعد وفاته تفرقوا بفلسطين ، فلحقت فرقة منهم بعدن ، وكانوا إذا حبس عنهم المطر عطشوا وحملوا الماء من أرض بعيدة ، فأعطاهم الله بئراً فتعجبوا بها وبنوا عليها أركاناً على عدد القبائل ، كان لكل قبيلة فيها دلو . وكان لهم ملك عادل يسوسهم ، فلما مات حزنوا عليه فمثل لهم الشيطان صنماً على صورة ذلك الملك ، وكلم القوم من جوف الصنم : إني ألبسني ربي ثوب الالهية والآن لا آكل ولا أشرب ، وأخبركم بالغيوب فاعبدوني فإني أقربكم إلى ربكم زلفى ! ثم كان الصنم يأمرهم وينهاهم فمال إلى عبادة الصنم جميعهم ، فبعث الله إليهم نبياً فكذبوه ، فقال لهم نبيهم : إن لم تتركوا عبادة الصنم يغور ماء بئركم ! فقتلوه فأصبحوا لم يجدوا في البئر قطرة ماء . فمضوا إلى الصنم فلم يكلمهم الشيطان لما عاين نزول ملائكة العذاب ، فأتتهم صيحة فأهلكوا ، فأخبر الله تعالى عنهم وعن أمثالهم : « فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ، فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا ، وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ ، وَقَصْرٍ مَشِيد »( ) . والقصر المشيد بحضرموت ، ويقال : إن سليمان بن داود - عليه السلام - حبس المردة مصفدين في هذه البئر وهي محبسهم( ). وقال الجميري : عدن : مدينة باليمن بينها وبين أبين اثنا عشر ميلاً ، وهي مدينة صغيرة ، وإنما اشتهر اسمها لأنها مرسى البحرين ، ومنها تسافر مراكب السند والهند والصين ، وإليها يجلب متاع الصين مثل الحديد الفرند والكيمخت والمسك والعود والفلفل والدارفلفل والنارجيل والقاقلة والدار الصيني والخولنجان والبسباسة والهليلجات والأبنوس والذبل والكافور والجوزة والقرنفل والكبابة وأنياب الفيلة والرصاص القلعي والقنا والخيزران وأكثر السلع ، ويحيط بعدن من جهة شمالها على بعد منها جبل دائر إلى البحر قد نقب فيه من طرفيه نقبان كالبابين يدخل منهما ويخرج عليهما ، وبين الباب والباب على ظهر الجبل مسيرة أربعة أيام . وليس لأهل عدن دخول ولا خروج إلا على هذين النقبين أو على البحر ، وهي بلد تجارة . وعدن هي ساحل صنعاء ، وبها مرفأ مراكب الصين ، وسميت بعدن بن سبأ ، وكان أول من نزل بها ، وفي سجوع سطيح الكاهن في تفسير رؤيا ربيعة بن نصر ثم يليه إرم ذي يزن ، يخرج عليهم من عدن ، فلا يترك أحداً منهم باليمن . وعن البراء بن عازب - رضي الله عنهما – قال : كنا نتذاكر الساعة ، إذ أشرف علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم – فقال : « ما تتذاكرون » ؟ قلنا : نتذاكر الساعة . قال صلى الله عليه وسلم : « إنها لا تكون حتى يكون قبلها عشر آيات : الدجَال ودابة الأرض وخسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب والدخان وطلوع الشمس من مغربها ويأجوج ومأجوج ونزول عيسى ونار تخرج من عدن »( ). وقال صاحب المعالم الجغرافية : وَعَدَنُ الْيَوْمَ مَدِينَةٌ عَظِيمَةٌ عَلَى سَاحِلِ بَحْرِ الْعَرَبِ الْمُتَّصِلِ بِالْمُحِيطِ الْهِنْدِيِّ ، وَلَهَا خَلِيجٌ يُعْرَفُ بِخَلِيجِ عَدَنَ ، يَتَّصِلُ رَأْسُهُ الْغَرْبِيُّ بِرَأْسِ الْبَحْرِ الْأَحْمَرِ فِي مَضِيقِ بَابِ الْمَنْدَبِ ، وَكَانَ يُقَالُ لَهَا « عَدَنُ أَبْيَنَ » نِسْبَةٌ إلَى مِخْلَافِ أَبْيَنَ ، وَكَانَتْ خَضَعَتْ لِلِاسْتِعْمَارِ الْبِرِيطَانِيِّ رَدَحًا مِنْ الزَّمَنِ ، وَكَانَ الْإِنْجِلِيزُ لَا يُفَكِّرُونَ فِي الْخُرُوجِ مِنْهَا ، ثُمَّ اسْتَقَلَّتْ حَضْرَمَوْتُ وَمَا تَبِعَهَا مِنْ الْيَمَنِ سَنَة 1389هـ فَصَارَتْ عَدَنُ عَاصِمَةَ هَذَا الْجُزْءِ مِنْ الْيَمَنِ ، فَسُمِّيَ « الْيَمَنَ الْجَنُوبِيَّ » ( ). وقال ابن المجاور : عدن حبس الفراعنة ، ورجعت من حبوس الفاطميين . وقال الهنود : عدن حبس دس اسم جني له عشرة رؤوس ... وما سميت عدن بعدن إلا بعدنان لمّا بناها سماها على اسم ابنه عدن . وما اشتق عدن إلا من عاد ، و يقال أوّل من حبس بها رجل يقال له عدن فسميت به . قال ابن مجاور : وما اشتق عدن إلا من المعدن ، وهو معدن الحديد( ). وقال ياقوت : عَدَن هو من قولهم : عَدَنَ بالمكان : إذا أقام به ، وبذلك سميت عدن . وقال الطبري : سميت عَدَن وأَبْيَن بعدن وأبين ابني عدنان . وهذا عجب ! لم أر أحدا ذكر أن عدنان كان له ولد اسمه عدن غير ما ورد في هذا الموضع !! وهي مدينة مشهورة على ساحل بحر الهند من ناحية اليمن ، ردئة ، لا ماء بها ولا مرعى ، وشربهم من عين بينها وبين عدن مسيرة نحو اليوم ، وهو مع ذلك رديء ؛ إلا أن هذا الموضع هو مرفأ مراكب الهند والتجار يجتمعون إليه ، لأجل ذلك فإنها بلدة تجارة ، وتضاف إلى أبين وهو مخلاف عدن من جملته . وقال أبو محمد الحسن بن أحمد الهمذاني اليمني : عدن جنوبية تهامية ، وهو أقدم أسواق العرب ، وهو ساحل يحيط به جبل ، لم يكن فيه طريق ، فقطع في الجبل باب بزبر الحديد فصار لها طريق إلى البر ، وموردها ماء يقال له الحبق ، أحساء في رمل في جانب فلاة إرم ، وبها في ذاتها بئار ملحة وشروب ، وساكنها المربون والجماجميون . والمربون يقولون إنهم من ولد هارون . وقال أهل السير: سميت بعدن بن سنان بن إبراهيم - عليه السلام - وكان أول من نزلها عن الزجاجي ، وقال ابن الكلبي : سميت عدن بعدن بن سنان بن فيشان بن إبراهيم . وروى عبد المنعم عن وهب : أن الحبشة عبرت في سفنهم فخرجوا في عدن ، فقالوا : عدونا فسميت عدن بذلك ، وتفسيره خرجنا . وبين عدن وصنعاء ثمانية وستون فرسخا . قال عمارة : لاعة مدينة في جبل صبر من أعمال صنعاء ، إلى جانبها قرية لطيفة يقال لها عدن لاعة ، وليست عدن أبين الساحلية ، وأنا دخلت عدن لاعة . وهي أول موضع ظهرت فيه دعوة العلوية باليمن بعد المصريين( ). ووصفها ابن بطوطة في رحلته فقال : مدينة عدن ، مرسى بلاد اليمن ، على ساحل البحر الأعظم . والجبال تحف بها ، ولا مدخل إليها إلا من جانب واحد ؛ وهي مدينة كبيرة ، ولا زرع بها ولا شجر ولا ماء ، وبها صهاريج يجتمع فيها الماء أيام المطر . والماء على بعد منها ، فربما منعته العرب وحالوا بين أهل المدينة وبينه حتى يصانعونهم بالمال والثياب . وهي شديدة الحر . وهي مرسى أهل الهند . تأتي إليها المراكب العظيمة من كنبايت وتانه ... وغيرها ، وتجار الهند ساكنون بها ، وتجار مصر أيضًا . وأهل عدن ما بين تجار وحمالين وصيادين للسمك . وللتجار منهم أموال عريضة ، وربما يكون لأحدهم المركب العظيم بجميع ما فيه لا يشاركه فيه غيره لسعة ما بين يديه من الأموال ، ولهم في ذلك تفاخر ومباهاة( ).
12) عَدَنَة
عَدَنَة - واشتقاقه مثل الذي قبله - وهو موضع بنجد في جهة الشمال من الشربة . قال أبو عبيدة في عدنة : عريتنات وأقر والزوراء وكنيب وعراعر مياه مرة . قال الأصمعي في تحديد نجد ووادي الرمة : يقع بين عدنة والشربة ، فإذا جزعت الرمة مشرقًا أخذت في الشربة ، وإذا جزعت الرمة إلى الشمال أخذت في عدنة( ) .
13) عُدْنَة
عُدْنَة : ثنية قرب ملل ، لها ذكر في المغازي . قال ابن هرمة :
عفت دارها بالبرقتين فأصبحت ... سويقة منها أقفرت فنظيمها فعُدْنَة( )
ونرى من الاستعراض السابق أن أماكن عديدة قد أطلق عليها اسم قطنا أو قطنة مباشرًا أو مُحَوَّرًا قريبًا منها لاختلاف النطق بين الشعوب .
الباحث : محمود بن سعيد الشيخ