قطنا
مرحبا بك في منتديات قطنا الثقافية و العلمية
و نشكر زيارتكم
ولتتمكن من الإستمتاع بكافة ما يوفره لك هذا المنتدى من خصائص, يجب عليك أن تسجل الدخول الى حسابك في المنتدى. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه.
و يرجى الانتباه بادخال الايميل الصحيح لانه عند التسجيل ستصلك رسالة تفعيل رمز الدخول الى بريدك الالكتروني و بعد التفعيل ستتمكن من الدخول بالاسم و كلمة المرور التي ادخلتها
كما ندعوكم لزيارة موقعنا قطنا نت www.qatana.net
قطنا
مرحبا بك في منتديات قطنا الثقافية و العلمية
و نشكر زيارتكم
ولتتمكن من الإستمتاع بكافة ما يوفره لك هذا المنتدى من خصائص, يجب عليك أن تسجل الدخول الى حسابك في المنتدى. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه.
و يرجى الانتباه بادخال الايميل الصحيح لانه عند التسجيل ستصلك رسالة تفعيل رمز الدخول الى بريدك الالكتروني و بعد التفعيل ستتمكن من الدخول بالاسم و كلمة المرور التي ادخلتها
كما ندعوكم لزيارة موقعنا قطنا نت www.qatana.net
قطنا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
قطنا

منتدى مدينة قطنا
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  
"وقـل اعمـلوا فسـيرى الله عـملكم ورسـوله والمؤمنـون"    

 

 تسميات قطنا - وادي المغارة - 1

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو محمد الشيخ
عضو فعال
عضو فعال
avatar


المزاج : قطنا
ذكر
عدد المساهمات : 111
نقاط : 331
تاريخ الميلاد : 30/01/1948
العمر : 76
تاريخ التسجيل : 08/11/2010
مكان الإقامة : سوريا-قطنا

تسميات قطنا - وادي المغارة - 1 Empty
مُساهمةموضوع: تسميات قطنا - وادي المغارة - 1   تسميات قطنا - وادي المغارة - 1 Emptyالثلاثاء يوليو 31, 2012 3:01 am

تسميات قطنا - وادي المغارة - 1
تسميات قطنا
يذكر الباحثون أن قطنا سميت بأسماء عديدة على مر تاريخها الطويل ، والتي تعبر – ربما في بعض الأحيان – عن المراحل التاريخية التي مرت بها ، أو الأماكن التي عاش السكان بها واشتهروا فيها عن غيرهم ، أو الصفة الهامة التي ميزتها عن غيرها من البلدان . ومن هذه الأسماء ما كان خاصًا بالبلدة وحدها وعلمًا عليها ، ومنها ما كان عامًا شمل البلدة والإقليم التابع لها ، نذكر منها : وادي المغارة أو المعرة ، وقطنا ، وكاتانيا أو كاتاني ، وقطيا ، ووادي العجم ، وإقليم البلان .

