قطنا
مرحبا بك في منتديات قطنا الثقافية و العلمية
و نشكر زيارتكم
ولتتمكن من الإستمتاع بكافة ما يوفره لك هذا المنتدى من خصائص, يجب عليك أن تسجل الدخول الى حسابك في المنتدى. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه.
و يرجى الانتباه بادخال الايميل الصحيح لانه عند التسجيل ستصلك رسالة تفعيل رمز الدخول الى بريدك الالكتروني و بعد التفعيل ستتمكن من الدخول بالاسم و كلمة المرور التي ادخلتها
كما ندعوكم لزيارة موقعنا قطنا نت www.qatana.net
قطنا
مرحبا بك في منتديات قطنا الثقافية و العلمية
و نشكر زيارتكم
ولتتمكن من الإستمتاع بكافة ما يوفره لك هذا المنتدى من خصائص, يجب عليك أن تسجل الدخول الى حسابك في المنتدى. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه.
و يرجى الانتباه بادخال الايميل الصحيح لانه عند التسجيل ستصلك رسالة تفعيل رمز الدخول الى بريدك الالكتروني و بعد التفعيل ستتمكن من الدخول بالاسم و كلمة المرور التي ادخلتها
كما ندعوكم لزيارة موقعنا قطنا نت www.qatana.net
قطنا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
قطنا

منتدى مدينة قطنا
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  
"وقـل اعمـلوا فسـيرى الله عـملكم ورسـوله والمؤمنـون"    

 

 تابع أضواء على ألقاب الشيخ حسن الراعي - لقب الفتى - الحلقة الأولى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو محمد الشيخ
عضو فعال
عضو فعال
avatar


المزاج : قطنا
ذكر
عدد المساهمات : 111
نقاط : 331
تاريخ الميلاد : 30/01/1948
العمر : 76
تاريخ التسجيل : 08/11/2010
مكان الإقامة : سوريا-قطنا

تابع أضواء على ألقاب الشيخ حسن الراعي - لقب الفتى - الحلقة الأولى Empty
مُساهمةموضوع: تابع أضواء على ألقاب الشيخ حسن الراعي - لقب الفتى - الحلقة الأولى   تابع أضواء على ألقاب الشيخ حسن الراعي - لقب الفتى - الحلقة الأولى Emptyالأربعاء مارس 21, 2012 5:18 pm

من ألقاب الشيخ حسن الراعي
لقب الفتى - الحلقة الأولى
قال الشاعر :
إن الفتى من يقول ها أنا ذا ليس الفتى من يقول كان أبي

قال مؤلف الفتح الصمداني : « وقد ذكرنا شيئًا يسيرًا جدًا من ترجمته الشريفة – أي ترجمة الشيخ أحمد بن علي الرفاعي - ليدرك اللبيب فخر خليفته العارف الرباني ، الأستاذ الشيخ حسن القطناني – رضي الله عنهما - :
وإن فتى كان الرفاعي شيخه فمركزه في العارفين رفيع » ( )
فمن هو الفتى ؟ وما هي أهم الصفات التي يتميز بها والتي تميزه عن غيره من الشباب ؟ والتي إذا انعدمت سلبت منه هذه التسمية ؟ ولماذا استخدم القرآن الكريم مصطلح « فتى » ولم يستخدم مصطلح " شاب " ؟ ولماذا استخدم الصوفية هذا المصطلح ؟ وهل له مفهوم عندهم يختلف عن اصطلاحه اللغوي ؟ للإجابة عن هذه التساؤلات يستدعي الأمر الرجوع إلى المعاجم اللغوية والتفاسير والتاريخ والأدب وكتب الصوفية والمصطلحات وغيرها .
فالفتى مصطلح يحسبه الكثيرون ليس غامضًا في اللغة ، ولكن مدلولاته وإيحاءاته قد تخفى على بعض الناس ، ومن هنا كان لا بد لأي بحث من تناول المعاني والمدلولات اللغوية . والفتوّة : صفة يرجع اشتقاقها إلى جنس الذّكور وما يتحلّون به من صفات القوّة ونحوها ، فالفتوّة ترجع إلى الفتى ، وفي المجال الأخلاقيّ « أو الاصطلاحيّ) ، فإن الفتوّة تعني اتّصاف المرء بما يوصف به الفتى من النّجدة والنّشاط وتوقّد الذّكاء ، قال طرفة :
إذا القوم قالوا من فتى ؟ خلت أنّني عنيت ، فلم أكسل ولم أتبلّد( )
يقال : الفَتيُّ والفَتِيَّةُ : الشَّابُّ والشَّابَّةُ ، والقياس : فَتُو فَتَاءً . وجمع الفَتَى : فِتْيَةَ وفِتيان ، وتَفَتَّى فلانٌ : أي تَشَبَّهَ بالفِتيان . ويجمع الفَتَى على الأفتاء( ). والفتى : السَّخِيُّ الكَرِيمُ . يقال : هو فَتًى بَيِّنُ الفُتُوَّةِ( ) . قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ : الفَتَى : الْكَرِيمُ ، هُوَ فِي الأَصل مَصْدَرٌ فَتِيَ فَتًى وُصف بِهِ ، فَقِيلَ : رَجُلٌ فَتًى( ). ومِنْ مَعَانِي الْفُتُوَّةِ فِي اللُّغَةِ : الْحُرِّيَّةُ وَالْكَرَمُ( ) ، وَيُسمى العَبْد وَالْأمة فَتى وفتاة وَإِن كَانَا كبيرين لِأَنَّهُمَا لَا يوقران توقير الْكِبَار لرِقِّيَتْهُما( ). وَفِي المِصْباح : الفَتَى فِي الأصْلِ يقالُ للشابِّ الحديثِ ، ثمَّ اسْتُعِيرَ للعَبْدِ وَإِن كانَ شيْخاً مجَازًا لتَسْمِيَتِه باسْمِ مَا كانَ عَلَيْهِ . وقولُه تَعَالَى : « وَإِذ قالَ موسَى لفَتاهُ » ( ) جَاءَ فِي التَّفْسِير أَنَّه يُوشَعُ بن نُون( ) ، سَمَّاهُ بذلكَ لأنَّه كانَ يَخْدمُه فِي سَفَرِه ، ودَلِيلُه قولُ : « آتِنا غَدَاءَنا » ( ) . والفَتِيُّ ، كغَنِيَ : الشَّابُّ من كلِّ شيءٍ . ويكنَى بالفَتَى والفَتاةِ عَن العَبْدِ والأَمَةِ ؛ وَمِنْه قولُه تَعَالَى : « تُراوِدُ فَتَاها عَن نَفْسِه » ( ) . يقالُ : فَتًى بَيِّن الفُتُوَّةُ ؛ وهُما فَتَيانِ ، بالتَّحْريكِ ؛ وَمِنْه قولُه تَعَالَى : « ودخَلَ مَعَه السِّجْن فَتَيان » ( ) جائِزٌ كَوْنهما حَدَثَيْن أَو شَيْخَين لأنَّهم كَانُوا يسمّون المَمْلوكَ فَتًى . قَالَ الشَّاعِر :
وَإِذا قيل من هجان قُرَيْش كنت أَنْت الْفَتى وَأَنت الهجان( )
قَالَ ابْن السّكيت يُقَال : تَفَتَّتْ الْجَارِيَة إِذا راهَقَت فخُدِّرَتْ ومُنعتْ من اللَّعب مَعَ الصّبيان ، وَقد فُتِّيَتْ تَفْتيةً . وَيُقَال لِلْجَارِيَةِ الحَدَثة : فتاةٌ ، وللغلام فَتى ، وتَصْغيرُ الفتاةِ فُتيَّةٌ ، وتصغير الفَتى فُتَيُّ . يُقَال لِلْجَارِيَةِ فتاةٌ ، وللغلام فَتًى ، وفَتِيٌّ من النَّاس بيِّن الفُتوَّة . قَالَ ابن قُتيبة : لَيْسَ الْفَتى بِمَعْنى الشابِّ والحَدثِ ، إنَّما هُوَ بِمَعْنى الْكَامِل الجزْل من الرِّجَال . يَدلُّك على ذَلِك قَول الشَّاعِر :
إِن الْفَتى حَمَّالُ كلِّ مُلِمَّةٍ ليْس الْفَتى بِمُنعَّم الشُّبانِ( )
ويقال : هذا فتي بيّن الفتوة وهي الحرية والكرم . قال عبد الرحمن بن حسان :
إن الفتى لفتى المكارم والعلى ليس الفتى بمُغَمَلَّجِ( ) الصبيان
وقال آخر:
يا عزّ هل لك في شيخ فتًى أبدًا وقد يكون شبابٌ غير فتيان
وتقول العرب : فتًى من صفته كيت وكيت من غير تمييز بين الشيخ والشاب ، وهذا فتًى بيّن الفتاء وهو طراءة السنّ . وهما فتاي وفتاتي : أي غلامي وجاريتي ، وسئل أبو يوسف عمن قال : أنا فتى فلانٍ ، فقال : هو إقرار منه بالرق". وقال لفتيته " و" لفتيانه ". قال قتادة : لغلمانه . وفُتّيت بنت فلان : منعت من الخروج وسترت وهي صغيرة وألحقت بالفتيات ، وتفتت هي . وأبرد من شيخ يتفتّى : أي يتشبّه بالفتيان . وتقول : هؤلاء فتوٌّ ما فيهم فتوة ، وهو جمع : فتًى( ). وقَوْله صلى الله عليه وسلم : « لَا يَقُلْ أَحَدُكُمْ : عَبْدِي وَأَمَتِي ، وَلَكِنْ لِيَقُلْ : فَتَاي وَفَتَاتِي »( ) : أَي غلامي ، وَكَأَنَّهُ كره أَن تنْسب الْعُبُودِيَّة إِلَى غير الله تَعَالَى( ) . والْفَتَى مِنْ النَّاسِ : الشَّابُّ الْقَوِيُّ الْحَدَثُ ، وَيُسْتَعَارُ لِلْمَمْلُوكِ وَإِنْ كَانَ شَيْخًا كَمَا الْغُلَامُ( ). والفُتُوَّةُ : الكَرَمُ والسَّخاءُ ، هَذَا لُغَة ؛ وَفِي عُرْفِ أَهْلِ التَّحْقِيقِ : أَنْ يُؤْثرَ الخَلْقَ على نفْسِه بالدُّنْيا والآخِرَةِ . وصاحِبُ الفُتُوَّة يقالُ لَهُ : الفَتَى ، وَمِنْه قولُ الشاعِرِ:
فإنّ فَتى الفتيان من رَاحَ واغْتَذَى لضرّ عدوَ أَو لنَفْعِ صَدِيقِ
وقَول امْرئ الْقَيْسِ :
لَنِعْمَ الْفَتَى تَعْشُو إِلَى ضَوْءِ نَارِهِ طَرِيفُ بْنُ مَالٍ لَيْلَةَ الْقُرِّ وَالْخَصَرِ( )
وقول آخر :
وَمَا الزَّيْنُ فِي بَادٍ تَرَاهُ وَإِنَّمَا يَزِينُ الْفَتَى مَخْبُوءُهُ حِينَ يُخْبِرُ( )
وأَنْشَدَ لِلْأَعَوَّرِ الشَّنِّيِّ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ :
لِسَـــانُ الْفَتَى نِصْفٌ وَنِصْفٌ فَؤَادُهُ فَلَمْ يَبْقَ إِلَّا صُورَةُ اللَّحْمِ وَالدَّمِ
وَكَائِنْ تَرَى مِنْ صَامِتٍ لَكَ مُعْجِبٍ زِيَادَتُهُ أَوْ نَقْصُــــــهُ فِي التَّكَلُّمِ( )
والفتوة : التجافي عن مطالبة الخلق بالإحسان إليه ولو أحسن إليهم ؛ لعلمه بأن إحسانه وإساءتهم إليه ، كل ذلك مخلوق لله تعالى( )« وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ »( ) . وعُبِّرَ عَنْ الفتوة فِي الشَّريعةِ بمكارِمِ الأخْلاقِ ، وَلم يَجِىءْ لَفْظُ الفُتُوَّة فِي الكِتابِ والسُّنَّةِ ، وإنّما جاءَ فِي كَلامِ السَّلَفِ ، وأَقْدَمُ مَنْ تكلَّمَ فِيهَا جَعْفَرُ الصّادِقِ ، ثمَّ الفضيلُ ، ثمَّ الإمامُ أَحمدُ وسهلُ والجنيد وَلَهُم فِي التَّعْبيرِ عَنْهَا أَلْفاظٌ مُخْتَلفَةٌ والمآلُ واحِدٌ . وفَتَوْتُهُمْ أَفْتُوهُم : غَلَبْتُهُمْ فِيهَا ، أَي فِي الفُتُوَّة( )ومن هذا الحكم الاستقرائي للفيروزآبادي وابن القيم والزبيدي يلاحظ « أن اسم الفتوة لا أصل له في الوحيين الشريفين ، يُبين بجلاء أنه من مستحدث الاصطلاح في التعبُّد ، وإن قال به بعض الأكابر، فالأولى عدم استعماله( )» . وقيل : الفتى في كلام العرب هو الحدث بالنسبة إلى غيره ، ثم إنها غلبت في عرف كثير من الناس على مكارم الأخلاق ، لكون الشباب ألين أخلاقًا من الشيوخ ، وصاروا يطلقون الفتوة على ذلك ، حتى قال بعض المشايخ : طريقتنا تَتَفَتَّى وليس تَتَعَرَّى( . وكما قال آخر منهم : التصوف خُلُقٌ ، مَن زاد عليك في الخلق زاد عليك في التصوف( ). وقيل : الْفُتُوَّةِ أَيْ : كَرَمُ النَّفْسِ وَتَخْلِيصِهَا مِنَ الْأَوْصَافِ الْمَذْمُومَةِ إِلَى الْأَوْصَافِ الْمَمْدُوحَةِ ، قَالَ فِي الْقَامُوسِ : الْفُتُوَّةُ : الْكَرَمُ ، وَقَدْ تَفَتَّى وَتَفَاتَى يَعْنِي : تَعَاطَى أَوْصَافَ الْفُتُوَّةِ وَتَخَلَّقَ بِهَا ، وَرَاضَ نَفْسَهُ حَتَّى صَارَ مِنْ ذَوِيهَا ، وَفَتَوْتُهُمْ إِذَا غَلَبْتَهُمْ فِيهَا( ) . وَأَصْلُ الْفُتُوَّةِ الشَّبَابُ ، وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ الْفَتَى فِيمَنْ كَمُلَتْ فَضَائِلُهُ وَمَكَارِمُهُ كَمَا جَاءَ « لَا فَتًى إلَّا عَلِيٌّ »( ) وَمِنْ هَذَا أَخَذَ الصُّوفِيَّةُ الْفُتُوَّةَ الْمُتَعَارَفَةُ بَيْنَهُمْ ، وَأَصْلُ مَدْلُولِهِ الْغُلَامُ الصَّغِيرُ إلَى أَنْ يَبْلُغَ ، وَقَدْ يُطْلَقُ عَلَى الرَّجُلِ الْمُسْتَحْكِمِ الْقُوَّةِ ، وَهُوَ عَلَى هَذَا إمَّا مَأْخُوذٌ مِنْ الْغُلْمَةِ وَهِيَ شَهْوَةُ النِّكَاح( ). وذكر ابن القيم أن الهروي ذكر من منازل « إِيَّاكَ نَعْبُدُ ، وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ » ( ) : منزلة : الفتوة . وقال : « الفتوة هي استعمال الأخلاق الكريمة مع الخلق » . ثم شرحها بقوله في « مدارج الساكين » : « وأصل الفتوة : من الفتى ، وهو الشاب الحدث السن »، قال الله تعالى عن أهل الكهف : « إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ( ) آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدىً » ( ). وأصل الفتوة عند الصوفية : « أن يكون العبد أبدًا في أمر غيره » . فعَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ : « لا يَزَالُ اللَّهُ تَعَالَى فِي حَاجَةِ الْعَبْدِ مَا دَامَ الْعَبْدُ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ »( ). سئل جعفر الصادق عنها فقال للسّائل : ما تقول أنت ؟ قال : إِن أُعطيت شكرت ، وإِن مُنِعت صبرت . فقال : الكلاب عندنا كذلك . فقال : يا ابن رسول الله ! فما الفتوّة عندكم ؟ قال : إِن أُعطينا آثرنا ، وإِن مُنِعنا شكرنا . وقال الفضيل بن عياض : الفتوّة : الصّفح عن عَثَرَات الإِخوان( ) . وسئل الإِمام أَحمد عن الفتوّة ، فقال : ترك ما تهوَى لما تخشى( ) . وسئل الجنيد عنها فقال : أَلاَّ تنافِر فقيرًا ، ولا تعارض غنيًّا . وقال الحارث المحاسبيّ : الفتوة أَن تُنْصف ولا تَنْتصف . وقال عمرو بن عثمان المكيّ : الفتوة حُسْن الخلق . وقال محمّد ابن علي الترمذيّ : الفتوة أَن تكون خصيماً لربّك على نفسك . وقيل : الفتوة أَلاَّ ترى لنفسك فضلاً على غيرك . وقال الدقَّاق : هذا الخُلُق لا يكون كمالُه إِلاَّ لرسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فإِنَّ كلَّ أَحد يقول يوم القيامة : نفسي نفسي ، وهو يقول : « أُمّتي أُمّتي » ( ) . وقيل الفتوّة : كسر الصّنم الذى بينك وبين الله وهو نفسك( ) ؛ فإِنَّ الله تعالى حكى عن قصة إِبراهيم أَنَّه جعل الأَصنام جُذَاذًا فكسر الأَصنام له ، فالفتى من كسر صنمًا واحدًا لله . وقيل : الفتوّة أَلاَّ تكون خصمًا لأَحد – يعني : في حظِّ نفسك - ، وأَمّا في حق الله فالفتوّة : أَن تكون خصمًا لكل أَحد ولو كان الحبيب المصافيا . وقال الثوريّ : أَن يستوي عندك المقيم والطَّارىءُ . وقال بعضهم : أَلاَّ يميز بين أَن يأْكل عنده وَليّ أَو كافر . وقال الجُنَيْد أَيضًا : الفتوة كفُّ الأَذى ، وبذل الندَى ، وترك الشكوى( ) . وقال سهل : هي اتِّباع السنَّة . وقيل : الوفاءُ والحفَاظ . وقيل : فضيلة تأْتيها ولا ترى نفسك فيها . وقال : أَلا تحتجب ممّن قصدك . وقيل : أَلاَّ تهرُب إِذا أَقبل العافي ، يعنى طالب المعروف . وقيل : إِظهار النعمة ، وإِسرار المحنة . وقيل : أَلاَّ تدّخر ولا تعتذر( ) . وقيل : تزوّج رجل امرأَة فلمّا دخل عليها رأَى بها الجُدريّ فقال : عيني ثم قال : عمِيتُ . فبعد عشر( ) سنين ماتت ولم تعلم أَنه بصير . وقيل : ليس من الفتوّة أَن تَرْبح على صديق . ويذكر أَن رجلا نام من الحاجّ بالمدينة ففقد هِمْيانًا فيه أَلف دينار . فقام فزِعًا فوجد جعفر بن محمّد فتعلَّق به وقال : أَخذتَ هِيْماني . فقال : أَيشٍ كان فيه ؟ فقال : أَلف دينار . فأَدخله داره ووزن له أَلف دينار، ثمّ إِنه وجد هِيْمانه فجاءَ معتذرًا إِلى جعفر بالمال ، فأَبى أَن يقبله ، وقال : شيءٌ أَخرجته من يدي لا أَستردّه أَبدًا( ). وقال الشيخ عبد الله الأَنصاري الهروي : « نكتة الفتوة : أَلاَّ تَشهد لك فضلاً ، ولا ترى لك حقَّا » يشير إِلى أَن قلب الفتوّة وإِنسان عينها : أَن تغيب بشهادة نقصك وعيبك عن فضلك ، وتغيب بشهادة حقوق الخَلْق عليك عن شهادة حقوقك عليهم »( ). وَقِيلَ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ السِّجْزِيَّ : مَا يَدْفَعُكَ عَنْ لُبْسِ الْمُرْقَعَّةِ( ) ؟ قَالَ : « مِنَ النِّفَاقِ أَنْ تَلْبَسَ لِبَاسَ الْفِتْيَانِ وَلَا تَدْخُلَ فِي حَمْلِ أَثْقَالِ الْفُتُوَّةِ ، فَقِيلَ لَهُ : وَمَا الْفُتوَّةُ ؟ قَالَ : رُؤْيَةُ أَعْذَارِ الْخَلْقِ وَتَقْصِيرَكَ ، وَتَمَامَهُمْ وَنُقْصَانَكَ ، وَالشَّفَقَةُ عَلَى الْخَلْقِ كُلِّهُمْ : بَرِّهِمْ وَفَاجِرِهِمْ ، وَكَمَالُ الْفُتُوَّةِ هُوَ أَنْ لَا يَشْغَلَكَ الْخَلْقُ عَنِ اللَّهِ »( ). وَسُئِلَ أَبُو الْحَسَنِ الْبُوشَنْجِيَّ عَنِ الْفُتُوَّةِ ، فَقَالَ : « حُسْنُ الْمُرَاعَاةِ وَدَوَامُ الْمُرَاقَبَةِ ، وَأَنْ لَا تَرَى مِنْ نَفْسِكِ ظَاهِرًا يُخَالِفُهُ بِاطِنُكَ »( ). وقال لما سُئِلَ عَنِ الْفُتُوَّةِ أيضًا : « الْفُتُوَّةُ عِنْدِي : فِي آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ وَخَبَرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَمَّا قَوْلُ اللهِ تَعَالَى : « يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ ، وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا ، وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ »( )، وَخَبَرٌ عَنِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « لَا يُؤْمِنُ الْعَبْدُ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ - يَعْنِي مِنَ الْخَيْرِ - وَيَكْرَهُ لِأَخِيهِ مَا يَكْرَهُ لِنَفْسِهِ »( ) ، فَمَنِ اجْتَمَعَ فِيهِ هَاتَانِ الْحَالَتانِ فَلَهُ الْفُتُوَّةُ »( ). وَقال عَنِ الْفُتُوَّةِ : « حُسْنُ السِّرِّ» ( ). وَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ الْخَلَدِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ الْخَوَّاصُ : « الْفُتُوَّةُ : احْتَقَارُ النَّفْسِ وَتَعْظِيمُ حُرْمَةِ للْمُسْلِمِينَ »( ) وقال أبو سليمان الداراني : « الفتوة : أن لا يراك الله حيث نهاك ، ولا يفقدك حيث أمرك »( ). وَقيل : لَمَّا كَانَ الشَّابُّ أَلْيَنَ عَرِيكَةً مِنْ الشَّيْخِ صَارَ فِي طَبْعِهِ مِنْ السَّخَاءِ وَالْكَرَمِ مَا لَا يُوجَدُ فِي الشُّيُوخِ ، فَصَارُوا يُعَبِّرُونَ بِلَفْظِ الْفَتَى عَنْ السَّخِيِّ الْكَرِيمِ . يُقَالُ : هُوَ فَتًى بَيِّنُ الْفُتُوَّةِ ، وَقَصَدَ يَفْتَى وَيُفَاتَى . وَاسْتِعْمَالُ لَفْظِ الْفَتَى بِمَعْنَى : الْمُتَّصِفِ بِمَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ مَوْجُودٌ فِي كَلَامِ كَثِيرٍ مِنْ الْمَشَايِخِ ، وَقَدْ يُظَنُّ أَنَّ لَفْظَ الْقُرْآنِ يَدُلُّ عَلَى هَذَا ، وهو ما أشار إليه مصنفو نضرة النعيم بقولهم : « ويتأكّد هذا المعنى اللّغويّ للفتوّة بما جاء في الذّكر الحكيم من وصف أهل الكهف بأنّهم « فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ »( ) ، وفي هذا إشارة واضحة إلى أنّ صفة الفتوّة فيهم تفيد : قوّة تحمّلهم ، وصلابة عزيمتهم ، وكمال عقولهم المتمثّل في الإيمان بالله تعالى( ) ، وأيدوا ذلك بقول ابن كثير في تفسير هذه الآية الكريمة : « ذكر الله تعالى أنّهم فتية ، وهم الشّباب ، وهم أقبل للحقّ وأهدى للسّبيل من الشّيوخ الّذين قد عتوا وانغمسوا في دين الباطل ، ولهذا كان أكثر المستجيبين لله ورسوله شبابًا ، وأمّا الشّيوخ من قريش فعامّتهم بقوا على دينهم ولم يسلم منهم إلّا القليل »( ). وَمِنْهُ قَوْلُ بَعْضِ الشُّيُوخِ : طَرِيقُنَا تَفْتَى وَلَيْسَ تَنْصُرُ . يَعْنِي : هُوَ اسْتِعْمَالُ مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ ؛ لَيْسَ هُوَ النُّسُكُ الْيَابِسُ . وَمِنْهُ قَوْلُ أَبِي إسْمَاعِيلَ الْأَنْصَارِيِّ الهروي : « الْفُتُوَّةُ :أَنْ تُقَرِّبَ مَنْ يَقْصِيك ، وَتُكْرِمَ مَنْ يُؤْذِيك ، وَتُحْسِنَ إلَى مَنْ يُسِيءُ إلَيْك سَمَاحَةً لَا كَظْمًا وَمُوَادَّةً لَا مُصَابَرَةً »( ). والفُتُوَّة نهاية الكَرَم . والفُتُوَّة منزلة حقيقتها منزلة الإِحسان وكفّ الأَذَى عن الغير وَاحتمال الأَذى منهم . فهي في الحقيقة نتيجة حُسْن الخُلُق وغايته . وبهذا يتّضح أنّ الفتوّة تشير إلى معان ذات قيمة أخلاقيّة عظمى ، حتّى وإن كانت في الأصل لا تشعر بمدح ولا ذمّ كما يقول الفيروزاباديّ ، ثمّ انتقلت اللّفظة بعد ذلك للدّلالة على معنى « استعمال الأخلاق الكريمة مع الخلق » كما يقول ابن القيّم( )ومعنى هذه العبارة أنّ الفتوّة هي التّطبيق العمليّ والتّنفيذ الفعليّ لما تقتضيه الأخلاق الحميدة الّتي لا بدّ أن يتحلّى بها من اتّصف بالفتوّة ، التي عدّت من منازل « إِيَّاكَ نَعْبُدُ ، وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ » وهي نتيجة حسن الخلق ، واستعماله « أي إخراجه إلى حيّز الوجود بعد أن كان هيئة راسخة في النّفس ، وقد لخّص ابن القيّم هذه الأقوال عند ما ذكر أنّ أصل الفتوّة عند القوم هي أن يكون العبد أبدًا في أمر "خدمة" غيره( ) . وقيل : الفرق بينها وبين المروءَة أنَّ المروءَة أَعمّ ، والفتوّة نوع من أَنواعها ؛ فإِنَّ المروءَة استعمال ما يجمّل ويزين ممّا هو مختصّ بالعبد ، أَو متعدّ إِلى غيره ، وترك ما يدنّس ويَشين ممّا هو مختصّ به أَو متعلِّقٌ بالغير ، أي إنّ المروءة تتعلّق بالنّفس وبالغير، والفتوّة تتعلّق بالغير فقط إذ هي أن يكون المرء في خدمة غيره( ) . وهي لم يعبَّر عنها في الشريعة باسم الفتوّة ، بل عُبّر عنها باسم مكارم الأَخلاق ؛ كما قال صلَّى الله عليه وسلَّم : « إِنَّ اللهَ بعثني لتمام مكارم الأَخلاق ، ومحاسن الأَفعال »( ). وقال الثعلبي : في خبر أصحاب الكهف : « إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ »( ) : شبان وأحداث آمَنُوا بِرَبِّهِمْ ، حكم الله لهم بالفتوّة حين آمنوا بلا واسطة لذلك . وقال أهل اللّسان : رأس الفتوّة الإيمان . وقيل : الفتى من لا يدّعي قبل الفعل ، ولا يزكّي نفسه بعد الفعل . وقيل : ليس الفتى من يصبر على السياط ، إنما الفتى من جاز على الصراط . وقيل : ليس الفتى من يصبر على السكين ، إنما الفتى من يطعم المسكين( ). والْفَتى : الشَّاب أول شبابه بَين المراهقة والرجولة ، والسخي وَذُو النجدة وَالْخَادِم . والفتوة : الشَّبَاب بَين طوري المراهقة والرجولة والنجدة ، ومسلك أَو نظام ينمي خلق الشجَاعَة والنجدة فِي الْفَتى( ). وَمِن جُموعِ الفَتَى : فِتْيَة ، وَمِنْه قولُه تَعَالَى : « إِذا أَوَى الفِتْيَةُ إِلَى الكَهْفِ » ( ) ، وجمع فتاة : فَتَياتً وَمِنْه قولُه تَعَالَى : « وَلَا تُكْرِهُوا فَتَياتِكم على البغاءِ » ( ) ، أَي إماءَكُم( ). قال الفقهاء : الناس : غلمان وصبيان وأطفال وذراري إلى البلوغ ، ثم هم بعد البلوغ شبان وفتيان إلى الثلاثين ، ثم هم بعدها كهول إلى الأربعين ، ثم بعدها شيوخ . واستنبط بعضهم ذلك من القرآن في حق بعض الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - قال الله تعالى في حق يحيى : « وآتيناه الحكم صبيًا » ( ) ، وفي حق عيسى : « يكلم الناس في المهد وكهلاً » ( )، وعن إبراهيم : « قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم » ( )، وعن يعقوب : « إنّ له أبًا شيخًا كبيرًا » ( ). وقيل : الفتى : الشاب من سن خمس عشرة إلى ثلاث وثلاثين( ). وقد كشف الراغب الأصفهاني عن العلاقة الوطيدة بين الفتوة والتصوف فقال : وأما الفتوة فكالمروءة : فإنها اسم لما يختص به الفتى من الفضائل الإنسانية ، لكن هي بالرجولية أشبه ، وقد استعارت الصوفية لفظ الفتوة للتصوف ، لكونها مشاركة له في جميع أفعالها إلا في الغرض ، فإن غرض الفتيان استجلاب محمدة الأقران ، وغرض المتصوفة استجلاب محمدة الرحمن ، بل مجرد مرضاته تعالى( ). ومثل ذلك ما قاله ابن المبارك في التفرقة بين الفتوة والقراءة : ما رأيت بين الفتوة والقراءة فرقاً إلا في شيء واحد : ما حظرت القراءة شيئاً إلا قبحته الفتوة ، وإنما يفترقان في أن القراءة يراد بها وجه الله تعالى ، والفتوة يراد بها وجوه الناس ومدحهم . وقد كان أستاذه سفيان الثوري يقول : من لم يحسن يتفتى لم يحسن يقترّى . أيّ : من لم يعرف أحكام التفتي فيقوم بها حتى يستحق وصف فتى لم يحكم أوصاف التقري حتى يوصف بأنه قارئ( ) . وقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ في شرح عبارة سفيان : إِنَّ مِنْ عَادَةِ الْفِتْيَانِ وَمَنْ أَخَذَ بِأَخْذِهِمْ بَشَاشَةَ الْوَجْهِ وَسَجَاحَةَ الْخُلُقِ وَلِينَ الْعَرِيكَةِ ، وَمِنْ شِيمَةِ الْأَكْثَرِينَ مِنَ الْقُرَّاءِ الْكَزَازَةُ وَسُوءُ الْخُلُقِ ، فَمَنِ انْتَقَلَ مِنَ الْفُتُوَّةِ إِلَى الْقِرَاءَةِ كَانَ جَدِيرًا أَنْ يَتَبَاقَى مَعَهُ تِلْكَ الذَّوْقَةَ وَالْهَشَاشَةَ ، وَمَنْ تَقَرَّأَ فِي صِبَاهُ لَمْ يَخْلُ مِنْ جَفْوَةٍ أَوْ غِلْظَةً . وَقَدْ يَتَوَجَّهُ قَوْلُ سُفْيَانَ إِلَى وَجْهٍ آخَرَ وَهُوَ : أَنَّهُ إِذَا انْتَقَلَ مِنَ الْفُتُوَّةِ إِلَى الْقِرَاءَةِ كَانَ مَعَهُ الْأَسَفُ عَلَى مَا مَضَى ، وَالنَّدَمُ عَلَى مَا فَرَطَ مِنْهُ ، فَكَانَ أَقْرَبَ لَهُ إِلَى أَنْ لَا يُعْجَبَ بِعَمَلٍ صَالِحٍ يَكُونُ مِنْهُ ، وَإِذَا كَانَ عَارِفًا بِالشَّرِّ كَانَ أَشَدَّ لِحَذَرِهِ وَأَبْعَدَ مِنَ الْوُقُوعِ فِيهِ( ) .

وقال الشعراوي في معنى الفتوة والفتوى والعلاقة بينهما : نسأل الله « أن يُوقِظ غفلتنا ويُنبِّهنا ويُحذِّرنا من دعاة الباطل الذين يُزيِّنون لنا الإسراف في أمور حياتنا ، ويُهوِّنون علينا الحرام يقولون : لا بأس في هذا ، ولا مانع من هذا ، وهذا ليس حرام . ربنا يعطينا المناعة اللازمة ضد هؤلاء حتى لا ننساق لضلالاتهم . لذلك جاء في الحديث الشريف : « استفت قلبك ، واستفتِ نفسك ، وإنْ أفتوك ، وإنْ أفتوك ، وإنْ أفتوك »( ) . وفي هذا دليل على أنه سيأتي أناس يُفتون بغير علم ، ويُزيِّنون للناس الباطل ، ويُقنعونهم به . والفتوى من الفُتوة : القوة ، ومنه قوله تعالى : « قَالُواْ سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ » ( ). كذلك الفتوى تعني : القوة في أمر الدين والتمكُّن من مسائله وقضاياه ، وإنْ كانت القوة المادية في أمر الدنيا لها حَدٌّ تنتهي عنده فإنْ القوة في أمر الدين لا تنتهي إلى حَدٍّ ، لأن الدين أمدُه واسع ، وبحره لا ساحلَ له . والقوة نعرفها في أي ناحية من النواحي ، لكن قوة القوى هي القوة في أمر الدين . نقول : فلان فتيٌّ يعني : قويٌّ بذاته ، وأفتاه فلان أي : أعطاه القوة ، كأنه كان ضعيفاً في حُكم من أحكام الشرع ، فذهب إلى المفتي فأفتاه يعني : أعطاه فتوة في أمر الدين . مثل قولنا : غَنيَ فلان أي : بذاته ، وأغناه أي : غيره ، كما يقول سبحانه : « وَمَا نقموا إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ الله وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ » ( ). إذن : فمهمة المفتي أن يُقوِّي عقيدتي ، لا أن يسرف لي في أمر من أمور الدين ، أو يُهوِّن عليَّ ما حرّم الله فيُجرِّئني عليه ، وعلى المفتي أن يتحرَّى الدقة في فتواه خاصة في المسائل الخلافية التي يقول البعض بحلِّها ، والبعض بحرمتها ، يقف عند هذه المسائل وينظر فيها رأي الإسلام المتمثل في الحديث الشريف : « الحلال بيِّن ، والحرام بيِّن ، وبينهما أمور مُشْتبهات ، فمن ترك ما شُبِّه له » - لا من فعل ما شُبِّه له يعني على الأقل نترك ما فيه شبهة – « فقد استبرأ لدينه » - إن كان متديناً – « وعِرْضه »( )- إن لم يكُنْ متدينًا - . إذن : مَنْ لم يقف هذا الموقف ويترك ما فيه شبهة لم يستبرىء لدينه ولا لعِرْضه . ومَنْ لم يُفْتِ على هذا الأساس من العلماء فإنما يُضعِف أمر الدين لا يُقوِّيه ، وبدل أن نقول : أفتاه . نقول : أضعفه( ). وقال محمد رشيد رضا : وَالِاسْتِفْتَاءُ فِي اللُّغَةِ السُّؤَالُ عَنِ الْمُشْكَلِ الْمَجْهُولِ ، وَالْفَتْوَى : جَوَابُهُ سَوَاءٌ أَكَانَ نَبَأً أَمْ حُكْمًا ، وَقَدْ غَلَبَ فِي الِاسْتِعْمَالِ الشَّرْعِيِّ فِي السُّؤَالِ عَنِ الْأَحْكَامِ الشَّرْعِيَّةِ ، وَمِنَ الشَّوَاهِدِ عَلَى عُمُومِهِ : « أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ » ( ) وَهِيَ مُشْتَقَّةٌ مِنَ الْفُتُوَّةِ الدَّالَّةِ عَلَى مَعْنَى الْقُوَّةِ وَالْمَضَاءِ وَالثِّقَةِ( ).

وقد وردت كلمة الفتى في القرآن الكريم بمشتقاتها عشر مرات : فقد جاءت بصيغة المفرد المذكر أربع مرات وهي قَوله تبَارك وَتَعَالَى : « قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى( ) يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ » ( ) وَقَالَ : « وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا » ( ) ، وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : « فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا » ( ) و قَوْله تَعَالَى : « وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ » ( ) ، وَوردت بصيغة المثنى المذكر مرة واحدة في قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : « وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ » ( ). وجاءت بصيغة جمع المذكر ثلاث مرات في قوله تعالى : « إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا »( ) ، وقوله تعالى : « نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى »( )، وقوله تعالى : « وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ » ( ) . وجاءت بصيغة جمع المؤنث مرتبن في قوله تعالى :« وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَناتِ الْمُؤْمِناتِ فَمِنْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ مِنْ فَتَياتِكُمُ الْمُؤْمِناتِ » ( )، وقوله تعالى : « وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ » ( ).

الباحث : محمود سعيد الشيخ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تابع أضواء على ألقاب الشيخ حسن الراعي - لقب الفتى - الحلقة الأولى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تابع أضواء على ألقاب الشيخ حسن الراعي - لقب الفتى - الحلقة الثالثة
» تابع أضواء على ألقاب الشيخ حسن الراعي - لقب الفتى - الحلقة الثامنة
» تابع أضواء على ألقاب الشيخ حسن الراعي - لقب الفتى - الحلقة السابعة
» تابع أضواء على ألقاب الشيخ حسن الراعي - لقب الفتى - الحلقة السادسة
» تابع أضواء على ألقاب الشيخ حسن الراعي - لقب الفتى - الحلقة الثانية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
قطنا :: المنتديات العامة :: شخصيات لها تاريخ-
انتقل الى: