قطنا
مرحبا بك في منتديات قطنا الثقافية و العلمية
و نشكر زيارتكم
ولتتمكن من الإستمتاع بكافة ما يوفره لك هذا المنتدى من خصائص, يجب عليك أن تسجل الدخول الى حسابك في المنتدى. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه.
و يرجى الانتباه بادخال الايميل الصحيح لانه عند التسجيل ستصلك رسالة تفعيل رمز الدخول الى بريدك الالكتروني و بعد التفعيل ستتمكن من الدخول بالاسم و كلمة المرور التي ادخلتها
كما ندعوكم لزيارة موقعنا قطنا نت www.qatana.net
قطنا
مرحبا بك في منتديات قطنا الثقافية و العلمية
و نشكر زيارتكم
ولتتمكن من الإستمتاع بكافة ما يوفره لك هذا المنتدى من خصائص, يجب عليك أن تسجل الدخول الى حسابك في المنتدى. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه.
و يرجى الانتباه بادخال الايميل الصحيح لانه عند التسجيل ستصلك رسالة تفعيل رمز الدخول الى بريدك الالكتروني و بعد التفعيل ستتمكن من الدخول بالاسم و كلمة المرور التي ادخلتها
كما ندعوكم لزيارة موقعنا قطنا نت www.qatana.net
قطنا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
قطنا

منتدى مدينة قطنا
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  
"وقـل اعمـلوا فسـيرى الله عـملكم ورسـوله والمؤمنـون"    

 

 تابع جبل الشيخ - جبل طور تلجا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو محمد الشيخ
عضو فعال
عضو فعال
avatar


المزاج : قطنا
ذكر
عدد المساهمات : 111
نقاط : 331
تاريخ الميلاد : 30/01/1948
العمر : 76
تاريخ التسجيل : 08/11/2010
مكان الإقامة : سوريا-قطنا

تابع جبل الشيخ - جبل طور تلجا Empty
مُساهمةموضوع: تابع جبل الشيخ - جبل طور تلجا   تابع جبل الشيخ - جبل طور تلجا Emptyالإثنين يوليو 09, 2012 1:14 am

تابع جبل الشيخ - طور تلجا
12- طور تلجا
هذه التسمية سماه بها الآراميون الذين خلفوا العموريين والفينيقيين في بلاد الشام ، وتعني كلمة « طور » الآرامية " السريانية " : جبل ، وكلمة « تلجا » الآرامية : ثلج - ولا زال أهل المنطقة يقلبون الثاء تاء ويلفظونها « تلج » إلى وقتنا الحالي - ومعناها « جبل الثلج » . وقد وردت كلمة « الطور» في القرآن الكريم ، وفيه سورة كاملة سميت باسمه بدئت بقوله تعالى : « وَالطُّورِ * وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ » ( ) ، كما وردت في قوله تعالى : « وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ » ( ) ، وقوله تعالى « وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ »( ) وقوله تعالى : « وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ »( ) ، وقوله تعالى : « وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ »( ) ، وقوله تعالى : « آَنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا »( ) ، وقوله تعالى : « وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا »( ) ، وقوله تعالى : « وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ * وَطُورِ سِينِينَ »( ) ، ويُضافُ إِلى سيناءَ في قوله تعالى « وشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ »( ). وتعني كلمة « الطور » باللغة العربية : الجبل . قال ابن سيده : والطُّورُ : الجَبَلُ ، وقد غَلَبَ على طُور سَيْناءَ : جَبَلٍ بالشّأمِ ، وهو بالسُّرْيانِيّةِ طُورَى ، والنَّسَبُ إليه طُورِيٌّ ، وطُورِانيٌّ( ) . وفي الرّوْضِ اُلأُنُفِ : الطُّورُ : كُلُّ جَبَل يُنْبِتُ الشَّجَرَ ، فإِن لم يُنْبِتْ شَيْئاً فليس بطُورٍ . وقال الفَرّاءُ في قوله تعالى : « والطُّورِ وكِتَابٍ مَسْطُور » إنه هو الجَبَلُ الذي بمَدْيَنَ الذي كلَّم الله تَعَالى موسَى - عليه السلامُ - عليه تَكْليِمًا . وقال المصنّف في البَصَائِر بعد ذِكْر هذه الآية : هو جبل محيط بالأرض ، وجَبَلٌ بالقُدْسِ عن يَمِينِ المَسْجِدِ ويعرفُ بطُورِ زيتَا . والطُّورُ : جَبَلٌ آخَرُ عنْ قِبْلِيّهِ به قَبْرُ هَارونَ - عليه السّلامُ - . والطُّورُ : جَبَلٌ برأْسِ العَيْنِ . والطُّورُ : جَبَلٌ آخَرُ مُطِلُّ على طَبَرِيَّة بالأرْدُنِّ . والطُّورُ أيضاً : جَبَلٌ شاهِقٌ عند كُورَة تَشتملُ على عدَّةِ قُرىً تُعرَف بهذا الاسمِ بمِصْرَ من القِبْليَّةِ ويُنْسَبُ إليه الكُمَّثْرَى الجَيِّد ، وزَعَمَتْ طائِفَةٌ من اليهودِ أنّه جَبَلُ التَّجَلِّي وهو كَذِبٌ( ) . قال المفسرون في قول الله - عز وجل -: والسماءِ ، والليلِ ، والضحى ، والفجرِ ، والنجمِ ، والطورِ ، معناه : ورب الليل ، ورب الفجر ، ورب الطور . وقال الفراء وقُطرب : إنما أقسم الله - عز وجل - بهذه الأشياء ليُعَجِّب منها المخلوقين ، ويعرفهم قدرته فيها لعظم شأنها عندهم ، ولدلالتها على خالقها( ). وحدث خلاف بين أهل اللغة حول ورود كلمات غير عربية الأصل في القرآن ، فكان أبو عبيدة يذهب إلى أنه ليس في القرآن شيئاً من غير لغة العرب ، وما ورد من كلمات مشتركة اللفظ بين العربية وغيرها إنما : هو اتفاق وقع بين اللغتين ، وكان غيره يزعم وقوع ألفاظ غير عربية فيه ، ومنها : « الطُّور » الجبل بالسُّريانية ، و « اليَمُّ » البحر بالسريانية( ). قال أحمد بن محمد الدمشقي : الطور : الجبل أو عظيمه( ). وقال الدميري : قال في المشترك : والطور في اللغة العبرانية : اسم لكل جبل ، ثم صار علمًا لجبال بعينها ، منها جبل طور زيتا بلفظ الزيت ، وهو اسم لجبل برأس عين من بلاد الجزيرة ، وجبل بالقدس ، وجبل مطل على طبرية ، وطور هارون بالقدس ، وطور سينا - وهو المراد هنا - وهو جبل داخل في بحر القلزم ، على رأسه دير عظيم ، وفي واديه بساتين وأشجار ، وهو على مرحلة من فرضة الطور المتقدمة الذكر في تحديد بحر القلزم ، وكأنها سميت باسمه لقربها منه( ). قال الحطيئة :
جاءَتْ به مِن بلادِ الطُّورِ تَحْدُرهُ ... حَصّاءُ لم تَتَّرِكْ دونَ العَصَا شَذَبَا( )
قال ذي الرُّمَّة :
أَعاريبُ طُورِيُّونَ عن كُلِّ قَرْيَةٍ ... يَحيدُونَ عنها من حِذَارِ المَقَادِرِ
أَراد أَنَّهم من بلاد الطُّورِ يعني الشام( ). وقال ابن عاشور : والطور علم على جبل ببرية سينا ، ويقال إن الطور اسم جنس للجبال في لغة الكنعانيين نقل إلى العربية ، وأنشدوا قول العجاج :
دَانَى جَنَاحَيْهِ مِنَ الطُّورِ فَمَرّْ ... تَقَضَّيَ البازي إذا البازي كَسَرْ
فإذا صح ذلك فإطلاقه على هذا الجبل علم بالغلبة في العبرية ، لأنهم وجدوا الكنعانيين يذكرونه فيقولون الطور يعنون الجبل ، كلمة لم يسبق لهم أن عرفوها فحسبوها علمًا له ، فسموه الطور( ). وقال : الطور: الجبل باللغة السريانيّة قاله مجاهد . وأدخل في العربية وهو من الألفاظ المعربة الواقعة في القرآن . وغلب علَماً على طور سينا الذي ناجى فيه موسى - عليه السلام - وأنزل عليه فيه الألواح المشتملة على أصول شريعة التوراة . فالقسم به باعتبار شرفه بنزول كلام الله فيه ونزول الألواح على موسى ، وفي ذكر الطور إشارة إلى تلك الألواح لأنها اشتهرت بذلك الجبل فسميت طور المعرّب بتوراة . وأما الجبل الذي خوطب فيه موسى من جانب الله فهو جبل حُوريب واسمه في العربية « الزّبير » ، والقَسَم بالطور توطئة للقسم بالتوراة التي أنزل أولها على موسى في جبل الطور . والمراد بـ « كتاب مسطور ، في رَقّ منشور » : التوراةُ كلها التي كتبها موسى - عليه السلام - بعد نزول الألواح ، وضمَّنها كل ما أوحَى الله إليه مما أمر بتبليغه في مدة حياته إلى ساعات قليلة قبل وفاته . وهي الأسفار الأربعة المعروفة عند اليهود : سفر التكوين ، وسفر الخروج ، وسفر العَدد ، وسفر التثنية( ) . وقال السمين الحلبي : والطُّور : اسمٌ لكلَّ جبل ، وقيل لما أَنْبَتَ منها خاصةً دونَ ما لم يُنْبِتْ ، وهل هو عربي أو سُرْياني ؟ قولان ، وقال الكلبي : سُمِّي بـ « يطور بنُ إسماعيل » عليه السلام ، قال السهيليّ : فلعله محذوف الياء إن كان صح ما قاله( ) . وأضاف ابن عطية قوله : وقال ابن عباس أيضًا : « الطور » كل جبل ينبت ، وكل جبل لا ينبت فليس بطور . قال القاضي أبو محمد : وهذا كله على أن اللفظة عربية . وقال أبو العالية ومجاهد : هي سريانية اسم لكل جبل( ). والطور : قال بعض أهل اللغة كل جبل طور ، فكأنه أقسم بالجبال إذ هو اسم جنس . وقال آخرون : الطور: كل جبل أجرد لا ينبت شجرًا . وقال مجاهد في كتاب الطبري : الطور : الجبل بالسريانية وهذا ضعيف ، لأن ما حكاه في العربية يقضي على هذا . ولا خلاف أن في الشام جبلًا يسمى بـ « الطور » وهو طور سيناء( ). وقال الحسن : الطور : هو الجبل ، وسينين : المبارك( ). و« سيناء » : جبل يقع في شبه جزيرة سيناء . ويُسمَّى جبل سيناء في العهد القديم « حوريب » ، وهو اسم يُطلَق أيضاً على شبه الجزيرة كلها . كما يُشار إليه كذلك بأنه : « الجبل » أو « جبل الله » أو « جبل الإله في حوريب » . وجاء في سفر الخروج أن اليهود ضربوا خيامهم عند سفحه بعد خروجهم من مصر، بينما صعد موسى إلى قمته وتسلَّم الوصايا العشر . ولا يُعرَف أي الجبال في سيناء هو الجبل المقصود ، فيرى البعض أنه جبل موسى ، ويرى البعض الآخر أنه جبل سريال القريب منه . ويُعَدُّ جبل سيناء ومعه جبل صهيون الجبلين المقدَّسين اللذين يرتكز عليهما العالم روحياً في الرؤية الدينية اليهودية . وجاء في الأجاداه : أنه لولا أن أعضاء جماعة يسرائيل وقفوا أمام الجبل لسقطت الدنيا وتهدَّمت . ويُقال إن للجبل ثلاثة أسماء معلَّلة : فهو « جبل الله » لأن الإله كشف عن قدسيته عليه . وهو « جبل سيناء » لأن الإله كره « بالعبرية : سانا » أهل السماوات وفضَّل عليهم أهل الأرض من اليهود وأعطاهم التوراة . وهو « حوريب » لأن التوراة التي تُسمَّى « حريب » : أي « سيف » ، قد نزلت هناك . وثمة تفسير ديني آخر هو أن كره الأغيار للشعب اليهودي بدأ هناك في سيناء . وهذه تفسيرات شعبية إذ يبدو أن اسم « سيناء » مشتق من اسم إله القمر « سين » ، معبود أهل شبه جزيرة العرب . ويقع جبل سيناء في شبه جزيرة سيناء( ).