موقع منطقة قطنا في محافظة ريف دمشق
أ‌- تسمية وادي المغارة أو المعرة
1. وادي المغارة
يرى بعض الباحثين في تاريخ قطنا وجغرافيتها أن الآراميين الذين سكنوا قطنا بعد الكنعانيين ، أنهم الذين أطلقوا عليها اسم « وادي المغارة » لكثرة المغاور فيها( ) . وأرى أن هذه التسمية هي أقدم تسمياتها المعروفة ، وهي ترجمة لمعنى كلمة المعرة الآنفة الذكر . والمعروف أن اللغة الآرامية قد تركت بصماتها واضحة في تاريخ سورية ، وأن اللغة الآرامية سميت بـ « السريانية » بعد تحول أهلها إلى النصرانية حيث سموا بالسريان . وقد ذكر الله تعالى المغارة وما في معناها كالكهف والكن في كتابه الكريم ، فقد وردت كلمة المغارة في صيغة الجمع في قوله : « وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ ، وَمَا هُمْ مِنْكُمْ ، وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ . لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلًا لَوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ »( ) قال أبو حيان : والمغارات جمع مغارة وهي الغار ، ويجمع على غيران ، بني من : غار يغور إذا دخل ، مفعلة للمكان كقولهم : مزرعة . وقيل : المغارة : السرب تحت الأرض كنفق اليربوع . والغار : النقب في الجبل . والجمهور على فتح ميم « مَغَارَات » ، وقرأ سعد ابن عبد الرحمن بن عوف « مُغَارَات » - بضم الميم - فيكون من : أغار . قيل : وتقول العرب : غار الرجل وأغار بمعنى دخل ، فعلى هذا يكون مغارات من أغار اللازم . ويجوز أن يكون متعديًا من أغار المنقول بالهمزة من غار ، تقول : أَغَرْتُ زيداً ، أي : أدخلته في الغار ، فعلى هذا يكون مِنْ أغار المتعدي ، والمفعول محذوف ، أي : أي أماكن في الجبال يُغيرون فيها أنفسهم ، أي : يُغَيِّبونها . وقال الزجاج : ويصح أن يكون من قولهم : جبل مغار أي مفتول . ثم يستعار ذلك في الأمر المحكم المبرم ، فيجيء التأويل على هذا : لو يجدون نصرة أو أمورًاً مرتبطة مشدّدة تعصمهم منكم أو مدّخلاً لولوا إليه . وقال الزمخشري : ويجوز أن يكون من أغار الثعلب إذا أسرع ، بمعنى مهارب ومغارّ( ). وقال أبو حفص النعماني : « المغارات » : جمع « مغارة » ، وهي الموضع الذي يغور الإنسان فيه ، أي : يستقر . وقال أبُو عبيدٍ : كل شيءٍ جزتَ فيه فغبتَ فهو مغارة لك ، ومنه : غار الماء في الأرض ، وغارت العين . وهي مفعلة ، مِنْ : غَارَ يغُورُ ، فهي كالغَار في المعنى( ). وقيل : المَغَارَة : جمع مغاور من غار في الأرض : ذهب فيها ، والمغارة : الكهف أو الحجرة تحت الأرض( ). وذكر الله - عز وجل - الكهف أيضًا في كتابه العزيز ، وسمى سورة باسمه ، قال تعالى في قصة الفتية أصحاب الكهف : « أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آَيَاتِنَا عَجَبًا . إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا : رَبَّنَا آَتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا . فَضَرَبْنَا عَلَى آَذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا »( ). وما ذلك إلا ليحصل التمييز والتفريق بينهما في المعنى . قال الواحدي : الكهف : هو المغارة في الجبل( ) وزاد غيره : إلا أنه واسع( ). قال المفسرون : « الكهف » : هو المغارة في الجبل ، إِلا أنه واسع ، فإذا صغر ، فهو غار . وقال ابن الأنباري : قال اللغويون : الكهف بمنزلة الغار في الجبل( ). وقال الشعراوي : المغارة وهي الكهف في الجبل( ). قال الرازي : الغارُ والمَغَار والمَغَارة كالكهف في الجبل( ). قال الزعبلاوي : يجمع المغار والمغارة على مغاور قياسًا ، كما يجمع المغارة بالتاء على مغارات ، ولكن هل يصح المغارات جمعًا لـ « مغار » ؟... المغار مفعل من غار يغور، فقياس جمعه « مغاور » لا مغارات . فما جمع بالألف والتاء من مذكر ما لا يعقل إنما هو الوصف اطرادًا . أما الاسم فيما اتفق من جمعه بالألف والتاء فهو متروك للسماع( ). وقال الشعراوي في تفسير قوله تعالى : « وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا »( ). جمع كِنْ ، وهو الكهف أو المغارة في الجبل تكون سكنًا وساترًا لمن يلجأ إليها ويحتمي بها ، والكِنّ من الستر ؛ لأنها تستر الناس ، ونحن نقول مثلاً للولد : كنْ يعني : اسكُنْ وانستر( ) . وقال ابن عجيبة : جمع : كن ، ما تكنون ، أي : تستترون به من الحر والبرد كالكهوف والغيران والبيوت المجوفة فيها( ). وقال الجياني : جمع كن وهو ما ستر ووقى من الحر والبرد( ). وقال ابن عاشور : الأكنان : جمع كِن - بكسر الكاف - وهو فعل بمعنى مفعول ، أي مكنون فيه ، وهي الغيران والكهوف( ). وقال الزمخشري : أكنانًا : جمع كِنّ وهو ما يستكنّ به من البيوت المنحوتة في الجبال والغيران والكهوف( ). وعلى هذا فالأكنان يشمل مدلولها المغاور والكهوف والبيوت المنحوتة في الجبال ، فهي أوسع معنى من سابقتيها . ويمكن ترتيبها حسب اتساع مدلول لفظها وشموله من الأصغر إلى الأكبر ، المغارة – الكهف – الكن .
وقد عرَّف بعضهم المغارة قائلاً : المغارة : فجوة في طرف جبل داخل صخر ، ووجود المغاور يكثر في البلاد ذات الحجارة والأراضي الكلسية( ). ولما كانت بلاد الشام من هذا النوع فهي تمتلئ بالمغاور ، والمغارة تشبه الكهف ، لكنها تتميز عنه بأنها أصغر منه ، وقد كان للمغاور والكهوف أهميتها في العصور القديمة ، إذ كان المطاردون يختبئون فيها ، ويجدون في جدرانها المناعة ، ويسكنون فيها إذا كانت واسعة وصالحة للسكن ، وحتى اليوم لا يزال بعض الناس يلجأ إلى المغاور في أوقات الحروب والفتن والأزمات والثورات ، وانتشار الفوضى وانعدام الأمن ، لا بل كانت المغاور والكهوف المساكن الطبيعية لسكان أوائل العهود التاريخية ، لذا لا عجب أن يتخذها العباد والزهاد والنساك من شتى الملل والنحل والأديان مساكن لهم على مر العصور ولاسيما في سلاسل جبال لبنان . وقد اشتهرت عدة مغاور في التاريخ القديم في بلاد الشام ، ولا زال بعضها موجودًا إلى الوقت الحاضر ، وبعضها زال أثرها ، ومنها على سبيل المثال لا الحصر نذكر :
1) مغارة مكفيلة في فلسطين ، وهي المغارة التي اشتراها إبراهيم – عليه السلام – مع حقل عفرون من عفرون بن صوحر الحثي بأربعمائة شاقل فضة ، لدفن زوجته سارة بعد وفاتها فيها ، في مدينة الخليل « حبرون » في أرض كنعان( ) ، ولما مات إبراهيم – عليه السلام – دفن فيها أيضًا ، كما دفن فيها إسحاق ويعقوب – عليهما السلام - حسب وصاياهم - وبعض زوجاتهن( ). وقد قام وزير الدفاع الإسرائيلي موشي ديان برفع البلاطات المجاورة للمنبر والنزول إلى المغارة وتصوير داخلها . وطالب شلومو غورين كبير حاخامي الجيش بتقسيم مغارة المكفيلة بين المسلمين واليهود أو بإعطائها كلها لليهود( ).
2) مغارة بيت لحم التي ولد فيها المسيح - عليه السلام – وقد دفن فيها داود وابنه سليمان عليهما السلام( ) .
3) مغارة مقيدة في فلسطين التي اختبأ فيها ملوك العموريين « الأموريين » الخمسة : ملك أورشليم ، وملك حبرون ، وملك يرموت ، وملك لخيش ، وملك عجلون بعد هزيمتهم أمام جيش يوشع بن نون ، فأخذهم وأعدمهم ، ثم أعاد جثثهم إلى المغارة ، وسدها بالحجارة عليهم ، واستولى على مدينة مقيدة( ).
4) مغارة الدم : وتدعى أيضًا مغارة الأربعين ، وهي الموضع الذي قتل فيه قابيل أخاه هابيل من جبل قاسيون المشرف على دمشق( ) على ما يزعم المؤرخون القدامى . قال الله تعالى « وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ ، إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنْ الْآخَرِ ، قَالَ : لَأَقْتُلَنَّكَ . قَالَ : إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّةُ مِنْ الْمُتَّقِينَ * لَئِنْ بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِي إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ، إِنِّي أَخَافُ اللَّةَ رَبَّ الْعَالَمِينَ * إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ ، فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ ، وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ * فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ ، فَأَصْبَحَ مِنْ الْخَاسِرِينَ * فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ ، قَالَ : يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْأَةَ أَخِي ، فَأَصْبَحَ مِنْ النَّادِمِينَ »( ).
لقد ربطت الروايات التاريخية عبر العصور بين مغارة الدم وقصة أول جريمة في التاريخ ، ألا وهي قصة مقتل هابيل على يد أخيه الأكبر قابيل ، وهم ولدا آدم عليه السلام , ولم يأت هذا الربط بعد الإسلام بل كان ملازماً للمغارة من عصور سابقة له , فقد كانت في السابق معبداً وثنياً ، ثم تحولت إلى كنيسة ، إلى أن دخل الإسلام دمشق فأصبح للمغارة مكانة دينية كبيرة لدى المسلمين مرتبطة بما ورد في القرآن الكريم من قصة ابني آدم عليه السلام . ومختصر الرواية أن قابيل وهابيل أرادا أن يقدما لربهما قرباناً ليتقربا منه , فتقبل الله تعالى من هابيل ولم يتقبل من قابيل الذي غاظه تقبل ربه من أخيه , ووسوس الشيطان له قتل أخيه والخلاص منه ففعل ذلك ، ثم هام بجثة أخيه فترة من الزمن لا يعلم ما يفعل معها حتى أرسل له الله تعالى غرابين قتل أحدهما الآخر ودفنه ، فقام بدفن أخيه على نفس الشاكلة , هذه القصة كما وردت في كتاب الله في سورة المائدة. أما الروايات التي ارتبطت بهذه القصة فهي أن مكان القتل كان على سفح جبل قاسيون بدمشق , فعندما تمت الجريمة سال دم هابيل على صخر الجبل فشربت الأرض هذا الدم فلعنها آدم فحرم الله على الأرض أن تشرب دماً بعد هذا الدم , ثم فتح الجبل فمه من هول الحادثة ويقال فتح الجبل فمه ليبتلع القاتل , وبكى الجبل حزناً على هابيل , وسار القاتل بجثة أخيه أياماً حتى أرسل الله له الغرابين فتعلم منهما الدفن وقام بدفن أخيه على سفح جبل في منطقة الزبداني حيث كان , وقبره هناك معروف ويزار. وقيل أن نبياً أو أربعين نبياً لجؤوا إلى مغارة الدم هرباً من ظلم أحد الملوك ، وما إن داهمهم الخطر في المغارة حتى شقَّ الله الجبل و يسر لهم طريق الخروج من الطرف الأخر ، فخرجوا تاركين من خلفهم روائح المسك و العنبر التي بقيت في الصخر. وقيل أنه في يوم من الأيام كاد أن يسقط سقف مغارة الدم على أحد الأنبياء فقام جبريل - عليه السلام - بوضع كفه على سقف المغارة فمنعه من السقوط , وبقي أثر كفه في سقف المغارة( ).
ومغارة الدم يصعد إليها بدرج ، عدد درجاته 527 درجة ، والجدير بالذكر أن الوصول مغارة الدم أو مقام الأربعين لا يمكن إلا سيرًا على الأقدام بالإضافة إلى أنه لا توجد أية إشارات أو لوحات تدل على الطريق ، ولا يوجد أي دليل سياحي للمنطقة ، ويسير الزائر في أزقة ضيقة زلقة من آخر نقطة بمنطقة الشيخ خالد بمنطقة ركن الدين تصل إليها السيارات في دمشق ، وذلك للوصول إلى المغارة على قمة جبل الأربعين . ويعود سبب تسميتها بمغارة الدم لوجود اللون الأحمر على إحدى الصخور، واعتقاد الناس أنها دماء هابيل . وفي داخل المغارة فم من الصخر كأنه يصرخ ، بفتحة تتجاوز المتر ، حتى تبدو منه الأسنان والأضراس واللسان وسقف الفم بصورة متقنة جدًا ، وفي سقف المغارة علام لأصابع ضخمة يقال لها أنها أصابع كف جبريل عليه السلام( ) ، وبجواره توجد كلمة الله بارزة على الصخر ، وفي سقف المغارة شق صغير ينقط منه الماء ، ليسقط في جرن صغير يأخذ الناس منه الماء ظناً منهم أنه يشفي من الأمراض !!( ). والأسطورة تقول إن قابيل قتل أخاه هابيل هنا ، فبكى الجبل لهول الجريمة ، وبقيت دموعه تتقاطر، وفتح فمه يريد ابتلاع القاتل ، وفي المسجد الصغير المبني على المغارة يوجد محرابان : أحدهما لإبراهيم والآخر للخضر عليهما السلام . وتعود تسمية المغارة بمغارة الأربعين للمسجد الذي بني فوقها ، وهو يضم أربعين محراباً ، ومنهم من يقول إن أربعين نبياً ماتوا فيها من الجوع ، والبعض يعزي اسمها للأربعين نبياً الذين أتوا إليها برفقة السيد المسيح عليه السلام( ) ، وقيل في سبب التسمية هو أن يحيى بن زكريا أقام هو وأمه فيها أربعين عاماً , وأن الحواريين الذين أتوها مع عيسى - عليه السلام - كانوا أربعين , وقد أنشئ ضمن المسجد المحدث هناك أربعون محراباً( ). وقيل أن ذلك يعود إلى ما يعرف بالأولياء الأبدال ، وهم أربعون رجل ًصالحاً ، وهم قائمون على حماية بلاد الشام ، أتوا وتعبدوا في هذا المكان قبل أن ينصرفوا قبل الإسلام وهم موحدون ، وطبعاً الأربعون محراب رمزٌ لتواجدهم هنا في الماضي ، ولهذا السبب سمي الجبل والمقام بالأربعين( ) ، وقد روى حديث عن الأبدال : عن علي بن أبي طالب قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: « الأبدال في الشام هم أربعون رجلاً كلما مات رجلٌ أبدل الله مكانه رجلاً ، يسقى بهم الغيث ، وينتصر بهم على الأعداء ، ويصرف عن الشام بهم الأعداء ، ويصرف عن أهل الشام بهم العذاب » . هذا الحديث أخرجه أحمد « 1/ 112» ومن طريقه الضياء في المختارة « 2/ 110» ـ من طريق شريح بن عبيد الحضرمي . والطبراني في « الأوسط » « 5/ 39 » والحاكم « 4/ 596 » من طريق عياش بن عباس القتباني عن عبد الله بن زرير الغافقي . كلاهما عن علي بن أبي طالب عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرفوعاً بلفظه في حديث شريح ، وبمعناه مطولاً في حديث عبد الله بن زرير، وفي رواية الحاكم إدخال الحارث بن يزيد بين عياش ، وعبد الله بن زرير. وهذا الحديث ـ أعني رفعه ـ معلول لما يلي :
أ‌- أن في الطريق الأول شريحاً لم يدرك علياً فهو منقطع ينظر « تهذيب الكمال والمختارة » .
ب‌- وأما الطريق الثاني فقد اختلف فيه على عياش بن عباس في إسناده على ما تقدم ولذا أعله الطبراني ، والهيثمي « 7/317» .
أن هذا الحديث قد روي موقوفاً على علي بن أبي طالب من وجه أصح فقد أخرجه عبد الرزاق « 11/ 249» ونعيم بن حماد في« الفتن » « 1/235 » وابن أبي الدنيا في « الأولياء » « ص 30 » والضياء في « المختارة » « 485-486 ح2 » من طرق عن الزهري عن صفوان ابن عبد الله بن صفوان الجمحي عن علي بن أبي طالب بنحوه موقوفاً. ولهذا لما ذكر الضياء في « المختارة » هذا الاختلاف في رفعه ، ووقفه قال : الموقوف أولى( ). قال ابن تيمية تحت عنوان : « كذب كل حديث يروى عن النبي في عدة الأولياء » : وقد روي أنه كان بها غلام للمغيرة بن شعبة ، وأن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال : « هذا واحد من السبعة » ! وهذا الحديث كذب باتفاق أهل العلم ، وإن كان قد رواه أبو نعيم في الحلية ، وكذا كل حديث يروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في عدة الأولياء ، والأبدال ، والنقباء ، والنجباء ، والأوتاد ، والأقطاب ، مثل أربعة ، أو سبعة ، أو اثني عشر، أو أربعين ، أو سبعين ، أو ثلاثمائة ، أو ثلاثمائة وثلاثة عشر، أو القطب الواحد ، فليس في ذلك شيء صحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم - ولم ينطق السلف بشيء من هذه الألفاظ إلا بلفظ الأبدال . وروي فيهم حديث أنهم أربعون رجلًا ، وأنهم بالشام ، وهو في المسند من حديث علي - كرم الله وجهه - وهو حديث منقطع ليس بثابت ، ومعلوم أن عليًّا ومن معه من الصحابة ، كانوا أفضل من معاوية ومن معه بالشام ، فلا يكون أفضل الناس في عسكر معاوية دون عسكر علي !! ( ). ويقال عن الأبدال : أنهم موجودون إلى يوم القيامة وأسماؤهم غير معروفة. وقيل : إن من بنى المسجد الذي بجوار المغارة هو السلطان عبد الحميد العثماني ، ثم جدد بناؤه مجيد الدين الأيوبي( ). وتنبع أهمية مقام الأربعين من كونه مكان تاريخي ذو أهمية دينية وأثرية عظيمة لجميع الديانات يعود عمرها لأكثر من 4000 سنة حيث كانت معبداً وثنياً . أما عن سبب تسميتها بالأربعين فيعود إلى وجود أربعين محراباً في الجامع الموجود إلى جانب المغارة( ). ومن أوائل من ذكر هذه المغارة من المؤرخين والرحالة في القرون الماضية وذكروا مشاهدتهم لمغارة الدم نذكر أبا حامد الغرناطي الذي وصف المكان في زيارته لدمشق عام 555هـ( ) تقريبًا فقال : ولما دخلت دمشق رأيت عند باب يعرف بباب الفراديس جبلاً مشرفاً عالياً , وعليه آثار دم هابيل بن آدم - عليه السلام - ظاهراً , وهو دم كثير لا يخفى على من يراه أنه دم !! ( ). وجاء في كتاب تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر المتوفى سنة 571هـ: وفي دمشق جبل يقال له جبل قاسيون فيه قتل ابن آدم أخاه ، وفي أسفله في الغرب ولد إبراهيم ، وفيه آوى الله عيسى بن مريم وأمه من اليهود ، وفيه احترس إلياس من ملك قومه - حيث أن إلياس اختبأ من ملك قومه في الغار الذي تحت الدم عشر سنين حتى أهلك الله تعالى الملك ووَّلاه غيره فأتاه إلياس فعرض عليه الإسلام فأسلم - وفيه صلى إبراهيم ولوط وموسى وعيسى وأيوب( ). وقال ابن جبير المتوفى سنة 614هـ : وبجبل قاسيون أيضاً لجهة الغرب ، على مقدار ميل أو أزيد من المولد المبارك ، مغارة تعرف بمغارة الدم ، لأن فوقها في الجبل دم هابيل قتيل أخيه قابيل ابني آدم - صلى الله عليه وسلم - يتصل من نحو نصف الجبل المغارة ، وقد أبقى الله منه في الجبل آثاراً حمرًا في الحجارة تحك فتستحيل ، وهي كالطريق في الجبل ، وتنقطع عند المغارة ، وليس يوجد في النصف الأعلى من المغارة آثار تشبهها ، فكان يقال : أنها لون حجارة الجبل ، وإنما هي من الموضع الذي جر منه القاتل لأخيه حيث قتله حتى انتهى المغارة( ). وذكر ابن بطوطة المتوفى سنة 779هـ مغارة الدم فقال : وفوقها بالجبل دم هابيل بن آدم - عليه السلام - وقد أبقى الله منه في الحجارة أثراً محمراً ، وهو الموضع الذي قتله أخوه به ، واجتره إلى المغارة . ويذكر أن تلك المغارة صلى فيها إبراهيم وموسى وعيسى وأيوب ولوط - صلى الله عليهم أجمعين - وعليها مسجد متقن البناء يصعد إليه على درج ، وفيه بيوت ومرافق للسكنى ، ويفتح في كل يوم اثنين وخميس ، والشمع والسرج توقد في المغارة . ومنها كهف بأعلى الجبل ينسب لآدم - عليه السلام - وعليه بناء( ) .
ومن الجدير بالذكر أن مغارة أخرى تسمى مغارة الدم أيضًا في فلسطين ، وهي مغارة من عدة مغر موجودة في قرية أبو زريق , يعرفها كل من عاش هناك من أبناء القرية ,غير أن ما يميز هذه المغارة عن غيرها هو أنها تتفجر بالماء الزلال على الدوام , ولكن كل فترة من الزمن يصطبغ ماؤها باللون الأحمر( ). ويوجد مغارة ثالثة بهذا الاسم في ساحل إيطاليا ، في منطقة كابو بالينورو بمقاطعة ساليرنو الجنوبية ، إحدى المناطق المفضلة للغواصين في إيطاليا ، ويذكر أن منطقة كابو بالينورو تضم 35 مغارة ، من بينها « أنسورا » وتعني زرقاء ، وطولها 85 مترًا وارتفاعها 90 مترًا ، وقد أطلق عليها اسم « مغارة الدم » بسبب اللون الأحمر المميز لحوائطها( ).

