تابع تسميات قطنا - وادي المغارة - 2
1) وادي المغارة الذي تكثر فيه المغاور في جبل الكرمل في فلسطين التي اكتشف فيها آثار من العصر الحجري .
2) مغارة بيت المقدس : قال أبي بن كعب : هذه الصخرة من عجائب الله ، فإنها صخرة شعثاء فى وسط المسجد الأقصى ، قد انقطعت من كل جهة ، لا يمسكها إلا الذي يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه ، ومن تحتها المغارة التي انفصلت من كل جهة ، فهي معلقة بين السماء والأرض . قال الإمام أبو بكر بن العربي في شرح الموطأ : انمنعت لهيبتها أن أدخل من تحتها ، لأني كنت أخاف أن تسقط عليّ بالذنوب ، ثم بعد مدة دخلتها ، فرأيت العجب العجاب تمشي في جوانبها من كل جهة فتراها منفصلة عن الأرض ، لا يتصل بها من الأرض شيء ولا بعض شيء ، وبعض الجهات أشد انفصالا من بعض( ). وقال أبو تيمية إبراهيم : وبالمسجد صخرة عظيمة طولها 70, 17 م وعرضها 50, 13 م ، و يبلغ ارتفاعها عن الأرض نحو 25 ,1 مترًا إلى مترين ، وينزل إلى المغارة التي تحتها بإحدى عشرة درجة من جهة القبلة ، وهي محاطة بدرابزين ، قيل : من الحديد ، و قيل : من الخشب . وعليها قبة تعرف بـقبة الصخرة ، و هي مثمنة الشكل ، طول كل جانب 67 قدمًا ، وارتفاعها 170 قدمًا ، و هي مبنية على أربع دعائم ، واثني عشر عمودًا ، و لها أربعة أبواب إلى الجهات الأربعة( ). وقد سماها ابن شداد : مغارة الأرواح . لأنهم يزعمون أن أرواح المؤمنين يجمعها الله فيها . ويُنزَلُ في هذه أربع عشرة درجة . ويقال إن بهذه المغارة قبر زكريا عليه الصلاة والسلام( ).
3) مغارة قطنَّة قرب القدس( ).
4) وادي المغارة الكائن في الحفة التابعة لمحافظة اللاذقية( ).
وادي المغارة – الحفة - سوريا
5) مغارة السيدة العذراء في قاع وادي القطربية .. وهو كهف حجري تزينه أشجار السنديان والغار.
مغارة السيدة العذراء
تقع مغارة السيدة العذراء - عليها السلام - في أسفل الوادي المؤدي إلى قرية قطربية التابعة لمدنية جبلة ، وهي المكان الذي مكثت فيه السيدة أثناء نشرها للديانة المسيحية في الساحل السوري . ويصعب تقدير عمر هذه المغارة التي تعود إلى أيام السيدة العذراء . وتصادف زائر المغارة كهف حجري تزينه أشجار السنديان والغار والأرز البري حيث تتناثر الأشجار من كافة الاتجاهات المحيطة بالمغارة ، وتنبثق من جدران الكهف أو بالأحرى من قلب الصخر شجيرات وأعشاب خضراء شاهقة الارتفاع ، أما على الأرض فتتبعثر أوراق السنديان المتساقطة بين الدروب الترابية ، وكلما هب الهواء يملأ المكان رائحة السنديان الشهية .
وإلى الداخل حيث المكان الذي تقول روايات الأهالي : أن السيدة العذراء -عليها السلام - مكثت فيه يوجد تماثيل للعذراء ، وشموع وفخارة قديمة ومكان لإشعال البخور لمن يريد ، وكذلك يوجد زيت زيتون يستخدمه البعض ممن لديه أمراض ، ولكونه يوضع في المغارة يشعر المريض بالأرتياح أثناء وضعه على جسده كما يقول الشيخ اسماعيل جمعة . وهذه المغارة حافظت على طبيعتها كما هي منذ أن مكثت بها السيدة العذراء ، وهذا ما رواها لي أبي وجدي قبل وفاتهما ، ومن يدخل إلى الكهف يلاحظ بنفسه كم هو قديم ، ويشعر بقداسة المكان وروحانيته . وعند التجوال حول المغارة وتحديداً أسفلها من الناحية الشمالية يوجد نبع ماء ، ينبع من الصخور ويستقر في بركة على شكل جرن ، وتمتاز مياهه بالعذوبة والصفاء ولذة المذاق ، وهي سبيل للمارة وأبناء القرية يتذوقونها كلما مروا من جانبها . وعن التعديلات التي طرأت على المغارة يقول فياض أسبر أستاذ الجغرافيا .. المغارة كانت مفتوحة ، وما قام به أهل القرية وضع باب لها من الناحية الجنوبية ، في حين أن المساحة الخارجية بقيت على حالها ، وحتى أن الأشجار الموجودة بها يصعب تقدير عمرها ، خصوصا أنها من أشجار السنديان المعمرة .
وحول صحة ما يقال أن السيدة العذراء مكثت بالمغارة يقول الدكتور فؤاد زهرة أستاذ في علم البيئة وباحث في التاريخ : فقط أبناء القرى المجاورة يعرفون حقيقة هذه المغارة ، ومنهم انتقلت قصتها إلى البعض من إأخواننا المسيحيين الذين يزورونها باستمرار ، لكن من يقرأ بكتب التاريخ وتحديدًا الكتب التي تحكي عن انتشار المسيحية في الساحل السوري يجد أن العذراء مرت بهذه المنطقة بعد وفاة المسيح ، وقامت بنشر الديانة المسيحية برفقة أحد تلامذة السيد يسوع - عليه السلام . وهذه المغارة لها أهميتها وقدسيتها بين أبناء المنطقة الذي يقومون بتوثيقها شفويًا لأبنائهم ، وبدورهم يقومون برواية حكايتها للجيل الذي يليهم ، أي أن هذه المغارة حتى ولو لم يذكر عنها بالأماكن الأثرية إلا أنها تعتبر من أقدم الأماكن على الإطلاق ، ويكفي الاستعانة بذكريات أجداد أسلافنا للتأكد من حقيقتها . والمغارة ليست مسجلة ضمن لائحة المواقع والأماكن الأثرية في جبلة واللاذقية عمومًا ، وعن سبب ذلك يقول المهندس إبراهيم خير بك رئيس دائرة آثار جبلة .. سمعنا الكثير عن هذه المغارة الجميلة ، ومعظم ما سمعناه روايات شفوية تناقلتها الأجيال ، ولم تسجل ضمن قائمة المواقع الأثرية لكونها من الآثار الطبيعية التي شكلتها الطبيعة ولم يتدخل الإنسان بها ، كالبعض من المواقع الأثرية التي تصنف على أنها آثار صناعية ، أي أن الإنسان بناها . ولكثرة ما ذكر عن هذه المغارة قررنا القيام بدراسة تحليلة لها تمهيدًا لوضعها على قائمة الآثار المناسبة لها أي وضعها ضمن الآثار الطبيعية أو الصناعية حسب ما ينتج عن الدراسة( ).
6) وادي المغارة : يقع في وادي سدر شرقي خليج السويس في الجنوب الغربي لجزيرة سيناء . ويطلق اسم المغارة على جزء محدود من وادي قنية ، حيث يوُجد الجبل الذي توجد فيه مناجم الفيروز التي استغلّها المصريون في المملكة الحديثة( ). ويوجد فيه آلاف النقوش باللغات النبطية واليونانية والعربية ، وتدل على اهتمام المصريين بالتعدين وإرسال البعثات إلى تلك المناطق في وادي سدري ، شرق خليج السويس . ويلاحظ أن معظم نقوش المغارة قد تحطم( ).
7) مغارة جعيتا : كلمة « جعيتا » مستوحاة من السريانيّة ، وتعني هدير الماء والضجيج ، أو المكان العالي ، المتربعة في قلب وادي « نهر الكلب » في كسروان على مساحة 2130 مترًا( ) ، وتعتبر مغارة جعيتا التي ترتفع 100م عن سطح البحر جوهرة السياحة اللبنانية ، ولذا فقد وضعت صورتها على العملة اللبنانية . وتقع المغارة في وادي نهر الكلب على بعد عشرين كلم تقريبًا شمال بيروت ، ولم تكن المغارة تحمل اسمها الحالي دائمًا ، بل سموها مغارة نهر الكلب ، لكن لكثرة ما كانت الصحف تكتب اسمها منسوبًا لقرية جعيتا بجوارها ، فقد غلب الاسم الجديد على القديم حتى تم اعتماده في 1346هـ( ) رسميًا ، واستمر الكلب اسمًا للنهر الذي يبلغ طوله 30 كيلومترًا فقط . كلب للنهر وهو اسم آرامي كان للمغارة . وهناك سبب لتسمية النهر بالكلب شاع كأسطورة نسبوها لما قالوا أنه كاتب اسمه « فارس أرفيو » ويبدو أنه كتب مرة عن تمثال لكلب ضخم وضعوه في أعلى رأس جبل صخري مطل على البحر في « وادي الجماجم » وكانت مهمة الكلب المنحوت « إنذار الأهالي إذا ما وصلت جيوش الأعداء » . وبحث في الأرشيفات هنا وهناك عن أرفيو، فلم يوجد عنه الكثير سوى أنه كان قنصلًا لهولندا بدءًا من 1073هـ( ) في مدينة حلب . لكنهم يروون أنه زاد من العيار بعض الشيء عندما قال : إن التمثال « كان له نباح يشق البحر والفضاء حتى يبلغ جزيرة قبرص !؟ » وفق زعم الزاعمين . وهناك رواية ثانية جاءت كتتمة لأسطورة التمثال الشهيرة ، وملخصها أن العثمانيين حين نزلوا بجيوشهم في تلك المنطقة ، قطعوا رأس تمثال الكلب ورموه في قعر البحر « فظل يظهر جلياً للعيان كلما كانت المياه هادئة صافية » كما يرددون . لكن أغرب من غرابة الحكايتين ما ورد في تقرير حقيقي وصدر فعلا عن شركة أسترالية التزمت مشروع انشاء خط سكة الحديد التي ربطت بيروت بمدينة جونية القريبة من جعيتا ، وفيه كتب معد التقرير أن عمالا ومهندسين « رأوا في البحر تمثالًا منحوتًا على شكل كلب ». لكن أحداً لا يعرف لماذا لم ينتشلوا التمثال ، ولا أين هو ذلك التمثال الخرافي . وهناك سبب ثالث ، منطقي ويجمعون عليه ، حمل الأهالي على إطلاق اسم الكلب على النهر الذي يشرب منه 90% من سكان بيروت ، هو أن مياهه تضج حين تصبح غزيرة في الشتاء وتجري كالأمواج نحو مصبها في البحر القريب 5 كيلومترات من جعيتا ، ويصدر عن الماء هدير ، والهدير معناه « جعيتا » بالآرامية التي كانت لغة بلاد الشام طوال 1500 عام حتى نهاية عصر البيزنطيين ، ويعكس « وادي الجماجم » هدير النهر ويرده بصدى متواصل يترامى للسامعين شبيهًا تمامًا بنباح الكلاب . والمغارة غنية بالسراديب والأنفاق والمتدليات من أعمدة نازلة من السقف نحو أرضها، وهي النوازل التي تبدو كالثريات. أو منه الى سقفها ، وهي الصواعد، إضافة الى أحافير بدت كمنحوتات حفرتها المياه