الباحث : محمود سعيد الشيخ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو محمد الشيخ
عضو فعال
عضو فعال
avatar


المزاج : قطنا
ذكر
عدد المساهمات : 111
نقاط : 331
تاريخ الميلاد : 30/01/1948
العمر : 76
تاريخ التسجيل : 08/11/2010
مكان الإقامة : سوريا-قطنا

تابع جبل الشيخ - جبل طور تلجا Empty
مُساهمةموضوع: تابع جبل الشيح - جبل الثلج   تابع جبل الشيخ - جبل طور تلجا Emptyالإثنين يوليو 09, 2012 1:30 am

تابع جبل الشيح - جبل الثلج
13- جبل الثلج
عرَّف الجغرافيون العرب جبل الشيخ باسم « جبل الثلج » ، وقد تكون هذه التسمية ترجمة لاسمه في الآرامية « طور تلجا » . وقد وصفه القلقشندي بقوله تحت عنوان : جبل الثَّلْجِ وما يتصل به . قال في تقويم البلدان : والطرف الجنوبي لهذا الجبل بالقرب من صفد ، قال في رسم المعمور : حيث الطول تسع وخمسون درجة وخمس وأربعون دقيقة ، والعرض اثنتان وثلاثون درجة . قال في تقويم البلدان : ثم يمتد إلى الشمال ويتجاوز دمشق ، فإذا صار في شماليها سمي جبل سنير ، ويسمى جانبه المطل على دمشق جبل قاسيون ، ويتجاوز دمشق ويمر غربي بعلبك ، ويسمى الجبل المقابل لبعلبك جبل لِبْنَان ، وإذا تجاوز بعلبك وصار شرقي طرابلس سمي جبل عَكَّار ، إضافة إلى حصن بأعلاه يسمى عكارًا ، ثم يمر شمالًا ويتجاوز طرابلس إلى حصن الأكراد من عمل طرابلس ، ويسامت حمص من غربيها على مسيرة يوم ، ويمتد حتى يجاوز سمت حماة ، ثم سمت شيزر ، ثم سمت أفامية ، ويسمى قبالة هذه البلاد جبل اللُّكَّام . قال في رسم المعمور : وجبل اللكام يمتد إلى أن يصير بينه وبين جبل شحشبو ، اتساعه نصف يوم ، حتى يتجاوز صهيون والشغر وبكاس والقصير ، وينتهي إلى أنطاكية فينقطع هناك ، ويصير قبالة جبال الأرمن( ).
تقول أبي عاد : يبرز الغنى الطبيعي المستوحى من لبنان . ويأتي الثلج الأبيض في الطليعة ، ولا سيما ديمومته على قمم حرمون العالية على مدار السنة ، بما شكل سحرًا جذابًا لعيون الناظرين إليه من البعيد : « هل يخلو صخر القدير من ثلج لبنان ، أم تنضب المياه الغريبة الباردة الجارية ؟ » « أرميا 18/14» . العلاقة وثيقة ما بين الثلج ولبنان . وما يعنيه النبي بهذا السؤال هو أنه : « يقدم إلى شعبه جبل حرمون مثالًا ، كأنه يقول : لا يمكن شريعة الرب أن تزول ، بقدر ما هو مستحيل أن يخلو جبل حرمون من ثلجه » . مرجعان آخران تعزز بهما أبي عاد هذه الفكرة ، الأول كتاب المؤرخ دو فيتري « 1020هـ » ( )الذي تكلم فيه على « تميز لبنان حصريًّا في كل هذا الشرق بثلجه » . والآخر « الترغوم » ، - أي ترجمة الكتاب المقدس من العبرية إلى الآرامية - الذي نجد في سفر تثنية الاشتراع « 3/9 » تسمية « جبل الثلج » للدلالة إلى حرمون . وفي التلمود أيضًا ، يسمى « حرمون الكبير »( ).
وقد ذكره شاعر الرسول – صلى الله عليه وسلم - حسان بن ثابت الأنصاري – رضي الله عنه - المتوفى حوالي سنة 54 هـ في شعره في أبناء ملك الغساسنة النعمان بن الحارث الثلاثة وهم : حجر بن النعمان وبه كان يكنى ، والنعمان بن النعمان ، وعمرو بن النعمان . فقد جاء في قصيدة له يمدح فيها أميرين منهم من أخواله من آل جفنة الغساسنة :
مَن يَغُرُّ الدَهـــــرُ أَو يَأمَنُهُ ... مِن قَبيلٍ بَعدَ عَمرٍو وَحُجُر
مَلَكا مِن جَبَلِ الثَـــــلجِ إِلى ... جانِبَي أَيلَةَ مِن عَبدٍ وَحُـــرّ
ثم كانا خير من نال الندى ... ســـبقا الناس بإقســـاط وبر( )
وقال حسان بن ثابت :
مِنْ دُونِ بُصْرَى وَدُونَهَا جَبَلُ الثَّلْـ ... ـجِ عَلَيْهِ السَّحَابُ كالقَرَدِ( )
وقال حسان بن ثابت أيضًا :
أَبْصَرت سلمى ودونها جبل الثلـ ..... ـج عليه السحاب كالقدد( )
كما ورد ذكره عند محاصرة المسلمين لمدينة دمشق لفتحها وتحريرها من أيدي الروم سنة 14 هـ ، فقد روى ابن عساكر بسنده أن عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث أخبر : أنهم حاصروا دمشق فانطلق رجل من أسد شنوءة فأسرع إلى العدو وحده ليستقتل ، وعاب ذلك المسلمون عليه ، ورفع حديثه إلى عمرو بن العاص – رضي الله عنه -وهو على جند من الأجناد ، فأرسل إليه عمرو فرده ، فقال عمرو : « إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ »( ) وقال الله : « وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ »( ) فقال له رجل : يا عمرو ! أذكرك الله الذي وجدك رأس كفر فجعلك رأس الإسلام ، أن تصدني في أمر قد جعلته في نفسي ، فإني أريد أن أمشي حتى يزول هذا ، وأشار إلى جبل الثلج . فلم يزل يناشد عَمْرًا حتى خلى عمرو سبيله ، فانطلق حتى أمسى وجنح الليل قبل العدو ، ثم رجع فقال له المسلمون : الحمد لله الذي جعلك وأراك غير رأيك الذي كنت عليه . قال : إني - والله - ما انثنيت عما في نفسي ، ولكني رأيت المساء وخشيت أني أهلك بمضيعة . فلما أصبح غدا إلى العدو وحده فقاتلهم حتى قتل( ).
وقال قيس بن الملوح العامري« مجنون ليلى » المتوفى سنة 68هـ :
أيا جبل الثلج الذي في ظلاله ... غزالان مكحــولان مؤتلفان
غزالان شبا في نعيم وغبطة ... وَرَغْدَة ِ عَيْشٍ نَاعمٍ عَطِـرَانِ( )
وفي عهد الخليفة العباسي المأمون ورد ذكره عند الطبري وابن عساكر وأبي الفرج الأصفهاني ، فقد ذكر أبو خشيشة محمد بن علي بن أمية بن عمرو قال : كنا مع المأمون بدمشق فركب يريد( ) جبل الثلج ، فمر ببركة عظيمة من برك بني أمية ، وعلى جوانبها أربع سروات ، وكان الماء يدخلها سيحًا ويخرج منها ، فاستحسن المأمون الموضع ، فدعا ببزما ورد ورطل ، وذكر بني أمية فوضع منهم وتنقصهم ، فأقبل علوية على العود واندفع يغني :
أولئك قومي بعد عز وثروة ... تفانوا فإلا أذرف العين أكمدا
فضرب المأمون الطعام برجله ووثب ، وقال لعلوية : يابن الفاعلة ، لم يكن لك وقت تذكر فيه مواليك إلا في هذا الوقت !؟ فقال : مولاكم زرياب عند موالي يركب في مائة غلام ، وأنا عندكم أموت من الجوع . فغضب عليه عشرين يومًا ، ثم رضي عنه( ) ، ووصله بعشرين ألف درهم( ) . وقال ابن عساكر : قرأت بخط أبي الحسين الرازي قال ، قال أحمد بن الخير الوراق الدمشقي : لم يزل ملوك بني العباس تخف إلى دمشق طلبًا للصحة وحسن المنظر ، منهم المأمون فإنه أقام بها ، وأجرى إليها قناة من نهر منين في سفح جبلها إلى معسكره بدير مران ، وبنى القبة التي في أعلا جبل دي مران ، وصيرها مرقبًا يوقد في أعلاها النار لكي ينظر إلى ما في عسكره إذا جن عليه الليل ، وكان ضوؤها وضياؤها يبلغ إلى ثنية العقاب وإلى جبل الثلج( ). وروى ابن عساكر عن الفضل بن مروان : أن أمير المؤمنين المأمون صار إلى دمشق وهو رقيق فغلظ ، وأخذ بعض اللحم ، وكان أكله قبل ذلك في كل يوم ثمان عشرة لقمة ، فلما أقام بدمشق صار أكله في كل يوم أربعًا وعشرين لقمة زيادة الثلث( ).
وقد ذكره ابن خرداذبة في الإقليم الرابع فقال : جبل الثلج بدمشق وطوله ثلاثة وثمانون ميلًا( ). وقال وصف قدامة بن جعفر نهرًا يخرج من " مدينة مدورة » – لم يذكر اسمها واسمه – الوصف ينطبق على نهر العاصي - يمر بجبل الثلج الذي عند دمشق إلى قرب أنطاكية فيما بين جبل الثلج وجبل سنير حتى يصب في البحر ، ويخرج أيضًا من هذه البحيرة نهر إلى البحيرة المعروفة بالنتنة « البحر الميت حاليًا » ، ومقدار هذه البحيرة مقدار بحيرة طبرية( ). وهذا الوصف ينطبق على نهر الأردن الذي بينه القلقشندي بقوله تحت عنوان « نهر الأُرْدُنّ » ، والأردن بلدة من بلاد الغور من الشام نسب إليها النهر ، ويسمى الشريعة أيضًا ، وأصله من أنهار تصب من جبل الثلج إلى بحيرة بانياس ، ثم يخرج من البحيرة المذكورة ويصب في بحيرة طبرية ، ويمتد جنوبًا ، وهناك يصب في اليرموك ، بين بحيرة طبرية المذكورة وبين القصير ، ويمتد في وسط الغور جنوبًا حتى يجاوز بيسان ، ويمتد في الجنوب كذلك إلى أريحا ، ولا يزال يمتد في الجنوب حتى يصب في بحيرة زغر وهي البحيرة المنتنة المعروفة ببحيرة لوط( )« البحر الميت حاليًا » .
ومن المؤكد أن جبل الثلج « حرمون » كان مكاناً مقدّساً منذ القدم فرض نفسه على كل الشعوب المحيطة به ، التي نظرت بإعجاب إلى عظمته ومهابته وعلوه ، وتحول ظاهرة طبيعية بسبب تراكم الثلوج على قممه ، التي يروى أنها كانت ترطّب موائد ملوك صيدون وصور وملوك الفراعنة في مصر ، إذ كانت الثلوج تُقتطع منه لتملأ حمولة ثلاث سفن . وبالعودة إلى الجغرافيا وعلم الجيولوجيا فإن أول قمة ظهرت فوق سطح المياه في العصر الجيولوجي الثاني هي قمة حرمون . كما يُعدّ من حيث التكوين الجيولوجي واحداً من أهم الخزّانات المائية في منطقة الشرق الأوسط ومنه منابع نهر الأردن ، ولعل تشبّث العدو الإسرائيلي باحتلال مزارع شبعا يعزى إلى الكميات الكبيرة من المياه الجوفية في هذا الجبل( ).
ومن ناحية أخرى فإن جميع ممالك بلاد الرافدين قد استوردت أخشاب شجر الأرز الذي كان ينمو بوفرة في الجبل ، حيث عوض عن أشجار النخيل التي تنمو عندهم ، لكن جذوعها الطويلة ليست بمثل متانة شجر الأرز بحيث تقوى على حمل سقوف المباني والبيوت السكنية. وقد درج الفراعنة أيضًا على فعل الشيء ذاته ، فأرسلوا بعثات تجارية لقطع شجر الأرز ونقله عبر البحر في سفن قدر عددها في كل بعثة بـ 40 سفينة ، إلى جانب أنهم نقلوا الثلوج التي تغطي الجبل طيلة أيام السنة عبر ميناء صيدا إلى قصور الفراعنة والباحات العامة في المدن المصرية ، وظلت هذه العادة منتشرة في المدن المحيطة بالجبل أيضًا حتى القرن العشرين ، فبعض الناس قد امتهنوا نقل الثلوج وبيعها في أيام الصيف القائظ ، ولعل بعض المسنين يتذكرون ذلك ، أو أنهم امتهنوا العمل ذاته في يوم من الأيام( ) .
الباحث : محمود بن سعيد الشيخ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تابع جبل الشيخ - جبل طور تلجا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تابع جبل الشيخ - جبل الأرز - 1
» تابع جبل الشيخ - جبل سريانا
» تابع جبل الشيخ - جبل الأرز - 2
» تابع جبل الشيح - آثار جبل الشيخ - 3
» تابع جبل الشيخ - الحلقة الثانية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
قطنا :: المنتديات العامة :: شخصيات لها تاريخ-
انتقل الى: