جامع الشيخ حسن الراعي - 2
زاوية الشيخ حسن الراعي في بيروت
تنسب هذه الزاوية الى الشيخ حسن الراعي المغربي( ) ، وهو من كبار العلماء المسلمين في القرن السادس الهجري ، وكان الشيخ حسن يدرس في هذه الزاوية ويقيم فيها ، كما دفن فيها الشيخ جبارة (شباره ، شبارو) من أولاد الشيخ حسن الراعي ، (وهناك عائلة تحمل اسم شبارو حاليًا في بيروت تمتد -على ما يبدو - إلى ذلك النسب) . وكان موقع هذه الزاوية في باطن بيروت في شارع فخرالدين ، مكان الإطفائية القديم في شارع المصارف اليوم ، بالقرب من باب يعقوب ، داخل سور بيروت ، وقد تهدمت هذه الزاوية في الحرب العالمية الأولى . وقد كان لهذه الزاوية نظار وأئمة ، وكان الناظر والمتولي عليها الحاج حسن(حسين) بن علي المناصفي ، ثم من بعده الشيخ عبدالحميد بن الحاج عمر يموت سنة 1291هـ /1874م ، ثم من بعده ولده الحاج سعدالدين يموت ، ثم تعين فيما بعد إمامًا متطوعًا الشيخ عبدالرؤوف بن الشيخ عبدالهادي النصولي (الجدير ذكره هنا أن سماحة قاضي القضاة الشيخ شفيق يموت الذي توفي أخيرًا كان من العلماء المتصوفين وظل عاكفًا على أوراده حتى اللحظة الأخيرة قبيل وفاته) . وكان لهذه الزاوية الكثير من الأوقاف المتضمنة أحكارًا ودورًا وبيوتًا وأرطالاً من الزيت ، وقد جاء في أحد سجلات المحكمة الشرعية في بيروت بيان بهذه الأوقاف تحت عبارة ( إلى زاوية سيدنا الشيخ حسن الراعي – قدس الله سره –ونور ضريحه ، آمين )( ). ففي بيروت سنة 1843 كانت توفر أوقاف لكل زاوية تعليمية الأموال اللازمة للمعلمين و الطلبة و صيانة المباني الخاصة بالتعليم و العبادة . فقد كان لزاوية الشيخ حسن الراعي 20 حكرًا ، و لا ننسى هنا ما للوقف الأهلي من تأثير على التماسك الأسري و الاهتمام بتوفير الحياة الكريمة للعقب و الذرية . فقد كان العقار الموقوف يتوارث من جيل إلى جيل دون أن يخضع لأحكام الميراث ، فيبقى مشتركًا بين أفراد العائلة على مدى قرون . و كثيرًا ما كان ينتهي الوقف إلى وقف خيري عندما تنقرض سلالة تلك العائلة بفعل الأوبئة أو الزلازل أو الحروب( ) . وأشار الشيخ عبد الغني النابلسي في إحدى رحلاته الى أنه قدم بيروت سنة 1693م وزار فيها مدرسة الأوزاعـي (في السوق الطويلـــة) وزاوية الشويـــخ (أي جامع المجيديــة) ، وأنه " زار مقبرة عند ساحل البحر (السنطية) فيها قبر الشيخ جبارة من أولاد الشيخ حسن الراعي دفين قرية قطنا في الشام " . وزار " زاوية منسوبة إلى الشيخ حسن الراعي" ( ) . ويروي الشيخ عبد الغني النابلسي في كتابه (الحقيقة والمجاز في الرحلة إلى بلاد الشام ومصر والحجاز) والذي زار بيروت عام 1106 هـ/1711 م ، بأنه زار قبر الشيخ جبارة في مقبرة بيروت إزاء البحر، وهو من أولاد الشيخ حسن الراعي صاحب الزاوية المشهورة . ويرجح أن آل جبارة "شباره ، شبارو " من نسب هذا العالم المغربي الجليل( ) .
الباحث : محمود بن سعيد الشيخ