منظر كف جبريل عليه السلام

مداخل مغارة الدم

مقام الأربعين
ومن المناسب أن نذكر هنا مزار ومقام ما يسمى « النبي هابيل » الذي يُعرف باسم « جبل هابيل » ، في منطقة الزبداني من محافظة ريف دمشق ، وهو يرتبط باسم أول جريمة بشرية حدثت في التاريخ عندما قتل قابيل أخاه هابيل ، ويبلغ طول الضريح الحجري ستة أمتار ، وفي عام 1362هـ( ) رُمم المقام وأضيفت إليه قبتان بيضاويتان سامقتان ، وكانت المنطقة المحيطة به تسمى في العصر الروماني أبيلين وحاضرتها أبيلا وهي سوق وادي بردى اليوم( ). ويذكر الخوري إلياس داود في « أوراقه » أن سوق وادي بردى الحالية تعرف باسم الأبيلية ، وورد ذكرها في العهد الجديد في إنجيل لوقا : « وليسانياس رئيس ربع على الأبيلية » « لوقا 3/1 » ، وذلك في أيام سلطنة الإمبراطور طيباريوس قيصر، والقرية نفسها تعرف باسم « أبيلا » أو « أبيل » وتعني هابيل ، واللفظ في اللغة اللاتينية واللغات الغربية الأخرى ، وهذه كانت مدينة مزدهرة حيث كانت تمر فيها القوافل التجارية من دمشق إلى الزبداني فبعلبك « مدينة الشمس » ، كما إنها كانت قد دخلت إليها المسيحية كالزبداني عن طريق دمشق ، وكانت مركزًا لأسقفية . وفي القرن الخامس الميلادي كانت الأبيلية « سوق وادي بردى » مركزًا لأسقفية ويتبع لها عدد من الكنائس منها الكنيسة التي في الزبداني على اسم يوحنا المعمدان ، وفي سنة « 177ق.هـ »( ) في عهد الإمبراطور مركيانوس ذهب أسقف الأبيلية « سوق وادي بردى » بروانوس إلى القسطنطينية لحضور المجمع المسكوني الرابع الذي عُقد ضد ما يسمى بدعة أوطيخة القائلة بالطبيعة الواحدة للسيد المسيح . « تاريخ الكرسي الأنطاكي ، الدكتور أسد رستم » . وعلى مقربة من الأبيلية مدفن يُعرف بقبر « أَبيل » ، والعامة تقول هابيل ، ووهم الناس في الزبداني وما حولها فظنوا أنه قبر هابيل بن آدم ، والأمثل أنه قبر أحد الأسر التي نُسب المحل إليها ، يقول الخوري إلياس داود في « أوراقه » مؤيدًا هذا الوهم : « هناك على سفح جبل قاسيون قتل قايين أخاه هابيل وكلاهما أولاد آدم أبي البشر، فخلد اسم دمشق الذي يعني : كيس الدم ، وحسب أحد الروايات أنهما تنافسا على حب ليوتا الحسناء فكان القتل ليتخلص قايين من أخيه هابيل ، وأصيب بندم وحمل أخاه ودار به وسار عامًا كاملًا من الزمان إلى أن وصل إلى رابية صخرية تطل على وادي بردى ، فتعلم من غراب أسحم كيف يدفن القاتل ضحيته ، وهناك دفنه حيث ترتفع سنديانات خمس ، ينام هابيل منذ آلاف السنين ، وتداولت الأجيال زيارة هذا المكان . فإذا هو اليوم تحت قبة ناصعة البياض ، في بناء حجري جميل ، وأمام البناء عرصة وبئر ، ويحيط بالجميع سور، وكسب المكان قدسية عبر التاريخ من طوائف متعددة إلى أن تبناه الدروز ، فيأتون إليه في أيام معدودة من العام بالهدايا والنذور من الحرير المطرز الثمين ، يكسون به الضريح المرمري . والنساء العواقر والمرضى والمحتاجون كلهم يطلبون إلى الشهيد الأول في التاريخ متوسطين تحقيق أمانيهم ، ويُسمى اليوم قبر النبي هابيل ، ويبعد 36 كلم شرقي دمشق ، كما يبعد حوالي 18 كلم جنوب شرق الزبداني » . قال الدكتور جمال المويل : وقد زرت هذا القبر لأول مرة في السبعينات عندما كنت طالبا في الابتدائية ، وكنت ولا زلت أسمع من العامة تلك الأسطورة الجميلة التي تقول: إنّ قابيل وهابيل ابني آدم اقتتلا في سهل الزبداني ، وقتل قابيلُ هابيلَ في هذا المكان، ويستدلون لذلك بأمرين ، الأول : وجود بقع بنية غامقة قريبة إلى السواد على سفوح الجبل الغربي في الزبداني في القسم الجنوبي منه ، والثاني وجود قبر هابيل بالقرب من ذلك المكان حيث يقع على سفح الجبل الشرقي من الزبداني في القسم الجنوبي منه ، ولكن عندما كبرنا وازددنا علما تبيَّن لنا أنّ هذه أسطورة ليس لها نصيب من الصحة ، وذلك أنّ البقع السوداء هي تربة جبلية يكثر فيها مادة الحديد ، وكان هناك مشروع لاستخراج الحديد من تلك المنطقة في نهاية السبعينات ولم يحصل لأنّ نسبة الحديد متدنية ، وأما القول بأن القبر هو لهابيل فهو عار من الصحة ومن عدة أمور، أحدها أنّ طول هابيل هو « 54مترًا » على بعض الروايات أو « 40مترًا » على روايات أخرى ، فقد خلق الله آدم وطوله ستون ذراعًا ، كما في صحيح البخاري وغيره ، والقبر الموجود في الزبداني بالقرب من الأبيلية « سوق وادي بردى » لا يتجاوز الستة أمتار، ثم هناك عشرة أماكن يقال عن كل منها أنه قبر هابيل ومنها مكان في فلسطين ، والأمر الثالث أنّ أغلب المفسرين يقولون : إنّ آدم أهبط بالهند وحواء أهبطت بجُدَّة وقد التقيا وتعارفا بعرفة فسمِّيت عرفات ، فأين الزبداني من الهند وجُدَّة؟!( ).
5) مغارة الجوع : توجد أسفل كهف منسوب لآدم - عليه السلام - مغارة تعرف بمغارة الجوع ، في سفح جبل قاسيون بدمشق ، يذكر أنه أوى إليها سبعون من الأنبياء - عليهم السلام - وكان عندهم رغيف ، فلم يزل يدور عليهم ، وكل منهم يؤثر صاحبه به ، حتى ماتوا جميعًاً - صلى الله عليهم - وعلى هذه المغارة مسجد مبني ، والسرج توقد فيه ليلاً ونهاراً ، ولكل مسجد من هذه المساجد أوقاف كثيرة معينة( ) .
6) مغارة الروم : قال وحشي بن حرب : لما فتحنا اليرموك مع أبي عبيدة ابن الجراح بقيت مغارة الروم فيها عدة من فرسانهم وغير ذلك لا يستطاع فتحها فقالوا : من لها ؟ فقلت : أنا لها ، هل من درع ؟ فأتوني بدرع فلبستها على درعي ، ثم قلت : هل من درع أخرى ؟ فأتوني بدرع أيضًا ، فلبستها كهيئة السراويل ، وشددتها علي شدًّا جيدًا ، وأخذت سيفي بيدي ، وأخذت حبلًا ووضعته في وسطي ، وأمرتهم أن يدلوني في المغارة ، فقالوا : يا أبا حرب ! قد كبرت سنك ، وما إن تجشم ذا . فقلت لهم : ما رحمت نفسي منذ صاحبت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدلوني فقتلت فرسانها ، وأحرقت من كان فيها ، وقد كنت أسمع سيفي في رؤوسهم كالفأس في الحطب الجزل ، ولقد غريت يدي على سيفي من الدم ، وما أخرجته من يدي حتى أنقعته بالماء المسخن ( ).
7) مغارة إيليا « إلياس » – عليه السلام – في جبل الله : حوريب ، يقول كتاب التوراة أن إلياس : دخل هناك المغارة و بات فيها ، وكان كلام الرب إليه يقول : ما لك ههنا يا إيليا ؟ فقال : قد غرت غيرة للرب إله الجنود ، لأن بني إسرائيل قد تركوا عهدك ، ونقضوا مذابحك ، وقتلوا أنبياءك ، لأقف على الجبل أمام الرب ، وإذا بالرب عابر ، وريح عظيمة وشديدة قد شقت الجبال وكسرت الصخور أمام الرب ، ولم يكن الرب في الريح ، وبعد الريح زلزلة ، ولم يكن الرب في الزلزلة . وبعد الزلزلة نار ، ولم يكن الرب في النار ، وبعد النار صوت منخفض خفيف . فلما سمع إيليا ، لف وجهه بردائه ، وخرج ووقف في باب المغارة وإذا بصوت إليه يقول : ما لك ههنا يا ايليا ؟ فقال غرت غيرة للرب إله الجنود ، لأن بني إسرائيل قد تركوا عهدك ، ونقضوا مذابحك ، وقتلوا أنبياءك بالسيف ، فبقيت أنا وحدي ، وهم يطلبون نفسي ليأخذوها . فقال له الرب : اذهب راجعًا في طريقك إلى برية دمشق ، وادخل وامسح حزائيل ملكًا على آرام ، وامسح ياهو بن نمشي ملكًا على إسرائيل ، وامسح اليشع بن شافاط من ابل محولة نبيًا عوض عنك . فالذي ينجو من سيف حزائيل يقتله ياهو ، والذي ينجو من سيف ياهو يقتله اليشع ..( ). وكذلك مغارة إيليا في جبل الشيخ( ).
8) مغارة الشموع : تقع غربي القدس جنوب وادي سوريك « الصرار» ، ولها اسم آخر هو مغارة سوريك ، ولكن مغارة الشموع هو الأكثر تعارفًا . وهي تقع على تلة مغارة الشموع الذي يقابلها امتداد بديع للطبيعة الخضراء ، وتسمى مغارة الشموع بـ « مغارة الندف » أيضًا . وقد اكتشفت هذه المغارة عام 1388هـ 1968 إثر انفجار كبير وقع بإحدى الكسّارات القريبة . وتبلغ مساحتها 5 دونمات ، ويبلغ أقصى ارتفاع لها 12 م ، بينما أقصى طول لها هو 91 م ، وأقصى عرض لها 80 م . يوجد بها صواعد وهوابط عمرها يزيد على 300 ألف سنة . قد يصل طول الهوابط إلى 4 أمتار في حين يكون قطرها ملمترات قليلة ، وأحيانًا يكون بالأمتار . وهناك صواعد وهوابط فعّالة ، أي أن نموها ما زال
مستمرًا ، ودرجة الحرارة والرطوبة ثابتة في المغارة . لذلك من الممكن زيارتها في كل فصول السنة ، إلا أنه بفصل الشتاء تزداد المغارة جمالًا ورهبة عند سقوط نقاط متفرقة من المطر من سقفها محدثة رنّة على الأرض( ).



مغارة الشموع
9) مغارة الزحلان : بالضنية شرق طرابلس بلبنان ، وتعتبر مغارة الزحلان أعجوبة طبيعة ، وسيقام مشروع سياحي جديد لتأهيلها ، ويتضمن المشروع المغارة , وإقامة مطعم , وإنشاء قطار , وتلفريك ، وجسر معلق . وهذه المغارة أغفلها الإنسان حيث بقيت طي النسيان على الرغم من حسن الموقع وجمال المنظر وروعة التكوين . وتقع الضنية التي فيها المغارة إلى الجهة الشرقية لمدينة طرابلس . وتبعد عنها حوالي 12 كلم وعن بيروت 90 كلم ، ويبلغ عدد سكانها مئة وعشرة آلاف نسمة ، وهم مزيج مشترك من المسلمين والمسحيين( ).

مغارة الزحلان
10) مغارة موسى : هي مغارة في حضن جبل ببلودان الواقعة على بعد 60 كم غرب دمشق ، وقد أطلق القائمون عليها اسم « مغارة موسى » ، وهي التي أضافت إلى جمال مصيف بلودان وعراقته معلماً سياحياً ولكن بنكهة فنية هذه المرة. فقبل سنوات قليلة لم يكن أحد عدا سكان المنطقة ليسمع بوجود هذا المعلم ، ولكن مع اكتمال إنشائه وافتتاحه أمام الزوار بحلته الجديدة مطلع عام 2006 تحول إلى مقصد لرواد السياحة ومحبي اكتشاف المغارات ، والتعرف على قدرة اليد البشرية في تطويع وإكمال ما بدأته الطبيعة لتتحول المغارة إلى تحفة فنية تشبه مغارة جعيتا في لبنان ، وليسهب العقل البشري في تزيينها وإضافة كل تحسين ممكن إليها ، فقد تم اكتشاف المغارة قبل قرن من الآن ، وكانت حينها عبارة عن كهف على سفح الجبل ، ومع اشتداد الحاجة إلى الرمل الذي تتكون منه المغارة ، بدأ سكان المنطقة حينها في استخراج الرمل منها ونقله إلى ورش البناء ، شيئاً فشيئاً ومع مرور الوقت بدأ تجويف المغارة يكبر ويشتد انحداراً نحو الأسفل ، وبالرغم من ذلك ظلت المغارة مهجورة ولم يفكر أحد في ارتيادها اللهم إلا من قلة من أبناء المنطقة ،وظل حال المغارة كما هي عليه إلى ما قبل 15 عاماً حين فكّر أحد أبناء المنطقة في استثمارها وتحويلها إلى مقصد سياحي ، وبالفعل بدأ العمل بتهيئة المرافق اللازمة لهذه المنشأة من طرقات وكهرباء ومواقف للسيارات وممرات داخلية وخارجية ، إضافة إلى تأهيل نبع المياه العذب لتخديم المغارة ، وعلى مدى سنوات استخدم القائمون على المغارة كل ما من شأنه أن يضفي عليها جمالاً يعزز جمالها الطبيعي . يبلغ عمق المغارة حوالي 300م ومساحتها 7000م2 وهي تتسع لـ 500 شخص ، وتتميز بالبرودة والاعتدال صيفاً وبالدفء شتاءً ، مما جعلها مقصداً لآلاف السياح على مدار العام ، أما الجزء المنخفض من المغارة فقد تم تحويله إلى بحيرتين اصطناعيتين واحدة أطلقت عليها تسمية « بحيرة الأمنيات » ، حيث يقوم الزائر برمي قطعة نقدية وهو يضمر أمنية على أمل أن تتحقق ، وهناك أيضاً بحيرة « البَرَكة » تيمنًا بالسيدة مريم العذراء ، ويجوب كلاً من البحيرتين قارب لنقل السياح في جولة تصل إلى أعماق المغارة . حيث يظهر فيها الجهد البشري جلياً من خلال التصاميم المبتكرة التي حولت المغارة إلى تحفة فنية ، ويتجلى ذلك في العديد من المنحوتات والتماثيل أبدعها مجموعة من النحاتين الذين قاموا بعمل المنحوتات الرائعة على جدران المغارة ، كما نحتوا المقاعد والسلالم والأبواب الحجرية والخشبية المصدفة . وتتوزع الممرات والدهاليز داخل المغارة في أكثر من اتجاه ، وكل منها يؤدي إلى جناح خاص يختلف عن الآخر ، فهناك جناح أعد خصيصاً لضيوف الشرف ، وفيه مجسمات تتحدث عن المغارة وأجزائها وتحكي قصة جهود أبناء المنطقة في بنائها . ويحوي تصميم المغارة الداخلي المتنوع على سوق للمهن اليدوية الذي يحتوي على الفخاريات والزجاج والحفر على الخشب والنحاسيات ولوحات فنية ، ومعرض تصوير ضوئي دائم ، وتحتوي المغارة أيضاً على غرف لتبريد الخضار والفواكه التي تشتهر بها منطقة بلودان ، وتقديمها للزوار في كافة فصول السنة . وقد وضعت للمغارة منافذ تهوية تمتد من جوف الأرض إلى سطحها ، كما تنتشر في أرجائها ما يشبه غرف الجلوس ، وتتوزع الطاولات والكراسي المنحوتة من الصخر في أكثر من مكان بغية تأمين الراحة المستمرة للزوار بعد طول عناء التجوال ، علاوة على إمكانية تناول أشهى المأكولات داخلها بعد أن تم تزويد المغارة بمطعم متخصص بالوجبات الشعبية في المنطقة . وفي خطوة مستقبلية يفكر القائمون على المشروع في تجهيز فندق صغير داخل المغارة ، وذلك نزولاً عند رغبة العديد من الزوار والسياح الذين أسرتهم روعة المكان وفضلوا المكوث فيه فترة أطول( ).

الباحث : محمود بن سعيد الشيخ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تسميات قطنا - وادي المغارة - 1
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تابع تسميات قطنا - وادي المغارة - 2
» تابع تسميات قطنا - وادي المغارة - 3
» تابع تسميات قطنا - وادي العجم - 1
» تابع تسميات قطنا - وادي العجم - 3
» تابع تسميات قطنا - وادي العجم - 2

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
قطنا :: المنتديات العامة :: منوعات و عموميات-
انتقل الى: