قطنا
مرحبا بك في منتديات قطنا الثقافية و العلمية
و نشكر زيارتكم
ولتتمكن من الإستمتاع بكافة ما يوفره لك هذا المنتدى من خصائص, يجب عليك أن تسجل الدخول الى حسابك في المنتدى. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه.
و يرجى الانتباه بادخال الايميل الصحيح لانه عند التسجيل ستصلك رسالة تفعيل رمز الدخول الى بريدك الالكتروني و بعد التفعيل ستتمكن من الدخول بالاسم و كلمة المرور التي ادخلتها
كما ندعوكم لزيارة موقعنا قطنا نت www.qatana.net
قطنا
مرحبا بك في منتديات قطنا الثقافية و العلمية
و نشكر زيارتكم
ولتتمكن من الإستمتاع بكافة ما يوفره لك هذا المنتدى من خصائص, يجب عليك أن تسجل الدخول الى حسابك في المنتدى. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه.
و يرجى الانتباه بادخال الايميل الصحيح لانه عند التسجيل ستصلك رسالة تفعيل رمز الدخول الى بريدك الالكتروني و بعد التفعيل ستتمكن من الدخول بالاسم و كلمة المرور التي ادخلتها
كما ندعوكم لزيارة موقعنا قطنا نت www.qatana.net
قطنا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
قطنا

منتدى مدينة قطنا
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  
"وقـل اعمـلوا فسـيرى الله عـملكم ورسـوله والمؤمنـون"    

 

 تابع جبل الشيح - آثار جبل الشيخ - 2

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو محمد الشيخ
عضو فعال
عضو فعال
avatar


المزاج : قطنا
ذكر
عدد المساهمات : 111
نقاط : 331
تاريخ الميلاد : 30/01/1948
العمر : 76
تاريخ التسجيل : 08/11/2010
مكان الإقامة : سوريا-قطنا

تابع جبل الشيح - آثار جبل الشيخ - 2 Empty
مُساهمةموضوع: تابع جبل الشيح - آثار جبل الشيخ - 2   تابع جبل الشيح - آثار جبل الشيخ - 2 Emptyالسبت يوليو 14, 2012 11:39 pm

تابع جبل الشيح - آثار جبل الشيخ - 2
أ‌. بانياس الداخل : وصفها أبو الفداء بأنها في لحف جبل الشيخ( ) ، وقال لويس شيخو واصفًا موقعها على منابع نهر الأردن : إن نهر الأردن المعروف بالشريعة بعد خروجه من أغوار حرمون في جهات بانياس وجريه جنوباً فتتكون منه بحيرة الحولة يصب في بحر الجليل( ). وهي مدينة تطل على بحيرة تعرف باسمها ، من مقابلة دمشق ، تصب في بحيرتها عدة أنهار من جبل الشيخ ، ويخرج منها نهر الشريعة ، ويصب في بحيرة طبرية ، وبها غابة قصب( ). ونهر الأردن هو النهر الوحيد المهم في فلسطين والأردن . فهو ينبع من السفوح الغربية لجبل الشيخ في سوريا من نبع بانياس ومن ينابيع الحاصباني واللّدان قرب الحدود السورية . يجري لمسافة 252 كم ، يعبر خلالها بحيرة الحولة ثم يصب نهائيًا في البحر الميت الذي ينخفض 400م تحت مستوى سطح البحر . وينخفض النهر 210م بعد مسافة 16كم من منطقة بحيرة الحولة إلى بحر الجليل . وتجعل منحدرات النهر الكثيرة ، الملاحة أمرًا مستحيلاً . وعمق النهر لايتجاوز 1,5م في الغالب باستثناء فترة شهر مارس وفيما عدا ذلك يتسبب الثلج الذائب من قمم جبل الشيخ في فيضان النهر في واديه الصغير الذي يتراوح عرضه بين 8,0 و 3,2 كم في منطقة منتصف الوادي الكبير . ويُشكل النصف الجنوبي من النهر الحدود بين الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل ودولة الأردن . ويُشكل القسم الشمالي جزءًا من الحدود بين فلسطين المحتلة من ناحية والأردن ، وسوريا من الناحية الأخرى . وتُستغل مياه نهر الأردن في الري وتوليد الكهرباء( ). وبانياس تقع في لحف جبل الثلج وهو مطل عليها ، والثلج على رأسه كالعمامة ، لا يعدم منه شتاء ولا صيفًا . قال في مسالك الأبصار : وهي مدينة الجولان وبها قلعة تسمى الصُّبَيْبَة( ) بناها الفرنج بعد الخمسمائة . طولها ثمان وسبعون درجة وثلاثون دقيقة. وعرضها ثلاث وثلاثون درجة( ). ووصفها الجميري بقوله : بانياس : مدينة قريبة من دمشق هي ثغر بلاد المسلمين ، وهي صغيرة ولها قلعة يستدير بها نهر يفضي إلى أحد أبواب المدينة ولها مصب تحت أرحاء ، وكانت بيد الفرنج فاسترجعها نور الدين آخر سنة 559هـ ، ولها محترث عظيم واسع في بطحاء متصلة( ). وهذه المدينة مباركة ، فعن عبد الرحمن بن سابط الجمحي قال ، قلت لعبد الله ابن عمرو بن العاص : إن لي رحمًا وقرابة ، وإن منزلي قد نبا بي بالعراق والحجاز ، فخر لي . فقال : أرضى لك ما أرضى لنفسي ولولدي ، عليك بدمشق ثم عليك بمدينة الأسباط « بانياس» فإنها مباركة الأرض السهل والجبل ، نقل الله تعالى عنها أنملها حتى بدلوا تطهيرًا لها( ). وزاد في موضع آخر : يعيش أهلها بغير الحجرين الذهب والفضة ، نقل الله عنها أهلها حين بدلوا تطهيرًا لها ، وإن البركة عشر بركات خص الله بانياس من ذلك ببركتين : لا يعيل ساكنها يعيش من برها وبحرها ، وإذا وقعت الفتن كانت بها أخف منها في غيرها . فاتخذها وارتد بها ، فوالله لفدان بها أحب إلي من عشرين بالوهط - والوهط بالطائف( ). - وجاء في حديث يزيد بن أبي حبيب الطويل في فضلها فقال : في الفحص . قال : وهي الغوطة ، قال : فإنها فسطاط للمسلمين ، فإذا امتنعت الحمراء والبيضاء ، وظن الأولياء عن الأولياء ، فعليك بمدينة الأسباط فإن العافية تجوزها كما يجوز السيل الدمن ، لو أرى أني أدرك ذلك لسبق رحيلي خبري ، ولا أنت تدركه . يعني بمدينة الأسباط بانياس( ). وفي عهد الآمر العبيدي استولى الصليبيون على طرابلس سنة 502هـ ، ثم احتلوا بانياس ومدينة صور وبيروت( ). وقد جاء في ذكر أخبار الإسماعيلية في المختصر في أخبار البشر: أن « أبا الوفا » لما صار الحكم له بدمشق كاتب الفرنج على أن يسلم لهم دمشق ويسلموا إليه عوضها مدينة صور ، وانفضوا على ذلك ، وأن يكون قدوم الفرنج إلى دمشق يوم الجمعة ليجعل « أبو الوفا » أصحابه على أبواب جامع دمشق ، وعلم تاج الملوك « تروي » صاحب دمشق بذلك فاستدعى وزيره المزدغاني وقتله ، وأمر بقتل الإسماعيلية الذين بدمشق ، فثار عليهم أهل دمشق وقتلوا من الإسماعيلية ستة آلاف نفر ، ووصل الفرنج إلى الميعاد وحصروا دمشق ولم يظفروا بشيء ، وأما إسماعيل الباطني فإنه سلم قلعة بانياس إلى الفرنج وصار معهم( ). وفي سنة 527 هـ سار شمس الملوك « إسماعيل بن توري » صاحب دمشق على غفلة من الفرنج إلى حصن بانياس ، فملك مدينة بانياس بالسيف ، وقتل وأسر من كان بها ، وحاصر قلعة بانياس وتسلمها بالأمان( ). وقد حدثت معركة بانياس بين الدولة النورية ومملكة بيت المقدس عام 552هـ( ) ، والتي وقعت في وقت كانت تنفذ فيه معاهدة سلمية بين الجانبين إلا أن الملك بلدوين الثالث خرقها وتتجلى بوضوح أهمية ثروات المنطقة من الناحية الزراعية والرعوية وميزتها الاستراتيجية ، كعوامل دفعت بالصليبيين إلى نقض شروط المعاهدة وإعلان الحرب على الدولة النورية ، فقد توافرت في بانياس المراعي الغنية بقطعان الماشية ، كذلك عرفت بأهمية إنتاجها الزراعي حيث وجد الفلاحون والرعاة طمع الصليبيون في أسرهم واسترقاقهم للإفادة من طاقاتهم الإنتاجية ، وهذا يفسر عمليات الاسترقاق التي حرص الصليبيون عليها عندما هاجموا المنطقة ، كذلك احتلت بانياس أهمية استراتيجية متميزة إذ وقعت بالقرب من دمشق وفي المنطقة الواقعة بينها وبين الجليل الأعلى بشمال فلسطين ، وإذا اعتبرنا عسقلان بوابة مصر فإن بانياس عدت بوابة دمشق ، ولا شك أن كافة تلك المغريات لعبت دورها في إغراء الملك بلدوين الثالث على شن هجومه على بانياس ، وكان الرعاة والفلاحون المسلمون في المنطقة قد ارتكنوا إلى وجود معاهدة السلام مع الصليبيين ، وبينما هم منهمكون في عملهم هاجمت القوات الصليبية المنطقة بالقرب من بحيرة الحولة ، وقد قتل وجرح العديدون ، وتم سلب قطعان الماشية وأسر العديدين . ويبدو أن الصليبيين أرادوا تحقيق انتصار كبير في حملتهم بدليل إشراكهم لأكبر العناصر لديهم قوة ، ونعني بهم الاسبتارية والداوية ، ومما تجدر الإشارة إليه أن مؤرخ المملكة الرسمي وليم الصوري ، أقر واعترف صراحة بأن حملة بلدوين الثالث على بانياس ، كانت خرقاً للاتفاقية المعقودة مع نور الدين ، وأن الأمر كان أبعد من أن يكون مجداً عسكرياً للمملكة الصليبية ، ولم يكن هناك مفر من الرد العسكري النوري ، وقد قام المسلمون بنصب كمين للقوات الصليبية كلل بالنجاح ، وقتل منهم الكثيرون وعلى حد قول ابن القلانسي : صاروا بأجمعهم بين قتيل وجريح ومسلوب وأسير وطريح وغنائم وفيرة ، وأمكنهم احتلال بانياس ، غير أن بلدوين الثالث تمكن من استردادها في نفس العام ، وعاد نور الدين وفرض سيطرته عليها عام 560هـ( ) وكان قد سار إليها بعد عوده من فتح حارم وأذِن لعسكر الموصل وديار بكر بالعود إلى بلادهم ، وأظهر أنه يريد طبريَّة ، فجعل من بقي من الفرنج همهم حفظها وتقويتها ، فسار نور الدين مجَّداً إلى بانياس لعلمه بقلَّة من فيها من الحماة الممانعين عنها ، ونازلها وضيَّق عليها وقاتلها ، وكان في جملة عسكره أخوه نُصرة الدين أمير أميران ، فأصابه سهم أذهب إحدى عينيه ، فلما رآه نور الدين قال له : لو كُشف لك عن الأجر الذي أُعِدَّ لك لتمنيت أن تذهب الأخرى ، ولما فتح نور الدَّين حِصن بانياسِ ، كان ولد معين الدين أنُر الذي سلَّم بانياس إلى الإفرنج قائماً على رأسه ، فالتفت إليه وقال له : للناس بهذا الفتح فرحة واحدة ، ولك فرحتان . فقال : كيف ذاك ؟ قال : لأن الله تعالى اليوم برَّد جلدة والدك من نار جهنم( ). ووصف ابن جبير المدينة في حوالي منتصف الربع الأخير من القرن السادس الهجري فقال : هذه المدينة ثغر بلاد المسلمين ، وهي مدينة صغيرة ، ولها قلعة يستدير بها تحت السور نهر يقضي أحد أبواب المدينة ، وله مصب تحت أرجاء . وكانت بيد الإفرنج فاسترجعها نور الدين . ولها محرث واسع في بطحاء متصلة يشرف عليها حصن للإفرنج يسمى هونين ، بينه وبين بانياس مقدار ثلاثة فراسخ . فهم يتشاطرون الغلة على استواء ، ومواشيهم مختلطة ، ولا حيف يجري ، بينهما حصن الإفرنج المذكور . فكان مبيتنا بها ، ثم رحلنا منها يوم الأحد سحراً ، واجتزنا في طريقنا بين هونين وتبنين بواد ملتف الشجر، وأكثر شجره الرند ، بعيد العمق كأنه الخندق السحيق المهوى ، تلتقي حافتاه ، ويتعلق بالسماء أعلاه ، يعرف بالأسطيل ، لو ولجته العساكر لغابت فيه ، لا منجى ولا مجال لسالكه عن يد الطالب فيه ؛ المهبط إليه والمطلع عنه عقبتان كؤودان ، فعجبنا من أمر ذلك المكان . فأجزناه ومشينا عنه يسيراً وانتهينا إلى حصن كبير من حصون الإفرنج يعرف بتبنين ، وهو موضع تمكيس القوافل ، وصاحبته خنزيرة تعرف بالملكة ، وهي أم الملك الخنزير صاحب عكة ، فكان مبيتنا أسفل ذلك الحصن ، ومكس الناس تمكيساً غير مستقصى ، والضريبة فيه دينار وقيراط من الدنانير الصورية على الرأس ، ولا اعتراض على التجار فيه لأنهم يقصدون موضع الملك الملعون ، وهو محل التعشير ، والضريبة فيه قيراط من الدينار، والدينار أربعة وعشرون قيراطاً . وأكثر المعترضين في هذا المكس المغاربة ، ولا اعتراض على غيرهم من جميع بلاد المسلمين ، وذلك لمقدمة منهم أحفظت الإفرنج عليهم ، سببها أن طائفة من أنجادهم غزت مع نور الدين أحد الحصون فكان لهم في أخذه غنى ظهر واشتهر، فجازاهم الإفرنج بهذه الضريبة المكسية ألزموها رؤوسهم ، فكل مغربي يزن على رأسه الدينار المذكور في اختلافه على بلادهم . وقال الإفرنج : أن هؤلاء المغاربة كانوا يختلفون على بلادنا ونسألهم ولا نرزأهم شيئاً ، فلما تعرضوا لحربنا وتألبوا مع إخوانهم المسلمين علينا وجب أن نضع هذه الضريبة عليهم ، فللمغاربة في أداء هذا المكس سبب من الذكر الجميل في نكايتهم العدو ، يسهله عليهم ويخفف عنتهم عنهم( ). وقال أبو شامة : وفي خامس عشر ربيع الأول ورد المبشر من العسكر المنصور برأس الماء بأن ناصر الدين أمير أميران لما انتهى إليه خبر الفرنج أنهم قد أنهضوا سرية وافرة العدد إلى ناحية بانياس لتقويتها ، أسرع النهضة إليهم ، وعدتهم سبعمائة فارس سوى الرجالة . فأدركهم قبل الوصول إلى بانياس وقد خرج إليهم من كان فيها من حماتها ، فأوقع بهم ، وقد كان كمن لهم في مواضع كمناء من شجعان الأتراك ، واندفع المسلمون بين أيديهم في أول المجال ، وظهر عليهم الكمناء ، فأنزل الله نصره على المسلمين ، بحيث لم ينج منهم إلا القليل ؛ وصاروا بأجمعهم بين قتيل وجريح ، ومسلوب وأسير . وحصل في أيدي المسلمين من خيولهم وسلاحهم ، وأموالهم وأسراهم ، ورؤوس قتلاهم ، ما لا يحدُ كثرة ومحقت السيوف عامة رجالتهم من الإفرنج ومسلمي جبل عاملة المضافين إليهم . ووصلت الأسرى ورؤوس القتلى والعدد إلى دمشق ، وطيف بهم ، وقد اجتمع لمشاهدتهم الخلق ، وكان يومًا مشهودًا ، وأنفذ إلى نور الدين إلى بعلبك جماعة من أسرى المشركين فأمر بضرب أعناقهم صبرًا . قال : وتبع هذا الفتح ورود البشرى الثانية من أسد الدين باجتماع العدد الكثير إليه من شجعان التركمان وافي ، قد ظفر من المشركين بسرية وافرة ظهرت في معاقلهم من ناحية الشمال ، فانهزمت ، وتخطف التركمان منهم من ظفروا به . قال : ووصل أسد الدين إلى بعلبك في العسكر من مقدمي التركمان وأبطالهم للجهاد ، وهم في العدد الكثير والجم الغفير، واجتمعوا بنور الدين . وتقررت الحال على قصد بلاد المشركين لتدويخها ، والابتداء بالنزول على بانياس . وقدم نور الدين دمشق في إخراج آلات الحروب وتجهيزه إلى العسكر بحيث يقيم أيامًا يسيرة ويتوجه . وأمر بالنداء بدمشق في الغزاة والمجاهدين ؛ فتبعه من الأحداث والمطوعة ، والفقهاء والصوفية والمتدينين خلق كثير؛ وخرج يوم السبت انسلاخ شهر ربيع الأول . وفي سابع ربيع الآخر، عقيب نزول نور الدين على بانياس ومضايقته لها بالمنجنيقات والحرب ، سقط بدمشق الطائر من العسكر المنصور بظاهر بانياس ، يتضمن كتابة الإعلام لورود المبشر من معسكر أسد الدين بناحية هونين في التركمان والعرب بأن الفرنج - الصليبيين - أنهضوا سرية من أعيان مُقدَّميهم وأبطالهم تزيد على مائة فارس ، سوى أتباعهم ، لكبس المذكورين ، ظنًّا منهم بأنهم في قل ، ولم يعلموا أنهم في ألوف . فلما دنوا منهم وثبوا إليهم كالليوث إلى فرائسها فأطبقوا عليهم بالقتل والسمر والسلب ، ولم يبق منهم إلا اليسير . ووصلت الأسرى ورؤوس القتلى وعددهم من الخيول المنتخبة ، والطوارق، والقنطاريات ، إلى دمشق وطيف بهم فيه يوم الاثنين تالي اليوم المذكور . قال : وتلا هذه الموهبة المتجددة سقوط الطائر من المعسكر المحروس ببانياس ، في يوم الثلاثاء تلو المذكور، يذكر افتتاح مدينة بانياس بالسيف قهرًا ، على مضي أربع ساعات من يوم الثلاثاء المذكور، عند تناهي النقب وإطلاق النار فيه ، وسقوط البرج المنقوب وهجوم الرجال فيه ، وبذل السيف في قتل من فيه ، ونهب ما حواه ، وانهزام من سلم إلى القلعة وانحصارهم بها ، وأن أخذهم بمشيئة الله تعالى لا يبطىء ، والله يسهله ويعجله . قال : واتفق بعد ذاك أن الفرنج تجمعوا من معَاقلهم عازمين على استنقاذ الهنفري صاحب بانياس ومن معه من أصحابه المحصورين بقلعة بانياس ، وقد أشرفوا على الهلاك وبادروا وبالغوا في سؤال نور الدين الأمان ويسلمون ما في أيديهم من القلعة وما حوته لينجوا سالمين ؛ فلم يجبهم إلى ما سألوه ورغبوا فيه . فلما وصل ملك الفرنج في جمعه من الفارس والراجل من ناحية الجبل على حين غفلة من العسكرين ، النازل على بانياس لحصارها ، والنازل على الطريق لمنع الواصل إليها ، اقتضت السياسة الاندفاع عنها بحيث وصلوا إليها واستخلصوا من كان فيها . وحين شاهدوا ماعم بانياس من إخراب سورها ومنازل سكانها يئسوا من عمارتها بعد خرابها . قال : وفي تاسع جمادى الأولى سقطت الأطيار بالكتب من المعسكر النوري تتضمن الإعلام بأن الملك العادل نور الدين لما عرف أن معسكر الكفرة الإفرنج على الملاحة ، بين طبرية وبانياس ، نهض في عسكره المنصور من الأتراك والعرب وجد في السير . فلما شارفهم وهم غازون ، وشاهدوا راياته قد أظلتهم ، بادروا بلبس السلاح والركوب وافترقوا أربع فرق ؛ وحملوا على المسلمين . فعند ذلك ترجل الملك العادل نور الدين ، فترجلت معه الأبطال وأرهقوهم بالسهام وخرصان الرماح ، حتى زلزت بهم الأقدام ، ودهمهم البوار والحمام . فأنزل الله نصره على المسلمين ، وتمكنوا من فرسانهم قتلًا وأسرًا ، واستأصلت السيوف الرجالة ، وهم العدد الكثير، فلم يفلت منهم غير عشرة نفر - وقيل : إن ملكهم فيهم ، وقيل : إنه في جملة القتلى - ولم يعرف له خبر . ولم يفقد من عسكر الإسلام سوى رجلين أحدها من الأبطال المذكورين قتل أربعة من شجعان الكفرة ، وقتل عند حضور أجله إلى رحمة الله والآخر غريب لا يعرف ؛ وكل منهما مض شهيدًا ، مثابًا مأجورًا ، وامتلأت أيدي العساكر من خيولهم وعددهم ، وكُراعهم وأثاث سوادهم ، وحصلت كنيستهم في يد الملك نور الدين بآلاتها المشهورة ، وكان فتحًا مبينًا ، ونصرًا عزيزًا . ووصلت الأسرى ورؤوس القتلى إلى دمشق يوم الأحد تالي يوم الفتح ، وقد رتبوا على كل جمل فارسين من أبطالهم ومعهما راية من راياتهم منشورة ، وفيها من جلود رؤوسهم بشعرها عدة . والمقدمون منهم وولاة المعاقل والأعمال كل واحد منهم على فرس ، وعليه الزردية والخوذة ، وفي يده راية . والرجالة كل ثلاثة وأربعة ، وأقل وأكثر في حبل وخرج من أهل البلد الخلق الذي لا يحصى لهم عدد ، من الشيوخ والشبان ، والنساء والصبيان ، لمشاهدة ما منح الله تعالى ذكره ، كافة المسلمين من هذا النصر المبين ، وأكثروا شكر الله تعالى ، والدعاء لنورالدين المحامي عنهم ، والرامي دونهم ، والثناء على مكارمه ، والوصف لمحاسنه ونظم في ذلك أبيات في هذا المعنى :
ما رأيـــنا فيـــما تقـــدم يــومًا ... كامل الحســـن غاية في البهاء
مثل يوم الفرنج لاحيـن علتهم ... ذلـة الأســـر والبـــلا والفـــناء
وبراياتهـم على العيس زفــوا ... بيـــن ذل وحســــرة وعـــــناء
عــد عــز لهـم وهيــبة ذكـــر ... في مصاف الحروب والهيجاء
هكذا هكذا ، هـلاك الأعــادي ... عند شـــن الإغـــارة الشـعواء
شــؤم أخذ الجشـار كان وبالا ... عمــهم في صباحهم والمســاء
نقضوا هـدنة الصلاح بجهـل ... بعــد تأكيــدها بحســن الوفـاء
فلقــوا بينهــم بما كان منهـــم ... من فســـاد يجهلــهم واعتـداء
لا حمى الله شملهم من شتهات ... بمواض تفــوق حـد المضـاء
فجــزاء الكفــور قتــل وأســر ... وجزاء الشكور خير الجـزاء
ولرب العبـــاد حمـــد وشــكر ... دائــم مــع تواصــل النعـماء
قال : وشرع نور الدين في قصد أعمالهم لتملكها وتدويخها ، والله المعين والموفق . وقال ابن أبي طي : في سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة أغارت الفرنج على بلد حمص وحماة ، وأفسدوا ، وأكثروا العبث ؛ واتصل ذلك بنور الدين فأنهد إليهم عسكرًا كثيفًا ، فأوقع بهم وهزمهم إلى أرض بانياس . وخرج نور الدين حتى نزل على بانياس وحاصرها ، أشد حصار، حتى افتتحها في الثامن والعشرين من ربيع الأول ، وأخذ جميع ما كان للفرنج فيها ، وأنقذ الغنيمة والأسارى مع أسد الدين إلى دمشق ، وأنفذ معه مقدار ألف رأس . واتصل ذلك بالفرنج ، فأنهضت إلى معارضة أسد الدين قطعة من خيالتها ، واتصل هذا بأسد الدين ، وقد دهمته الفرنج ، فلبس لأمته ، وتقدم في جماعة من مماليكه بين يدي العسكر ، وأمر الرجال بلقاء الفرنج ، وناجزهم الحرب ، فلم يتماسكوا بين يديه ، ورجعوا على أدبارهم ؛ وتبعهم مقدار فرسخين بقتل وبأسر ؛ وغنم منهم غنيمة حسنة ، وعاد إلى أصحابه ظافرًا ، وتوجه في وجهته مؤيدًا( ). وبعد وفاة نور الدين محمود زنكي استولى الإفرنج على قلعة بانياس - وكانت من أعمال دمشق - فصالحهم الأمير شمس الدين ، على مال يبعثه إليهم ، فاستنكر صلاح الدين ذلك( ). ويحدثنا ابن جبير في رحلته عن يوم رحيله من دمشق في عهد صلاح الدين الأيوبي على أثر انتصاره على الصليبيين فيقول : وخرجنا نحن من دمشق وأوائل المسلمين قد طرقوا بالغنائم ، كل بما احتواه وحصلت يده عليه ، وكان مبلغ السبي آلافاً لم نتحقق إحصاءها ، ولحق السلطان بدمشق يوم السبت بعدنا الأقرب ليوم انفصالنا ، وأعلمنا أنه يجم عسكره قليلاً ويعود الحصن المذكور، فالله يعينه ويفتح عليه بعزته وقدرته . وخرجنا نحن بلاد الفرنج وسبيهم يدخل بلاد المسلمين ، وناهيك من هذا الاعتدال في السياسة ! فان مبيتنا ليلة الجمعة بدارية ، وهي قرية من دمشق على مقدار فرسخ ونصف ، ثم رحلنا منها صبيحة يوم الجمعة بعده قرية تعرف ببيت جن ، هي بين جبال ، ثم رحلنا منها صبيحة يوم السبت مدينة بانياس ، واعترضنا في نصف الطريق شجرة بلوط عظيمة الجرم متسعة التدويح ، أعلمنا أنها تعرف بشجرة الميزان ، فسألنا عن ذلك ، فقيل لنا : هي حد بين الأمن والخوف في جهة بلاد المسلمين ولو بباع أو شبر أسر ، ومن أخذ دونها جهة بلاد الإفرنج بقدر ذلك أطلق سبيله ، لهم في ذلك عهد يوفون به ، وهو من أظرف الارتباطات الإفرنجية وأغربها( ). قال الأديب الشاعر محمد بن إبراهيم المدعو ببديع الزمان الفاسي :
فوالانا وأولانا بشاشًا ... وبشراً دونه العـذب الزلال
وأنسانا بانياس أناسـًا ... لهم في القلب حل وارتحال( )
ولصفي الدين الحلي هذه الأبيات :
طَمَعي في لِقاكَ ، بَعْدَ إياسِ ، ... هو أغـــرى قلبي بقصدِ أياس
ولو أني علمـــــتُ أنكَ بالزو ... راءِ وافَيــتُها بعَينـي وراسِـــي
وكذا في دمشـقَ لولاكَ ما أو ... ردتُ خَيــلي بـها علـى بانياسِ
بل توهمتُ أن تعودَ إلى الشّا ... م ، فوافيـــتُها علـى ســــيواسِ
يا خَليلي من دونِ كلّ خليلٍ ، ... وأنيسي من دونِ أهلي وناسِي
لا تكن ناســـياً لعَهدي ، فإنّي ... لسـتُ ما عشتُ للعُهودِ بناسِي( )
الباحث : محمود بن سعيد الشيخ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تابع جبل الشيح - آثار جبل الشيخ - 2
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تابع جبل الشيح - آثار جبل الشيخ - 3
» تابع جبل الشيح - آثار جبل الشيخ -4
» تابع جبل الشيح - آثار جبل الشيخ -5
» تابع جبل الشيح - آثار جبل الشيخ -6
» تابع جبل الشيح - آثار جبل الشيخ -7

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
قطنا :: المنتديات العامة :: شخصيات لها تاريخ-
انتقل الى: