قطنا
مرحبا بك في منتديات قطنا الثقافية و العلمية
و نشكر زيارتكم
ولتتمكن من الإستمتاع بكافة ما يوفره لك هذا المنتدى من خصائص, يجب عليك أن تسجل الدخول الى حسابك في المنتدى. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه.
و يرجى الانتباه بادخال الايميل الصحيح لانه عند التسجيل ستصلك رسالة تفعيل رمز الدخول الى بريدك الالكتروني و بعد التفعيل ستتمكن من الدخول بالاسم و كلمة المرور التي ادخلتها
كما ندعوكم لزيارة موقعنا قطنا نت www.qatana.net
قطنا
مرحبا بك في منتديات قطنا الثقافية و العلمية
و نشكر زيارتكم
ولتتمكن من الإستمتاع بكافة ما يوفره لك هذا المنتدى من خصائص, يجب عليك أن تسجل الدخول الى حسابك في المنتدى. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه.
و يرجى الانتباه بادخال الايميل الصحيح لانه عند التسجيل ستصلك رسالة تفعيل رمز الدخول الى بريدك الالكتروني و بعد التفعيل ستتمكن من الدخول بالاسم و كلمة المرور التي ادخلتها
كما ندعوكم لزيارة موقعنا قطنا نت www.qatana.net
قطنا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
قطنا

منتدى مدينة قطنا
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  
"وقـل اعمـلوا فسـيرى الله عـملكم ورسـوله والمؤمنـون"    

 

 أضواء على ألقاب الشيخ حسن الراعي - لقب الراعي - القسم الأول

اذهب الى الأسفل 
+2
الطير المسافر
ابو محمد الشيخ
6 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ابو محمد الشيخ
عضو فعال
عضو فعال
avatar


المزاج : قطنا
ذكر
عدد المساهمات : 111
نقاط : 331
تاريخ الميلاد : 30/01/1948
العمر : 76
تاريخ التسجيل : 08/11/2010
مكان الإقامة : سوريا-قطنا

أضواء على ألقاب الشيخ حسن الراعي - لقب الراعي - القسم الأول Empty
مُساهمةموضوع: أضواء على ألقاب الشيخ حسن الراعي - لقب الراعي - القسم الأول   أضواء على ألقاب الشيخ حسن الراعي - لقب الراعي - القسم الأول Emptyالأربعاء يناير 04, 2012 3:54 pm