الكلسية وصبغتها بألوان الذهب والفضة والأخضر والأزرق والرمادي والبنفسجي وأعطتها هيبة خاصة . وفي جعيتا قباب وقاعات مكتظة بأشكال عشوائية متنوعة ، منها قاعة ارتفاع سقفها 108 أمتار، مع ستائر كلسية متوهجة وبحيرة ونهر جار يمكن العبور على مائه الساكن بالزورق ، مع تكوينات صخرية يصعب العثور على مثيلها خارج المغاور عادة . وتتكون مغارة جعيتا من طبقتين أو مغارتين : الطبقة أو المغارة العليا « الجافة » والمغارةالسفلى « المائية » المغارة العليا الجافة . وقد توالى على اكتشاف المغارة عبر التاريخ رواد أجانب ومغامرون لبنانيون . وقد تم اكتشاف الجزء السفلي في عام 1252هـ( ) , والجزء العلوي عام 1378هـ( ). وقد افتتحت المغارة العليا في عام 1389هـ( )، وتم تأهيلها للزيارة على يد المهندس والفنان والنحات اللبناني غسان كلينك . وتتميز هذه الطبقة من المغارة بأنها تمنح زوارها متعة السير على الأقدام على مسافة 750 مترًا من طولها الذي يصل إلى 2200 متر بعد عبور نفق يبلغ طوله حوالي 120 متر ليطل في الممرات بعد ذلك على الأقبية العظيمة الارتفاع ، والموزعة فيها الأغوار بالاضافة إلى الصواعد والهوابط والأعمدة الكلسية وما إليها من أشكال مبهرة( ) . وما يميز مغارة جعيتا طبيعيًا هو حجمها وشكلها الداخلي الناتج عن الترسبات الكلسية ، التي يصل عمرها إلى ملايين السنين . يبلغ ارتفاع المغارة في أعلى نقطة في الداخل نحو 108 أمتار , وهو أعلى ارتفاع في أي مغارة في العالم , فتتسع بذلك لبناء مبنى من 23 طبقة . ويبلغ طول المغارة المائية نحو 9200 متر , وطول المغارة البرية نحو 6200 متر. وفي المغارة أكبر هابط في العالم بطول 8 أمتار و20 سنتمترًا . وهي من أروع التحف الطبيعية في الشرق . وهي عبارة عن تجاويف وشعاب ضيقة ، وردهات وهياكل وقاعات نحتتها الطبيعة ، وتسربت إليها المياه الكلسية من مرتفعات جبال لبنان . لتشكل مع مرور الزمن عالمًا من القباب والمنحوتات . والأشكال والتكوينات العجيبة التي يعجز اللسان عن وصفها . ومن المفيد أن نبين أن مغارة جعيتا استمدت اسمها من قرية بجوارها تحمل الاسم نفسه في « وادي الجماجم » الذي يمر فيه نهر الكلب وتنبع معظم مياهه منها، هي مغارة عملاقة تقع فوقها 6 قرى في قضاء كسروان ، الذي استمد اسمه من كسرى الأول ، وهو من أمراء بلدة « بسكنتا » القريبة من الوادي الموصوف بأحد أعمق أودية لبنان وحمل هذا الاسم الغريب بعد موقعة جرت في 689هـ( ) بين القيسيين واليمنيين « حيث امتلأ بالجماجم » وفق ما يكتبون . ويرتفع عند باب المغارة ما يؤكد أنه أكبر عمل نحتي حديث في الشرق الأوسط ، وهو تمثال طوله 6 أمتار ، ووزنه 75 طنًا ، ونحته الفنان اللبناني طوني فرح ، وسموه « حارس الزمن » حين أزاحوا الستار عنه في 1426هـ( ) في احتفال كبير، وجعلوه حارسًا للمغارة التي يعتقدون أنها تكونت منذ مليوني عام ، ونحتت فيها الطبيعة كنوزًا نادرة أمام النظر عبر مئات الآلاف من السنين . ومن ميزات مغارة « جعيتا » أن درجة الحرارة في قسمها العلوي تبقى ثابتة عند 22 مئوية ليلًا ونهارًا وفي الصيف والشتاء من دون أن تتغير على مدار العام . أما السفلى فحرارتها 18 مئوية وثابتة أيضًا في جميع الظروف . وتنبع أهمية المغارة من غناها بالأشكال الطبيعية المتنوعة في داخلها ، ولا شك أن هناك مغاور بالمئات أكبر وأعمق بعشرات المرات من جعيتا ، لكنها الأجمل في العالم بشهادة الخبراء ومن يزورها ، ففيها نوادر من صنع الطبيعة يصعب على من يراها أن ينساه( ). وجعيتا اليوم المغارة الأولى في العالم المدرجة على أهم اللوائح السياحية العالمية , ويزورها سنويًا آلاف السياح من أنحاء العالم( ).
موقع مغارة جعيتا
مغارة جعيتا- العليا الجافة
المغارة السفلى
8) مغارة حتيفة صعب : إحدى مغاور وادي قنوبين الطبيعية ، ظهرت في باطن المنطقة المعروفة بـ « قرن الديمان » حيث حديقة بطاركة الموارنة ، وتقع في الناحية المعروفة باسم المحابس ، وهي تدعى وفق التقليد المعروف لدى المعمّرين من أبناء الوادي مغارة « حتيفة صعب » اكتشفها سمير غصن خلال جولته في الوادي المقدس ومحيطه . وهي تقع فوق الطريق المعروفة باسم طريق المحابس الممتدة من مجرى مياه الديمان – وادي قنوبين غربًا باتجاه سيدة الكرم. والمغارة كناية عن تجويف صخري تبلغ فتحته 20 متراً بعلو يقارب العشرة أمتار . يمكن الدخول إليها من هذه الفتحة لتصل إلى مساحة داخلية تقارب المئة متر مربع ، مقسمة إلى أربعة تعرجات صخرية هي بمثابة غرف ، يقارب ارتفاعها المنظور الـ 20 مترًا . تضمّ ترسبات مائية متحجرة وتراباً رملياً وكلسياً في أرضها ، وعلى جدرانها آثار تفحم أسود وبقع صمغية نباتية ، وداخلها مرتع لحيوانات متعددة آثار أقدامها واضحة للعيان . تسد فتحة المغارة مجموعة من شجرات السنديان المعمّرة التي تحجبها عن العابر ، فيما طريق الوصول إلى المغارة وعرة وقاسية . ولا تظهر فيها أية بقايا هياكل بشرية أو عظام مما يبعد احتمال أن يكون ثمة مدفن في أحد جوانبها .
9) مغارة المحبسة : إحدى مغاور وادي قنوبين الطبيعية ،المعروفة باسم المحبسة ، وهي مواجهة مباشرة لدير سيدة قنوبين ، وتنكشف منها عبر زاوية مواجهة تبرزه بطريقة رائعة مع محيطه من الشجر والحجر . باب مغارة المحبسة يتجاوز الـ 15 مترًا عرضًا ، ويرتفع إلى حدود العشرة أمتار ، تبدو أمامه آثار جدار صخري مبني على يد الإنسان الذي سكنها . في داخلها آثار حجرية ، وتتقاطر من سقفها الصخري نقاط المياه بلا توقف . تتصل بمجموعة من الكهوف الصغيرة المغمورة في أسفل شير القرن المنتصب من وادي قنوبين إلى الديمان . وتجري حاليًا أبحاث علمية لتحديد الحقبة التاريخية التي أقام فيها الإنسان ، ولدرس الحقبة الجيولوجية التي تشكلت فيها هذه المغاور المحابس ، وخصوصاً أنها تضمّ ترسبات وتحجرات مائية وبقايا حجارة كلسية.
10) محبسة مار إسطفان التحتا : تقع قرب مغارة المحبسة في قنوبين في موقع شديد الخطورة ، معلق في باطن القرن المنتصب من وادي قنوبين باتجاه الديمان ، حيث توجد المغارة . والوصول إليها يعتبر مغامرة حقيقية تحتاج إلى نصب الحبال للتسلق إلى المحبسة المعلقة وسط شير يعلو نحو 250 مترًا ، منتصبة وخالية من أي انحدار . باب المحبسة يقارب العشرة أمتار عرضاً ، بارتفاع يبلغ نحوعشرة أمتار ايضاً ، ومنه إلى الداخل حيث المحبسة دائرية يقارب قطرها الستة أمتار ، وعلوها داخل التجويفات الصخرية يقارب الـ 15 متراً. لا توجد في المحبسة أية ترسبات مائية متحجرة ولا حجارة كلسية . وهي تحتوي على بقايا كسر فخارية وبلاط صخري مشغول على يد الإنسان الذي سكنها . كما لا تظهر فيها أي دلائل لوجود مدفن داخلها ، وفي محيطها شجرات لوز مثمر هي الوحيدة في تلك الناحية الحرجية الكثيفة بأشجار السنديان مع أشجار قليلة من الأرز والشربين . وطريق الوصول إليها في موازاة طريق المشاة إلى قنوبين ، نزولاً من كنيسة مار يوحنا مارون في الديمان . ويتصل بالمحبسة لجهة الشمال الشرقي ، كهف صخري صغير لا يحتوي أية آثار . ويمتد التجويف الصخري إلى الشمال الشرقي أيضاً باتجاه موقع مزار مار إسطفان الأثري الذي بني سنة 506هـ( ) وهدمه المماليك سنة 682هـ( ) لدى حصارهم عاصي « حدث الجبة » ، وعلى أحد جوانب هذا التجويف الصخري درج محفور بيد الإنسان يؤدي إلى الطبقات العليا من الشير الخالية من أية آثار ظاهرة ، ويعرف بـ « حتيفة بيت بو موسى » . الطريق إلى المحبسة شديدة الوعورة والقساوة ، وعبورها ليس متاحًا إلا لمحترفي المشي ذوي الخبرة في تسلق المغاور والكهوف المعلقة ، ولا ينصح تالياً بسلوكها .
11) مدفن مار يوحنا : يقع المدفن في شق صخري ، لا تتجاوز فتحته المتر وبعمق يقارب الثلاثة أمتار ، في باطن الشير الصخري الممتد من وسط الديمان باتجاه وادي قنوبين ، جنوب الكرسي البطريركي القديم في الديمان ، الذي بوشر في بنائه سنة 1293هـ( ) في عهد البطريرك بولس مسعد ، واستكمل سنة 1317هـ( ) في نهاية عهد البطريرك يوحنا الحاج ، وجنوب كنيسة مار يوحنا مارون التي بناها البطريرك يوسف حبيش سنة 1250هـ( ). مساحة المدفن تبلغ نحو 3 أمتار عمقاً بارتفاع يقارب المترين وبفتحة تشكّل مدخلاً تقارب المتر الواحد عرضاً ، وهو كائن في تجويف صخري متصل بمغارة معروفة باسم مغارة الجماجم . وتوجد في المدفن كمية كبيرة من العظام والجماجم غير المتفككة.
12) مغارة الشلقة : تنتشر مجموعة كهوف ومغاور غير مكشوفة من المدفن نزولاً ، والى الناحية الشرقية من مجرى المياه المنصب من الديمان إلى وادي قنوبين ، أبرزها المغارة المعروفة بحسب التقليد باسم مغارة الشلقة . وهي تجويف صخري ، عرض فتحته يقارب الـ10 أمتار بعمق وبارتفاع ستة امتار . لا توجد فيها أية آثار توحي بأن الإنسان سكنها. تتصل بكهف معلق في باطن الجبل عرض مدخله وعمقه 3 أمتار وارتفاعه نحو 4 أمتار . يغمر المغارة والكهف رذاذ خفيف من مياه تتسرب ضمن تعرجات وفجوات باطن الشير الصخري.
13) مغارة المأذنة « المادنة » : هي مغارة معلقة في باطن الامتداد الصخري من الديمان الوسطى باتجاه وادي قنوبين . ترتفع عن أسفل الشير الصخري نحو مئة متر . فتحتها واسعة تتجاوز الـ 25 متراً ، وعمقها زهاء العشرة أمتار ، فيما يقارب ارتفاعها الـ 15 متراً. وهي تنقسم إلى ثلاثة تعرجات أو فتحات صخرية ، وتظهر فيها ترسبات مائية متحجرة على شكل أعمدة دقيقة في داخلها العميق ، وعلى أشكال مختلفة في سقفها . ومجموعة نباتات تغطي سقفها وواجهتها العلوية الخارجية إلى غطاء متفحم أسود في بعض جوانب سقفها . ينكشف منها جزء الوادي المتوسط ، حيث قرية وادي قنوبين ، والغربي المعروف باسم وادي قزحيا . تتصل بهذه المغارة لجهة الشمال ، مغارة أخرى تدل آثارها الظاهرة على سكن الإنسان فيها خلال إحدى الحقبات التاريخية . في أرضها بقايا كسر فخارية وحجارة منحوتة على يد الإنسان ، واستناداً إلى تسمية المغارة باسم مغارة المأذنة ينفتح باب البحث التاريخي عن وجود المتصوفين المسلمين في تلك الناحية . والوصول إلى الموقع مغامرة محفوفة بالأخطار بسبب الصخور المرتفعة والحادة المهجورة والخالية من أية معالم لطرق مشاة مألوفة .
14) معصرة كرم الزيتون : تقع عند الطرف الغربي لكرم الزيتون الكائن بين ديري سيدة قنوبين وسيدة حوقا . وهي منحوتة في صخر أبيض داخل مغارة ، تتسع فتحتها لنحو 10 أمتار بارتفاع يقارب المترين وبعمق يصل الى 10 أمتار . في وسطها جرن منحوت قطره زهاء المتر وعمقه متر ونصف متر . ووفق التقليد الموروث في وادي قنوبين ، كانت المعصرة تستعمل لعصر زيتون الكرم الكائن إلى جانبها ، وهو كرم معمر تتجاوز أعمار أشجار الزيتون فيه مئات الأعوام ، وأبرزها الشجرة الضخمة المعروفة باسم زيتونة العروس كرمز للخير والخصب . ويمكن الوصول إليها عبر طريق مشاة قنوبين حوقا أو من مجرى نهر قاديشا صعوداً( ).
15) مغارة الهوة أو مغارة أم الرمان بالسويداء: .. تحفة نادرة تعود إلى مليوني عام
تقع تقع مغارة الهوة - إحدى تحف الطبيعة البكر - شمال قرية أم الرمان , الواقعة جنوب محافظة السويداء ، وتبعد عن السويداء بـ 37 كم ، ففي صمت صخورها تتردد أصداء آلاف السنين ، على جدرانها الأزمنة ، وعلى صفحاتها ترك الإنسان انطباعاته ورسومه الأولى . ويفسر الجيولوجي الأستاذ جميل شقير هذه الظاهرة البركانية بالقول في مغارة الهوة نجد ظاهرتين مميزتين :
أولاهما : أن المغارة مركبة ، أي أنها تتألف من مغارتين ، تشكلت مغارة ثانية فوق المغارة الأولى في زمنين متباعدين ، فربما كان مصدر الصهارة قادمًا من تل " عبدمار" أو من فوهة بركانية تقع غرب التل الذي أقيمت عليه قلعة صلخد . وحسب ميل الأرض باتجاه الغرب والجنوب الغربي فقد اندفعت الصهارة في واد عميق بين قرية الرافقة وبلدة ذيبين ، استمر اندفاع المهل اللزج في ذلك الوادي لفترة زمنية طويلة ، مما سمح لعوامل الجو أن تبرد سطح هذا الوادي الملتهب ، فيتقسى ويتجمد مشكلًا سطح المغارة الأولى . وعندما توقف انبعاث الصهارة ، انسحب المتبقي منها والذي حافظ على حرارته العالية تحت الغطاء المتصلب إلى المناطق المناطق المنحدرة ، تاركًا فراغًا تحت السطح شكل المغارة الأولى ، وعندما عاود البركان نشاطه بعد فترة زمنية عاد ليرسل حممه إلى الوادي نفسه ، أي أن الحمم المنصهرة الجديدة قد سالت فوق سطح المغارة الأولى ، وبسبب استمرار السيلان فقد أدت حرارة المهل العالية إلى إذابة سطح المغارة الأولى ، ويظهر أن الاندفاع الثاني كان أغزر بكثير من الاندفاع الأول حيث ارتفع مستواه فوق مستوى سطح المغارة الأولى بأكثر من عشرة أمتار . ويرى الباحث شقيرمن خلال زياراته المتكررة للمغارة أن طول المغارة الحالية قد يصل إلى 3000متر ، وعرضها 12- 17 مترًا . وقد بقي من سطح المغارة السفلي كتفان شاهدان بارزان على تشكلها باتجاه الداخل ، بعرض يزيد على المترين أحيانًا ، وهذان الكتفان المتبقيان من سطح المغارة السفلى يلازمان جانبيها من مدخلها وحتى نهاية القسم المكتشف منها . واللافت للنظر أن كلا الكتفين قد تحزز بثلاثة أفاريز أو أكثر على طول المغارة ، ونظرًا لوجود طبقة من الردميات فإنه يقدر ارتفاع المغارة السفلى بخمسة أمتار ، أما سطح المغارة العليا فيرتفع عن مستوى الكتفين ، أي عن سطح المغارة السفلى ، بين 5- 7 أمتار ، والسير في المغارة حا ليًا معقد وخطر ، وذلك بسبب سقوط أجزاء من سطحها بكميات أوشكت أن تغلقها في أكثر من مكان ، وقد ظهر مدخل المغارة الحالي بسبب انهيار سطحها ، فشكل هذا الانهيار هوة يصل عمقها إلى حوالي 15 مترًا ، تمامًا كالأنهيار الذي أظهر باب مغارة عريقة الآنفة الذكر .
أما الظاهرة الثانية في مغارة الهوة فهي وجود نماذج رائعة التشكيل من الصواعد والنوازل الكلسية فيها ، وقد تشكلت ضمن نظم يعجز المشاهد عن وصفها ، ونعزو تشكلها ضمن فترة قد تصل إلى مليوني عام ، إذ أن تكشفات الصبات الثلاثية قد ظهرت على مساحات واسعة في جنوب وشرق جبل العرب ، وبخاصة الثلاثي الأعلى " النيوجين " ، وأن كل ما عداها صبات تابعة للزمن الرابع الذي بدأ قبل مليوني عام . وبما أن سماكة سطح المغارة الأعلى تزيد على 15 م ، فإن إعطاء رقم المليوني عام قد يكون قليلاً ، فالصهارة البركانية لم تكن خالية من الكلس الذي بدأ بالذوبان مع مياه المطر بعد أن خمد البركان ، ثم تسربت تلك المياه عبر تشققات سطح المغارة ، وأثناء تشكل كل نقطة يتبخر بعض الماء تاركًا ذرات الكلس تلتصق حول منطقة التسرب ، ومع الزمن تكدست الذرات لتشكل نماذج مختلفة من النوازل . لكن استمرار تسرب المياه يزيد من حجم النقطة التي تسقط فوق أرض المغارة ، فإذا تعرضت للتبخر السريع تكدس الكلس كي يشكل الصواعد " المسلاتية " ، وهذا يقودنا إلى القول : إن الصواعد والنوازل هنا في المغاور البركانية لم تتشكل من الكلس الصافي على شاكلة تلك الظاهرة في مغارة " جعيتا " في لبنان التي تشكلت في مناطق الترسيب الكلسية ، ويضيف الجيولوجي شقير أنه يمكننا التأكيد على أن تلك الظاهرة قد تكون فريدة من نوعها في العالم . واستنادًا إلى آراء المختصين – وفي مقدمتهم الباحث شقير – فإننا نؤكد ضرورة الاهتمام الجدي بهذا المعلم الهام علميًا وسياحيًا ، والعمل على إدخاله في خدمة السياحة والحفاظ عليه كواحدة من تحف الطبيعة النادرة ، والتي استغرق إبداعها أكثر من مليوني عام أخرى( ).
17) مغارة الضوايات : في الشمال الشرقي من بلدة مشتى الحلو ، وتبعد عنها 2 كم ، في منطقة الجبال الساحلية السورية ، وتحديدًا في محافظة طرطوس ، وحيث يلتقي الوادي بالجبل بالبحر من خلال سلسلة طبيعية جميلة تتموضع بلدة « مشتى الحلو » الجميلة التي تعتبر من أجمل المواقع السياحية السورية ، وتضم أشهر المنتجعات ، قرب مشتى الحلو وعلى بعد نحو 1500 متر فقط - أي عشر دقائق عن مركز البلدة - تقع مغارة الضوايات التي تعتبر من أقدم المغارات التي تم استثمارها سياحيًا من قبل السوريين ، التي اكتشفت من قبل أهالي المنطقة سنة 1333هـ( ). وحسب تقديرات الجيولوجيين فإن عمر هذه المغارة نحو 20 مليون سنة ، أي من عمر مغارة جعيتا اللبنانية الشهيرة ، وترتفع المغارة عن سطح البحر 750 مترًا . والضوايات استثمرت سياحيًا ، وتمت إنارتها من الداخل ، وتبلغ مساحتها من الداخل 500 متر، وأخذت المغارة اسمها الضوايات من وجود فتحات ثقوب في سقفها ينفذ الضوء منها تضيء القاعة الأولى منها ، وتتميز المغارة أيضًا بمناظر بتصميمات رائعة من عمل الطبيعة ، وفيها نفق ضيق انسيابي الشكل يأخذك إلى قاعات عمرها من عمر المغارة . والوصول إلى مغارة الضوايات سهل بالسيارة أو مشيًا على الأقدام من بلدة مشتى الحلو ، فالطريق إليها معبد بشكل جيد، والتجول داخل المغارة ممتع . وقد استخدمت المغارة منذ مئات السنين كملاذ آمن للثوار الذين قاوموا العثمانيين والفرنسيين . ويوجد بالقرب منها نبع العطشان( ).
مغارة الضويات
18) مغارة بيت الوادي : هي ليست بعيدة عن مغارة الضوايات ، وفي محافظة طرطوس أيضًا ، وتقع قرب بلدة دوير رسلان في جبال الساحل السوري ، والوصول لهذه المغارة المستثمرة سياحيًا سهل من خلال الطريق الدولي الواصل بين مدينتي حمص واللاذقية مرورًا بمدينة طرطوس ، وقبل الوصول إلى طرطوس بنحو 25 كلم يقع المفرق الموصل للمغارة .
مغارة بيت الوادي
19) مغارة البارودية : تفع بين مدينة طرطوس واللاذقية ، بالقرب من مدينة بانياس على مسافة نحو 30 كلم في وادي يسمى وادي الحمام بمنطقة بانياس ، وهي مغارة بلا حدود ، ومقسمة إلى غرف نظامية وممرات طبيعية وهوابط وصواعد .
20) مغارة الشير : وهي ليست بعيدة عن سابقتها ، وتبعد عنها مسافة 200 متر فقط . وهذه المغارة لم تستثمر بعد بشكل جيد ، ولا يعرف مداخلها وغرفها إلا السكان القريبين منها .
21) مغارة القصير : توجد مغارة القصير قرب بلدة القصير السورية في محافظة حمص شمال غربي العاصمة دمشق التي تبعد 30 كلم عن مدينة حمص باتجاه الحدود اللبنانية ، كما تبعد نحو 5 كيلومترات فقط عن منابع نهر العاصي في منطقة الهرمل الحدودية ، ويمكن الوصول إليها مباشرة من الطريق الدولي الذي يربط العاصمة دمشق بحمص ، قبل الدخول إلى حمص بنحو 15 كلم حيث يوجد على يمين الطريق مفرق القصير ، وعلى مسافة 15 كلم فقط عن الطريق الدولي تقع المغارة الأعجوبة التي اكتشفت صدفة عندما كان عدد من عمال شركة حكومية يفجرون الصخور في موقع لبناء سد سطحي وكشفت الأعمال وجود هذه المغارة . والمغارة لم تستثمر سياحيًّا بعد بسبب الحاجة لإمكانيات مالية كبيرة لاستثمارها تفوق مقدرة مجلس المدينة على تحملها ، وقد نالت هذه المغارة الأعجوبة شهرة كبيرة عند اكتشافها خاصة من قبل الباحثين العلميين الجيولوجيين وغيرهم ، ومنهم الدكتور شاكر مطلق( ) ، وهو طبيب وشاعر وباحث في مجال العلوم ومن أبناء محافظة حمص حيث تقع المغارة ، الذي وصفها بالأسطورة ، وقدّر عمرها بأكثر من 70 مليون عام ، وليس 50 مليون عام كما تم تداوله حين اكتشافها . وتتميز المغارة بمدخل عرضه نحو 10 أمتار وبارتفاع مترين ناجم عن تفجير الصخور ، يدخل منه إلى العمق أكثر فأكثر حيث ما زال هذا القسم من المغارة منارًا بضوء طبيعي ، يهبط بضعة أمتار لتشاهد مناظر فريدة من الصواعد والهوابط ، وعند حافة المنحدر تشاهد تشكيلات مذهلة على شكل شلالات حقيقية بنية اللون أو بيضاء ، وفي السطح هناك عدد هائل من الهوابط متعددة الأقطار . وقد وصفت الدكتورة فاتنة الشعار - إحدى الباحثات من مدينة حمص - هذه المغارة بأنها آية من آيات الجمال والفن ، أبدعتها يد الخالق بشكل لو اجتمع فنانو الأرض جميعًا لما استطاعوا أن يبدعوا مثلها . وتهوية المغارة جيدة ودرجة الرطوبة معتدلة خاصة في فصل الصيف حيث تصل الرطوبة إلى 55% وفي الشتاء إلى 98% ، وبالتالي لا يشعر الزائر بأي انزعاج داخلها . تتألف المغارة من قاعة رئيسية كبيرة بمساحة تقدر بنحو 2350 مترًا مربعًا ، ويصل أقصى بعد لها إلى 125 مترًا ، وأقصى عرض 26 مترًا ، وبارتفاع 17 مترًا ، يتراوح طول النوازل بين نصف المتر وتسعة أمتار ، وتنغرس الأعمدة في قاعدة المغارة وكأنها سهام تشير بطرفها العلوي إلى سقف المغارة الموشى بالرسوم الطبيعية ، ويتقابل في كثير من الأحيان العمود الصاعد مع النازل ليشكلان عمودًا واحدًا ، وفي المغارة نحو 20 عمودًا يتراوح طولها بين 8 إلى 16 مترًا ، تتميز بألوانها الجذابة المتعددة ؛ الأبيض والأسود والموشى بألوان أخرى وكأنها تماثيل بأبعادها المغزلية والأسطوانية أو الأنبوبية ، بالإضافة للستائر على أشكال سيوف ورؤوس . وما يميز المغارة أيضًا وجود بعض السراديب . وبعض الباحثين يعتقد أن مغارة القصير تتشكل من عدة طوابق لم تظهر جميعها.
مغارة القصير
22) مغارة عريقة جنوب دمشق : تقع مغارة « عريقة » في المنطقة الجنوبية من دمشق حيث جبل العرب ومحافظة السويداء ، على مسافة نحو 70 كلم عن دمشق جنوبًا و25 كلم عن السويداء شمالًا ، وهي بالفعل اسم على مسمى فالعراقة فيها لا حدود لها ، وهي كالمغارات الأخرى تضم مناظر طبيعية جميلة من صواعد ونوازل ، وفيها نبع ماء ، وتتميز بدفئها شتاء وبرودتها صيفًا مما جذب لها السياح على مر الفصول والأوقات من السنة ، كما أقيم بجانبها منتزه جميل تقام فيه الحفلات على مدار أيام السنة .
23) مغارة قنوات : تفع مغارة « قنوات » في محافظة السويداء ، وهي تتوسط موقعًا أثريًا جميلًا يضم عددًا من الأوابد التي تعود للعصر الروماني ولفترة العرب الأنباط ، وهي بين بساتين كروم العنب ، يزيد طولها عن 2 كلم وعرضها من 3 - 6 أمتار ، وارتفاعها من 2.5 - 5 أمتار ، وتتميز بطقسها اللطيف . ويعتقد بعض أهالي المنطقة أن المغارة مفيدة صحيًّا ، بسبب رطوبة مناخها المعتدل ، وهذا النوع من المناخ مفيد لمرضى الربو والتحسس والجهاز التنفسي والباحثين عن الهدوء والسكينة وعن علاج القلق والاكتئاب النفسي( ).
24) وادي المغارة أو وادي العين : يخترق قرية الطيرة التابعة لمدينة حيفا في فلسطين ثمانية أودية تمتد من الشمال إلى الجنوب ، وهي حسب التسلسل : وادي كفر السامر « سمير » - وادي ريشة – وادي عمرو – وادي عبد الله – وادي العين – وادي أبوالجاع - وادي مسيلة – وأخيرًا وادي فلاح . ويعتبر وادي العين الذي يسمى أيضًا وادي المغارة أطول أودية الطيرة وأبعدها أثرًا في حياة سكانها ، وأكبرها اتساعًا في مجراه ، إذ يزيد طوله عن 8 كم ، يبدأ تشكله بمجموعة هائلة من التعرجات والأشاليل الجبلية ، التي تبعد عن قرية الدامون 1500 متر تقريبًا . وتتكاثر الأشجار الحرجية على منحدراته العلوية ، وينبسط قعره قبل أن يدخل موقع الخربية من طرفه الجنوبي إلى أن يخرج منه ، وتنحدر منعرجاته لتشكل المجرى العام قبل شجرة الجميز الوحيدة في المنطقة . ومن تلك الأشاليل الجبلية التي تغذي وادي العين : وادي أبو عواد – وادي أبو ظاهر – وادي أبو مدور – وادي الفزاز – وادي حكر – وادي الجنادية ، وتلتقي هذه الوديان عند نقطة تبعد عن البلدة كيلو مترين . وتعتبر عين المغارة المصدر الرئيسي والوحيد الذي تعتمد عليه القرية في مياه الشرب ، حيث تنقل مياهها المتفجرة من بين الصخور بأنابيب معدنية بقطر أربع بوصات ، تمتد من الينبوع مباشرة إلى البلدة من دون آلات ضخ . وتسير هذه الأنابيب محاذاة الوادي إلى أن تصل القرية ، حيث توجد « الحنفيات » في كل حارة من البلدة . وبعد عين المغارة يسير الوادي بانحدار طفيف وتدريجي نحو الغرب بالتواءات غير حادة ، ثم يدخل القرية من طرفها الشرقي حيث فرش المرقصة عن شماله وعراق الشيخ والقف عن جنوبه . وتكون في هذا المكان قد اختفت الأشجار الحرجية من جانبه لتبدأ بعد ذلك بظهور الأشجار المثمرة كالتين والتوت ونبات الصبار والرمان والخروب . وقبل مغادرة وادي العين للقرية يلتقي بوادي أبو الجاع ليشكل معه واديًا شبه مستقيم يقطع أراضي الزيتون والسهل الغربي والتلال البحرية ليصب في البحر عند موقع باب الجرف ، بعد ان تكون قد اختفت حصباء الوادي تحت ما يعلوها من تراب جرفه الوادي ليظهر الحصى فوق رمال الشاطئ( ).
25) ظهر المغارة : تطلق هذه التسمية على أحد أحياء حمص القديمة والذي يميد شمال القلعة ويقال أنها نسبة إلى مغارة القلعة التي تتجه جنوبًا ، وهذه المنطقة خلف المغارة تماماً فهي ظهر المغارة . ولكن هناك رأي آخر يقول أن التسمية جاءت من مغارة كبيرة تمتد تحت المنطقة وظهر المغارة أي أعلاها . ويمكن أن تكون هذه المغارة - التي يؤكد البعض معرفتهم بها - إحدى الدياميس البيزنطية وهي كثيرة الوجود في حمص( ).
26) مغارة الهفتة : وتسمى : الفخذة ، وفخ الطبق « المصيدة » أو القوس . وتسمية « القوس » هي ترجمة حرفية من العبرية : تقع بمحاذاة الحدود الاسرائيلية - اللبنانية , من الطرف الغربي - أي في منطقة رأس الناقورة - وهذه المغارة تكونت نتيجة تسرُب الماء بداخل الصخور ثم إذابتها , وهذه عملية طبيعية لظاهرة سُميت عمليًا « كارست » نسبة إلى منطقة غنية بمثل هذه الظاهرة في « سلوفينيا » . وهذه المغارة التي تُعد مزارًا لكل متجول في منطقة عرب العرامشة أو رأس الناقورة وقرية البصة « شلومي » . وهي تقع على السفح الشمالي لوادي البصة . هذا وقد قيلت الكثير من الأساطير حول هذه المغارة منها : عاشت في المنطقة مجموعة من اللصوص وقُطاع الطرق , وككل مجموعة كان لها زعيم . وهذا الزعيم أعلن توبته بعد صراع مع ضميره , فغضب رفاقه اللصوص ودبروا له خطة يُرمى نتيجتها إلى سفح وادي البصة ، و« بقُدرة قادر » وبلحظة واحدة هفتت المغارة ، وسقط جميع اللصوص إلا زعيمهم الذي تاب ، وبقي جالسًا على « الجسر» ، وهو ما نراه اليوم عند زيارتنا للمغارة ، ونسميها مغارة « الفخذ » تشبيهًا ، أو « القوس » « ترجمة » . ولماذا نطلق عليها اسم « مغارة الهفتة » ؟ لأن سقفها سقط « هَفَتَ » نتيجة نشاط الماء بين شقوقها . ولماذا ندعوها « فخ الطبق » أو المصيدة ؟ لأن المغارة استُعملت لصيد بعض الحيوانات التي لجأت إليها . ويجب أن نذكُر أن الطريق المؤدي إلى عرب العرامشة ومغارة الهفتة , شُق عام 1376هـ( ) بهدف الوصول إلى المستوطنة التعاونية « الكيبوتس : إدمت » , والتي أقيمت عام 1378هـ( ) , وهذا الطريق أصبح جزءًا من الطريق الذي أنشأهُ البريطانيون في فترة انتدابهم على البلاد ، والذي كانت إحدى أهدافه حماية حدود الدوله اليهودية التي ستقوم , وقد بنى الإنجليز على طول هذا الطريق مراكز شرطة للمراقبة ومنع التسلُل من لبنان , وسُميت مثل هذه المراكز نسبة إلى الضابط الإنجليزي الذي خطط لها وهو « تيجارت » . ومثل هذا المركز نرى قريبًا من بداية الصعود في الطريق إلى عرب العرامشة ، والقائم حتى اليوم في المستوطنة القريبة « يعارا » , كما أن هذه المراكز « مبانٍ » لا تزال تُستعمل لدى قوة الحدود الإسرائيلية( ).
الباحث : محمود بن سعيد الشيخ