من ألقاب الشيخ حسن الراعي القطناني
1- لقب « الراعي »
أجمعت كل المصادر والمراجع التي تطرقت إلى ترجمة الشيخ حسن الراعي القطناني على تلقيبه بهذا اللقب ، الذي اشتهر به إلى وقتنا الحاضر ، دون ذريته التي حملت لقب " الشيخ " ثم مع الزمن حمل قسم منها ألقابًا أخرى ، وبقي قسم محتفظًا باللقب الأخير إلى يومنا هذا . وهذا ما يدعونا إلى تسليط الضوء على هذا اللقب ، ودلالاته اللغوية والفكرية والدينية والسلوكية والتاريخية ، بما يجعلنا على معرفة جيدة بأهمية هذا اللقب الذي أعطيه منذ صباه وإلى وقتنا الحاضر . فالرَّاعِي( )لغة : الرَّجل الذي يَرْعى الماشيةَ أَي يَحوطُها ويحفظُها . ورَاعِي الماشيةِ : حافظُها ، وهي صفةٌ غَالِبَةٌ غلَبةَ الِاسْمِ( ) ؛ واستَرْعَيتُه المَال : استحفظْته إِيَّاه يرْعاه ، وكغلّ من استحفظْتَه شَيْئا فقد استرْعَيتَه إِيَّاه( ) . والراعي : من رعى الشيء : راقبه بالملاحظة ، وأحاطه بالعناية ، فالراعي : حافظ ، لذا أطلق على فعله الرعاية . والراعي : كل من ولي أمرًا لقوم ، أو لشيء كالماشية ونحوها( ). والرّاعي يَرْعاها رعايةً إذا ساسَها وسَرَحَها. وكلُّ من وليَ من قومٍ أمرًا فهو راعِيهم . والقوم رَعيّتُهُ . والرّاعي : السّائسُ ، والمَرْعيُّ : المَسُوس . والجمع : الرِّعاء مهموز على فِعالٍ رواية عن العرب قد أجمَعَتْ عليه دونَ ما سواه( ) ، قال تعالى : « لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ » ( ) . والرَّاعي : كُلُّ مَنْ وَلِيَ أَمْرَ قَوْمٍ بالحِفْظِ والسِّياسَةِ( ) . والراعي هو الوالي ، أي : الذي يلي أمور قوم ويرعى شئونهم ، فهو بمنزلة الراعي للماشية المرعية . أما القوم فهم الرعية ، أي : العامة ، والملك هو راعي مملكته ، وراعي رعيته ، وهم من هم دونه ، يتبعونه ويخضعون لرأيه وحكمه( ). ويُسَمَّى أَيْضًا مَنْ وَلِيَ أَمْرَ نَفْسِه بالسِّياسَةِ رَاعِيًا ، وَمِنْه الحدِيثُ الشريف الجامع لكل ذلك : عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، أَنَّهُ : سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : « كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، فَالإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا ، وَالخَادِمُ فِي مَالِ سَيِّدِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ » ، قَالَ : فَسَمِعْتُ هَؤُلاَءِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَحْسِبُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « وَالرَّجُلُ فِي مَالِ أَبِيهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ »( ) ، وراع جمعه رُعاةٌ : كقَاضٍ وقُضاةٍ ، ورُعْيانٌ : كشَابَ وشُبَّانٍ . وقيلَ : أَكْثَر مَا يقالُ رُعاةٌ للوُلاةِ ، ورُعْيانٌ لجمْعِ رَاعِي الغَنَم( ). وقال في المعجم الوسيط : الرَّاعِي : من يحفظ الْمَاشِيَة ويرعاها ، وكل من ولي أمرًا بِالْحِفْظِ والسياسة كالملك وَالْحَاكِم والجاسوس ، وراعاه : مُرَاعَاة ، ورعاه : لاحظه وراقبه ، يُقَال رَاعى الْأَمر : راقب مصيره وَنظر فِي عواقبه وَحفظه وَأبقى عَلَيْهِ ورعى مَعَه ( ) . ورعاة الدواب المأمونون الناصحون يلاحظونها ، ويقصدون بها الأماكن المعشبة ، ويراقبونها بنظرهم ، ويحفظونها عن السباع واللصوص والضياع ( ) . ومعلوم أن الراعي هو الذي عنده رعية ، أي : تحت يده رعية ، فيقال له : راع لهذه الرعية . وأصل الرعاية : هي رعاية البهائم وحفظها عما يفتك بها من السباع ونحو ذلك ، إذا كانت ترعى من النبات ونحوه ، قال الله تعالى : « كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ » ( ) أي : لتذهبوا بها لترعى ، أي : لتأكل من هذا النبات ، ويقول الشاعر :
ومن رعى غنمًا في أرض مسبعة ونام عنها تولى رعيها الأسد
فالراعي : هو الذي يراقب الرعية ، والأصل في بهيمة الأنعام أنها تحتاج إلى من يرعاها ، أي : من يحفظها ، فيرسلون إليها راعياً ، أي : إنساناً مؤتمناً على هذه الدواب ، يرسلونه معها حتى يحفظها ، فيسيمها في النبات ، ويراقبها عن الضياع ، ويحفظها عن السباع ، ويؤتمن عليها إلى أن يردها إلى أهلها ، فيسمى راعياً ، ثم أطلق على كل من يؤتمن على رعية من الرعايا . وهم في هذا الحديث من البشر ، أي : المسئول عنهم إنسان موكل عليهم ، ورئيس يرأسهم ، فيسمى راعياً ، ويسمى من تحته رعية له ، فأخبر صلى الله عليه وسلم من حيث العموم بأن كل إنسان لابد أنه راع ولو على نفسه أو أهله ، ولو على ولده أو امرأته أو ما أشبه ذلك ، وإذا كان كذلك فإن عليه حفظ هذه الرعية ومراقبتها ، والإتيان بكل ما فيه مصلحتها ، وكذلك -أيضًا- يشعر بأنه مسئول عن هذه الرعية ، وهذا السؤال إنما يكون حقاً في الدار الآخرة ، وقد تكون هناك مسئولية في الدنيا إذا كان فوقه من يناقشه ويسأله ، فإن الغالب أن كل رئيس فإنه مرؤوس، وفوقه من يسأله عن هذه الرعية التي استرعي عليها ، فعليه أن يستحضر هذه المسئولية . والسؤال إذا كان في الآخرة فإنه يكون من الله تعالى ، ولابد أن يكون ذلك السؤال سؤال مناقشة عن هذه الرعية : لماذا أهملتها ؟ ولماذا أضعت من اؤتمنت عليه ؟ ولماذا لم تنصح لها ؟ ولماذا لم تولها حق الحفظ وحق المراقبة ؟ فهذه المناقشة لابد أن يعد لها جواباً ، فكل سؤال يحتاج إلى جواب ، والأسئلة كثيرة ، والناقد بصير( ).
فنقول أولاً : بدأ - صلى الله عليه وسلم – بالإمام ، وكلمة «الإمام» يراد بها كل من هو قدوة مؤتم به ، أي : أنه قائد لغيره ، وأن الناس يقتدون به ويأتمون بأفعاله ، ولذلك يسمى كل القادة أئمة ، سواء كان الاقتداء بهم في الخير أو في الشر ، قال الله تعالى في أهل فرعون : « وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ » ( ) فسماهم أئمة مع أنهم يقتدى بهم في النار ، وقال تعالى في ذرية إبراهيم : « وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا ، وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ ، وَإِقَامَ الصَّلاةِ ، وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ » ( ) ؛ فأخبر بأنهم أئمة يقتدى بهم في الخير، وقال في بني إسرائيل : « وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا » ( ). وحكى الله تعالى عن المؤمنين أنهم دعوا وقالوا في دعائهم : « رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا » ( ) أي : قدوة في الخير يؤتم بنا فيما هو خير وما هو من أسباب التقوى ، للمتقين خاصة ، وقوله : (إمامًا » ، أي : أئمة . وكذلك قال الله تعالى لإبراهيم : « وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا » ( )، فأخبر بأنه جعله للناس إماماً ، أي : قدوة يقتدى به في الخير، ولذلك سأل ربه فقال : « وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ » ( )، فهكذا أخبر بأنه جعله للناس إماماً ، والإمام هو القدوة ، وهو معنى قوله تعالى : « إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً » ( ) يعني : قدوة في الخير يقتدى به . فالإمام في قوله - صلى الله عليه وسلم -: « الإمام راع ، وهو مسئول عن رعيته » ، يعم كل من كان إماماً ، أي : قدوة يقتدى به ، فإذا كان كذلك فإن عليه أن يهتم بمن هو راع عليهم ، ومن هو مسئول عنهم من الرعية ، فهكذا يكون الراعي . الإمام العام الذي يتولى رعية المسلمين هو خليفة المسلمين وإمام عام لهم ، ولا شك أن رعايته آكد ، وأن مسئوليته آكد ، وأن عليه أن يحرص على الرعية الذين هم تحت ولايته وتحت مسئوليته ، فيسير فيهم السيرة الحسنة التي هي سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - والتي هي سيرة الخلفاء الراشدين الذين أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بالاقتداء بهم والسير على نهجهم في قوله : « فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ »( ) . هكذا أرشد إلى سنته وسنة الخلفاء الراشدين من بعده ، واتفق الأئمة على أنهم الأربعة : أبو بكر وعمر وعثمان وعلي - رضي الله عنهم - وقد أكثر العلماء من ذكر سِيرهم وسَيرهم ، ومن ذكر أعمالهم الصالحة التي يقتدى بها في الأعمال الخيرية ، مما يدل على أنهم أسوة وقدوة لمن جاء بعدهم من الأئمة ، ليقتدي بهم ، ويسترشد بإرشاداتهم ويسير على نهجهم كما أمر بذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - وأمره هذا أمر للخاصة والعامة ، وليس الأمر خاصًا بالولاة ولا بالأئمة الكبار ولا بالخلفاء ولا بالملوك ، بل هو عام لكل من سمع هذا الحديث من الأمة فإنه مأمور بأن يقتدي بهم . ولا شك أن أولى من يقتدي بهم خلفاء الأمة المسلمون ، ولاة أمور المسلمين ، الذين ولاهم الله تعالى دولاً تفتخر بأنها مسلمة ، وتدين بالإسلام ، وتأتي بالشهادتين ، وتقتدي ظاهرًا بتعاليم الإسلام ، فإن عليهم أن يكون قدوتهم محمدًا - صلى الله عليه وسلم - وخلفاءه الراشدين الذين هداهم الله تعالى وسدد خطاهم ، وساروا في رعاياهم سيرة حسنة ، يضرب بعدلهم المثل ، فهكذا يكون الأئمة ، وجاء أنه - صلى الله عليه وسلم – قال : « إن من خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم ، وإن من شرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم ، وتلعنونهم ويلعنونكم » ( ) ، نعوذ بالله أن ندرك هذه الحال ! فهكذا أرشد -صلى الله عليه وسلم - إلى أن الإمام راع ، وأنه مسئول عن رعيته( ) .

كذلك قوله : « الرجل راع على أهل بيته ، وهو مسئول عن رعيته » ، أهل بيته : ذريته ممن هو مولى عليهم ، فأولاده من رعيته ، ونساؤه وزوجاته من رعيته ، وإخوته الذين تحت ولايته من رعيته ، وكذلك من في ولايته من خدم أو نحوهم ، كلهم داخلون تحت رعيته ، وهو مسئول عنهم كلهم ، وهؤلاء هم أسرة كل مؤمن غالباً ، ومسئوليته أنه يسأل : هل أهملهم أو أدبهم ؟ الإهمال : هو الاشتغال بشهواته وبلهوه وسهوه ، والإعراض عمن تحت يده ، وعدم الاهتمام بإصلاحهم ، وعدم تربيتهم التربية الصالحة ، فإنه في هذه الحال إذا سئل لم يجد جواباً ، وذلك لأن كثيراً من الناس لم يهتموا بهذه المسئولية ، فنحب أن نفصل في هذه المسئولية ؛ لعظم خطرها ، فنقول : إن الناس تجاه المسئولية انقسموا إلى ثلاثة أقسام :
القسم الأول : القائمون على أولادهم حق القيام :
فهؤلاء اهتموا بمن ولاهم الله تعالى من أولاد ونساء ونحوهم ، وأولوهم عناية تامة ، وقاموا بما يجب عليهم ، فعلموهم العلم النافع ، ولم يتكلوا على المعلمين الذين يعلمونهم في مدارسهم ابتدائية أو ما بعدها ، عرفوا أن أولئك يعلمونهم القول ، وأنهم بحاجة إلى التعليم بالفعل ، فعلموهم بالفعل ، وذلك لأن التعليم بالفعل قد يكون أبلغ من التعليم بالقول ، فمثال ذلك : إذا حفظ الولد ذكراً أو أنثى شروط الوضوء وفروضه ، فإن الوالد يقول له : أنت الآن تحفظ شروط الوضوء ، وكذلك أنت تحفظ أركان الوضوء الستة ، بينها وطبقها وأنا أنظر إليك ، فيكون ذلك من التعليم بالفعل . كذلك إذا لقن في المدارس أركان الإسلام فلابد أن والديه يربيانه على هذه الأركان ، ويعلمانه كيفيتها ، فإذا اعتنى الوالد بولده ، وطبق معه أركان الإسلام ، فإن ذلك من الرعاية الصادقة ، وكذلك إذا تعلم في المدارس أركان الصلاة وشروطها وواجباتها ومبطلاتها وما أشبه ذلك ، فإن مسئولية الوالد كبيرة في أن يطبقها معه ، فيقول : يا ولدي ! ما كيفية الصلاة ؟ وما أركانها ؟ وأين هذا الركن ، وأين محله ؟ وأين هذا المبطل ، وأين مكانه ؟ وكيف تبطل الصلاة بترك هذا الواجب ؟ وأين المستحبات في هذه العبادة ؟ وعليه – أيضاً - أن يأخذ بيده إلى المسجد ، ويقول : هذه هي الصلاة التي تعلمت أركانها ، وعرفت أنها عمود الإسلام ، وأنه لابد من أدائها في هذه المساجد بالنسبة إلى الذكور ، فطبقها يا ولدي ، ويمتثل الولد أمر والده بهذه العبادة ، وبذلك يكون حقاً قد أدى هذه الأمانة . فقد كان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يوقظ أهله في آخر الليل لصلاة النافلة ، ويقرأ قول الله تعالى : « وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا » ( )؛ هكذا يتعاهد أهله بصلاة التطوع ، فكيف بمن لا يأمرهم بصلاة الفريضة ؟! كذلك – أيضاً - مدح الله تعالى نبياً من أنبيائه وهو إسماعيل ، قال الله تعالى : « وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ ، وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا » ( ) ، فمدحه الله بأنه يأمر أهله بهذه العبادات ، ومعلوم أن الأمر من الولي يقتضي الإلزام ، أي : يلزمهم بهذه العبادات التي أمرهم الله بها وفرضها عليهم ، والأمر بالشيء إلزام به ، فإن قول النبي - صلى الله عليه وسلم : « مروا أولادكم بالصلاة لسبع ، واضربوهم عليها لعشر ، وفرقوا بينهم في المضاجع »( ) ليس المراد أن يقول : يا بني ! صل ، بل يأمره ويأخذ بيده ، ويلزمه ويهدده ، فهو ما بين السابعة إلى العاشرة يأمره أمر تعليم وأمر تفهيم وتأديب ، وذلك ليألف هذه الصلاة ويحبها ، وينشأ عليها صغيرًا ، وتكون بعد تكليفه محبوبة لديه لذيذة عنده ، وبذلك يكون قد نشأ على طاعة الله تعالى ، فإنه إذا نُشئ على ذلك نشأ عليه . وقد ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ، ومنهم : « وشاب نشأ في عبادة الله »( ) ، أي : نشأ في طاعة الله حيث تولى تربيته والد صالح مصلح ، يحب أن ينشأ أولاده على الخير ، وأن ينشئوا على محبة الله وعلى محبة عبادته، فالوالد الذي يربي أولاده على الصلاة والزكاة ، وعلى العبادات المحمودة التي يحبها الله تعالى ، ينشأ ولده صالحاً ، ويكون قرة عين لوالديه . وكذلك من مسئولية الوالد تجاه أولاده : أن يحبب إليهم ذكر الله تعالى ، فيربيهم على الذكر تسبيحاً وتحميداً وتكبيراً وتهليلاً واستغفاراً وحوقلة ودعاء ، وكذلك يلقنهم في حال الطفولة ما هم محتاجون إليه ، فيربيهم على معرفة الله ، ومعرفة نبيه ، ومعرفة دين الإسلام بالأدلة ، وقد كان كثير من الآباء حين يبلغ ولده الثامنة من عمره وهو يلقنه الثلاثة الأصول وأدلتها ؛ حتى ينشأ عليها ؛ وحتى يكون على معتقد صالح سليم . وهكذا من صفة هذا الأب الناصح : أنه يحبب إلى أولاده كلام الله تعالى ، وينشئهم على محبته ، فإذا كان هناك مدارس للتحفيظ حرص على أن يسجلوا فيها وأن ينافسوا فيها ، وأخذ يشجعهم ويحثهم على مواصلة حفظ القرآن ؛ فيشجعهم بأن يعدهم بالخير، ويعدهم بالصلات ، ويعدهم – أيضاً - بنتائج طيبة ، ويشجعهم بما يعطيهم من جوائز تحفز هممهم ، وتدفعهم إلى المنافسة وإلى المسابقة ، فإذا أحبوا كلام الله تعالى ونشئوا عليه كان ذلك من أسباب صلاحهم . كذلك – أيضاً - يربيهم على الكلام الحسن ، وعلى الآداب الحسنة ، وقد ألفينا الآباء الصالحين يعلمون أولادهم محاسن الإسلام ، فيعلمونهم البداءة بالسلام ورد السلام ، وتشميت العاطس ، وحمد الله تعالى بعد العطاس ، ومحبة إخوانهم المسلمين ، وبر الوالدين ، وصلة الأرحام ، ويعلمونهم النصيحة للمسلمين عموماً وخصوصاً ، وكيفية هذه النصيحة ، ويعلمونهم صدق الحديث ، ويؤدبونهم عليه ، وينهونهم عما يخالف ذلك ، ويعلمونهم الأمانة ، وأن يكونوا من أهل الثقة والأمانة وما أشبه ذلك ، وكل هذا بلا شك مما يكون الولد به صالحاً بتوفيق الله تعالى . وهكذا يحرص كل من الأبوين على أن يمنع عن الأولاد كل ما يفسدهم أو يفسد أخلاقهم ، فيمنعونهم من سماع آلات الملاهي ، ومن النظر إليها ؛ لأنها غالباً تصرف الهمم إلى الشر ، وتثير لذة الفساد والحرام في تلك النفوس الضعيفة ، فتميل إلى الفساد ، فإذا ربى الوالد أولاده من حين صغرهم على كراهة اللهو واللعب ، وعلى كراهة الكذب والخيانة والعقوق وقطيعة الرحم والغش والتلبيس والتدليس والبغضاء والعداوة وما أشبه ذلك ؛ فإن الله تعالى يحفظهم بعد ذلك ، ويجعلهم محل ثقة وأمانة ، ويكونون أهل صدق وإخلاص . فهذه سيرة الصنف الأول الذين اعتنوا بأبنائهم ، وحرصوا على إصلاحهم .
القسم الثاني : المنشغلون عن أولادهم المهملون لرعايتهم :
فهم أهل الإهمال ، وهم أناس اشتغلوا بدنياهم ، وانشغلوا بملاهيهم وبسهوهم وغفلتهم ، ولم يهتموا بأولادهم ذكوراً وإناثاً ، ولم يشعروا بما يكون فيه الأولاد وما يحتاجونه ، فهم معرضون عنهم ، ولاشك أن هذا الإعراض يسبب ضررًا كبيرًا ، وذلك لأن هؤلاء الأولاد إذا أهملوا ولم يكن هناك من يراقبهم ، ولا من يحفظهم ويتولى أمرهم ، فإنهم يدخلون في طريق الفساد ، وذلك لكثرة المفسدين ، وكثرة أهل الغواية الذين يجتذبون كل من وجدوه مهملاً إلى صفهم وإلى جانبهم . وفي هذه الأزمنة تكثر وسائل الفساد ، فإذا لم يكن الراعي مراقباً لرعيته أخذتهم هذه الوسائل ، فالأولاد إذا بلغوا السادسة أو الخامسة ولم يكن آباؤهم يهتمون بهم ، ولا يراقبونهم ، فهناك ومن يتولى تربيتهم ، فالغالب أن يتولاهم أهل الشر والفساد ، حيث انشغل الآباء عنهم . الأب الذي يخرج من صباح يومه ، ويكب على دنياه وعلى تجارته أو حرفته أو صنعته أو وظيفته ، ولا يأتي إلا في نصف الليل الأخير ، وربما لا يأتي إلا آخر الليل ، ماذا يكون مصير أولاده ونسائه وهو لا يشعر ولا يدري بما يفعلون ، قد أهملهم وقد غفل عنهم ، فهو إما منشغل بتجارته وبدنياه التي جعلها أكبر همه ومبلغ علمه ، يكدح في أثرها ، ويلهث وراءها ، ويهتم بتحصيلها ، وإما أنه صاحب لهو وسهو ، إذا كان في أول الليل فكر في رفقته السيئة ، يعكف معهم إلى آخر الليل على لهو وسهو وغناء وزمر وسمر على باطل ، ولا يدري ماذا يكون من أهله ! فلاشك والحال هذه أنه قد فرط في رعيته ، وأنه مسئول عن هذا التفريط ، ولا شك أن أولاده ؛ سيما الذكور منهم الذين في إمكانهم أن يذهبوا ويتقلبوا ، أنهم إذا خرجوا إلى أدنى ملهى وجدوا من يحتضنهم ، فيوجد شباب مفسدون يأخذون هؤلاء الأطفال ، ويربونهم على الفساد ، وينشأ أولئك الأطفال المهملون شر نشأة ، ويتربون شر تربية ؛ فهذا أثر هذا الإهمال ! رأينا كثيراً من الآباء قد عض كفه أسفاً وندماً على إهماله ، وعلى تفريطه ، فيقول : أبنائي وأولادي خرجوا عن طواعيتي ، خرجوا عن مبدئي ، وصاروا كلاً عليَّ ، وصاروا غصة في حلقي ، يفسدون أموالي ويتلفونها في شرب الخمور ، فقد انهمكوا في شرب المسكرات ، وانهمكوا في تعاطي الدخان ، ففسدوا وفسدت أخلاقهم ، فلا يعرفون عبادة ، ولا يعرفون المساجد ، ولا يهتمون بالقرآن ، ولا يرتدعون عن هذه المنكرات وهذه المفسدات وما أشبهها . قد وقعوا في الفواحش ، وقعوا في زنا ، وقعوا في لواط ، وقعت نساؤه أو بناته في تبرج واختلاط ، الولد يخرج بعد أن يأتي من المدرسة ولا يدري أهله أين هو إلى أن يأتي في آخر الليل أو في وسط الليل ، فلا يدرى أهو في بئر أو في بطن بعير ، وإذا جاء جاء وهو منهك قد أتعب نفسه بما تعاطاه من المسكرات وما أشبهها . أيحب أحدنا أن يكون ولده كذلك ، فيولي تربيته لمن يفسده ، ولمن يوقعه في هذه الشرور وفي هذه المنكرات ؟ لا شك أن هذا هو عين الإهمال ، وأنه إضاعة لهذه الرعية . ولا شك أن كل إنسان يرى هذا الصنف من الشباب الذين قد وقعوا في هذه المشكلات وهذه المنكرات ، فيحرص على احتضان بقية أولاده حتى لا يصبحوا كذلك ، كما رجع إلى ذلك كثير من الآباء عندما رأوا كبار أولادهم قد خرجوا عن طواعيتهم ، فقالوا : السبب في ذلك الإهمال ، لأننا انشغلنا عنهم، ووكلنا تربيتهم إلى من يفسدهم ، فنحن أكبر متسبب، فلذلك علينا أن ننتبه لأولادنا الآخرين في حالة صغرهم ، وأن نربيهم التربية الصالحة حتى لا يفسدوا كما فسد من كان قبلهم ، ولا شك أنهم إذا وقعوا في الدخان ، وقعوا في اللواط ، ووقعوا في المسكرات ، ووقعوا في المنكرات . وإذا وقعوا في هذه المخدرات التي تفسد العقول ، ماذا تكون عاقبتهم ؟ يلحقون بالمجانين والبله الذين لا يعرفون مصالح أنفسهم ، لأن هذه المخدرات وهذه الحبوب تسلب عقولهم وتأخذها شيئاً فشيئاً ، وتكون هذه هي نهايتهم والعياذ بالله .
القسم الثالث : الذين يجلبون الشر والفساد لأبنائهم :
هؤلاء الذين جلبوا لأولادهم الفساد ، بدلاً من أن يجلبوا لهم أسباب الصلاح ، تنزلاً على رغبة السفهاء ، والله تعالى قد نهى أن يؤتى السفهاء الأموال ، فقال تعالى : « وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا » ( ) أي : لا تسلطوهم عليها فيفسدونها ، فأهل هذا القسم جلبوا لهم ما يفسدهم ، فإن الكثير والكثير الذين جلبوا لأولادهم آلات الأغاني ، فامتلأت البيوت بأشرطة الغناء الماجن ، وامتلأت بأشرطة الفيديو التي تحمل صوراً خليعة ، كذلك امتلأت كثير من البيوت بهذه الأجهزة التي تتلقى القنوات الفضائية التي تبث الشرور ، وتمثل الفواحش والمنكرات أمام الشباب والشابات ، فكيف تكون حالتهم ؟ كذلك الذين شغلوا أولادهم باللهو واللعب والغناء والطرب وما إلى ذلك ، فجلبوا لهم آلات اللعب ، فمن ذلك ما يسمى « بلوت » ، أو ما يسمى « كيرم » ، أو ما أشبه ذلك ، يزعمون أنهم بذلك يرفهون عن أولادهم ، ومن ذلك مشاهدة الأفلام الخليعة التي يزعمون – أيضاً - أنها تسلية وترفيه ، وأنها تجلب لقلوبهم قوة ونشاطاً وما أشبه ذلك ، وما علموا أنها سبب من الأسباب في انحراف أخلاقهم ، وفي فساد طباعهم ، وفي انحرافهم عن الصراط السوي ، لا شك أنهم والحالة هذه يكونون قد تسببوا فيما يفسد أولادهم بدلاً مما يصلحهم .
كذلك – أيضاً - بالنسبة إلى نسائهم الذين هم مسئولون عنهن ، إذا كانوا يأذنون للنساء في أن يخرجن إلى الأسواق التي تزدحم بالرجال ولا يتفقدونها ، فتخرج متعطرة متطيبة ، وتبدي شيئاً من زينتها ، فتبدي كفيها ، وقد تبدي ساعديها وعليها الحلي من الأسورة التي تتلألأ في ذارعها ، وكذلك خواتمها ، وكذلك قد تبدي شيئاً من زينتها ، وبعضاً من مفاتن ثيابها التي تفتن بها ، وتتشبه بمن هن فاسدات ومن أخبر عنهن النبي - صلى الله عليه وسلم - ووصفهن بأنهن : « نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات ، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة ، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها »( ) ، فهؤلاء - بلا شك - مسئولون مسئولية كبرى ، وذلك لأنهم عرضوا بناتهم ونساءهم وأخواتهم ومولياتهم إلى أن يكن وكر فساد ، وربما يتعاطين الفواحش وهم لا يشعرون ! وهكذا – أيضاً - يكن سبباً في الفتنة ، حيث يفتتن بهن خلق كثير، ولاشك أن هذا كله من الإهمال ومن آثاره ، حيث يرضى الوالد وولي الأمر ومن ولاه الله تعالى على أولاده من ذكور وإناث ومن نساء بأن يكن على هذه الهيئة ، فهذا عين الإهمال .
وهذه حالات الناس في هذه الأزمنة فيما يتعلق بولاية الرجل على أهل بيته ، فلو شعر بأنه مسئول في الآخرة عن أهل بيته - أولاده ونسائه - لاهتم لهذه المسئولية وأعطاها حقها( ) .

أما النوع الثالث من الذين ذكروا في الحديث ؛ فهو قوله : « والمرأة راعية في بيت زوجها ، وهي مسئولة عن رعيتها » : المرأة - بلا شك – مسئولة ، وقد أخبر بأن مسئوليتها في بيت زوجها ، فإما أن تكون مصلحة وإما أن تكون مفسدة ، وإما أن تكون مهملة ، أي : كما يحصل للرجال ، فالرجال منهم مصلح ومنهم مفسد ومنهم مهمل ، فكذلك النساء : فالمصلحة : هي التي تولي أولادها رعاية ومراقبة ونصيحة وتربية صالحة ، وتوليهم عناية كبيرة ، وإذا غفل عنهم الأب لم تغفل عنهم ، بل تتابعهم وتتفقد أحوالهم ، وتسألهم وتعلمهم ، فإذا أيقظهم الأب للصلاة وخرج ، تابعتهم أمهم إلى أن ينتبهوا للصلاة ويخرجوا إذا كانوا ذكوراً ، وتتابع الإناث حتى تحبب إليهن العبادات كلها . وهكذا تربيهم كما يربي الرجل أولاده ، فتربيهم على الكلام الحسن ، وتعاتبهم على الكلام السيء ، فمتى سمعت منهم سباً أو هجاءً أو قذفاً أو عيباً أو لعناً أو شتماً أو كلاماً قبيحاً ؛ عاتبتهم على ذلك ، وأدبتهم على محبة الكلام الطيب الذي هو ذكر الله وما والاه ، والذي هو محبة الخير والتكلم به ، فهذه هي المرأة الصالحة ، الراعية في بيت زوجها ، أي : على أهله . كذلك تحفظ بيت زوجها ، فلا تخرج منه إلا بإذن زوجها ، أو لحاجة ضرورية ، وإذا خرجت أو أذنت لأحد مولياتها من النساء ، خرجن وهن محتشمات متسترات غير متبرجات بزينة ، فهذا من أسباب صلاحها . كذلك تحفظ زوجها في نفسها ، وتحفظ زوجها في بيته ، وتحفظه في ماله ، فلا تفسد ماله ولا تنفقه في شيء لا أهمية له ، أو في شيء يعتبر فساداً ، بل تكون هي المراقبة له ، وهي تشعر بأنها مسئولة أمام الله تعالى ، حتى لو غفل عنها زوجها ، ولم يلاحقها ويسألها ، فإن الله تعالى هو الذي يسأل المفرط والمهمل . أما المرأة التي تكون مفسدة فهي التي تكلف زوجها أو تطالبه مرة بعد مرة ، أن يأتي بآلات اللهو حتى تمتلئ البيوت صحفاً ومجلات خليعة ، وكتباً أو رسائل مفسدة ، وحتى تمتلئ البيوت أشرطة غناء وآلات لهو وسهو وغير ذلك ، فكثير من النساء متى خرجت إلى أولئك الذين أغرموا بأفلام الفساد أخذت تطلب من زوجها : أهل فلان عندهم وعندهم ، ونحن نريد أن نكون مثلهم وأشباه ذلك ، فهذه مفسدة أو ساعية في الفساد . وأما المهملة : فهي التي لا يهمها أمر من ولاها الله تعالى من المسلمين الذين تحت ولايتها ، بل وقتها إما أن تزور أهلها أو جيرانها ، أو تبقى في بيتها لا يهمها صلاح أو فساد ، فهذا دليل على أن المرأة – أيضاً - عليها مسئولية كما على الرجل( ) .

وأما الرابع : فهو قوله : « الرجل راع في مال أبيه ، وهو مسئول عن رعيته » . معلوم أن الولد يساعد أباه في ماله ، وفي حرفته وفي صنعته ، وفي حرثه أو ماشيته أو ما أشبه ذلك ، وعليه أن يساعد أباه فيما هو خير ، فتارة يكون الأب صالحًا والابن صالحًا فيجتمعان في الصلاح ، فيحفظ المال ويصرفه في مصارفه ، ويخرج منه حق الله تعالى من زكوات وكفارات وما أشبهها ، فيقوم إلى جانب أبيه بحفظ ماله ، وتجنيبه المكاسب المشتبهة من غش أو خديعة أو غرر أو كذب في البيع والشراء ، أو حلف مع فجور ، أو مدح مع كذب ، أو ما أشبه ذلك ، فيجتمع الولد وأبوه على النصح والإخلاص الذي هو رعاية هذا المال وحفظه . كذلك - أيضًا- في صرفه ، فلا يصرف منه إلا ما هو مستحق يتصدق منه الولد ووالده على المستضعفين والمستحقين ، واليتامى والمساكين والفقراء والمعوزين ، وكذلك يصرف منه في المصالح العامة التي يحبها الله تعالى كالدعوة إلى الله ، والجهاد في سبيله ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وفي المشاريع الخيرية كالمساجد والمدارس والكتب والنشرات ، والأشرطة الإسلامية وما أشبهها ، فيكون بذلك صالحًا ومصلحًا . فهذا ممن وفقه الله تعالى – أولاً - في حفظ مال أبيه ، وثانياً : في صرفه في مصارفه . أما إذا كان الولد غير مصلح ، فالغالب أنه إما أن يهمل ما استرعاه الله من مال أبيه ، ولا يهتم به ، ولا يحرص عليه مع أنه أمانة ، فإما أن يفسده ، وذلك أنه يؤمر بأن يصلح فيفسد ، وكم حصل من الأبناء من إفساد لأموال آبائهم وإتلافها فيما لا فائدة فيه ، فكثير منهم يطاوع ابنه في أن يتاجر إلى بلاد بعيدة ، ويزوده بأموال طائلة يفسد تلك الأموال ، فيصرفها في حضور مهرجانات ومسارح وأماكن دعارة وأماكن فساد ، ولا يشعر بأنه يسبب له الفساد والشر المستطير .

هذه هي الأمور الأربعة التي ذكرت في هذا الحديث ، ولا شك أن الأمور أكثر ، فإنه - صلى الله عليه وسلم- ما ذكر هذه الأربعة إلا كمثال ، فنقول : إن كل وال فإنه راع ومسئول عن رعيته ، فالقاضي الذي يتولى الحكم بين المسلمين راع ، وعليه أن يعدل في هذه الرعية ، قال الله تعالى : « وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ » ( ) ، وقال الله تعالى : « يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالحْقَ » ( ) يعني : أن الله تعالى جعله حاكماً يحكم بين الناس ، ونهاه بقوله : « وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ، إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ » ( )، فلاشك أن من أسباب العدل : أن يشعر القاضي بأنه مسئول عما استرعاه الله تعالى . وكذلك المعلمون الذين يتولون تعليم الأطفال ونحوهم ، هم مسئولون عن رعيتهم ، فلا يكون هم أحدهم أن يمضي عدة ساعات في التطبيق أو في التدريس ، ولا يشعر بما وراء ذلك ، بل عليه أن ينصح لمن استرعاه الله تعالى ، وهكذا يقال في المدراء ورؤساء المكاتب ، ويقال أيضاً في المسئولين والأئمة والمعلمين ، وكل من كان له ولاية على أمر فإنه مسئول عن ولايته ، فعليه أن يحرص على أدائها كما أمره الله تعالى ؛ حتى لا يكون مسئولاً سؤالاً لا يجد له جواباً ، أو لا يكون جوابه صواباً( ) .

ولقب الشيخ حسن بالراعي : نسبة إلى رعيه الغنم في مطلع حياته ، كما سيرد في ترجمته ، ثم لتربيته أتباعه ومريديه في بلاد الشام بعد ذلك ، ورعاية أمورهم وتدبير شؤونهم ، فانتقل بذلك من رعاية الغنم إلى رعاية الأمم ، ومن هنا تبدو لنا عظمة شخصيته ، وتظهر سر اشتهاره بهذه النسبة إلى وقتنا الحاضر . لقد انتقل من رعاية الغنم في مراعي بلدة قطنا ، التي لا تبعد عن بيوتها كثيرًا ، حيث يؤدي أهل البيوت أغنامهم إليه ، ليأخذها إلى الخارج فيرعاها في البراري والمزارع التابعة لأهل البلد ، بما يظهر من كلأ على وجه الأرض بعد الحصاد وغيره ، حيث كانت تتجمع عنده أغنام لمختلف الناس ، في مقابل أجر يدفع له . فانتقل إلى أفق أوسع وأرحب حيث صار يرعى أتباع الطريقة الرفاعية على امتداد رقعة بلاد الشام كلها ، إن لم يكن أوسع من ذلك بكثير ، ويزكيهم بتعاليم الإسلام والهداية الربانية ، ويأخذ بأيديهم إلى ما فيه صلاحهم وفلاحهم في دنياهم وأخراهم ، وينال أجره من رب العباد لا من العباد ، ويعطى ثواب عمله من الله العلي الكبير .

والآن ما هو السر الذي حوَّل الشيخ حسن من راعي غنم إلى راعي أمم ؟ تحاول كتب الطريقة الرفاعية أن تعيد ذلك إلى اللمسة الروحية التي تلقاها من الشيخ أحمد الرفاعي وشربة الحليب المباركة التي أخذها من يده في ذلك اللقاء التاريخي الذي جمعهما مصادفة في براري قطنا عام 555هـ والتي نقلته نقلة نوعية هائلة ، نقلة ضخمة غيرت مجرى حياته كلها ، وحوَّلته بقدرة سحرية إلى عالم جليل وشيخ عظيم ، مطلع على « الملك والملكوت لوقته »، وصار على أثرها خليفة للشيخ أحمد الرفاعي في بلاد الشام كلها ؛ وهذا ما لم يحصل للرسول – صلى عليه وسلم – ولا لأصحابه أفضل الأمة – رضوان الله عليهم أجمعين - ولا حتى لأحد خلفاء الرفاعي الذين تعدهم كتب الطريقة بالآلاف المؤلفة . فلماذا انفرد وحده من دونهم بهذه الكرامة ، وهذه الميزة والمكانة الرفيعة والمرتبة الشريفة العالية ؟ إن كتب السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي تروي لنا قصصًا مشابهة لقصة ذلك اللقاء ، وفي آثاره العميقة والهائلة التي غيرت مجرى حياة أولئك البشر ، لكنها لم تصل في مداها ونتائجها إلى المدى الذي ترويه كتب الطريقة الرفاعية التي تؤرخ للمشهورين من رجالاتها ومنهم الشيخ حسن الراعي . وسأسوق هنا بعض تلك القصص ليطلع عليها القارئ اللبيب ، ثم أسوق قصة الشيخ حسن الراعي ، حتى نصل بالنهاية إلى السر الكبير الذي يكمن في ثناياها ، ويختفي بين حناياها . فالرسول – صلى عليه وسلم – لبث ثلاثة وعشرين عامًا يتلقى الوحي حتى اكتمل عليه نزول القرآن ، ولم يتحول بقدرة سحرية إلى عالم بالدين الكامل بلحظات يسيرة ، والصحابة لبثوا كل تلك الفترة وهم يتلقون عنه الوحي الرباني ولم يتحول أحدهم بقدرة خارقة في لحظات إلى عالم ديني ومرشد رباني ، تلك حقيقة يجب أن نعيها في ميدان التربية الربانية في مجال المعرفة ، فالعلم يؤخذ بالتدريج عبر سنوات طويلة وليس في لحظة واحدة ، والتربية الإيمانية تسير خطوة خطوة لتصل إلى الغاية المأمولة . فعَنِ الْقَاسِمِ قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ : مَا أَعْتَرِفُ لأَحَدٍ أَسْلَمَ قَبْلِي . أَتَانِي رَسُولُ الله – صلى الله عليه وسلم - وَأَنَا فِي غَنَمِ أَهْلِي فَقَالَ : أَفِي غَنَمِكَ لَبَنٌ ؟ قَالَ قُلْتُ : لا . قَالَ : فَأَخَذَ شَاةً فَلَمَسَ ضَرْعَهَا فَأَنْزَلَتْ . فَمَا أَعْتَرِفُ لأَحَدٍ أَسْلَمَ قَبْلِي »( ) . وفي رواية عَنْ زِرِّ ابْنِ حُبَيْشٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : كُنْتُ غُلامًا يَافِعًا أَرْعَى غنمًا لعقبة ابن أَبِي مُعَيْطٍ فَجَاءَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَبُو بَكْرٍ وَقَدْ فَرَّا مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَقَالا : يَا غُلامُ هَلْ عِنْدَكَ مِنْ لَبَنٍ تَسْقِيَنَا ؟ فَقُلْتُ : إِنِّي مُؤْتَمَنٌ وَلَسْتُ سَاقِيَكُمَا . فَقَالَ النبي – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: هَلْ عِنْدَكَ مِنْ جَذَعَةٍ لَمْ يَنْزُ عَلَيْهَا الْفَحْلُ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ . فَأَتَيْتُهُمَا بِهَا فَاعْتَقَلَهَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَمَسَحَ الضَّرْعَ وَدَعَا فَحَفَّلَ الضَّرْعُ ثُمَّ أَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ بِصَخْرَةٍ مُتَقَعِّرَةٍ فَاحْتَلَبَ فِيهَا فَشَرِبَ أَبُو بَكْرٍ . ثُمَّ شَرِبْتُ ثُمَّ قَالَ لِلضَّرْعِ اقْلِصْ فَقَلَصَ . قَالَ : فَأَتَيْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ فَقُلْتُ : عَلِّمْنِي مِنْ هَذَا الْقَوْلِ . قَالَ : إِنَّكَ غُلامٌ مُعَلَّمٌ . فَأَخَذْتُ مِنْ فِيهِ سَبْعِينَ سُورَةً لا يُنَازِعُنِي فِيهَا أَحَدٌ » ( ) . وفي لفظ آخر عنْ زِرٍّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنْتُ غُلَامًا يَافِعًا أَرْعَى غَنَمًا لِعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ بِمَكَّةَ فَأَتَى عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَقَدْ فَرَّا مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَقَالَا : يَا غُلَامُ عِنْدَكَ لَبَنٌ تَسْقِينَا ؟ فَقُلْتُ : إِنِّي مُؤْتَمَنٌ وَلَسْتُ بسَاقِيَكُمَا قَالَا : هَلْ عِنْدَكَ مِنْ جَذَعَةٍ لَمْ يَنْزُ عَلَيْهَا الْفَحْلُ بَعْدُ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ فَأَتَيْتُهُمَا بِهَا فَاعْتَقَلَهَا أَبُو بَكْرٍ وَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الضَّرْعَ فَمَسَحَهُ وَدَعَا فَحَفَلَ الضَّرْعُ وَأَتَى أَبُو بَكْرٍ بِصَخْرَةٍ منقعرة فَحَلَبَ فِيهَا ثُمَّ شَرِبَ هُوَ وَأَبُو بَكْرٍ ثُمَّ سَقَيَانِي ثُمَّ قَالَ لِلضَّرْعِ : اقْلِصْ فَقَلَصَ فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقُلْتُ : عَلِّمْنِي مِنْ هَذَا الْقَوْلِ الطِّيبِ – يَعْنِي : الْقُرْآنَ - فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: « إِنَّكَ غُلَامٌ مُعَلَّمٌ »( ) ، فَأَخَذْتُ مِنْ فِيهِ سَبْعِينَ سُورَةً مَا يُنَازِعُنِي فِيهَا أَحَدٌ »( ). والمعجزة النبوية هنا واضحة تمام الوضوح ، وعبد الله بن مسعود أحد كبار علماء الصحابة الذين بذلوا جهدًا كبيرًا في الاهتداء بهدي الرسول – صلى الله عليه وسلم – لم يهبط عليه العلم فجأة كاملاً في لحظة المعجزة التي غيرت مجرى حياته كلها ، فجعلته يسلم ، ويطلب العلم والهداية من طريقها الصحيح السليم .
وإليك أيها القارئ الكريم قصة اللقاء التاريخي بين الشيخ حسن الراعي والشيخ أحمد الرفاعي كما روتها كتب أصحاب الطريقة الرفاعية ثم المؤرخون من بعدهم ، قال صاحب كتاب " الفتح الصمداني " في الشيخ أحمد الرفاعي ومن معه : « وتأهبوا للســـفر ، فطلع معهم جمٌّ غفير ، ومحفل كبير ، حتى وصلوا إلى أرض الشام ، ومروا على قرية تسمى قطنة ، فرأوا فيها غلامًا يرعى الأغنام ، فنادوه وقالوا له : يا غلام ، هل عندك لبن نشربه ؟ فقال : عندي ، لكن لم يأذن لي صاحب الأغنام أن أفرط فيه !؟ فالتفت الشيخان الجليلان إليه - وهما الشيخ عبد القادر الكيلاني والشيخ عدي بن مسافر الشامي – وقال كل منهما : هذا يكون مريدي وولدي !! فالتفت إليهما الشيخ الكبير السيد أحمد الرفاعي وقال لهما : تأدبا ، ليس لكما فيه من حق . والتفت الشيخ إلى الولد وقال : أي حسن ، أعندك لبن نشربه ثانيًا ؟ فقال له : أي سيدي ، عندي نعجة عجوزة عجفاء جرباء لا ينتفع بها منذ عشر ســــنوات !؟ فإن أردتم آتي بها إليكم ، وأذبحها لكم . فقال الشـــيخ : ائت بها إليَّ . فأتى بها إلى الشــــيخ ، فمسكها الشيخ ، ومسح عليها بيده المباركة فعادت كما كانت أولاً ، ودرَّت لبنًا سائغًا للشاربين ، فحلبها وأسقى الحاضرين منها ، وأسقى الولد ، وبايعه ، وفصَّ شعره ، ونفخ في فيه ، فأطلعه الله على المـلك والملكوت لوقته . والتفت الشيخ الكبير السيد أحمد الرفاعي إلى الشيخ عبد القادر الكيلاني وقال له : في نظير هذا أوهبتك رجلاً حراميًا يسمى " مسلم الصمادي " تكون توبته على يدك ، ويصير من الأقطاب الربانية . فقال : قبلت ، وأسقطت حقي من حسن . والتفت الشيخ الكبير السيد أحمد الرفاعي إلى الشيخ عدي بن مسافر الشامي ، وقال : أي عدي ! أوهبتك في نظير هذا الولد بلاد الأكراد جميعًا ، ويكون فتحها على يدك ، والبركة لهم بهمتك !!! فقال : قبلت ، وأسقطت حقي من هذا الولد . وهذا الولد نزل له خلعة التشريف بالقطابة قبل أن يقوم من مقامه . وقال له الشيخ الكبير السيد أحمد الرفاعي : خذها مني لك ولذريتك إلى يوم القيامة ، من باح بالسر منهم قتل لوقته » ( ). وهكذا تحوَّل الشيخ حسن من راعي غنم لا وزن له إلى قطب من أقطاب الدين ، وعلم من أعلام الإسلام بلحظات روحية نادرة بواسطة تلك الشربة المباركة والنفخة الروحية والبيعة التقليدية !! ومنذ ذلك الوقت بدأ يحمل لقبه " الشيخ " إضافة إلى لقبه الأول الذي يدل على ذلك التطور في حياته ، وتحوله إلى داعية إسلامي ومرشد ديني يرعى شؤون من انضم إلى أصحابه وأتباعه من أهل ذلك الزمان في بلاد الشام . ويشم المؤرخ من ذلك رائحة التغير التي طرأت على مفهوم الولي لدى الناس ، ومفاهيم الصوفية الأخرى بصفة عامة . ومن هنا ندرك المنزلة التي يحاول أتباع الطريقة إضفاءها على شيخهم أحمد الرفاعي ، بنسبة إليه مثل هذه الكرامة الكبرى التي زادت في مداها واتساعها على معجزة الرسول – صلى الله عليه وسلم مع صاحبه الجليل عبد الله بن مسعود ، رضي الله تعالى عنه !! تمهيدًا وتأسيسًا لكرامة " مد اليد " التي يميزونه بواسطتها على أقرانه من علماء ذلك الزمان ومرشديه الربانيين الصالحين على مر العصور وكر الدهور ؛ كما ندرك بوضوح وجلاء وشفافية تامة السر وراء ذلك الأمر ، وهو الرفع من مكانة الشيخ أحمد الرفاعي ومن ثم أتباع طريقته على كل الطرائق التي ظهرت في عصره وهي الطريقة القادرية( ) والطريقة العدوية( ) والطريقة الصمادية( ) والطريقة السعدية( ) ، والتي أصبحت تنافس طريقته وتجتذب الأتباع في المنطقة ، وتقاسم الرفاعية المريدين . وللحفاظ على أولئك الأنصار والمريدين ، كان لا بد للرفاعية من اتخاذ عدة وسائل منها الرفع من مكانة الشيخ الرفاعي والغض من مكانة أصحاب الطرق الأخرى وجعلهم تابعين للشيخ الرفاعي نفسه على ما تذكره هذه الرواية التي أوردناها آنفًا( ) .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطير المسافر
المشرفة العامة
المشرفة العامة
الطير المسافر


المزاج : أضواء على ألقاب الشيخ حسن الراعي - لقب الراعي - القسم الأول 44
المشرفة المتميزة
انثى
عدد المساهمات : 10067
نقاط : 13123
تاريخ التسجيل : 17/11/2009
مكان الإقامة : قلوب المحبيين
المزاج : فايقة ورايقة
نشاط و تواجد

أضواء على ألقاب الشيخ حسن الراعي - لقب الراعي - القسم الأول Empty
مُساهمةموضوع: رد: أضواء على ألقاب الشيخ حسن الراعي - لقب الراعي - القسم الأول   أضواء على ألقاب الشيخ حسن الراعي - لقب الراعي - القسم الأول Emptyالخميس يناير 05, 2012 7:36 pm

جزاك الله خير على هذه المعلومات النادره و القيمة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
صاحب المنتدى
صاحب المنتدى
Admin


المزاج : أضواء على ألقاب الشيخ حسن الراعي - لقب الراعي - القسم الأول 1
ذكر
عدد المساهمات : 7499
نقاط : 9388
تاريخ الميلاد : 14/02/1975
العمر : 49
تاريخ التسجيل : 20/05/2009

أضواء على ألقاب الشيخ حسن الراعي - لقب الراعي - القسم الأول Empty
مُساهمةموضوع: رد: أضواء على ألقاب الشيخ حسن الراعي - لقب الراعي - القسم الأول   أضواء على ألقاب الشيخ حسن الراعي - لقب الراعي - القسم الأول Emptyالخميس يناير 05, 2012 9:25 pm

جزاك الله خيرالجزاء ورحمك الله ووالديك وجعلها بميزان اعمالك
عمل تشكر عليه اثابك الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://qatana.ahlamontada.com
عين سلطان
عضو مميز
عضو مميز
avatar


المزاج : قطنا
empty
ذكر
عدد المساهمات : 237
نقاط : 244
تاريخ الميلاد : 17/06/1970
العمر : 54
تاريخ التسجيل : 24/12/2009
مكان الإقامة : بلاد الله الواسعة

أضواء على ألقاب الشيخ حسن الراعي - لقب الراعي - القسم الأول Empty
مُساهمةموضوع: رد: أضواء على ألقاب الشيخ حسن الراعي - لقب الراعي - القسم الأول   أضواء على ألقاب الشيخ حسن الراعي - لقب الراعي - القسم الأول Emptyالخميس يناير 05, 2012 9:39 pm

الله يعطيك الف عافية

على هذه الجهد المبارك

فعلا كتابة غنية بكل شي


الله يبارك بعلمك و عملك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نور قطنا
عضو متميز
عضو متميز
نور قطنا


المزاج : قطنا
empty
انثى
عدد المساهمات : 672
نقاط : 722
تاريخ الميلاد : 27/12/1986
العمر : 37
تاريخ التسجيل : 21/12/2009
مكان الإقامة : دبي

أضواء على ألقاب الشيخ حسن الراعي - لقب الراعي - القسم الأول Empty
مُساهمةموضوع: رد: أضواء على ألقاب الشيخ حسن الراعي - لقب الراعي - القسم الأول   أضواء على ألقاب الشيخ حسن الراعي - لقب الراعي - القسم الأول Emptyالخميس يناير 05, 2012 9:55 pm

جزاك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أطناوي وأفتخر
عضو مميز
عضو مميز
أطناوي وأفتخر


المزاج : قطنا
empty
ذكر
عدد المساهمات : 313
نقاط : 327
تاريخ الميلاد : 25/04/1982
العمر : 42
تاريخ التسجيل : 09/01/2010

أضواء على ألقاب الشيخ حسن الراعي - لقب الراعي - القسم الأول Empty
مُساهمةموضوع: رد: أضواء على ألقاب الشيخ حسن الراعي - لقب الراعي - القسم الأول   أضواء على ألقاب الشيخ حسن الراعي - لقب الراعي - القسم الأول Emptyالخميس يناير 05, 2012 9:57 pm

ما شاء الله
تبراك الرحمن
موسوعة علمية قيمة
الله يبارك بعلمك و عملك

و لا تحرمنا من اي معلومات عن مديتنا الجميلة


شكرا لك و لكل من ساهم بهذا العمل الرائع من نشر و كتابة
و نتمى لك دوام الصحة و العافية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أضواء على ألقاب الشيخ حسن الراعي - لقب الراعي - القسم الأول
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أضواء على ألقاب الشيخ حسن الراعي - لقب الراعي - القسم الثاني
» أضواء على ألقاب الشيخ حسن الراعي - لقب المغربي
» تكملة أضواء على ألقاب الشيخ حسن الراعي - لقب المغربي
» تابع أضواء على ألقاب الشيخ حسن الراعي - لقب الفتى - الحلقة الثالثة
» تابع أضواء على ألقاب الشيخ حسن الراعي - لقب الفتى - الحلقة الأولى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
قطنا :: المنتديات العامة :: شخصيات لها تاريخ-
انتقل الى: